الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالخميس 23 ديسمبر 2010 - 21:56

جاء في "قرة عيون الموحّدين في تحقيق دعوة الأنبياء و المرسلين" حاشية العلامة الشيخ عبد الرحمان بن حسن على كتابِ "التوحيد" لجدّه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب-ص172-173،
باب: قول الله تعالى
:" وعلى اللهِ فتوكَّلُوا إنْ كنتُم مؤمِنِين":
(قال أبو السعادات: يقال توكَّل بالأمرِ إذا ضمن القيام به, و أراد المصنِّف بهذه الترجمة بالآية بيان أنّ التوكّل فريضة يجب إخلاصه لله، لأنه من أجمعِ أنواع العبادة الباطنة، فإنّ تقديم المعمول يفيد الحصرَ، فلا يحصل كمال التوحيد بأنواعِه الثلاثة إلا بكمال التوكّل على الله كما في هذه الآية. قال الإمام أحمد: التوكّل عملُ القلب, وقال ابن القيّم في الآية المترجَم بها: فجعَلَ التوكل على الله شرطًا في الإيمان، فدلَّ على انتفاء الإيمان عند انتفائه. وقال شيخ الإسلام: و ما رجَا أحدٌ مخلوقًا أو توكّل عليه إلا خاب ظنُّه فيه، فإنّه شركٌ( و من يُشركْ بالله فكأنّما خرَّ من السماء فتخطفه الطيرُ أو تهوي به الريحُ في مكانٍ سحيق), و التوكّل قسمان: أحدهما التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله كالتوكل على الأموات و الغائبين و نحوهم من الطواغيت- فهذا شركٌ أكبر لا يغفره اللهُ إلا بالتوبة منه, و أما التوكُّل على الأحياء الحاضرين و السلطان و نحوهم فيما أقدرهم اللهُ عليه من رزق أو دفع أذى و نحو ذلك، فهو نوع شرك أصغر, و المباح أن يُوكِّلَ شخصًا بالنيابة عنه في التصرف فيما له التصرف فيه من أمور دنياه كالبيع و الشراء و الإجارة و الطلاق و العتاق و غير ذلك، فهذا جائز بالإجماع، لكن لا يقول"توكّلتُ عليه" بل يقول"وكّلتُه"، فإنه لو وكّله لا بد أن يتوكّل في ذلك على الله سبحانه.)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - 9:52

أسماء كرامدي كتب:
و أما التوكُّل على الأحياء الحاضرين و السلطان و نحوهم فيما أقدرهم اللهُ عليه من رزق أو دفع أذى و نحو ذلك، فهو نوع شرك أصغر, و المباح أن يُوكِّلَ شخصًا بالنيابة عنه في التصرف فيما له التصرف فيه من أمور دنياه كالبيع و الشراء و الإجارة و الطلاق و العتاق و غير ذلك، فهذا جائز بالإجماع، لكن لا يقول"توكّلتُ عليه" بل يقول"وكّلتُه"، فإنه لو وكّله لا بد أن يتوكّل في ذلك على الله سبحانه.)

جزاك الله خيرا أسماء

لكن تلك العبارة الملونة بالأحمرتحتاج تفصيلا


لأن البشر مكل لغيره في أمور مساعدة ذا لذاك بما قدر الله به البعض لنفع البعض فكيف يكون شركا أصغر

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحسين

أم الحسين

عدد الرسائل :
4090

تاريخ التسجيل :
18/03/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - 10:28

بارك الله فيك

وفي الاخت سليلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالجمعة 31 ديسمبر 2010 - 1:11

