الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالثلاثاء 30 نوفمبر 2010 - 10:12

بسم الله الرحمان الرحيم


الحمد لله كثيرا وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي الأفاضل والفضليات ، حدث وأن وضعت موضوعا عن الجزائر ببعض التعريفات والصور السياحية في منتدى إسلامي يضم أعضاء من مختلف الجهات وأكثرهم من المشارقة الذين أبدوا ملاحظاتهم واعجابهم بالجزائر زيادة على أنهم لا يعرفون عن هذا البلد إلا القليل القليل أو يسمعون عن الاسم فقط

ومن ضمن الاسئلة هي عن الأعلام واللهجة وغيرها مما تختص به بلادنا والمغرب العربي عموما ، والفرق بيننا وبينهم صراحة هو علمنا بمشايخهم وقلة علمهم بمشايخنا ، بل حتى بملامح وصور البلاد ، لاحظت استغرابا وتعجبا وردود باكتشافهم لروعة وجمال هذا البلد والقطر الاسلامي


وعلى هذا أناشد كل من له معرفة او موضوع بأعلام الجزائر خصوصا والمغرب العربي عموما أن يضعه هنا مشكورا لتسهيل النقل والتعرف على ثقافاتنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طلحة الجزائري

أبو طلحة الجزائري

عدد الرسائل :
38

تاريخ التسجيل :
24/06/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالجمعة 3 ديسمبر 2010 - 10:48

هل من مشمر ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالجمعة 3 ديسمبر 2010 - 13:19

أبو طلحة الجزائري كتب:
هل من مشمر ؟


صحيح بارك الله فيك

نعيد القوم معك

هل من مشمر


وهنا نطرح علامات استفهام

هل الأمر صعب ؟ أكيد لا .....

يمكننا النقل من هنا وهناك

لكن ماذا أصابنا يا مسلمين حقا من قلة المبادرة والعمل الجدي

الله المستعان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالسبت 4 ديسمبر 2010 - 13:16

موضوع طيب

وسأنقل لكم بعض من التراجم


1- الشيخ حمدان الونيسي ت 1331ه - 1920م :

هاجر إلى الحجاز احتجاجا على ظلم وقمع السلطات الاستعمارية للشعب الجزئري ، وأفتى بعدم جواز تجنيد المسلمين الجزائريين في الجيش الفرنسي، وقد حاول الاستعمار التأثير فيه ليبدل فتواه ولكنه فشل ، فضايق الشيخ مما اضطره للهجرة إلى بلاد الله الحرام ، فاستقر بالمدينة المنورة ، وظل مدرسا للحديث النبوي بها إلى حين وفاته سنة 1329ه 1920م .
وقد قال عنه الأستاذ (أحمد لطفي السيد) لما أدى فريضة الحج سنة 1911م : ".. أما نحن فقد كنا نغشى الوقت بعد الوقت درس الأستاذ الكبير الشيخ حمدان الونيسي مدرس الحديث والبيان بالحرم النبوي الشريف ..".(13)

2 - الشيخ المولود بن الصديق الحافظي الأزهري 1895-1948م :

الذي درس في الأزهر سبع سنين 1917-1924م ، وكان حجة في المعقول والمنقول، وكان يرد على أستاذه الأزهري الشيخ يوسف الدجوي في مسائل التصوف في الصحف المصرية ، ولما عاد إلى الجزائر صار رئيس جمعية علماء السنة سنة 1932م ، وهو الخطيب والواعظ والعالم الفلكي الفذ . (14)

3 - الشيخ محمد الخضر حسين الأزهري 1295- 1378ه -1873- 1958م :

العالم الزيتوني الأزهري ، الذي تسنم مشيخة الأزهر سنة 1952م ، والداعية والكاتب والخطيب الفذ . (15)

4 - الشيخ محمد البشير الإبراهيمي المدني 1308-1384ه - 1889-1965م:

العالم واللغوي والخطيب والكاتب والفقيه الأصولي والمتكلم المدرس ، الذي رحل إلى الحجاز فارا مع أسرته من قانون التجنيد الإجباري سنة 1912م ، ومكث في مكة والمدينة مدرسا وكاتبا وصحفيا لأكبر الصحف الحجازية آنذاك وأمينا لدار الكتب ، ثم ُرحِّل مع من ُرحِّل من سكان مكة والمدينة سنة 1917م إبان ثورة الشريف حسين ، ثم درّس بالمدرسة السلطانية بدمشق سنوات 1917-1920م ، ثم عاد إلى الجزائر سنة 1920م متأثرا بعبير الشرق التنويري ، ليؤسس مع صديقه الشيخ عبد الحميد بن باديس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931م ، ثم رحل ثانية إلى مصر سنة 1952م لأهداف إسلامية دينية وتربوية وسياسية وثقافية ومكث فيها إلى سنة 1962م . (16)

5 - الشيخ عبد الحميد بن باديس 1308-1359ه - 1889-1940م :

العالم واللغوي والفقيه الأصولي المتكلم ، والداعية والمدرس المصلح ، رائد النهضة الإصلاحية الدينية في الجزائر ، والمربي النموذجي ، والمحدث والمفسر والخطيب المصقع، مؤسس المدارس والكتاتيب والمعاهد ، ومؤسس جمعية الإخاء ورائد جماعة الرواد النهضوية، ورئيس ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.قرر كغيره من الجزائريين بعد عودته من جامع الزيتونة سنة 1913م الهجرة إلى المشرق العربي وبالضبط إلى الحجاز ، وسافر بمناسبة موسم الحج ، وأقام بالحجاز أربعة أشهر ، ثم عاد بعد أن أوصاه شيخه الفيض آباد الهندي والشيخ الوزير التونسي وشيخه حمدان الونيسي ، وبعد أن التقى بالشيخ البشير الإبراهيمي وتنسما عبير الشرق التنويري هنالك وتعاهدا على العودة إلى الجزائر وتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.(17)

6 - الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي الأزهري 1310-1377ه-1891-1957م:

العالم الفقيه ، والأصولي المتكلم ، واللغوي الخطيب ، والمدرس والمربي والمعلم والمجاهد الفذ ، الزيتوني الأزهري ، الذي طلب العلم مدة ثلاثين سنة 1896- 1927م ، ومكث بجامع الزيتونة سبع سنين 1913-1919م ، وبالجامع الأزهر سبع سنين 1920-1927م حتى نال عالمية الغرباء سنة 1925م ، والعالمية الكبرى سنة 1927م.(18)

7 - الشيخ محمد الطيب العقبي المكي 1308-1379ه - 1890-1960م :

العالم الفقيه ، والمتكلم الأصولي ، السني السلفي ، والخطيب المصقع ، والمحدث المفسر والداعية المصلح ، والكاتب الصحفي الجريء ، والمربي النموذجي ، الذي مكث بالحجاز أكثر من عشرين سنة 1895-1920م ، وفيه تعلم وتربى وتكون وشب ، ثم عاد إلى الجزائر بعد أن تنسم عبير الشرق ورحيق بلاد الحجاز وعمل بالدعوة والخطابة والإمامة والإصلاح ، وكانت خطبه وكتاباته ودروسه على رجال الطرق الصوفية في الجزائر أشد من وقع النبل وأحر من نار السموم ، أحد أبرز رجال جمعية العلماء ، وأحد دعاة وخطباء الإسلام في الجزائر المستعمرة . (19) شارك في الحياة السياسية هناك فاتهمه الأتراك بالمساهمة في إيقاد الثورة العربية بقيادة الشريف حسين فنفته إلى تركيا عام 1916م ، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عاد إلى الحجاز فولاه الشريف حسين رئاسة تحرير جريدة ( القبلة ) ، ومديرا للمطبعة الأميرية خلفا للكاتب الإسلامي الكبير (محب الدين الخطيب ) . (20)

