الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 محاضرة وسائل الثّبات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مهدي أبو عبد الرحمن
Admin
مهدي أبو عبد الرحمن

عدد الرسائل :
290

الموقع :
www.nebrasselhaq.com

تاريخ التسجيل :
05/04/2009


محاضرة وسائل الثّبات Empty
مُساهمةموضوع: محاضرة وسائل الثّبات   محاضرة وسائل الثّبات I_icon_minitimeالخميس 12 نوفمبر 2009 - 15:43



محاضرة وسائل الثبات



 



إلقاء: أبي جابر عبد الحليم توميات



ببلديّة " أولاد يعيش " بالبليدة 06 رمضان 1430 هـ



 



إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا الحكمة والقرآن، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وألبسنا لباس التقوى خير لباس، الحمد لله حمدا طيّبا كثيرا مباركا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضاه.



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، لا ربَّ غيرُه ولا معبودَ بحقٍ سواه، وأشهد أنّ محمّداً عبدُه ورسولُه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتّبع سنّته واهتدى بهداه، أمّا بعد:



المقدّمة:



فإنّ أعظم نعمة يمنّ بها المولى عزّ وجلّ على عباده هي نعمة الهداية إلى الإسلام، ثمّ الاستقامة عليه مدى الأيّام، قال تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} [البقرة: من الآية198]،{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:122]..



فأيّ نعمةٍ أعظمُ و أتمُ من أن تتنزلَ ملائكةُ الله بكلمات الله على رسول الله لتقول للإنسان هذا طريقُك إلى الله:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:].{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}..



ولا تزال سحائب هذه الرّحمة، ومظاهر هذه النّعمة تتواصل على العباد حتّى يهدِيهم الله تعالى يوم التّناد، فبعد أن هداهم في الدّنيا إلى طريق الجنّة وأسبابها، يهديهم يوم القيامة إلى طريق الجنّة وأبوابها:{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف من الآية:43]..



ولكنْ .. هل تكفي مجرّد الهداية ؟.. هل أصبحت آمنا بعد أن جنّبك الله سبل الضّلال والغواية ؟!..  



أليس هناك كثير من النّاس ممّن هُدوا إلى الطيّب من القول، والصّالح من العمل، ثمّ ارتدّوا على أدبارهم، وعادوا على آثارهم ؟..



أليس هناك أقوام كُثُرٌ مسّهم نصيب من هذه المنّة فعرفوا طريق الجنّة، وساروا زمنا مع السّائرين إليها، وأقبلوا دهرا مع المقبلين عليها، فإذا بك لا تراهم مع السّائرين، وتاهوا مع الحائرين ؟



ولن تجد لذلك جوابا، ولن تفتح لهذه الحقيقة بابا إلاّ إذا قرأت قول الله تعالى:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:27]..



إليك جوابا من نبيّك صلّى الله عليه وسلّم .. تجد وقعه في قلبك أشدّ من وقع الآيات الواصفة للنّار وهي تلفح وجوه الفجّار ..



روى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ:



(( وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا.. وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا ))..



وفي الصّحيحين عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا )).



وبكى بعض الصّحابة عند موته، فسئل عن ذلك فقال:" كيف لا أبكي وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( إنّ الله قبض خلقه قبضتين، فقال: هؤلاء في الجنّة ولا أبالي، وهؤلاء في النّار ولا أبالي )) ولا أدري في أيّ القبضتين كنت "!!..



وكان سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى يشتدّ قلقه من الخواتيم، فكان رحمه الله يبكي ويقول:" أخاف أن أُكتب في أمّ الكتاب شقيّا " وكان يقول: " أخاف أن أسلب الإيمان عند الموت "..



وكان مالك بن دينار يقوم ليله يبكي قابضا على لحيته ويقول: " يا ربّ ! قد علمت ساكن الجنّة من ساكن النّار، ففي أيّ الدّارين منزل مالك ؟ "..