سليلة الغرباء كتب:
أسماء كرامدي كتب:
و أما التوكُّل على الأحياء الحاضرين و السلطان و نحوهم فيما أقدرهم اللهُ عليه من رزق أو دفع أذى و نحو ذلك، فهو نوع شرك أصغر, و المباح أن يُوكِّلَ شخصًا بالنيابة عنه في التصرف فيما له التصرف فيه من أمور دنياه كالبيع و الشراء و الإجارة و الطلاق و العتاق و غير ذلك، فهذا جائز بالإجماع، لكن لا يقول"توكّلتُ عليه" بل يقول"وكّلتُه"، فإنه لو وكّله لا بد أن يتوكّل في ذلك على الله سبحانه.)
جزاك الله خيرا أسماء
لكن تلك العبارة الملونة بالأحمرتحتاج تفصيلا
لأن البشر مكل لغيره في أمور مساعدة ذا لذاك بما قدر الله به البعض لنفع البعض فكيف يكون شركا أصغر؟؟
أختي سليلة، صحيح ما ذكرتِه عن نفع العباد بعضهم بعضا، فهذا أمرٌ لا يُنكره أحد و لا إشكال فيه، لأنّ العبد لا يستقل بنفسه في جلب مصلحة أو دفع مفسدة، فهو محتاج إلى مساعدة هذا و تدخّل ذاك، و هذا أمرٌ جائز و معقول. و ليس المقصود من كلام الشيخ رحمه الله أن طلب منفعة من الغير شركٌ أصغر، بل الشرك في تعلّق القلب بهذا الشخص الذي نقصده في جلب منفعة أو دفع مفسدة، بحيث يعتمد عليه و يثق به و يرجوه في تحقيق غرضه و حصول مطلوبه، فيجعله هو الضامن! و قد جاء في تعريف "التوكل":إظْهارُ العَجْزِ والاعتمادُ على الغيرِ، و"توكّلَ بالأمر":إذا ضمن القيام به"..و هذه المعاني لا تنبغي إلا لله عز وجل.
و التوكّل كما قال ابنُ القيم:(نصفُ الدين، و النصف الثاني:الإنابة. فإنّ الدين استعانة و عبادة، فالتوكّل هو الاستعانة، و الإنابة هي العبادة. و منزلته أوسعُ المنازِل و أجمعها).1
و قال رحمه الله:(التوكل على الله نوعان:أحدهما:توكّل عليه في جلب حوائج العبد و حظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته و مصائبه الدنيوية. و الثاني:التوكل عليه في حصول ما يُحبُّه هو و يرضاه من الإيمان و اليقين و الجهاد و الدعوة إليه..و سِرُّ التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده، فلا يضرُّه مباشرة الأسباب، مع خلوِّ القلب من الاعتماد عليها و الركون إليها، كما لا ينفعه قوله: توكّلتُ على الله، مع اعتمادِه على غيرِه و ركونِه إليه و ثقته به.فتوكّل اللسان شيء، و توكّل القلب شيء..)2
فليس المقصود من العبارة الملوّنة أعلاه(أما التوكُّل على الأحياء الحاضرين و السلطان و نحوهم فيما أقدرهم اللهُ عليه من رزق أو دفع أذى و نحو ذلك، فهو نوع شرك أصغر..) أنّ الاستعانة بصاحب الجاه في دفع أذى أو طلب رزق نوعُ شركٍ أصغر، إنما الذي يقدح في التوحيد الاتّكال على السّبب و الوقوف عليه, قد يصير شركًا بحسَب ما يقوم بالقلب من رجاء صاحبَ الجاه و الاعتماد عليه في حصول المراد من رزقٍ و ما شابه، فحينئذ يكون القلب متعلقا بالمخلوق مرتكنا إليه، حيث نسي و غفل عن خالقه و بارئه المقتدر الذي أقدر صاحبَ الجاه على الفعل، فهو سبحانه مسبّب الأسباب، و ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن و إن لجأ العبدُ إلى جميع العباد!!.و في حديث ابن عباس(واعلمْ أنّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللهُ لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك)..فليس كونك تقصدين شخصا في أمر أو تطلبين مساعدة، فأنت مشركة، كلا، بل يحصل هذا الشرك الذي لا يتفطن له الكثيرون عند التوكل على المخلوق، بحيث يكون هو المرتجى و المؤمّل و المعتمَد عليه في تحقيق المراد، حتى تصير هناك نوع عبودية لهذا المخلوق..فها هنا يدخل في باب الشرك.. و "التوكل" كما قال ابنُ القيم:(من أعظمِ المقامات تعلّقًا بالأسماء الحسنى، فإنّ له تعلقًا خاصا بعامة أسماء الأفعال و أسماء الصفات..و يُمثّل حقيقةَ العبودية، فمن عزلَ نفسَه عن مقامِ التوكُّل فقد عزلها عن حقيقةِ العبودية)3