8 - الشيخ أبو يعلى سعيد الزواوي 1295-1373ه - 1878-1952م :

كاتب وصحفي إسلامي ، وخطيب له اشتغال واسع بالفقه ، وهو من أبرز رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، ولد بقرية ( العزازقة ) ببلاد القبائل الكبرى ، ثم نزحت عائلته إلى الشام مع مطلع الحرب العالمية الأولى بعد صدور قانون التجنيد الإجباري سنة 1912م ، وهناك كتب في أغلب صحف المشرق العربي ، وعادت أسرته إلى الجزائر بعد الحرب العالمية الأولى، وعمل بالإصلاح ضمن إطار الجمعية ، وكان ممن حارب الخرافات والبدع في خطبه وفتاويه وكتاباته .
عين إماما رسميا في جامع سيدي رمضان بالجزائر ، وكان يأسر الناس ومستمعيه بقوة بلاغته، وبغزارة علمه ، وبدقة حفظه للقرآن الكريم ، كما كان فقيها متضلعا في المذهب المالكي ، وقد ترك قبل وفاته العديد من المؤلفات المخطوطة والمطبوعة ، منها: (الإسلام الصحيح . ديوان خطب . جماعة المسلمين . تاريخ زواوة ) ، وتوفي بالجزائر العاصمة يوم 2/-حزيران- يونيو-/1952م. (21)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالسبت 4 ديسمبر 2010 - 17:38

شكرا جزيلا بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالأحد 5 ديسمبر 2010 - 0:42

و عليكم السلام و رحمة الله
اعذريني يا سليلة، فإني ما رأيتُ موضوعك إلا الآن
و الصراحة أنّ الموضوع صعب نوعا ما بالنسبة لي، و لكن يمكنني أن أرشدكِ إلى موضوع "سلسلة أعلام الجزائر في تبسة" لأم الحسين، فقد يفيدك، فأظن أنّ المنتدى لا يخلو من التعريف بالأعلام الجزائريين، و كذا تذكرتُ الآن موضوعا للأخ "العذيق" بخصوص "أعلام الجزائر في علم الحديث"..و سأبحث لك بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبد الله السلفي

ابو عبد الله السلفي

عدد الرسائل :
488

العمر :
34

تاريخ التسجيل :
04/12/2010


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالأحد 5 ديسمبر 2010 - 2:08

السلام عليكم ورحمة الله

الموضوع صعب كما قلتم بارك الله فيكم لكن البداية تكون دائما هكذا فكما قيل العلم العلم بستان بابه من حديد
لكني ساحاول وانا العضو الجديد في المنتدى ان آتيكم عما قريب ببعض التراجم من كتاب تاريخ الجزائر لجامعه ومؤلفه الشيخ بوسلامة
غير ان الكتاب ليس مطبوعا ويجب ان اطلبه من الشيخ لانسخه ثم اعيده اليه
وهذا سيتطلب بعض الوقت

ولانني حضرت بعض دروس الشيخ التي كان يلقيها اثناء تأليفه للكتاب ساعطيكم بعض الاسماء لاعلام علماء الجزائر والمغرب العربي بشكل عام حيث اذا وجتم مصادر للبحث اخرى على الاقل يكون لديكم بعض العناوين للبحث-للملاحظةفالشيخ حفظه الله الله فيه اعتمد طريقة السلف في التأليف بان يدرس الكتاب اثناء تاليفه كما فعل ابن الصلاح في مقدمة المصطلح-

ساكتفي بابراز اسماء غير المعرفين بنظري :

-الشريف التلمساني
-عبد الرحمن الاخضري صاحب السلم المنورق
-ابن ابة القلاوي صاحب نظم ابن آبة على الاجرومية
-ابن اجروم
ومن المعاصرين
-الشيخ الطاهر ايت علجات
-الشيخ احمد حماني
-احمد سحنون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحسين

أم الحسين

عدد الرسائل :
4090

تاريخ التسجيل :
18/03/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالخميس 30 ديسمبر 2010 - 19:36

وانا معي هذه الترجمة



الإمام سحنون بن سعيد التنوخي



أما عالمنا فهو : عبد السلام أبو سعيد سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي الحمصي ، وسمي بسحنون لحدته في مسائل العلم .
ولد أبو سعيد بحمص عام ستين ومائتين(160هـ)وذهب مع أبيه إلى الأندلس ، ثم انتقل بعد ذلك إلى القيروان حين كانت أمتنا واحدة جغرافيا وسياسيا كما أرادها الله شرعا .

عصره:

نشأ أبو سعيد – رحمه الله – في ظل دولة بني العباس أيام ازدهارها وقوتها ، فرايات الجهاد ترفرف عالية في كل مكان ، والدين عزيز، والعلماء مكرمون ومشاركون في حياة الناس ومنهم القادة الميدانيون أمثال أسد بن الفرات ، والقضاة العادلون ، والعلماء الربانيون ، وقلما تجد واحدا منهم إلا وله مشاركاته وتأثيره المباشر في الناس ، والمسلمون يتنقلون من أطراف دولتهم الإسلامية الكبيرة إلى أطرافها وينتقلون من موقع إلى موقع في الجهاد وطلب العلم والتجارة ، كما ينتقل أحدنا في دويلته الأممية اليوم![2] رغم القيود والتحفظات والبون الشاسع.

طلبه للعلم:

بدأ سحنون في طلب العلم بالقيروان على مشايخها ثم رحل في طلب العلم داخل إفريقيا وكتب فيه بهلول إلى على بن زياد يقول له : إن سحنون ممن يطلب العلم لله ، فسأل عنه ابن زياد وأتاه في موضعه وأقرأه الموطأ ، وقال له : أعلمني بهلول أنك ممن يطلب العلم لله .
ثم رحل إلى مصر ، وقال سحنون : كنت عند ابن القاسم وجوابات مالك ترد عليه ، فقيل له : ما يمنعك من السماع من مالك ؟ قال :قلة الدراهم ، وقال مرة : لحى الله الفقر لولاه لأدركت مالكا .
المهم أنه سمع من كبار أصحاب مالك كابن القاسم وابن وهب وابن الماشجون ومطرف وغيرهم ، ورحل في طلب العلم إلى مصر والحجاز والشام.
وخرج من مصر إلى الحجاز حاجا مع ابن القاسم وابن وهب وأشهب ، وكان يزامل ابن وهب ، ومع ابن القاسم ابنه ،ومع أشهب يتيمه ، وكانوا يسيرون في النهار ويتدارسون العلم، فإذا جاء الليل قام كل إلى حزبه ، وكان ابن وهب يقول : ألا ترون هذا المغربي يلقى بالنهار المسائل ولا يسأل بالليل ، فيقول له ابن القاسم : هو نور يجعله الله في القلوب .
قال محمد بن حارث : كانت إفريقيا قبل رحلة سحنون قد عمرها مذهب مالك بن أنس لأنه رحل إليها أكثر من ثلاثين رجلا كلهم لقي مالك بن أنس وسمع منه – لكن الفقه و الفتيا إنما كان في قليل منهم ،كما هو الحال في علماء سائر البلاد- ثم قدم سحنون بذلك المذهب ، واجتمع له فضل الدين والعقل والورع والعفاف والانقباض ، فبارك الله فيه للمسلمين فمالت إليه الوجوه وأحبته القلوب وصار زمانه كأنه مبتدأ قد محي ما قبله ، وكان أصحابه سراج أهل القيروان .

