الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فقبل الإجابة عن السّؤال فإنّه لا بدّ من تحديد من هم أولئك الّذين سيقع منهم الاشتراك ؟ ثمّ بيان معنى الاشتراك ؟
هل المقصود أن يشترك أسرتان ؟
أو أن المقصود اشتراك أفراد الأسرة الواحدة ؟
1) فإن كان المقصود الأوّل: وهو اشتراك أكثر من أسرة، فإنّه لا بدّ أن نعلم ما يلي:
- يجوز الاشتراك في الإبل والبقر.
فيشترك سبعة من البيوت ( أي: أُسَرٌ ) في البقر والإبل، للحديث الذي رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: ( نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِصلّى الله عليه وسلّم البَدَنَةَ
– أي: النّاقة – عَنْ سَبْعَةٍ، وَالبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ ).
بل إنّ إسحاق بن راهويه وابن خزيمة وغيرهما ذهبوا إلى أنّ البدنة تُجزئ عن عشرة بيوت، وهو قول قويّ يدلّ عليه حديث التّرمذي بسند حسن عن ابن عبّاس
رضي الله عنهقال: ( كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفر، فحضر الأضحى، فاشتركنا في البقرةسبعة، وفي البعير عشرة ). وإنّما لم يقل بهذا عند
كثير من أهل العلم لاختلافهم في سند الحديث.
2) أمّا الشّاة، فلا تُجزئ إلاّ عن بيت واحد، لأنّ الأصل أنّ العبادات لا تقبل الاشتراك، وللحديث الّذي رواه أحمد وأبو داود عن مخنف بن سليم رضي الله عنه أنّ
النبيّ صلّىالله عليه وسلّمقال: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ عَلَى أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ أُضْحِيَةٌ كُلَّ عَامٍ)) وهو حديث حسن.
ومعنى أهل البيت الواحد: أهل الرّجل الّذين هم تحت كفالته ونفقته ولو كانوا مائة نفس.
أمّا إذا أراد الأبناء إعانة والدهم على شراء الأضحية فجائز، بل مستحبٌّ، ولكن هذا لا يسمّى اشتراكا، بمعنى أنّهم لا يعتبرون قد ضحّوا جميعا، ويشتركون في
الأجر.
إنّما المضحِّي هو الوالد، فله أجره كاملا إن شاء الله، وللأولاد أجر الهبة والعطيّة، وإنّما دخل الخطأ على من دخل حين سمّى ذلك اشتراكا.
ثمّ إنّه إذا كان يجوز للمسلم أن يشتري لأخيه المسلم شاةً ليُضحِّي بها، فمن باب أولى يجوز الإعانة على شراء بعضها.
والله أعلم.
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: هل يجوز لأهل البيت الواحد الإشتراك في الأضحية؟؟؟ 
الجمعة 20 نوفمبر 2009 - 16:59