..فالتوكُّل لا يكون إلا على الله وحده، و لذلك جاء في الموضوع أنّ التوكل فريضة يجب إخلاصه لله..و أنّ كمال التوحيد بأنواعِه الثلاثة لا يحصل إلا بكمال التوكّل على الله.. وقد حثّ ربُّنا عليه في آيات كثيرة:(وعلى اللهِ فتوكّلُوا إنْ كنتُم مؤمِنين), (وعَلى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنُون) ,(ومَن يتوَكَّلْ على اللَّه فهُوَ حَسْبُه), (وتوكَّلْ على اللهِ وكفَى باللهِ وكِيلا),(وتَوكّلْ على الحيِّ الّذِي لا يمُوت)، (ربَّنا عليكَ توكّلنَا و إليكَ أنبنا و إليك المصير)،(قُلْ هو الرحمن آمنّا به وعليه توكّلنا)،(إنَّما المؤمنون الّذِين إِذا ذُكِر اللَّهُ وَجِلتْ قلوبُهُم وإِذا تُلِيتْ عليهِم آيَاتُه زادتهم إِيمانًا وعلى ربِّهِم يَتوَكَّلُون),(إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المتوكِّلين),(وما لنا أَلا نَتَوكَّلَ على اللَّهِ وقد هَدَانَا سُبلَنا)..
و لذلك قال ابنُ تيمية رحمه الله: "و ما رجَا أحدٌ مخلوقًا أو توكّل عليه إلا خاب ظنُّه فيه"..لماذا يا ترى؟ قال:"فإنّه شركٌ".فلما أشركَ هذا العبدُ بربّه في التوجّه إلى المخلوق و رجائه و الرغبة فيه و التوكل عليه و الاستعانة به..كان جزاءه أن خيّب اللهُ ظنَّه و رجاءَه في هذا المخلوق، بحيث لم يُحقق له طلبَه و لم يحصل مراده منه، لأنّ قلبه التفتَ إلى غير الله و تعلق بغيره تعلقا، و من تعلّق بغير الله وكّله إليه!!
قال ابنُ القيم في مدارج السالكين:(من مفسدات القلب التعلّق بغير الله تبارك وتعالى، وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق فليس عليه أضر من ذلك ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلّقَ بغير الله وكّله اللهُ إلى ما تعلق به وخذله من جهة ما تعلق به وفاته تحصيل مقصوده من الله عز و جل بتعلّقه بغيره والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل..)
..الشاهد، أنّ العبد مأمور باتّخاذ الأسباب، لكن عليه أن يرجو ربَّه و يدعوه وحده و يثق به و يعتمد عليه وحده في تحقيق الأمر المراد، فإنه ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن. و لذلك جعلتُ عنوان الفقرة المقتبسة من الكتاب:هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه؟ و الجواب: لا، إنما الذي يجوز هو مباشرة السبب و اتّخاذه، أما الاتكال و الاعتماد و الاستعانة و الرجاء و الرغبة و الاستسلام و الطمع...،و التي هي كلها أعمال القلب و خواطره، فإنها لا تنبغي إلا لله..4
----------------
(1) مدارج السالكين.2/86
(2) الفوائد-حقيقة التوكل و درجاته- ص137-139
(3) مدارج السالكين2/95-98
(4) انظري إلى حالنا في باب التوكل، هل نحن نعتمد على الله حقا في استجلاب منافعنا و دفع ما يؤذينا؟؟ الواقع يُخبركِ أنّ عقيدتنا فيها ضعف و خلل، فإنّ الواحد منا إذا لم تكن لديه واسطة في استخراج وثيقة إدارية مثلا، فإنه يجزم بأنه لن يظفر بها! و كذا الأمر في طلب مسكن، فإنه يعتمد على الشخص صاحب المنصب اعتمادا كبيرا بحيث يوقن معه أنّ حصوله على السكن لن يكون بغير عمل هذا المسؤول..و غيرها من الحالات و الأفعال و الظنون التي تقدح في التوحيد، فإنّ التوحيد يعني: التعلق بالله وحده و عدم الإلتفات إلى غيره رغبةً و طمعاً و رجاءً و خشيةً و استعانةً و ثقةً و توكلاً..و قد تكون لنا بعض المعرفة بالله و بكمال اقتداره، لكن معرفتنا ليس لها ثمرة، فإنّ ربنا لم يُعرفنا بنفسه و بنعوت جلاله إلا لنتّجه إليه بقلوبنا و نقصده بأعمالنا..و الله المستعان..و لهذا كان مراجعة التوحيد و تصحيح العقيدة من الأهمية بمكان، و لهذا أيضا وجب مراجعة أعمال القلوب و معالجتها و التوبة إلى الله في كل حين، و لهذا كان العبد محتاجا إلى ربه أيما احتياج، يدعوه صباحا مساءً ألا يُصرّف قلبَه إلى غيره، و يرجوه ألا يكلَه إلى غيره طرفة عين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالجمعة 31 ديسمبر 2010 - 1:24