أهم صفاته :


كان سحنون ثقة ورعا عالما منفقا كثير الصمت لا يخاف في الله لومة لائم .
وكان ربع القامة بين البياض والسمرة ، حسن اللحية ، كثير الشعر ، أعين ، بعيد ما بين المنكبين ، كثير الصمت ، قليل الكلام ، وإذا تكلم تكلم بحكمة ، مهيبا ، حسن اللباس ، يأخذ من شاربه ، قال عيسى : كان صمت سحنون لله وكلامه لله، إذا أعجبه الكلام صمت وإذا أعجبه الصمت تكلم .
قال بعضهم : دخلت على الملوك وكلمتهم فما رأيت أحدا أهيب في قلبي من سحنون .

حكمته وعقله :

قال سعيد بن الحارث : كان أبو سعيد عاقلا بمرة ورعا بمرة عالما بمذهب أهل المدينة بمرة ، وقال : ما رأيت أجود قريحة من سحنون .
وقال غيره : كان سحنون أعقل الناس صاحبا ، وأفضل الناس صاحبا ، وأفقه الناس صاحبا .
وقال سحنون : ترك دانق مما حرم الله أفضل من سبعين ألف حجة ، وكان يقول : مثل العلم القليل في الرجل الصالح مثل العين العذبة في الأرض العذبة يزرع عليها صاحبها فينتفع بها .
ومن حكمه : كل دابة تعمل على الشبع إلا ابن آدم إذا شبع رقد .
ومنها قوله : من لم يعمل بعلمه لم ينفعه علمه .
وكان ينشد :
لمنزلة الفقيه من السفيه كمنزلة السفيه مـن الفقيه
فهذا زاهد في رأي هذا وهـذا فيه أزهد منه فيـه


قضاؤه:
لم يكن سحنون يريد القضاء أو يحرص عليه ، بل إنه لما طلب منه أن يتولاه امتنع تورعا ، ثم قبل بعد إلحاح _مع خوفه منه- لما يرجو أن يحقق من عدل وإنصاف بين الناس ، في يوم توليه للقضاء دخل على ابنته وقال : اليوم ذبح أبوك بغير سكين . وجاءه عون بن يوسف وقال له : نهنئك أو نعزيك ؟فسكت عنه قليلا ثم قال :إنه بلغني أنه من أتاها من غير مسألة أعين عليها ومن أتاها عن مسألة لم يعن عليها .
ثم اشترط أن لا يأخذ رزقا ولا صلة من سلطان في قضائه وأن يعان في عمله ، ومع أنه لم يكن يأخذ لنفسه شيئا إلا أنه كان يأخذ لأعوانه وكتابه وقضاته من جزية أهل الكتاب.
وبنى له بيتا خاصا للقضاء بمعزل عن لغط الناس لا يدخله عليه إلا أصحاب الدعاوى والشهود .
وكان يكتب أسماء الخصوم مرتبة حسب مجيئهم ولا يقدم إلا الملهوف أو المضطر، وكان إذا دخل عليه الشاهد وخاف منه أعرض عنه حتى يستأنس ويذهب روعه ، فإن طال ذلك به هون عليه وقال له : ليس معي سوط ولا عصا فلا عليك بأس ، أد ما علمت ودع ما لم تعلم .
وكان أول ما نظر فيه بعد توليه القضاء أحوال الأسواق ، وكانت قبله من اختصاص الولاة دون القضاة فجعل يؤدب الغاش وينفيه من السوق ، كما فرق حلق أهل البدع وشرد أهل الأهواء .
وكان يعين الأئمة للصلاة بالناس وكان ذلك فبله للأمراء والولاة .
وكان يؤدب الناس على الأيمان التي لا تجوز في الطلاق والعتاق حتى لا يحلفوا بغير الله ، كما يؤدبهم في لباسهم وعلى ارتكاب ما نهي عنه ،ويأمرهم بحسن السيرة ، ومن جار من الخصوم في خصومته ، وطالب بما لا يعنيه أدبه وقال له : نحن نهتم بذلك أكثر منك .
وذات مرة أدب امرأة قيل إنها تجمع بين الرجال والنساء فقيدها ، ثم بنى باب دارها ، وأسكنها بين قوم صالحين .

موقفه من الحكام :

كان –رحمه الله – يقول : والله لقد ابتليت بهذا القضاء وبهم – يعني الحكام والسلاطين-
ولله ما أكلت لهم لقمة ولا شربت لهم شربة ، ولا لبست لهم ثوبا ، ولا ركبت لهم دابة ، وما أخذت لهم صلة ، وإني لأدخل عليهم بالتشديد وما عليه العمل[3] وفيه النجاة ثم أخرج عنهم.
ولم يكن يهابهم في الحق بل يقيم الحق عليهم كما يقيمه على غيرهم وذات مرة وجه إليه الأمير يطلب منه التخفيف على الناس – حسب زعمه– وذلك لأنه أكثر من رد مظالم الملأ وعلية القوم ولم يرض منهم التوكيل في الخصومات بل كان يطلب حضورهم لمجلس القضاء فشق ذلك عليهم ، فشكوه إلى ابن الأغلب فأرسل إليه في تذلك فقال لرسوله : ليس هذا الذي بيني وبينه ، قل له : خذلتني خذلك الله .
وكان يقول : ما أقبح بالعالم أن يؤتى إلى مجلسه فلا يوجد فيه ؛ فيسأل عنه ؛ فيقال : هو عند الأمير ، هو عند الوزير ، هو عند القاضي ، فإن هذا وشبهه أشر من علماء بني إسرائيل .
وكان من تلك المظالم أن حاتم الجراوي _أحد القادة – أتى بسبي من الحرائر فأرسل سحنون بعض رجاله المحتسبين لتخليصهن ففعلوا وهرب حاتم فخرق ثيابه ودخل على الأمير شاكيا ، فطلب الأمير من سحنون أن يردهن على حاتم فأبى وأخبره أن هن حرائر لا يجوز سبيهن ،وقال للرسول :قل للأمير جعل الله حاتما شفيعك يوم القيامة ، وأقسم عليه ليبلغ ذلك إلى الأمير ، ولم يكتف سحنون بذلك بل قام بالقبض على حاتم هذا وحبسه .