فمن واجب كلّ مسلم عرف هذه النّعمة أن يحرص على دوامها، وأن يهتمّ بزيادتها، أكثر من حرصه على دوام وزيادة غيرها من النّعم، فمن طبع الإنسان أنّك تراه حريصا على دوام نعمة الصحّة أو الأمن أو المال أو الولد، ويخاف من زوالها بعد أن منَّ بها عليه الله تعالى، فينبغي أن يكون حرصه على نعمة الإيمان والاستقامة أكبر وأشدّ، وأن يسلك كلّ السّبل الّتي توصله إلى الثّبات على الدّين، لأنّ هذه النعمة هي سبب النجاة في الآخرة وطريق السّعادة الأبدية.



فإليك أخي الكريم هذه الأسباب .. أسباب الثّبات على صراط العزيز الوهّاب .. إليك مفاتيح هذه الأبواب .. لا تزال تلجها حتّى تصل إلى باب دار لا لوم فيها ولا عتاب ..{ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: من الآية195]..



عدل سابقا من قبل مهدي أبو عبد الرحمن في الخميس 12 نوفمبر 2009 - 15:55 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهدي أبو عبد الرحمن
Admin
مهدي أبو عبد الرحمن

عدد الرسائل :
290

الموقع :
www.nebrasselhaq.com

تاريخ التسجيل :
05/04/2009


محاضرة وسائل الثّبات Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرة وسائل الثّبات   محاضرة وسائل الثّبات I_icon_minitimeالخميس 12 نوفمبر 2009 - 15:45

- كثرة الدّعاء والافتقار إلى الله ..


ألا إنّ الثّبات على الهداية وسبلها، والاستقامة على الصّالحات وعملها لهو أعظم ما شغل الصّالحين وأبكى أولياء الله المتّقين ..


ألا إنّ الثّبات على هذا الدّين هو الّذي فجّر صرخات العاملين حتّى نادوا ربّهم ومولاهم متضرّعين:{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8]..


وهذا سيّد المتّقين صلّى الله عليه وسلّم كان يُكثر في دعائه أن يقول: (( يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِيَ عَلَى دِينِكِ ))، فقيل له: " يا نبيّ الله ! آمنّا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا ؟ " فقال: (( نَعَمْ ..إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ إِصْبِعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ ))..


فلا تغترّ بطاعتك، بل سل الله التّوفيق والقبول، فقد ذكر الله لنا عن أرباب العزائم وهو يثني عليهم قائلا:{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران:17]، فبعد صبرهم وصدقهم وقنوتهم وإنفاقهم استيقظوا يستغفرون بالأسحار، لعلمهم أنّهم عاجزون كلّ العجز عن شكر نعمة الله تعالى عليهم وخوفا من أن يُحرموا حلاوة الإيمان بعد ذوقها، ولذّة الطّاعة بعد عيشها.


فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين الثّبات على الإيمان، والهدى والإحسان، إلى أن نلقاه في دار الكرامة والرّضوان ..


2-الصّدق في التّوبة والإخلاص.


فصنائع المعروف تقي مصارع السّوء-كما قال صلّى الله عليه وسلّم-، وعلى رأس المعروف إخلاص العمل لله تعالى وحده ..


وأعظم مصارع السّوء أن يُبتلى المرء في دينه، وأن يُحال بينه وبين ربّه عزّ وجلّ، فما على المؤمن إلاّ أن يبتغي وجه الله، وما كان الله ليحرِم قاصدَه من الوصول إليه، وأن لا يوفّقه للإقبال عليه، وأعلم الخلق بهذه الحقيقة عدوّهم اللّدود والعقبة الكؤود، قال تعالى حكاية عن إبليس:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)} [ص].


وهذا يوسف عليه السّلام  يقول تعالى عنه:{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: من الآية24].


فأوّل شيء يثبِّت العبدَ على الطّاعة والاستقامة أن يكون مخلصا في توبته، مبتغيا رضا الله وعفوه وصفحه؛ فيقلع إقلاعا عن ذنوبه الظّاهرة، وأن يندم على ما مضى من أيّامه الخاسرة، وأن يكون عازما على الثبات وعدم الرجوع إليها، عندئذ يرزقه الله حلاوة الإيمان الّتي تمنعه من الانقلاب على عقبيه.


ففي الصّحيحين عَنْ أنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ )) [متفق عليه].


3-المحافظة على الفرائض والإكثار من النوافل.