قال السعدي رحمه الله في تفسيره:
- الآية: (و على ربِّهِم يتَوكَّلون)
(وعلى ربِّهم) وحده لا شريك له (يتوكلون) أي: يعتمدون في قلوبهم على ربِّهم في جلبِ مصالحهم، و دفعِ مضارهم الدينية و الدنيوية، و يثقون بأنّ الله تعالى سيفعل ذلك. و التوكّل هو الحامل للأعمال كلها، فلا توجد و لا تكمل إلا به.
- الآية:(و على اللهِ فلْيتوكّلِ المؤمنُون):
(و على الله) وحده (فليتوكل المؤمنون) أي:ليعتمدوا عليه، في جلب مصالحهم و دفع المضار عنهم، و ليثقوا به في تحصيل مطلوبهم، فلا خاب من توكّل عليه. و أما من توكّل على غيره فإنه مخذول، غير مدرك لما أمل.
- وقال ابنُ القيم رحمه الله:(وحقيقة التوكّل: القيام بالأسباب والاعتماد بالقلب على المُسَبِّب).1
-وقال أيضا:(لا يستقيمُ توكُّل العبدِ حتى يصحَّ له توحيدُه. بل حقيقة التوكل توحيد القلب!، فما دامت فيه علائِق الشرك، فتوكّله معلول مدخول، وعلى قدر تجريدِ التوحيد تكون صحة التوكّل، فإنّ العبد متى التفتَ إلى غير الله أخذ ذلك الالتفات شعبةً من شعبِ قلبه، فنقصَ من توكّله على الله بقدرِ ذهاب تلك الشعبة. ومن ههنا ظنَّ من ظن أن التوكّل لا يصح إلا برفضِ الأسباب، وهذا حق ولكن رفضها عن القلب لا عن الجوارح!، فالتوكّل لا يتم إلا برفضِ الأسباب عن القلب وتعلّق الجوارح بها فيكون منقطعا منها متصلا بها!".2
و قال رحمه الله: (..فإنْ كان السبب مأمورًا به، ذُمَّ على تركه، و إنْ قام بالسبب و تركَ التوكّلَ، ذُمَّ على تركه-أيضا-، فإنه واجب باتفاق الأمة و نصّ القرآن. و الواجب القيام بهما و الجمع بينهما...فإنّ التوكل من أقوى الأسباب في حصول المراد و دفع المكروه، بل هو أقوى الأسباب على الإطلاق.
و إنْ كان السبب مباحًا، نظرتَ: هل يُضْعِفُ قيامُك به التوكّلَ أو لا يُضعفه؟ فإنْ أضعفه و فرّق عليك قلبك و شتَّت همَّك، فتركه أولى. و إن لم يُضعفه ، فمباشرته أولى، لأنّ حكمة أحكم الحاكمين اقتضت ربطَ المسبّب به، فلا تعطل لحكمته مهما أمكنكَ القيام بها، و لا سيما إذا فعلتَه عبودية، فتكون قد أتيتَ بعبودية القلب بالتوكّل، و عبودية الجوارح بالسّبب المنوي به القربة
).3
----------
(1) مدارج السالكين- 3/523
(2) مدارج السالكين:125-2
(3) الفوائد ص138-139
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالجمعة 31 ديسمبر 2010 - 1:35