محنته:

خرج سحنون يوما في جنازة فتقدم ابن أبي الجواد فصلى عليها – وكان ممن يقول بخلق القرآن – فرجع سحنون ولم يصل عليها فبلغ ذلك الأمير زيادة الله فوجه إلى عامل القيروان بضرب سحنون خمسمائة سوط وحلق رأسه ولحيته ‍، فبلغ ذلك وزيره علي بن حميد ، فحبس البريد وذهب إليه في القائلة وقال له : ما شيئ بلغني ؟ ثم قال له : لا تفعل . إن العكي إنما هلك في ضربه للبهلول بن راشد وهذا مثل بهلول . قال الأمير :نعم ، ثم أخبره بحبسه للبريد فشكره على ذلك ، ثم وصل الخبر إلى سحنون ، وطلب الناس منه أن يشكر الأمير على تراجعه عما هم به فقال : لا والله لا أشكر غير الله ،ثم قال : أنا لم أبلغ مبلغ من ضرب إنما يضرب أمثال مالك وابن المسيب .
ولما ولي الإمارة أحمد بن الأغلب -وكان يقول بخلق القرآن -امتحن سحنون في هذه المسألة فقال : أما شيء أبتديه في نفسي فلا ؛ ولكني سمعت من تعلمت منهم وأخذت عنهم كلهم يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق .
قال ابن الجواد : كفى فاقتله ودمه في عنقي ، وقال غيره مثله ، وقال بعضهم : يقطع أرباعا ويجعل كل ربع في موضع من المدينة ويقال : هذا جزاء من لم يقل بكذا وكذا .
إلا أن سحنون كان واثقا من نصر الله ، وكان يقول في نفسه :
( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)[4] فصرف الله كيدهم عنه ، ورضوا منه بترك القضاء ولزوم داره فقبل ذلك ، وكان يقول لمن يتعاظم أهل البدع : أما علمت أن الله إذا أراد قطع بدعة أظهرها .


من ثناء العلماء عليه :

سئل أشهب : من قدم عليكم من المغرب ؟ قال : سحنون ، قيل : فأسد ، قال : سحنون والله أفقه منه بتسع وتسعين مرة .
وحثه ابن القاسم على أن يقيم عنده ويطلب العلم ويدع الخورج إلى الغزو، وقال : إن العلم أولى به وأكثر ثوابا له .
وقال محمد بن حارث إنه جمع فضل الدين والعقل والورع والعفاف والانقباض والعلم ، وتقدم قول البهلول : إنه ممن يطلب العلم لله، وقال عيسى بن مسكين : سحنون راهب هذه الأمة .
وقال علي البصري : سحنون فقيه أهل زمانه وشيخ عصره وإمام وقته . وقال محمد بن أحمد بن تميم : كان سحنون ثقة حافظا للعلم فقيه البدن ، اجتمعت فيه خلال قلما اجتمعت في غيره : الفقه البارع ،والورع الصادق ، والصرامة في الحق ،و الزهادة في الدنيا ، والتخشن في الملبس والمطعم، والسماحة ، وكان لا يقبل من السلاطين شيئا ، ورما وصل أصحابه بالثلاثين دينارا أو نحوها .
وقال أبو بكر المالكي : وكان مع هذا رقيق القلب غزير الدمعة ظاهر الخشوع ، متواضعا ، قليل التصنع، كريم الأخلاق ، حسن الأدب ، سالم الصدر ، شديدا على أهل البدع لا يخاف في الله لومة لائم ، انتشرت إمامته في المشرق والمغرب ،وسلم له الإمامة أهل عصره ، واجتمعوا على فضله وتقديمه ومناقبه كثيرة .

فقه وفتواه:

إن العلم كما قال الإمام مالك وابن القاسم – رحمهما الله – نور يقذفه الله في القلوب ، فهو في الأساس هبة ومنة من الله تعالى ، ومن أهم ما يعين عليه -بفضل الله -هو التقوى ودوام التعلم وقد وأنعم الله على سحنون بما فتح عليه من ذلك حتى سمي بهذا الاسم إضافة إلى الرغبة الشديدة في الحفظ والتعلم ، حتى قال سحنون عن نفسه : إني حفظت هذه الكتب حتى صارت في صدري كأم القرآن ، وقال إني لأسأل عن المسألة فأعرف في أي كتاب وفي أي ورقة وصفحة وسطر ، فما يمنعني عن الجواب فيها إلا كراهية الجرأة ، وكان يقول : أجرأ الناس على الفتيا أقلهم علما .
قال عيسى : قلت لسحنون : تأتيك المسائل مشهورة مفهومة فتأبى الجواب فيها .فقال : سرعة الجواب بالصواب أشد من فتنة المال .
وقال أبو علي البصري : سحنون فقيه أهل زمانه وشيخ عصره وعالم وقته .
ومن فقهه وورعه أنه كان لا يشرب من قناطر السلاطين ، ويفتي الناس بجواز الشرب منها ، ويقول : إنما هي حجارة جمعوها ساق الله إليها الماء .
وكان له جار يشرب ويغني فصبر عليه – رجاء توبته – وسمعه ابن وضاح ، فلما ذهب إلى الأندلس ابتلي بجار مثله فهم أن يبلغ عنه فتذكر جار سحنون وموقفه وصبره عليه فصبر على جاره وبعد ما قدم القيروان سأل سحنون عن جاره فقال : لقد كفانيه الفقر وهاهو مؤذن في المسجد .
ماله وتصدقه :
قال ابن العنبري : كانت غلة زيتون سحنون خمسمائة دينار في السنة ، فما تنقضي السنة إلا والديون عليه لكثرة صدقته ومعروفه .
وقال عبد الله بن سعيد الصائغ : دفع سحنون يوما لرجل صرة دنانير وهو في بيته ثم قال له : اذهب فأول من تلقاه ادفعها إليه .
وقال حمديس : دخلت عليه يوما وهو يأكل خبزا يبله في الماء ويغطسه في الملح ، فقال : أما إني لم آكله زهادة في الدنيا ولكن لئلا احتاج إلى هؤلاء فأهون عليهم ، ثم صاح بجارية فأتت بصرة فيها عشرون دينارا ، فقال :ادفعه لثلاثة رجال صالحين ممن يسكن عندكم فإن لم تجد ثلاثة فإلى اثنين فإن لم تجد فإلى واحد .
وقال حمديس : ماتت لأبي خادم ثمنها ثمانية وعشرون دينارا فعرض علي سحنون ثمنها لاشتري لأبي منه خادما ، فقلت أنا عن هذا غني .
وفاته-رحمه الله- :
توفي أبو سعيد سحنون بالقيروان سنة أربعين ومائتين(240هـ) ، قال أبو الأحوص المتعبد : رأيت سحنون في المنام وقد تهيأ للخروج إلى الصلاة مع ابنه محمد فأتيته بثوب أبيض ، فقال لي : أما علمت أنا لا نقبل الهدية ، فقلت : ليست بهدية ، لكن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أدفعه إليك ، قال لي : أين رسول الله ؟ فقلت له: هاهنا حابس ، فما قام سحنون إلا يسيرا حتى مات ، و رأيت له مراء غيرها ، ولما توفي حزن عليه الناس ورثاء الشعراء فقال فيه عبد الملك بن قطر قصية أولها :
من يبصر البرق فوق الأفق قد لمعا لما تسربل ثوب الليل وادرعا
ولى لعمري بأرض الغرب قاطبـة ميت له البدووالحضارقدخشعا
ثم يقول:
هناك برزت يـاسحنون منفــردا كسابق الخيل لما بان فانقطعـا
فاذهب فقيدا حباك الله جنتــــه واحصدمن الخيرماقدكنت مزدرعا

