الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على صفوة الخلق أجمعين محمد بن عبد الله خير خلق الله وعلى آله و زوجاته أمهات المومنين وصحابته الطيبين الطاهرين أما بعد يقول الحق سبحانه (بسم الله الرحمن الرحيم وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة) رواه مسلم (وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حق المسلم على المسلم ست " . قيل : ما هن يا رسول الله ؟ قال : " إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه " . رواه مسلم ) إذا فمن خلال هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية يتضح لنا أن تقديم النصح والنصائح إلى كل من هو مسلم واجب علينا لهذا فكرت في أن أكتب موضوعا في : (النصيحة وكيفيتها) فأقول مستعينا با الله موضوعي أو رسالتي هاته تتكون من عنصرين اثنين: (1)العنصر الأول: كيف أكون ناصحا مقبول نصائحه2)العنصر الثاني: بمن أبدأ با النصح
من أراد أن تكون نصيحته مقبولة ويكون من الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدال على الخير كفاعله) فعليه بتطبيق ما جاء في القرآن قال جل في علاه( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )(125 النحل)
إذا لابد من الحكمة والموعظة الحسنة وإلا فستكون النتيجة سلبية فا الناصحون في زماننا هذا كثر ولكن ليس هم ناصحون ومبشرون بقدر ما هم منفرين , وهذا تعريف للحكمة , قال ابن زيد( الحكمة : كل كلمة وعظتك أودعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة ) وقال أبو جعفر محمد بن يعقوب :(:كل صواب من القول ورث فعلا صحيحا فهو حكمة ) وفي تعريفات الجرجاني (كل كلام وافق الحق فهو حكمة ) إذا نحن محتاجون كنصحاء للكلمة المؤثرة والعبارة المؤثرة قال الله تعالى { وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِى أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} النساء 63 جاء في تفسير الألوسي ما نصه(( وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِى أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)): مؤثراً ليرتدعوا أو كلمهم على مقادير عقولهم ومتحمل طاقتهم.تحري الكلام اللين والرفق في تعليم الجاهل , وعظ المأموم , واعظ بعنف , فقال له رفقا فلقد أرسل الله من هو أفضل منك إلى من هو شر مني وأمره با الرفق فقال (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (طه44)) جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين
رواه البخاري. فمثل هذا الأسلوب الذي نحتاجه كدعاة ومصلحون ونصحاء , فعلا نغضب ونتأثر عندما نرى حرمات الله تنتهك لكن لانصب غضبنا على الفاعل أثناء نصحنا له قال الله تعالى { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (الأحزاب21) يجب على الناصح أن يكون لديه قاموسا فيه مصطلحات هادفة وعبارات ساحرة ولما لا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من البيان لسحرا) وأفضل الكلام تأثيرا كلام الله وحديث رسوله صلى الله صلى الله عليه وسلم .وهنا ينتهي العنصر الأول.
) العنصر الثاني بمن أبدأ
قال الله تعالى أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (البقرة44) وقال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) (البقرة3) وقال بعضهم : تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
ولله ذر أبي الأسود الدؤلي (الذي كان سببا في انقاد لغة الضاد من الضياع ) حين قال :
يأيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها * فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويشتفى * بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم
إذا بدون تعليق البداية تكون بأنفسنا كنصحاء ودعاة .
ثم بعد إصلاح ألأنفس جد واجتهد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم " . متفق عليه ) وهنا أضع نقطة الختام وأقول ما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطاء أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان, والعصمة لله ومن عصم , والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: النصيحة وكيفيتها 
الخميس 17 مارس 2011 - 23:34
