الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منير العاصمي

منير العاصمي

عدد الرسائل :
46

تاريخ التسجيل :
07/01/2010


ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) Empty
مُساهمةموضوع: ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى )   ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالأحد 24 يناير 2010 - 10:05

بسم الله الرحمن الرحيم وبعد اخوتي في الله رواد منتدى تبسة ساضع بين ايديكم موضوع مفيد وهام حول ما انفرد به المغاربة في علم الحديث والموضوع كان قد كتبه اخونا في الله وحفظه الله ووفقه لكل خير ابن حاج الجزائري

• " فالمغاربة أكثر حزما من المشارقة، وأشد اتباعا وأصح نظرا…"

(الراعي الأندلسي)

• للغرب فضل شائع لا يجهل --- ولأهله شرف ودين مكمل.
ظهرت به أعلام حق حققت --- ما قاله خير الأنام المرسل.
فلأهله حتى القيامة لن يزالوا--- ظاهرين على الهدى لن يخذلوا.

(الراعي الأندلسي)

• ألا إن أرض الغرب أفضل موطن --- تساق إليه الواحدات النجائب.
ولو لم يكن في لغرب كل فضيلة --- لما حركت شوقا غليها الكواكب.

(ابن دانيال الموصلي)

• " فالأصل الأصيل لتلك المدنية الإسلامية القرآن الكريم الذي جمع فأوعى وكان حفظه الذي لا ينسى على ممر الدهور السبب العظيم لحفظ ضوابط تلك المدنية الإسلامية ، وقد حازت منه الأمة المغربية أوفر الحظوظ حتى قالوا: إن القرآن نزل بلغة العرب ففسره العجم وحفظه المغاربة ونطق به أهل مصر وأحسن الإستماع إليه الترك وعمل بالقسم الأخروي منه أهل اليمن…".

(عبد الحي الكتاني في التراتيب الإدارية
في نظام الحكومة النبوية)

• قال الدارقطني : "هذا إسناد مغربي , ورجاله مجهولون ولا يصح…"

(ابن الصلاح في إصلاح الغلط)

• " ولم أر ذكر رواية أحد من المغاربة لشيء من الكتب المذكورة في التأليف لنزول روايتهم غالبا إلا أن لجماعة من المغاربة رواية عالية في الموطأ رواية يحيى بن يحيى…"
(ابن نقطة في ذيل التقييد)

• وحدثنا محمد بن الصباح عن هشيم بن بشير الواسطي عن داود بن أبي هند عن عبد الرحمن بن مل النهدي عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة".

(أبو العرب القيرواني في فضائل أفريقية)

• " ورواه بعض المغاربة من طريق ابن ماهان (يتفقرون)بتقديم الفاء…"
(النووي في شرح مسلم)

• "… والناس مختلفون في إتقان هذا الباب اختلافا يتباين ولأهل الأندلس يد ليست لغيرهم…."

(القاضي عياض في الإلماع)

• " وليس في المشرق بأسره من يروي هذه الرواية غيري وهي منقولة عن علماء الأندلس ، منهم الإمام العلم الناقد شيخ المحدثين في زمانه أبو علي الغساني…"

(ابن دحية الأندلسي في )

• " وهذا الاصطلاح لا يعرفه أهل المشرق، ولم يذكره الخطيب قي (الجامع) ولا في (الكفاية)، وهو اصطلاح لأهل المغرب".
(العراقي في التقييد والإيضاح)

• " رسم الصفر دائرة عند أهل الحساب إنما هو في اصطلاح أهل المغرب ، الذين منهم القاضي عياض…".
(أحمد محمد شاكر في شرح سنن الترمذي)

• " هذا التعبير وقفت عليه في كلام علماء الأندلس، ولم أقف عليه في المعاجم ولا في كلام العلماء المشارقة …".

(أبو غدة في الصفحات)

• " وما رأيته إلا في هذا الكتاب، فلعله من اصطلاح السادة المحدثين المغاربة، إذ لم أره في كتب المصطلح، ولا في كتب السادة المحدثين المشارقة، والله أعلم".

(أبو غدة في تحقيق الانتقاء لابن عبد البر)

• " وكذلك أغرب بعض المغاربة فزعم أن قصة ابن الناطور مروية بالإسناد المذكور…".

(ابن حجر في الفتح)

• " ورأي المغاربة في أبي الخطاب، غير رأي أهل ديار مصر…".

(ابن حجر في اللسان)

• " وهذا الإسناد خفي على من لم يعرف طريقة المغاربة في تجويزهم إطلاق "أخبرنا" في الإجازة…".

(الذهبي في الميزان)

• " أما المغاربة فيطلقون (أخبرنا) على ما هو إجازة، حتى إن بعضهم يطلق في الإجازة (حدثنا) وهذا تدليس…".