الخاتمة:
إن سحنون واحد من نماذج الأسوة والاقتداء وأمثاله كثيرة ، مما يجعلها جديرة بالعناية والجمع ،خاصة في هذا المرحلة من تاريخ أمتنا التي يراد لها فيه أن تعلي من شأن حثالات (هوليود)وما يسمى بنجوم التمثيل والغناء واللعب والخنا ونحو ذلك من كل هابط منحدر، مما يجعل استطلاعا للرأي في مدرسة من مدارس العالم الإسلامي[5] تكون نتيجته أن 67%من طلاب هذا الفصل لايعرفون شيئا عن خالد بن الوليد سيف الله المسلول ولا عن قاهر الصليبين صلاح الدين الأيوبي ‍‍‍مع شهرتهما ، بينما يعرفون معلومات دقيقة واسعة عن حثالات الأفلام والمسارح والمراقص والملاعب التي تقدم باسم الأبطال والنجوم!! ‍‍‍.
كل ذلك يجعلنا في حاجة ماسة إلى المزيد من دراسة ديننا الإسلامي وتاريخه وأعلامه وجمع تراجمهم وتبسيطها ونشرها بين أبنائنا وأهلنا لعلنا نسهم بذلك في رد تلك الهجمة العنيفة الموجهة إلى ديننا وثوابتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا كذلك بوسائل كثيرة متنوعة .
وأخيرا ألخص أهم جوانب الإقتداء البارزة في شخصية الإمام سحنون –كما أراها –
[color=brown]في النقاط التالية :
coor
1-إتقانه للعلم وحرصه عليه .
2- لزوم التقوى والورع .
3-العفة وعزة النفس .
4-سلامة الصدر،وتحمل هم المسلمين .
5-الاتباع وكراهية الابتداع والشاذ من العلم .
6-الكرم والبذل .
7- الحرص على الكسب الحلال من أجل الاستغناء عن الناس .
8-إلزامه نفسه المشقة وأخذه الناس بالرفق واليسر.
9-كراهية التسرع في الفتوى.
10-طول الصمت ومحاسبة النفس قبل الكلام .
11-البعد عن السلاطين وعدم قبول هداياهم وأعطياتهم.
12 -الصدع بالحق .
13-توريث الأدب والأخلاق لجلسائه وتلاميذه وأهله حتى وصفوا بأنهم مصابيح القيروان .
14-إخفاؤه لنوافل العبادات إذ لم ير مصليا لنفل في المسجد .
وبكل تلك الصفات نال سحنون –كما أحسبه ولا أزكي على الله أحدا- رضا الله فرضي عنه الناس وأحبوه وهابوه ، وكما قيل : فإن هيبة المرء على قدر هيبته لله .
فرحم الله أبا سعيد سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي وجعلنا وإياه أئمة في الدين نقتدي بمن قبلنا فيه ويقتدي بنا من بعدنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم واقتدى بهم إلى يوم الدين .
كتبه
أبو أحمد
في مكة المكرمة
في 14/4/1421هـ

راجع ترجمة سحنون في المراجع التالية :
1-ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض اليحصبي 1/339-363.
2-الديباج ص 161.
3-وفيات الأعيان لابن خلكان 3/180-182.
4-تخريج الأحاديث النبوية الواردة في مدونة الإمام مالك تأليف الدكتور الطاهر محمد الدرديري 1/196-212.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحسين

أم الحسين

عدد الرسائل :
4090

تاريخ التسجيل :
18/03/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالخميس 30 ديسمبر 2010 - 19:50

وهذا ممكن ينفعك اختي سليلة


http://www.tbessa.net/t5971-topic


http://www.tbessa.net/t9226-topic?highlight=%C3%CD%E3%CF+%C7%E1%CC%E1%C7%E4%ED


http://www.tbessa.net/t9467-topic?highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%C7%CD%E3%CF+%CD%E3%C7%E4%ED


http://www.tbessa.net/t9293-topic?highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%C7%CD%E3%CF+%CD%E3%C7%E4%ED




http://www.tbessa.net/t9226-topic?highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%C7%CD%E3%CF+%CD%E3%C7%E4%ED


http://www.tbessa.net/t9038-topic?highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%C7%CD%E3%CF+%CD%E3%C7%E4%ED



http://www.tbessa.net/t8166-topic?highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%C7%CD%E3%CF+%CD%E3%C7%E4%ED

ولي عودة مع باقة اخرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالجمعة 31 ديسمبر 2010 - 9:34

جزاك الله خيرا أم الحسين وفتح عليك بكل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبد الله السلفي

ابو عبد الله السلفي

عدد الرسائل :
488

العمر :
34

تاريخ التسجيل :
04/12/2010


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالسبت 1 يناير 2011 - 3:28

ترجمة مختصرة للشريف التلمساني فارس المعقول والمنقول ,,,,,


هو محمد بن أحمد بن علي بن شريف الإدريسي ، وكنيته أبو عبد الله ، ولقبه وشهرته الشريف التلمساني ، وكثيراً ما كان أهل عصره ومن بعدهم ينعتونه ببعض الألقاب بحسب الإعتبار الفقهي أو العلمي أو الأصولي أو بعض مؤلفاته (( كالإمام )) أو (( الشيخ )) أو عبارة صاحب المفتاح )) أو (( شارح الجمل للخونجي )) .
ونسبة التلمساني إلي مدينة (( تلمسان )) الواقعة في الغرب من القطر الجزائري ، تبعد عن عاصمة الجزائر بـ 540كلم .

يعتز التلمساني بأصله الشريف فأصله راسخ في النسب لا يدفع في شرفه وهو معروف بالإدريسي نسبة إلي إدريس بن عبد الله بن حسن ، حيث إن مرد نسبه إلى الحسن بن علي بن أبى طالب رضى الله عنهما .


أما مولده فقد تعارضت أقوال المترجمين والمؤرخين لحياة الشريف التلمساني على قولين :
الأول : إنه ولد سنة عشر وسبعمائة ( 710هـ / 1310 م ) وهو ما عليه الجمهور .
الثاني : إنه ولد سنة ستة عشر وسبعمائة ( 716 هـ / 1316 م ) وهو ما ذكره أبو زكريا السراج والمسيلي .


ينتسب الشريف إلى أسرة علم وتقوى وشرف ونباهه ونبل وصلاح وحسن تدين ، فكان أباه أبا العباس أحمد كان شيخاً فقيهاً جليل القدر وجيهاً عدلاً ، وكان خاله عبد الكريم ذا وجاهه ويسار ومن أهل العفة والصلاح محباً للعلم وأهله حريصاً على مجالس العلم والعلماء .

ويعد أبو عبد الله من فحول العلماء وأعلام الصلاح والتقوى لقد كانت مناحى العلوم التي إنطوى عليها صدر أبى عبد الله الشريف متعدده فهو :
1- فهو إمام في التفسير عالم بقراءاته ورواياته وفنون علومه من بيان وأحكام وناسخ ومنسوخ وغيرها ، فقد فسر القرآن خمساً وعشرين سنة بحضرة أكابر الملوك والعلماء .

2- محدث بارع في علوم الحديث متنه وسنده صحيحه وسقيمه غريبه وفقهه كثير الذب عن السنة قدير على إزالة الإشكال فيها .

3- إمام في أصول الدين ألف كتاباً في القضاء والقدر ، قال أحمد بابا التنبكتي ( حقق فيه مقدار الحق بأحسن تعبير عن تلك العلوم الغامضه )

4- فقيه مجتهد في الأصول والفروع ثبتاً وتحصيلاً ، واسع المعرفة بالأحكام ووجوه الإستنباط منها .

5- خبير بالعلوم العربية وآدابها وقواعدها نحواً وصرفاً وبلاغة وبياناً ، قوي في غريب اللغة والشعر والأمثال .

6- كثير المعرفة بسير الأعلام من الفقهاء والصالحين ، وبمذاهب الصوفيه وإشاراتهم .

