مع أني لم أفهم من هذه الأسطر التي أبدعتها أخي العاصمي إلا ماجال في فكرى وخاطري والذي أشك في أنه يطابق ما قصدت بها ... إلا اني في إنتظار قطع الحكمة (القــــصة)

الحكمة التي خرجتُ بها من القصة: قوله تعالى
( يا أيها الذين آمنوا لا تسألُوا عن أشياء إنْ تُبد لكم تسؤكم)!!

أحسن اللهُ إليكم و أثابكم خيرا
قصة لها حكمة بالفعل، و هي جديرة بالاهتمام و الوقوف عندها مليا,,فهي تصف حالنا في تعاملاتنا..
لكني أقول: ليس كل الناس يقدر أن يُحلّل كما حلّلتم و فككتم لغز "الثلاجة",,!
ليس كل الناس يجرؤ على فتح الثلاجة، و ليس كلهم يستطيع أن يقوم بخطوة تحذف كل ما سبق,,,
لمــاذا أقول هذا...؟؟؟
لأنّ المشكلة لا تتعلق بالثلاجة فقط، و لكن بفاتح الثلاجة..! فليس سهلا الإقدام على فتحها، إذْ دونها النفس و كوامنها المرضية، و ليس يُقدم على فتحها و التخلص على الشكوك إلا ذو قلب سليم طيّب صاف.. فثمة أنفس تؤثر هذا الجانب السيء في النفس، و تأبى إلا أن تُبقي على الثلاجة مغلقة، فهي لو أقدمت على خطوة فتحها لسلمت بعدها و ارتاحت الظنون، لكن....!!!!
- (رغم أن الألفاظ هي قوالب المعاني فلا يمكن أبدا فهم ما يريده كاتب من كتابته إلا بدراسة شخصيته والغوص في أسلوبه وطريقة ربطه بين الكلمات والمعاني ومنهجه في عرض أفكاره ثم تفكيك تلك الأفكار الى عناصرها الأولية وإعادة تركيبها من جديد لتعطي الصورة التي رسمها لنا الكاتب بأفكاره)
لفتة قلّ من ينتبــه لها,,,بارك الله فيكم
-(لم لا يتشجع أحدنا ويقوم بخطوة تحذف كل ما سبق من سوء فهم واتهام وتجعل الأمور تسير في الاتجاه الصحيح؟؟)
ليت ذلك يكون، و عساه يلقى قلوبا واعية و آذانا صاغية...

سليلة الغرباء كتب:

أختي أسماء
رغم تفسيرنا لرمز الثلاجة هنا إلا أني وجدت الأخ العاصمي كأنه فسر الماء بالماء
يعني لم يفسر تفسيرا واضحا لما قصده من معنى الثلاجة
قد يكون تفسيره غير تفسيرنا
عموما أنا فسرتها الدنيا والخوف ,,,, هي تجاربنا وتأثيرها في دنيانا على أنفسنا وما تبقيه من رهبة في النفس على الإقدام على المجهول الذي هو الغيب المخفي بداخل الثلاجة وهو محجوب لا نراه إلا إذا فتحنا الثلاجة
وفتح الثلاجة يعني مواصلة طريقنا في الدنيا لاكتشاف ما خبأه لنا القدر
وهذا يحتاج منا دائما شجاعة أدبية وثقة وقوة عزيمة لطرد الخوف الذي يجعلنا نخاف من الثلاجة
هل هذه هي الثلاجة في النص أعلاه ؟؟؟

