بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛
مشائخنا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله ونفع بكم ومتعنا بكم اللهم آمين، وأشهد الله على حبكم فيه

وبعد

هذا أخ يسأل عن مسألة ينتظر فيها فصلا جزاكم الله خيرا

أما المسألة، فهو يحب العلم وحضور الحلقات، فيعمد إلى إحدى الغرف الصوتية في أحد المواقع، والتي تحضرها الأخوات، ولكن دون مشاركات أو بمشاركات للضرورة وهذا قانون الغرفة
فالشاهد أنه يأخذ اللاقط ويقرأ من شرح الشيخ العثيمن لكل من الثلاثة الأصول والأربعين نووية وكذا في حصة أخرى يقرأ لشرح الجزرية ويردد الأبيات مرارا ليجفظها الحاضرون والحاضرات، وكذا الشأن مع الأرجوزة الميئية في ذكر حال أشرف البرية لابن أبي العز رحمه الله

فهو يدخل الغرفة ويقرأ كل هذا بصوته، فمثلا يوم الأحد يقرأ من الجزرية والاثنين السيرة، وهكذا حسب البرنامج

وهذا دون الدخول في كلام جانبي، لا بين الإخوة وحدهم فضلا عن بين الإخوة والأخوات
ويطرح أثناء الحصة أسئلة عما قرأه ليرى إجابات الحاضرين وليصنع نشاطا في الغرفة ولا يمل الحاضرون فيها

والشبهة وقت في قلبه بعدما بعثت له إحدى الأخوات هذه الرسالة

تابعت في الغرفة عدة مرات حتي أُلِم بما تحتويه الغرفة كاملاً
ووجدت الآتي
أولا : بالنسبة للمنهجية فماشاء الله هي قيمة وفيها فائدة كما أن أصلاً فكرة تعليم الغير هي فكرة جيدة فكما نعلم جميعاً أن فضل تعليم الغير كبير ومنها أن الملائكة يصلون علي معلم الناس الخير وغيرها الكثير مما يبين قيمة هذا العمل
ثانيا : وهذة التي كانت تمنعني من إرسال الرسالة كل هذة المدة وكدت ألا أرسلها ولكني استخرت الله عز وجل وسأرسلها وليقضي الله أمراً كان مفعولا .. الله المستعان
من المعلوم أن الإنترنت صار ملئ جداا بالدورات والغرف الصوتية التي تُعلم العلم الشرعي وأيضاً يوجد الكثـــــير من الغرف الصوتية التي تخص الأخوات حيث تكون المتعلمة والملقية فيها من الأخوات ، فبعد هذا التقدم لا يوجد داعي لأن نقوم بإنشاء غرفة مشتركة بين الأخوة والأخوات لما يترتب علي ذلك من فتنة ، هذة الفتنة قد لا يتسبب فيها أحد بعينه ولكنه الشيطان الذي يزين الأعمال ويوسوس في الصدور ولا يزال بالعبد - سواء كان أخ أو أخت - حتي يوقعه فيها ، فلسنا نأمن علي أنفسنا الفتنة وإن أمنا علي أنفسنا فلن نأمن علي غيرنا ولو فتن غيرنا بنا تحملنا وزره فما أعظم أن نتحمل أوزار غيرنا ! أنتحمل وزر غيرنا ونحن أصلاً لا نستطيع تحمل أوزارنا ! ، والشيطان لن يهدأ أبداً ولا يزال الشيطان يلقي بحباله علينا حتي نزل ، وأيضاً لما يترتب علي هذة الغرف من مفاسد غالباً ما تكون أكثر من المصالح - لأن المصالح نستطيع أن نأخذها من أي مكان آخر - والمفاسد التي تنتج عن مثل هذة الغرف هي الإعجاب والتفقد والتعلق وغيرها وهذة من أعظم المخاطر ، يا أخي الرسول صلي الله عليه وسلم وهو المعصوم من الخطأ والزلل كان أكثر دعاءه اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا علي دينك
فطالما نحن لا نملك قلوبنا إذا نبعد قلوبنا كلياً عن مواضع الفتنه وليس نقرب ونقول يارب لا تفتني !
ومن هنا ينبغي أن أوضح أني لا أقصدكم ولا أقصد أحداً بعينه ممن معكم في الغرفة ولكني هنا أتكلم عن الحاصل في مثل هذه المواطن
فلك أن تتخيل أن الغرفة مثلها مثل من يتكلم مع أحد عبر الهاتف والثاني يرسل له الرسائل النصية ، وكلاهما فتنة وطالما أن مجال الإنترنت يعطينا نفس الخدمة بطريقة تبعد كل البعد عن وجود فتنة فلم نأتي لهذة الطرق التي ضررها أكثر من نفعها .

ومن هنا ينبغي أن أوضح أيضاً أنني ليس لي أدني مصلحة من أن أقول هذا الكلام ووالله لم أقله إلا من باب النصيحة الخالصة لله عز وجل ، ولم يكن إضافتي لرد في موضوعكم إعلان للمنتسبين في قسم طلب العلم ، وبينت فيه أني سأضع دورة للعلم الشرعي وبالفعل بعدها بأيام وضعت موضوع الدورة التي قمت بوضعها لم يكن كل هذا إلا بعد أن اطلعت علي كل ما يخص الغرفة وجاء رأيي الذي ذكرته آنفاً فأردت أن أقوم ببرنامج موازي لبرنامج النصرة فأنقذ من أستطيع أن أنقذه من بنات جنسي - لأني مسئولة عنهم - وذلك لما أعلمه من طيبعتهم فلم نلق بأنفسنا إلي التهلكة بأيدينا ،
وأصلاً قمت بضغط وقتي بقدر ما أستطيع وأيضاً الوقت لا يكفي ، وأقول هذا حتي لا يأتي في أنفسكم شكاً ولو بسيط أني قمت بإنشاء الدورة لهدف في نفسي وأنا والله لم أضعه إلا لله وللسبب الذي ذكرته لكم أنفاً

وأخيراً لكم الخيار في إكمالها بعد أن ثبتت الحجة -وأظنكم تعلمون أن خطر الفتنة عظيــــم - أو عدم إكمالها وأقترح ألا تكون الطريقة مباشرة ، يعني يكون الإعتذار عن الإكمال في الغرفة بطريقة غير مباشرة من مشاغل وغيرة حتي لا يكون ذلك حرجاً لأحد ممن كان في الغرفة .
وأيضاً لا يفوتني أن أسأل الله أن يجزيكم خيراً علي نيتكم أصلاً في إلقائكم في هذة الغرفة وتعليم الناس الخير وأيضاً نيتكم في التوقف حرصاً علي أخواتكم المسلمات ومنعاً للفتن ، فأسأل الله أن يجزيكم خيراً علي هذا
هذا ما من الله به عليّ وليقضي الله أمراً كان مفعولاً
والسلام عليكم

انتهى كلامها

فما ردكم شيخنا، وهو متوقف عن هذا حتى يسمع رأيكم، مع العلم أن هذه الجلسات رغم كثرتها لم ينشأ فيها خضوع في الكلام في الحصة، وحفظ البعض كثيرا من متن الثلاثة الأصول وكذا الجزرية وكذا الأربعين نووية خفظا متقنا مع الشرح

فالرجااء شيخنا إجابته ودلالته هل يتوقف تورعا أم يواصل جلبا لمصلحة عمارة غرفة إسلامية واستفادة أهلها؟