7- قمة في العلوم العقلية كلها من منطق وحساب وفرائض وتنجيم وتشريح وفلاحه وغيرها .

فكل ذلك يؤكد عظمة شخصيته الأدبية والعلمية الفذة ويشهد له بالإمامه والإجتهاد ورقى القدر والمنصب في عصره بين فطاحل العلماء العاملين المبرزين .

- إكتسب أبو عبد الله الشريف ثقة الملوك وعلماء عصره وحظى بثنائهم بما تحلى من صلاح وتقوى وما تمتع به من خلق كريم وعلم غزير فلقد أشاد به ملوك زمانه بفضائله ، وشهد له شيوخه بوفور العقل وحضور الذهن .

وقد إمتحن أبو عبد الله الشريف محنة عظيمة أمام السلطان أبى عنان المريني وكانت هذه الواقعة الدالة على أمانته وصدق لهجته وتباعده عن مجالس الحكام والسلاطين ، في عام 753هـ ضمه السلطان المريني أبو عنان لمجلسه العلمي وأراد نقله إلى فاس، ولكن الشريف حنّ إلى مسقط رأسه والاستقرار بموطنه الأصلي، فاعتقله أبو عنان وأساء معاملته، ثم عاد إليه واسترضاه وجعله من المقربين إليه وذلك بعد استيلائه على مدينة قسنطينة والمغرب الأوسط بكامله. وبقي ملازم السلطان إلى حين وفاة أبو عنان عام 759 هـ، فاستدعاه حمو موسى بن يوسف الزياني بعد أن استرجع تلمسان من المرينيين، وقربه إلى مجلسه وزوجه ابنته وشيد له مدرسة بتلمسان درس فيها .

- وصفه ابن خلدون الذي عاصره، بالإمام العالم الفذ وبفارس المعقول والمنقول وصاحب الفروع والأصول. وللونشريسي كتاب في ترجمته أسماه "القول العنيف في ترجمة الإمام أبي عبد الله الشريف".

- ترك الشريف التلمساني آثاراً كثيرة تدل على مكانته العلمية، منها المطبوع والمخطوط والمفقود، منها: كتاب في القضاء والقدر، مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول، فتاوي في مسائل فقهية .

-في بعض الكتب يروى أن الشريف التلمساني ناظر شيخ الاسلام إبن تيمية غير أنه لم يصح تاريخيا ولم يثبت أنه التقى به أصلا. وإنما يروى أن اثنين من أبناء التلمساني -وكانا من علماء المغرب المعروفين وهما عبد الرحمن وعيسى- ناظرا ابن تيمية رحمهم الله جميعا حول مسألة نزول الله تعالى وكانا على ما كان عليه المغربة في ذلك الوقت بسبب انتشار العقيدة الاشعرية آن ذاك.

- ولما كانت سنة وفاته وصل في التفسير إلى قوله تعالى : (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ. [آل عمران:171] ) فمرض ثمانية عشر يوماً ثم مات ليلة الآحد رابع ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وسبعمائه ( 771هـ / 1370 م )



فرحم الله الامام الشريف التلمساني و رزقنا الاستفادة من علمه وأدبه على غزارته

وهذه الجزائر خاصة والمغرب العربي عامة كثير علماؤها لكن أهلهم ضيعوهم
فاللهم وفقنا في إحياء ما مات من تراث علمائنا وارزقنا الاخلاص في ذلك القول والعمل.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الترجمة منقولة ولمن أراد التوسع في ترجمة الشيخ:
نيل الابتهاج" للتنبكتي: 171-170. " البستان" لابن مريم: 129-127. " لقط الفرائد" للمكناسي: 243. " تعريف الخلف" للحفناوي: 2/208-209. " شجرة النور" لمخلوف: 1/251
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالسبت 1 يناير 2011 - 9:49

والله أشكركم جميعا ولتبقى هذه الصفحة مرجعا

جزاك الله خيرا أخي أبو عبد الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحسين

أم الحسين

عدد الرسائل :
4090

تاريخ التسجيل :
18/03/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالسبت 1 يناير 2011 - 18:19

محمد بنعزوز القاسمي الحسني (1324هـ= 1906م - 21 رمضان 1404 هـ/21 جوان 1984م) شيخ علاّمة جزائري.

عرف تاريخ الجزائر المعاصر الكثير من الرّجال الصادقين العاملين، الذِّين نذروا أنفسهم لخدمة البلاد ونفع العباد، وقاموا بواجبهم تجاه دينهم ووطنهم، لكن للأسف لا يزال تاريخهم مجهولا، لا نعرف عنه الشيء الكثير.

كانوا يعملون ليل نهار، في صمت وفي هدوء، بعيدا عن الأضواء والشهرة، معتمدين في ذلك على الله، متوجهين بقلوبهم ونفوسهم إلى بارئ السموات والأرض، يستمدون منه العون، مطبقين لأوامره، متمسّكين بدينه، مخلصين أعمالهم له وحده، لا ينتظرون من النَّاس جزاء ولا شكورا، بالرغم من إمكانية الحصول على مناصب أعلى ومراكز أقوى ومغريات أشهى، أفنوا أعمارهم في خدمة العلم والديّن، تنوير الشعب توجيهه وإرشاده، الدعوة إلى الله والتمسّك بدينه الحنيف، تكوين الآلاف من الطلبة والأئمة والأساتذة في مختلف العلوم الشرعيّة، وذلك في أحلك الظروف وأصعبها.

ومن هؤلاء الأفذاذ الذِّين عملوا بتفان وإخلاص وجد ومثابرة في سبيل الدفاع عن الديّن ورفعة ألويته عاليا، والحفاظ على مقدّسات هذا الشعب الأبيِّ: الشيخ محمّد بنعزّوز القاسميِّ الحسنيِّ الشريف الهامليِّ. الإمام الفقيه المالكيّ، العالم العامل، ينتمي إلى أسرة علمية دينية أدت دورا هاما في تاريخ الجزائر الثقافي والديني وهي أسرة قاسمي الحسني بزاوية الهامل. والده هو الشيخ الحاج المختار بن الحاج محمّد الهامليِّ، العالم الفقيه الزاهد، شيخ زاوية الهامل المعروفة أثناء الحرب العالمية الأولى. .

ولد رحمه الله سنة 1324هـ= 1906م ببلدة الهامل، أي في بداية القرن العشرين، وهو ما يمثل بالنسبة لتاريخ البلاد توقف الحركات الثورية وانتهاء المقاومة الشعبية المنظَّمة وغير المنظَّمة، وهي فترة عرفت ركودا وجمودا شديدين على جميع المستويات، بل بات المواطن الجزائري البسيط لا يفكر في شيء إلاَّ في الحصول على قوت يومه.

توفي والده الشيخ المختار سنة 1915م، وتركه صغيرا في رعاية أعمامه وأخيه الشيخ محمّد المكيّ. وظهر نبوغ الولد بنعزّوز مبكرا، إذ لم يتم العقد الأول من عمره حتَّى حفظ القرآن وأتقن تجويده ورسمه، نشأ على حب طلب العلم والحرص عليه.

وكان أول شيوخه في العلم شيخ الجماعة بالزاوية القاسميِّة الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسيِّ، شيخ والده، وهو صاحب التأثير الكبير عليه، وفي سنة 1917 انتقل إلى الجزائر العاصمة، أين درس بالجامع المالكيّ على يد الشيخ أبي القاسم الحفناويّ، مفتي المالكية بالجزائر، ثمَّ عاد بعدها إلى الزاوية القاسميِّة.