أختي سليلة
الذي فهمتُه من تفسير الثلاجة: ذاك التصور الذي رسمه لنا خيالُنا و ذهنُنا عن الطرف الآخر، كأن أقرأ لكِ أموار في كتاباتك أو من خلال ردك، فأفهم منها أمرا لم يدُرْ في قصدكِ، حيث حكمتُ على نيتك من وراء كتابتكِ من خلال ألفاظ لم أتفهّمها جيدا ولم أتبيّن قصدكِ فيها، فكيف إذا رسمتُ لنفسي صورةً عنكِ مسبقة!ثم جئتُ أقرأ ردّا لك و قد يكون مخالفا لبعض أفكاري، فإنّ الصورة حينها ستزداد سوءا، و يُفسح المجال حينها لوغر القلوب!..فالسبب الذي أدى إلى سوء التفاهم و التنافر تبعا ذلك، هي تلك الصورة السطحية السوداء التي رسمها ذهني من خلال قراءتي الخاطئة،التي تأبى أن تغوص في حقيقة معاني الكاتب، حيث أقوِّلُ كلماته ما لم تقله و أحمّلها ما لم تحتمله..فلو أني عرفتُُ طبيعة هذا الكاتب و اقتربتُُ منه أتحسّس معاني كلماته بنية حسنة ليس وراءها تصيّد عثرات، لو عرفتُ شخصية الكاتب فإني لن أحكم عليه أبدا من خلال ألفاظه.لماذا؟ لأنه قد يحدث أن تزل الألفاظ و يسوء التعبير من غير قصدٍ من الكاتب، فأنا حينها أعذره و لن أحمِلَ كلامه إلا على أحسن محمل.لماذا؟ لأني قد عرفتُ طبيعته و اقتربتُ من نفسيته و استجليتها و عرفتُ خباياها، فأنتِ مثلا يا سليلة بما أني أعرفك فإني لا أستطيع إلا أن أرسم صورة حسنة من خلال قراءتي لكتاباتك، مهما توحي لي الكلمات بمعانٍ قد لا أرتضيها و لا أوافقها، لكني حينها سأقول إنها سليلة، و لعلها أخطأت التعبير فل تقصد كذا، بل صرتُ أعرف طريقة تعبيرك، و هذا ما يعينني على فهم الغرض من ألفاظك..
الحاصل: أن اتهامنا بعضنا و تنافرنا و تباعدنا، ناجم عن الصورة التي نرسُُمها في خيالنا لبعضنا، و ما نتوهّمه في أذهاننا من اشياء عن بعضنا بعيدة كل البعد عن الحقيقة..فلماذا لا نراجع أنفسنا و نحذف هذه التصورات المسبقة من أذهاننا؟، و لا شك أنها تحتاج إلى شجاعة، لكن من يفعل ذلك سيرتاح بعدها إذ ترتاح ظنونه و تخسأ هواجسه، إذ سيكتشف أنّ ما حمله من فكر عن الآخر لا يستدعي ذاك الحجم الكبير، و سيرى حينها أنّ الأمر بسيط و يثلج صدره تماما كما هو الشأن مع الظامئ عندما يجد الماء البارد..
اقرئي قول العاصمي:
"هذه الصورة التي رسمتها لنا مرآتنا المقعرة عن (الآخر) هي التي أسميتها بالثلاجة".
" إنها الثلاجة ذلك البعبع المخيف الذي صنعته لنا أوهامنا وأدخلتنا به في دوامة من الشك والشك المضاد "
هذا و أعتذر من الأخ العاصمي إن أسأتُ فهم صورته، و أرجو تصحيحها لنا إن رأى زيغا و انحرافا..و نرجو أن يتفضل بتحليل الصورة لتزداد جلاء عند أختي سليلة.

عبد القادر 26 كتب:

العاصمي من الجزائر كتب:

فلا يمكن أبدا فهم ما يريده كاتب من كتابته إلا بدراسة شخصيته والغوص في أسلوبه وطريقة ربطه بين الكلمات والمعاني ومنهجه في عرض أفكاره ثم تفكيك تلك الأفكار الى عناصرها الأولية وإعادة تركيبها من جديد لتعطي الصورة التي رسمها لنا الكاتب بأفكاره فنوصف بالموضوعية أو تعطي الصورة التي رسمناها للكاتب من خلال مشاعرنا وعواطفنا فنوصف بالذاتية فالأولى صورة مجردة ترسم الحقائق كما هي وتعطي كل ذي حق حقه أما الثانية فهي مختزلة ترسم لنا الحقائق مشوهة بعيدة كل البعد عن الواقع ..
..

الذي اعرفه أن طالب العلم أو القارء .. يمكنه إذا كان له نوع خبرة أن يعرف كفاءة الكاتب و منهجه و تدينه من خلال مقاله ... لا أن يفهم مقاله من خلال دراسة شخصيته و الغوص في أسلوبه ... و الله أعلم لعلي مخطأ ...
عموما بارك الله فيك فالمعنى قد وصل .... تح يآآآ تي