قولنا: ( توكّلتُ على الله ثمّ عليك)
قال الشيخُ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرح كتاب التوحيد:
(والتوكل، كما قال الإمام أحمد:عمل القلب ، فالتوكل عبادة قلبية محضة ؛ ولهذا كان إفراد الله جل وعلا بها واجبا ، وكان صرفها لغير الله جل وعلا شركًا .
والتوكل على غير الله جل وعلا له حالان .
الحال الأولى: أن يكون شركا أكبر، وهو أن يتوكل على أحد من الخلق فيما لا يقدر عليه إلا الله جل جلاله، كأن يتوكل على المخلوق في مغفرة الذنب، وأن يتوكل على المخلوق في تحصيل الخيرات الأخروية، أو يتوكل على المخلوق في تحصيل ولد له، أو في تحصيل وظيفة له، فيتوكل عليه بقلبه، وهو لا يقدر على ذلك الشيء، وهذا يكثر عند عباد القبور وعباد الأولياء، فإنهم يتوجهون إلى الموتى بقلوبهم يتوكلون عليهم ، ويفوضون أمر صلاحهم فيما يريدون في الدنيا والآخرة إلى أولئك الموتى وإلى تلك الآلهة والأوثان التي لا تقدر من ذلك على شيء ، فهذه عبادة صُرفت لغير الله جل وعلا و هو شرك أكبر بالله جل وعلا منافٍ لأصل التوحيد.
والنوع الثاني : أن يتوكل على المخلوق فيما أقدره الله جل وعلا عليه، وهذا نوعُ شرك ، بل هو شرك خفي، وشرك أصغر ؛ ولهذا قال طائفة من أهل العلم :إذا قال :" توكلت على الله وعليك" فإن هذا شرك أصغر ؛
ولهذا قالوا : لا يجوز أن يقول : توكلت على الله ثم عليك ؛ لأن المخلوق ليس له نصيب من التوكل، فإن التوكل إنما هو تفويض الأمر والالتجاء بالقلب إلى من بيده الأمر وهو الله جل وعلا، والمخلوق لا يستحق شيئا من ذلك .
فالتوكل على المخلوق فيما يقدر عليه شرك خفي ونوع شرك أصغر ، والتوكل على المخلوق فيما لا يقدر عليه المخلوق ، وهذا يكثر عند عباد القبور والمتوجهين إلى الأولياء والموتى ، هو شرك يخرج من الملة.
وحقيقة التوكل الذي ذكرناه لا يصلح إلا لله جل وعلا؛ لأنه تفويض الأمر إلى من بيده الأمر والمخلوق ليس بيده الأمر ، فالتجاء القلب ورغب القلب وطمع القلب في تحصيل المطلوب إنما يكون ذلك ممن يملكه وهو الله جل وعلا ، أما المخلوق فلا يقدر على شيء استقلالا وإنما هو سبب، فإذا كان سببا فإنه لا يجوز التوكل عليه؛ لأن التوكل عمل القلب وإنما يجعله سببا بأن يجعله شفيعا، أو واسطة، ونحو ذلك ، فهذا لا يعني أنه متوكل عليه، فيجعل المخلوق سببا فيما أقدره الله عليه ولكن يفوض أمر النفع بهذا السبب إلى الله جل وعلا ، فيتوكل على الله ويأتي بالسبب الذي هو الانتفاع من هذا المخلوق بما جعل الله جل وعلا له من الانتفاع أو من القدرة ونحو ذلك.)
----------------
-التمهيد شرح كتاب التوحيد (ص 375- 376
[u]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبد الله السلفي