وقد كان الشيخ بنعزّوز من ألمع طلبة الزاوية في فترة ما بعد الحرب العالميَّة الأولى، وتمكن من العلوم الفقهية والعلوم اللغوية، والحديث والتَّفسير ـ وقد كتب فيه فيما بعد ـ، وذلك في ظرف وجيز جدا، وتدَّرج في سلَّم التعليم إلى أن صار أستاذا رفقة شيوخه الذِّين تولوا تعليمه من قبل، وكان عمره إذاك 18 سنة.

ولم تطل مدَّة تدريسه إذ نجده في سنة 1345هـ= 1926م ينتقل إلى جامع الزيتونة لمواصلة رحلته العلمية، وبالزيتونة تلَّقى علومه عن أساتذة أجلاء منهم: الشيخ محمَّد الزغواني المالكيّ، الشيخ محمّد الهادي العلاني،ّ الشيخ عثمان الخوجة الحنفيّ، الشيخ معاوية التميميّ...وغيرهم من مشايخ الزيتونة الفضلاء. وفي صائفة 1346هـ= 1927م، وبعد حصوله على الإجازة من شيوخه بتونس عاد إلى زاوية الهامل، واستقرَّ مدرسا بالزاوية وتولَّى التدريس رفقة جمع من الأساتذة الآخرين: الشيخ بن السنوسي الديسيِّ، الشيخ أحمد بن الأخضر الشريف، عبد العزيز بن أحمد الفاطميِّ ....

كان الشيخ بنعزوز القاسمي الحسني رحمه الله يبدأ يومه العلميّ بعد صلاة الصبح، فيشرع في تدريس علوم القرآن: من تفسير معانيه، وأسباب النزول، ومعه علم الحديث رواية ودراية، وإذا طلعت الشَّمس يبدأ بدرس التوحيد والعقيدة، واللّغة والنحو، وبعد العصر السنوسي الحساب والجوهر المكنون.

كان رحمه الله يبدأ يومه العلميّ بعد صلاة الصبح، فيشرع في تدريس علوم القرآن: من تفسير معانيه، وأسباب النزول، ومعه علم الحديث رواية ودراية، وإذا طلعت الشَّمس يبدأ بدرس التوحيد والعقيدة، واللّغة والنحو، وبعد العصر السنوسي الحساب والجوهر المكنون. إلاَّ أن الذي اشتهر به الشيخ هو تخصَّصه في الفقه المالكي، وعكوفه على تدريس كتبه، مختصر خليل وشروحه، وكان درسه الفقهيَّ نموذجيا، لكونه لا يعتمد على الحفظ وحده، بل كان يرجع إلى المصادر والمراجع محاولا استخراج الأحكام الفقهيَّة من الكتاب والسنَّة، مستنبطا محاورا مناظرا. ممَّا جعل حلقته تتَّسع أكثر فأكثر، عاما بعد عام.

وكان يختم مختصر خليل كل سنَّة، ويحضر مجلسه جمع من العلماء، ويحتفل بيوم الختم. ولعلَّ من أهمِّ الأحداث التِّي عرفتها الساحة الثقافية هو تأسيس "جمعية العلماء المسلمين"، وقد شارك الشيخ بنعزّوز في تأسيسها بنادي الترّقي بالجزائر، وكان من أعضاء الجمعية العامَّة، بعدها انسحب الشيخ من الحياة السياسيَّة ومن المعارك التِّي كانت تشهدها أحيانا الساحة الجزائرية، ويرجع ذلك ـ ربَّما ـ لعاملين اثنين:

أ ـ حبه الشديد للعلم والتعلم والتعليم، وتفرغه التام لأداء هذه المهمَّة النبيلة على أكمل وجه. فهو يرى أن أفضل الجهاد هو خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه.

ب ـ طبيعته المسالمة التِّي لا تحب الظهور، ولا تحب الدخول في المعارك والصراعات، فالرجل رجل فقه وعلم، يبتعد قدر الإمكان على التحزب والتشرذم، حتَّى أنَّـه لم يشارك في أي دعوى حزبية أو سياسية، اللَّهم إلاَّ ثورة التحرير المباركة التِّي أيَّدها بقوة ودعمَّها بكل ما استطاع.

ومـرَّ عقد الثلاثينيات والرجل مكبّ على تدريس العلم الشريف بزاوية الهامل، وجاءت الحرب العالميَّة الثانيَّة، وعرف المجتمع الجزائريّ، كثيرا من التغيَّرات، وعرضت على الشيخ مناصب عدة في مناطق مختلفة من الوطن منها مفتي الديار الجزائرية، فرفضها كلها وفضَّل البقاء بمسقط رأسه الهامل، مواصلا مسيرة الآباء والأجداد، مخلصا عمله لله وحده.

حوَّل مسكنه بـ"تغانيم" بالقرب من زاوية الهامل، إلى ناد علميّ فكريّ ثقافيّ تجتمع فيه نخبة من العلماء والأساتذة وطلبة العلم. كمَا اهتَّم في هذه الفترة بجمع الكتب والمخطوطات، وقد وصفه أحد التقارير الأمنية الفرنسيَّة في هذه الفترة (1952م) بأنَّـه: "من مشائخ زاوية الهامل وأعيانـها، يتولَّى التدريس بها الآن، على ثقافة تقليديَّة عالية، لا يتقن اللغة الفرنسية".

وقبل اندلاع الثورة انتقل الشيخ إلى مدينة حاسي بحبح بولاية الجلفة، أين أسس مدرسة لتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة واتخذها منبرا لتنوير الشعب ودعوته إلى الكفاح المسلح، وبالرغم من مضايقات الاحتلال الفرنسي إلاَّ أنَّ الشيخ صمَّم على بلوغ أهدافه وإبراز حقائق الاستعمار والدعوة إلى التمّسك بالدين الحنيف والمبادئ الإسلاميَّة والعادات والتقاليد الأصيلة، ومحاربة كل من يدعو إلى التفرقة والاندماج، وفي هذا ما فيه من الجهاد والكفاح.

كان دأبه وديدنه في مجالسه تلك ودروسه، الدعوة إلى الله وإلى إحياء السنّة النبويّة، والقضاء على البدع والخرافات والتمييز بين الحق والباطل، والحرص على توجيه النَّاس إلى أخذ الدين من منابعه الأصليَّة: الكتاب والسنَّة.

بعد الاستقلال، طلب منه سكان مدينة عين وسَّارة وأعيانَـها الانتقال إليهم، وتوليِّ التوجيه والإرشاد بها، فلم يجد الشيخ بدًّا عن تلبية طلبهم، واستقرَّ بمدينة عين وسَّارة، وقضى سنواته الأولى بها مدّرسا لبعض العلوم من فقه وتفسّير وحديث، لمختلف طبقات الشعب، وفي السنوات الأخيرة لما شعر بنوع من الإعياء، قصر التدريس على بعض الأئمة والأساتذة في مكتبته بمنزله، وكان دأبه وديدنه في مجالسه تلك ودروسه، الدعوة إلى الله وإلى إحياء السنّة النبويّة، والقضاء على البدع والخرافات والتمييز بين الحق والباطل، والحرص على توجيه النَّاس إلى أخذ الدين من منابعه الأصليَّة: الكتاب والسنَّة.