فعلى العبد الّذي يريد أن يثبّته الله تعالى على الطّاعة والاستقامة أن يقدم البرهان العملي على صدق توبته، وعلى عزمه الأكيد على أن لا يعود القهقرى، وذلك بالمداومة على الطّاعة المفروضة، وأن يجتهد في النّوافل بعد المحافظة على الفرائض من صلوات ومن صيام ومن غير ذلك.


وذلك لأنّ الطاعة تدعو إلى الطاعة، وأن المعصية تدعو إلى المعصية، وتجعل على القلب ظلمة وتكسوه غشاوة وتسهل على العبد الانتكاس نسأل الله السلامة ، والله تعالى حكيم عدل لا يظلم الناس ولا يضلّ منهم إلا من ظلم أو فرَّط، قال تعالى:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُم} [الصفّ 5]، أمّا الّذين يطيعونه ويتقربون إليه فيزيدهم هداية وثباتا، قال تعالى:{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً} [مريم 76].


بل إنّ الله تعالى يحب العبد المتقرب إليه، فإذا أحبه فهل يتصور أن يتخلى عنه أو يضله ؟! يقول الله تعالى في الحديث القدسيّ: (( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنّه )) [البخاري].


4-مفارقة أهل المعاصي ورفقاء السوء.


فالعبد إذا تاب وبقي مخالطا لأهل معاصيه السابقة فإنهم سيذكرونه بها وربما أغروه بالعودة إليها، والإقبال عليها، فلا شك أنّ من الواجبات بعد هجر المعاصي هجر أهلها المصرين عليها.


لأنه كما قيل الصاحب ساحب، والأدلّة على صحّة هذه المقوله كثيرة منها:


-                    ما رواه أبو داود عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ )).


-        وفي الصّحيحين عَنْ أبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: قَالَ: النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يَحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحاً خَبِيثَةً )).


-        لعلّك تلاحظ أنّ من عقوبة الزّاني زيادة على الجلد النّفي ففي صحيح البخاري ومسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم ( أَنَّهُ أَمَرَ فِيمَنْ زَنَى وَلَمْ يُحْصَنْ بِجَلْدِ مِائَةٍ وَتَغْرِيبِ عَامٍ ).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهدي أبو عبد الرحمن
Admin
مهدي أبو عبد الرحمن

عدد الرسائل :
290

الموقع :
www.nebrasselhaq.com

تاريخ التسجيل :
05/04/2009


محاضرة وسائل الثّبات Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرة وسائل الثّبات   محاضرة وسائل الثّبات I_icon_minitimeالخميس 12 نوفمبر 2009 - 15:46

-        إنّ الماء والهواء والجماد يفسد إذا كان بقُرب الجيف، فكيف بأنفاس العصاة ؟! والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر بإلقاء ما جاور النّجاسة فقال عن السّمن الذي وقعت فيه الفأرة الميتة: (( أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا فَاطْرَحُوهُ وَكُلُوا سَمْنَكُمْ )) رواه البخاري ومسلم عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها.


وقد قال الحكماء: " من خالط الكرام يُكرم، ومن خالط اللّئام يُحرَم "..


انظر إلى من خالط الكرام كيف أكرمه الله .. انظر إلى ذلك الرّجل الذي قتل مائة نفس لما سأل العالم : هل لي من توبة؟ قال له العالم : نعم ومن يحول بينك وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. [رواه مسلم].


قال ابن كثير رحمه الله: من بركة الصّاحب الصّالح أنّ الله ذكر كلب أصحاب الكهف في القرآن الكريم لمخالطته للصّالحين.


وانظر إلى من خالط اللّئام كيف يُحرم ..


روى البخاري ومسلم عنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزَنٍ رضي الله عنه قَالَ: أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم لِأَبِي طَالِبٍ:


(( يَا عَمِّ ! قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ )) فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ ! أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ، وَيَعُودَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.


بطل من الأبطال، تراه يحطّ رحاله في نار جهنّم-والعياذ بالله-..لأنّه رفض النّطق بالحقّ ..


فاصحب من يعظك بلحظه قبل وعظه بلفظه، ومن كان بمعالي الأمور موصوفا لا وصّافا، فإنّ الواو والرّاء والدّال لا تشمّ منها رائحة الورد.