يّها المشاكس .. حقّا قد اجبرتني على الردّ رغم أنّي كنت اعد نفسي بشيء من الوقت لإهدائكم موضوعا جديدا .. لكن لا علينا فلست من يردّ على ابن القيّم (إبتسامة) ومع هذا فهو شيخي وسأكتفي بلفت إنتباهك إلى ما جاء في أعطافه .. عفوا .. في أدراجه .. وأقول شرطك يسقط إعتراضك ويجعلك في خندق أخيك ... إذا كان له شيء من ماذا .. قلت من الخبرة .. فما هي هذه الخبرة إن لم تكن إلمامك بأسلوب الكاتب وشخصيته بل حتّى ببيئته وطفولته ... ولا تخف فلن أمثّل لك بعلم الجرح والتعديل .. بل سأذكرّ لك طرفا من تعامل العلماء مع الأدباء وانظر إعتذار الالباني الإمام لسيّد قطب الأديب رحمهما الله وكيف ذكر بأنّ سيّدا أديب ولغة الأدب غير لغة العلم ومن الإجحاف محاكمة كاتب لمجرّد قوله دون نظر للملابسات من سياق إنشائي (أسلوب) وتاريخي (بيئة) .. ولعلّي عقّدت الأمور أكثر فإنّي على عجلت من أمري لعلّي أفرغ من نسخ الهدية قبل صلاة المغرب - إن شاء الله - ولي عودة لهذا التعليق والتعليق الذي قبله فلا تظنّنك قد سلمت من المعارضة وسآتي على باقي التعقيبات ايضا ولولا الوقت -وأنا كثير الكلام- لأتحفتك بما يجبرك على الردّ ومع هذا فساتوقف عن السرد فلست ممن يفسّر الماء بالماء إلاّ إذا ادركني العناء (إبتسامة) ..

العاصمي من الجزائر كتب:

فما هي هذه الخبرة إن لم تكن إلمامك بأسلوب الكاتب وشخصيته بل حتّى ببيئته وطفولته.. بل سأذكرّ لك طرفا من تعامل العلماء مع الأدباء وانظر إعتذار الالباني الإمام لسيّد قطب الأديب رحمهما الله وكيف ذكر بأنّ سيّدا أديب ولغة الأدب غير لغة العلم ومن الإجحاف محاكمة كاتب لمجرّد قوله دون نظر للملابسات من سياق إنشائي (أسلوب) وتاريخي (بيئة)..

و كأني بالكاتب المحقّق محمود شاكر وعملِه في الكشف عن صورة شاعر العربية "المتنبي".. حيث أجلى و أبانَ عن صورةٍ مغايرة تماما لتلك التي حفظناها في ذاكرتنا و رسمناها له في أوهامنا بفعل هضمنا و تسليمنا لأخبار الرواة و المؤرخين والتي فيها الزيف الكثير، حيث حركتها مشاعر العداء و الحقد على الشاعر، فأُشربنا صورة غامضة للمتنبي فيها الشك والضباب، فمن كارهٍ لهذا الشاعر الذي ادّعى النبوة!! و نافرٍ عنه و عن كبريائه!!,, و غيرها من المشاعر و الأحاسيس المرتبطة بقراءاتنا "الذاتية" لشعره وأسلوبه.. إلى أنْ أتى شاكر رحمه الله، حيث أجلى صورةَ الشاعر و حلّل ألفاظه و بيانَه من خلال استجلاء نشأته و رسم شخصيته المرتبطة بالبيئة و العصر و الظرف الذي شهده شاعرُنا "المتنبي"، من خلال توثيق أخبار الرواة و تحقيقها، و أبانَ شاكر عن عمل المؤثرات و العوامل الخارجية في وجدان الشاعر و نفسيّته الشاعرية!!,, و ارتباط ذلك كله بأسلوب شعره الذي صوّرَ نفسيتَه و حركة وجدانه أصدقَ تصوير، فصارت صورة "المتنبي" عندنا -بعد غوص "شاكر" في أسلوب الشاعر و ربطها بشخصيته- واضحةً تمام الوضوح، لا لبس فيها و لا غموض.(اذكر أني قلتُ و أنا أستشكف صورة المتنبي من خلال بيان "شاكر" و تحليله: أهذا كل ما في الأمر...!!؟؟)

اقتباس :

حقّا قد اجبرتني على الردّ رغم أنّي كنت اعد نفسي بشيء من الوقت لإهدائكم موضوعا جديدا

إي نعم
نحن في إنتظار كل جديد .. طلباً لكل ما هو مفيد

اقتباس :

ولعلّي عقّدت الأمور أكثر

لا انكرصعوبة الفهم يااا حِب .. فقد تشعبت الأفكار .. لكن الحمد لله تداركتنا أختنا أسماء بتعقيبها الأخير الذي شرحت من خلاله الفكرة أكثر .. جزاكم الله خيراً و بارك فيكم جميعاً
مستمتع أنا بمتابعتكم ...
أخوكم