ابو عبد الله السلفي

عدد الرسائل :
488

العمر :
34

تاريخ التسجيل :
04/12/2010


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالجمعة 31 ديسمبر 2010 - 4:05

قالت الأخت أسماء كرامدي : ل

"".الشاهد، أنّ العبد مأمور باتّخاذ الأسباب، لكن عليه أن يرجو ربَّه و يدعوه وحده و يثق به و يعتمد عليه وحده في تحقيق الأمر المراد، فإنه ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن""



لعلي سمعت كلاما للشيخ عبد الحليم توميات يكتب بماء العيون وليس ماء الذهب كما1 يقال يلخص الموضوع ويحوصله، سمعته في إحدى دروسه عندما سئل عن معنى التوكل او في معناه.

قال الشيخ ابو جابر
"" التوكل بإختصار هو إتخاذ الأسباب والدعاء ""

ولعل الإستعانة بالناس من اتخاذ الأسباب التي أمرنا بالإتيان بها وجعلها الشارع معصية وتاركها متواكل ، لكن لا ينبغي إهمال الأصل وهو دعاء الله جل وعلى وتعلق القلب بموجد وخالق تلك الأسباب. قال الله تعالى "" والله خلقكم وما تعملون "" فترك دعائه والإعتماد عليه شرك .

بارك الله فيك أختنا على هذا السعي الذي نسأل الله أن يكون مشكورا . وبارك الله فيك على الفوائد القيمة التي تظمنها موضوعك.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
1: ماء العين أفضل من ماء الذهب لان الله حرم النار على عين بكت من خشية الله
قال صلى الله عليه وسلم :""عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله"" رواه الترمذي وصححه الالباني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالجمعة 31 ديسمبر 2010 - 9:30

بارك الله فيك اسماء وفي الجميع

وهذا ما اردته لي وللآخرين من تفصيل حتى لا تفهم فهم غير هذا


بارك الله فيك ومرحبا بعودتك بعد هذه الغيبة القصيرة التي افتقدناك من خلالها

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالسبت 1 يناير 2011 - 18:21

ابو عبد الله السلفي كتب:

لعلي سمعت كلاما للشيخ عبد الحليم توميات يكتب بماء العيون وليس ماء الذهب كما1 يقال يلخص الموضوع ويحوصله، سمعته في إحدى دروسه عندما سئل عن معنى التوكل او في معناه.
قال الشيخ ابو جابر
"" التوكل بإختصار هو إتخاذ الأسباب والدعاء ""
بارك الله فيكم على الإضافة، وزادكم توفيقا
يؤيّد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي ترك الناقةَ سائبةً متوكل على الله:
فقال له:اعقلها و توكَّلْ"
و التوكّل بغير اتخاذ السبب قدحٌ في الشرع، إذ الشرع أمرَ بالأخذ بالأسباب، و ترك التوكل قدحٌ في التوحيد، لأنّ التوكل من تمام التوحيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالسبت 1 يناير 2011 - 18:25

سليلة الغرباء كتب:
[color=indigo]بارك الله فيك اسماء وفي الجميع
و فيكم بارك الله يا سليلة، و أشكرك على تعقيبك و طرح إشكالك، فإنه بطرحها تزداد الأمور وضوحا و بيانا و جلاءً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالثلاثاء 4 يناير 2011 - 12:25

بارك الله فيك اسماء على هذا التوضيح والتعرض

لهذه القضية التي قد يغفل عنها الكثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟   هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟ I_icon_minitimeالخميس 6 يناير 2011 - 23:23

أم سيرين كتب:
بارك الله فيك اسماء على هذا التوضيح والتعرض
لهذه القضية التي قد يغفل عنها الكثير
و فيك بارك الله أستاذتي أم سيرين
أسعدني مرورك العطر، و سرّني رؤية قلمك اللامع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

هل يجوز التوكل على أحد فيما يقدر عليه..؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» نصيحة لمن يريد الزواج ولم يقدر عليه
» التوكل على الله-تعريفه و أقوال فيه-
» بكاء من لم يقدر على قضاء حوائج الناس
» الأمة في حاجة إلى الإصلاح، ولا يقدر على إصلاحها إلا العلماء
» التوكل من يقول أنه متوكل على الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: العــقيــدة الصحيحة-