كمَا تولَّى مهمّة الإفتاء والتِّي كان يمتنع عنها في السابق، لكن أصبحت في حقِّه بهذه المدينة فرض عين، ممَّا جعله يفتح أبواب منزله للمستفتين، ورجال القضاء والقانون، وظلَّ هذا دأبه وديدنه إلى أن لقي ربّه ليلة 21 رمضان 1404 هـ= 21 جوان 1984م بمدينة البليدة بعد مرض ألزمه الفراش مدَّة طويلة، ودفن بمسقط رأسه الهامل في يوم مشهود، وشيَّعه جمع غفير في موكب مهيب غشيه حزن وأسى على فقد علم بارز، وأبَّـنه غير واحد.
مكتبتـه

لا يمكنّنا الحديث عن الشيخ بنعزّوز دون الحديث عن مكتبته العامرة الزاخرة بمئات المخطوطات وآلاف المطبوعات، والتِّي عرفت شهرة لدى الباحثين وطلاَّب المعرفة، حيث ضمّت حوالي 700 مخطوط، في مختلف أنواع المعرفة، أغلبها في العلوم الشرعية من تفسير وحديث وفقه وأصول، نظرا لتخصّص الشيخ فيها. وأكثر من ثلاثة آلاف كتاب مطبوع، إلاَّ أنَّ أهميتها ترجع إلى ما احتوته من مخطوطات طبعا. كوَّنها رحمه الله ممَّا ورثه عن والده الشيخ المختار بن الحاج محمَّد، وأضاف إليها الشيء الكثير، بواسطة الشراء من مختلف المكتبات الجزائرية والأجنبية، ومن أهم المخطوطات الموجودة بمكتبته: أسس المنقطعين وذخيرة المتوسلين لزاده، أسرار الشيخ الإمام السنوسيّ، الإسفار عن معاني الأسفار، الإعراب عن قواعد الإعراب، بهجة البسط والأنس في شرح الكلمات الخمس، تفسير ابن جزيّ، التَّنوير في إسقاط التَّدبير لابن عطاء الله، الجامع الصحيح للبخاريّ: من كتب الفكّون الجَّد، نسخ ق 06هـ، الجامع الصحيح للبخاريّ، عليه تملّك مصطفى باشا....
تلامـذتـه

تولَّى الشيخ بنعزّوز التدريس لأكثر من نصف قرن، في كل من زاوية الهامل ومدينة حاسي بحبح، ومدينة عين وسَّارة التِّي قضى بها العشرين سنة الأخيرة من حياته، ومنذ شبابه لم يعرف مهنة أخرى غير العلم والتعليم، وتتلمذ على يديه، في هاته الفترة أعداد لا تحصى من طلبة العلم، تخرجوا أئمة وقضاة ومفتين، التزموا بدورهم بنشر العلم في مدنهم وقراهم النائية، إذ أن أغلبية من درس عنه ينتمي إلى المناطق الداخلية من الوطن أو ما يعرف بالجزائر العميقة.

وتخرَّج على يديه ما يقرب من ثلاثة آلاف طالب، فهو يقول في أحد ردوده بعيد الاستقلال متحدثا عن نفسه: "علّمه ـ أي مختصر خليل بشروحه ـ لأكثر من ألفي متعلّم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، رحم الله ميّتهم وبارك في حياة المنتظر".

ولعلَّ من أبرز تلامذته: الشيخ عبد الحفيظ القاسميِّ، مؤسّس مدرسة النجّاح بالبيرين، الشيخ معمر بن عثمان حاشي، إمام الجلفة وعالمها، الشيخ سعد بن عيسى حرزلي المعروف بالطالب سي سعد، الإمام العالم الفقيه المجاهد المعروف بزاوية الهامل...وغيرهم من الطلبة.
مـؤلفـاته

بالرغم من عناية الشيخ بن عزّوز الشديدة بالكتابة والكتاب، إلاَّ أنَّـه لم يكن كثير التأليف، ربَّما بسبب مهنة التعليم والتدريس، وربَّما لظروف الحياة الثقافية التِّي لم تكن لتشجع العالم أو الباحث على التأليف والكتابة، ومع هذا فقد ترك مجموعة من الكتابات التِّي لا تزال مخطوطة لم تـر النور بعد منها:

شرح الصدر بإعراب آيّ القطر، فهرست موضوعات ومصادر ومراجع اليواقيت الثمينة في الأشباه والنظائر الفقهيّة على مذهب مالك، لعليّ بن عبد الواحد الأنصاريّ، تحقيق كتاب ((الكواكب العرفانيَّة والإشراقات الأنسيَّة في شرح القدسيَّة)) للورتيلانيّ، كما كتب عددا من الرسائل مثل: مناسك الحج، رسالة التقوى، استعمال جلود الميتة، الزكاة. وله تقييدات في الفقه والتفسير والحديث على معظم كتبه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحسين

أم الحسين

عدد الرسائل :
4090

تاريخ التسجيل :
18/03/2009


صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا   صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا I_icon_minitimeالأحد 16 يناير 2011 - 11:44

الشيخ محمد بن محمد الفزازي

لشيخ محمد بن محمد الفزازي، أبو مريم ؛ من مواليد سنة 1369هـ، من قبيلة مرنيسه بالمغرب الأقصى.
بدأ دراسته بالكتّاب ثمّ بالمدرسة العصريّة بالرباط، ثمّ انتقل إلى مدن أخرى.
تخرّج عام 1389 هـ من مدرسة المعلّمين بالرباط أيضاً.
وأشتغل منذ ذلك الحين في التدريس بمادّة اللغة الفرنسيّة والرياضيات، كما أشتغل خطيباً بمسجد "الداخلة" بمدينة طنجة، وفي حقل الدعوة الإسلامية؛ واعظاً بالمساجد وكاتباً في الصحف.
ويرأس الشيخ؛ جمعية "أهل السنة والجماعة"، بالمغرب.
وله نشاطات دعوية طيبة في الكتابة والتأليف، ومشاركات في مختلف المجالات ولا سيّما في النقد وفي توجيه الشباب إلى العقيدة الإسلامية وإلى العمل الإسلامي المستقلّ والمتميّز.
اعتقل الشيخ حفظه الله على خلفية تفجيرات " الدار البيضاء " 1424 هـ ، وحكمت عليه المحاكم الطاغوتية بالسجن (30) سنة، بتهمة التحريض والتنظير للتيار السلفي الجهادي في المغرب.


نسأل الله أن يفك أسره وأسر سائر مشايخنا المأسورين، وأن يجعل من تضحياتهم وبذلهم وقوداً لجذوة الجهاد، تنير السبيل للسالكين... آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

صفحة خاصة بأعلام الجزائر والمغرب العربي قديما وحديثا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» صفحة خاصة بتجميع كل ما يتعلق بالشيخ عبد الحليم
» صفحة خاصة بجديد الخطب المنبرية للشيخ أزهر سنيقرة
» صفحة خاصة بأخبار إخواننا في مركز أهل السنة بدار الحديث بـدماج في قتالهم ضد الرافضة
» صفحة من تاريخ الجزائر . هل آتاك نبأ الحاج عمر
» حلقة خاصة حول المصالحة في الجزائر بمشاركة الشيخ أبو سعيد والشيخ عبد المالك رمضاني - حفظهما الله -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: الدعوة والدعاة في الجزائر :: الاخبار والمستجدات-