روى الطّبراني عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (( أولياء الله تعالى الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله تعالى )) [الصّحيحة رقم 1732].


قال عبد الله بن المبارك:" إذا نظرت إلى الفضيل جدّد لي الحزن ومقتُّ نفسي ".


وكان الإمام أحمد رحمه الله إذا بلغه عن شخص صلاح أو زهد أو قيام بحقٍّ سأل عنه، وأحبّ أن يجري بينه وبينه معرفة.


أنـت فـي النّـاس تقـاس   ***   بالـذّي اختـرتَ خـلـيـلا


فاصحب الأخيـار تعـلـو   ***   وتـنــل ذكـرا جـمـيـلا


وأين تجد أهل الطّاعة هؤلاء ؟..


5-لزوم الجماعة في المسجد


أما لزوم الجماعة الصالحة من أهل بيت الله تعالى فلأن المؤمن ضعيف بنفسه قوي بإخوانه وذلك من جهة نصحهم وتذكريهم وصحبتهم المشجعة على الطاعة وعلى الثبات عليها، روى أبو داود عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( مَا مِنْ ثَلاَثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلاَ بَدْوٍ لاَ تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاَةُ إِلاَّ قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ )).


أي إنما يأكل الذئب من الغنم تلك المنفردة المبتعدة عن الجماعة وكذلك الشيطان، ولن يجد العبد هذه الجماعة الصالحة إلا في بيت الله عز وجل وفي حلق العلم فعلى من أراد الثبات أن يحافظ على الصلاة في جماعة وليلازم حلق العلم.


6-طلب العلم وتعلم العقيدة.


إن الإيمان الذي يرسخ والذي لا يبلى إن شاء الله تعالى هو الإيمان المبنيّ على العلم لا على العاطفة الجامحة التي سرعان ما تذوب وتضمحل. والمقصود بالعلم هنا: العلم بالله تعالى وبصفاته الدالة على جماله وعظمته .. العلم المورِّث لمحبة الله وإجلاله.


وكذلك العلم بسيرة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وحقوقه، والعلم بالجنّة والنار وغيرها من أمور العقائد.


وبعدها العلم بشرائع الإسلام والحلال والحرام.


وهذا العلم هو الذي يورث صاحبه اليقين، الذي يثبته على الدين ولو ضُرِب وشُرِّد وعذِّب كما ثبت أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم  في أول الإسلام، وكما قال هرقل معلّلا سبب عدم ارتداد أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن دينهم: كذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب.


وما عليك إلاّ أن تتساءل عن سبب انقلاب السّحرة من أعداء ماكرين إلى أولياء ساجدين ؟!..


فما ذلك إلاّ لأنّهم كانوا على يقين تامّ أنّ ما جاء به موسى عليه السّلام أبعدَ ما يكون عن السّحر .. استمع إلى سحرة فرعون يتقبلون وعيده وهو يقول:{فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى} [طـه:71]..


فماذا كان الجواب على هذا التهديد ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهدي أبو عبد الرحمن
Admin
مهدي أبو عبد الرحمن

عدد الرسائل :
290

الموقع :
www.nebrasselhaq.com

تاريخ التسجيل :
05/04/2009


محاضرة وسائل الثّبات Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرة وسائل الثّبات   محاضرة وسائل الثّبات I_icon_minitimeالخميس 12 نوفمبر 2009 - 15:48

بل كيف استقبل هذا الوعيد وقد وصل فيه فرعون إلى كل ما يستطيعه من تنكيل ؟

استمع إلى ثبات المؤمن المستشعر عظم المنة بالهداية المنتظر من الله فضلا تحتقر له الحياة كلها.

استمع إلى جواب السحرة وهم يقدمون للدّين أرواحهم بسخاوة نفس:{قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طـه:72]..

وزادوا قائلين:{إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طـه:73]..

والذي لا شك فيه أنه ثمة فرقا بين الإيمان المبني على العلم وذلك المبني على مجرّد التّقليد والوراثة، قال تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزّمر: من الآية9]..

وما عليك إلاّ أن تنظر إلى هؤلاء الّذين خرجوا من الإسلام إلى العلمانية أو الشيوعية أو النصرانية، كانوا جميعا مسلمين إسلاميا وراثيا غير مبني على العلم واليقين.

