الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله وبعد:
إنّ الصلوات المفروضة التي يخرجها المكلّف عن وقتها, تنقسم من حيث القضاء إلى ثلاثة أقسام:
1- قسم يخرجه المكلفّ عن وقته بعذر شرعي؛ ولا يشرع معه القضاء:
كالحائض والنفساء, فإنها تترك الصلاة أيام عذرها, ولا يجب عليها أن تقضي هذه الصلوات بعد طهرها.
ودليل ذلك ما رواه الشيخان عَنْ مُعَاذَةَ قالت: "سَألْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا فَقُلْتُ: مَا بالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلا تَقْضِى الصلاةَ؟
فقالت: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ فَقُلْتُ: لسْتُ بِحَرُورِيَّة. وَلكِنْ أسْألُ.
فَقَالَتْ: كَانَ يُصيبُنَا ذلكَ فنؤمَر بِقَضَاءِ الصَّوْم وَلا نُؤمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاةِ".
2- وقسم يخرجه المكلف بعذر شرعي, ويجب فيه القضاء.
وهو ما أخرجه المكلّف عن وقته بعذر النسيان أو النوم فقط لا غير.
ودليل ذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاةً أو نام عنها فلْيصلها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك" (متفق عليه).
فالحديث دال على أنّ من نام عن صلاة أو نسيها يجب عليه المبادرة لقضائها, ولا ينشغل بغيرها من الصلوات, لأنه لو أخر القضاء لم يقبل منه.
3- وقسم يخرجه المكلف عن وقته بغير عذر شرعي, كالتهاون والتكاسل ونحو ذلك.
وهذا القسم لا يصح فيه القضاء على الأرجح من أقوال العلماء.
ودليل ذلك:
- إذا كانت الصلاة المنسية والتي نام عنها حين تذكرها, لا قضاء لها إلا وقت تذكرها, فإذا لم يصلها عند التذكر فلا كفارة لها، فما بالك بالصلاة التي وقتها ساعة من الزمن وهو لا يصليها في هذا الوقت، فهذا لا يمكنه أن يقضي هذه الصلاة إلى الأبد، لأن الله عز وجل يقول:{إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا} موقوتاً: أي مؤقت الأول والآخر.
- أن نقصان صلاة العبد على نوعين:
نقصان كيف: كمن أخلّ بالخشوع وبعض واجبات الصلاة.
ونقصان كمّ: كمن أضاع بعض الصلوات تهاوناً وتكاسلاً.
وكلا من النقصين لا سبيل لجبره وإتمامه إلا بالنوافل المطلقة, وليس بالقضاء, لما رواه الطبراني في الأوسط أن أبا هريرة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن أتمها كتبت له تامة، وإن كان قد انتقصها قيل: انظروا هل لعبدي من نافلة تكملون بها فريضته؟ ثم تؤخذ الأعمال بعد ذلك" (حسنه الألباني).
قال الألباني رحمه الله: " من يتأمل قول الله عز وجل في الحديث القدسي{هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته} علم أن المسلم إذا كان في صلاته نقص لا يُسأل يوم القيامة هل أتم هذا النقص بالقضاء أم لا، وإنما يُسأل عن إتمام هذا النقص بكثرة التطوع، فالتطوع بكثرة النوافل هو الذي يتم لك فريضتك، فأكثر من التطوع يتم الله لك فريضتك.
والله تعالى أعلم.
[b]كتبه وحرّره أبو يزيد المدني[/]]
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: سؤال مهم ؟ افيدونا افادكم الله. 
الخميس 2 سبتمبر 2010 - 3:34