فلا بدّ أن تعلم أيّها المسلم أنّ طلب العلم الشّرعي فرض كما أنّ الصلاة والصيام والزكاة فرض.

بل من العلم ما يصح إسلام المرء به ( علم التّوحيد )، ومنه ما لا تصحّ الصلاة، والصيام إلاّ به !

فالعلم من أعظم الواجبات وأهم وسائل الثبات، وتحصيل هذا العلم يكون بلزوم حلقات العلم والدروس وبالالتحاق بحلقات حفظ القرآن وبسماع سماع الأشرطة (الوعظية والتعليمية) ومطالعة الكتب الشرعية.

ومما ينبغي التذكير به أنه من واجب كل مسلم أن تكون له في بيته مكتبة صغيرة فيها الأمور الضرورية (كتاب في العقيدة وآخر في التفسير وآخر في فقه العبادات وآخر في السيرة ، وآخر في الآداب) هذا على الأقل وكذلك مكتبة سمعية فيها مصحف مرتل ودروس الوعظ والرقائق وسلاسل علمية.

7-الدعوة إلى الله تعالى

نعم إن الدعوة إلى الله تعالى من وسائل الثبات لأنها طاعة من الطاعات واجب من الواجبات التي يتقرب بها إلى الله تعالى وخاصة لما فيها من الأجر وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )). [رواه مسلم].

وهي من وسائل الثبات من وجوه:

· لأنّ العبد إن نصح وأمر ونهي فاستجيب له أورثه ذلك فرحة وسرورا وإيمانا.

· وكذلك أمره ونهيه يلزمه بالعمل والطاعة ويمنعه من التقهقر لأنه يخاف أن ينطبق عليه قوله تعالى :{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (البقرة:44).

· والدعوة إلى الله من وسائل الثبات أيضا لأن المرء يغير بها وسطه الذي يعيش فيه أسرته وحَيُّه وأصحابُه، ولا شك أن من أسباب ضعف الإيمان والإنقلاب والعياذ بالله فساد هذا الوسط، فإذا سارع العبد التائب إلى تغييره فقد أمن نفسه من شر وأوجد لنفسه أناسا يستأنس بهم وربما كانوا هم من يذكره إذا نسي وينبهه إذا غفل ويقويه إذا ضعف.

فلنسأل الله حسن الخاتمة، والعمل لها، وعلينا أن نكثر من الاستعاذة من سوء المنقلب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم يحى

أم يحى

عدد الرسائل :
1007

تاريخ التسجيل :
23/01/2009


محاضرة وسائل الثّبات Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرة وسائل الثّبات   محاضرة وسائل الثّبات I_icon_minitimeالخميس 12 نوفمبر 2009 - 16:08

بارك الله فيك وفي الشيخ الفاضل

فقط اخي لو تكبّر الخط أو تكتبه بخط عريض
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهدي أبو عبد الرحمن
Admin
مهدي أبو عبد الرحمن

عدد الرسائل :
290

الموقع :
www.nebrasselhaq.com

تاريخ التسجيل :
05/04/2009


محاضرة وسائل الثّبات Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرة وسائل الثّبات   محاضرة وسائل الثّبات I_icon_minitimeالخميس 12 نوفمبر 2009 - 16:49

لمن أراد تحميل المحاضرة على شكل ملف ورد:

http://www.4shared.com/file/150724502/8b1ced7f/___online.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عبد الرحمان الأمازيغي

أبو عبد الرحمان الأمازيغي

عدد الرسائل :
333

الموقع :
http://www.alhazmy.net

تاريخ التسجيل :
05/06/2009


محاضرة وسائل الثّبات Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرة وسائل الثّبات   محاضرة وسائل الثّبات I_icon_minitimeالخميس 12 نوفمبر 2009 - 20:41

بارك الله فيك يا مهدي

حفظ الله شيخنا و حبيبنا أبا جابر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

محاضرة وسائل الثّبات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» وسائل تقوية الإيمان للشيخ أبي سعيد الجزائري
» من وسائل المستشرقين في هدم ااتراث
» من وسائل صناعة القادة
» وسائل التنصير في العالم الإسلامي
» وسائل الأعداء في إفساد المرأة وأساليبهم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: العــقيــدة الصحيحة-