(الذهبي في الموقظة)



بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، رب السماوات السبع والأرضين، وخالق المشرقين والمغربين، والصلاة والسلام على سيد الغربا الحبيب المجتبى وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار.
وبعد:
فهذا جزء لطيف في ما انفرد به أهل الحديث من المغاربة عن نظرائهم من المشارقة في هذا الفن رواية ودراية ، وهو يشمل رواياتهم التي انفردوا بها ، واصطلاحاتهم التي اشتهروا بها ،إلى جانب اختياراتهم وآرائهم في هذا العلم الشريف ، وقد كان الحامل لي على جمعه جملة أمور منها:
1)– جمع ما تفرق من عناصر هذا الموضوع في كتب المصطلح والتراجم وغيرها ، ولا سيما أني لم أر – في حدود علمي – من المشتغلين من اهتم بهذا الموضوع على أهميته (1).

2)– بيان صفحات من جهود المغاربة في علم الحديث، ونفي عيب طالما ردده أهل المذاهب الأخرى من المشارقة، وهو أن كتب المغاربة – وهم مالكية - خالية عن ذكر الدليل الأثري ، على حين أنك لا تجد كتابا في فقه الشافعية أو الحنفية أو الحنابلة خاليا عن ذكر الدليل لكل مسألة فيه واضحة كانت أو خفية ، وهذا شيء يلفت النظر ويحز في القلب ويؤلم النفس …مالك…إمام أهل السنة وشيخ الحفاظ بحيث سماه يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين أمير المؤمنين في الحديث ، تخلو كتب مذهبه عن الدليل !! فلا يجد القاريء لها والناظر فيها إلا آراء مجردة وأقوالا متناقضة، يشعر المالكية أنفسهم بتناقضها ، ولقد بلغ من إعراضهم عن الدليل أنهم يضعفون أقوال أئمة المذهب المعروفين بالميل إليه والعمل بما يقتضيه ، كابن عبد البر والباجي وابن العربي ، فأقوال هؤلاء و أمثالهم لا تذكر في كتب المتأخرين إلا مشفوعة بالتضعيف غالبا ، لا لشيء لأن أصحابها يتبعون الدليل ، عملا بوصية الإمام مالك نفسه حين أمر أصحابه أن يعرضوا كلامه على كتاب الله وسنة رسوله ، فإن خالفهما فليضربوا به عرض الحائط ، بل بلغ المتأخرون في الغلو إلى حد أن بعض شراح تحفة ابن عاصم قال أثناء كلامه على مسألة مانصه :" …خلافا لما في الحديث"(2) !!! فيا لله ويا للمسلمين إذا خولف الحديث بهذه الصراحة فيعتبر وفاق من!!(3).

3)- إبراز مذهب أهل الحديث الذي كان سائدا في المغرب الإسلامي ، واشتهر به من المغاربة جماعة من الأعلام ، وفيه رد على بعض المتعصبين الذين يعتبرونه دينا جديدا(4).

4)- إبراز صفحة من صفحات مساهمة المغاربة في التراث الإسلامي ، على عكس ما روج عنهم أنهم بدو لا يصلحون للحضارة (5).

هذا وقبل الشروع في المقصود لا أرى من الحاجة هنا ذكر مقدمة للتعريف بالحديث الفرد و الغريب وأقسامهما، ولعلي أثبتها في بحثي القادم بعنوان: علل مرويات المغاربة أو غرائب المغاربة. وأكتفي بهذا التنبيه.

تنبيه : المقصود ببلاد المغرب في بحثنا هذا هي ماوراء بلاد مصر من الأمصار حيث مساكن البربر، فيشمل المغرب الأدنى (تونس والقيروان أو ما كان يعرف بأفريقية) والمغرب الأوسط ( و أشهر مراكزه العلمية قديما: بجاية وتلمسان) ، والمغرب الأقصى ( ويشمل كل ماوراء المغرب الأوسط) ، والأندلس . قال الذهبي في السير(18/448) : "المشرق في عرف المغاربة مصر وما بعدها من الشام والعراق وغير ذلك .."اهـ.
وبذلك تعرف خطأ من اقتصر في تعريف حد المغرب على المغرب الأقصى وموريتانيا والأندلس كصاحب تراث المغاربة وغيره، فتنبه ولا تكن من الغافلين.
والآن قد حان أوان الشروع في المأمول ، وذلك حين أبتديء فأقول :

أولا: ما انفرد به المغاربة في علم الرواية:

1)- انفردوا برواية القلانسي لصحيح مسلم:

اشتهرت عناية المغاربة بصحيح مسلم بن الحجاج القشيري بقسميه رواية ودراية ، فأما جانب الدراية فيشمل أمورا كثيرة كان المغاربة سباقين إلى بعضها كالشروح والمختصرات والحواشي والتعاليق والعناية برجاله وغريبه والجمع بينه وبين غيره من المصنفات ونحو ذلك.
وامتدت صور عنايتهم به إلى جانب الرواية فقد عرفت للصحيح ثلاث روايات ثم انحصرت في اثنتين منها بعد القرن السادس تفرد المغاربة بإحداها.
• روايات صحيح مسلم :
روى الصحيح عن مسلم كثير من تلاميذه ، وقد عرفت روايته متصلة من ثلاثة منهم وهم :
أ)- أبو حاتم مكي بن عبدان التميمي النيسابوري (ت:325)
وقد ذكر روايته الحافظ أبو علي الحسين بن محمد الجياني (ت:498) وقال :"لم يقع لنا منها شيء- أي ببلاد المغرب-" ولم يعرف لها إسناد متصل في عهد ابن الصلاح والنووي.
ب)- أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري (ت:308)
وهو ثقة عابد فقيه وكان كثير الملازمة لمسلم ، وقد اشترك في روايته أهل المشرق وأهل المغرب.
ج)- أبو محمد أحمد بن علي القلانسي:
وقد تفرد المغاربة بروايته لصحيح مسلم قال الحافظ ابن الصلاح في (صيانة صحيح مسلم ص:111) :" وقعت بروايته عند المغاربة ولم أجد له ذكرا عند غيرهم ، دخلت روايته إليهم من مصر على يد من رحل منهم إلى جهة الشرق". وقد سمعوها بمصر من أبي العلاء عبد الوهاب عيسى بن ماهان البغدادي نزيل مصر(ت: 388)وقد كتب الحافظ الدارقطني إلى أهل مصر ليكتبوا صحيح مسلم عن ابن ماهان ووصفه بالثقة والتمييز.

2)- وانفردوا بأشهررواية للموطأ رواية يحيى بن يحيى الليثي:

ونسخته هي المعنية عند إطلاق الموطأ وقد طغت روايته على نسخ الموطأ جميعها في المشرق والمغرب باعتبار أنه آخر الروايات وأكثرها انتقاء وتنقيحا وطبع مفردا ومشروحا طبعات متعددة.
ونقل اللكنوي عن كشف الظنون تداول الناس نسخ الموطأ المتعددة وبقاءه في موطأ يحيى فقد قال أبو القاسم محمد بن الحسين الشافعي:"الموطآت المعروفة عن مالك أحد عشر معناها متقارب والمستعمل منها أربعة : موطأ يحيى بن يحيى وابن بكير وأبي مصعب وابن وهب ثم ضعف الاستعمال إلا في موطأ يحيى ثم موطأ ابن بكير.
أخذ يحيى الموطأ من زياد بن عبد الرحمن المعروف بشبطون الذي كان أول من أدخل مّهب مالك الأندلس(ت:204) وارتحل يحيى إلى المدينة فسمع الموطأ من مالك بلا واسطة إلا ثلاث أبواب من كتاب الاعتكاف وكانت ملاقاته وسماعه في السنة التي توفي فيها مالك سنة ( 179)، ويعد يحيى أجل تلاميذه ووقعت له رحلتان علميتان أخذ فيها العلم عن مالكيين وغير مالكيين كالليث وابن عيينة وغيرهم وكان مالك يلقبه بالعاقل.
وروايته للموطأ هي مما انفرد بها عنه أهل بلده واشتهرت فيما بعد بالمشرق عن طريقهم وبإسنادهم .
قال في ذيل التقييد (1/32):" ولم أر ذكر رواية أحد من المغاربة لشيء من الكتب المذكورة في التأليف لنزول روايتهم غالبا إلا أن لجماعة من المغاربة رواية عالية في الموطأ رواية يحيى بن يحيى…"اهـ.
وقال الإمام أبو عبد الله الحطاب في شرحه على خليل(1/6) وهو يسوق أسانيده إلى الكتب المصنفة :"…الموطأ للإمام مالك بن أنس ولنقتصر على رواية يحيى بن يحيى الليثي لأنها أشهر رواياته وهي مما انفرد بها المغاربة…"اهـ.

(يتبع…)




الهوامش:
(1)- رأيت بعد استكمال جل عناصر البحث من جملة مصادر الأستاذ محمد بن عبد الله التليدي في كتابه "تراث المغاربة"بحثا له نشره في مجلة الحق المغربية عدد(285) بعنوان :"اختيارات وآراء المغاربة في علوم الحديث، ولم أحصل عليه لأستفيد منه، إلا أنه يظهر من عنوانه أنه اقتصر على أبواب الدراية والله أعلم.

(2) - قد استغل بعض من لم تتضح له الأمور مثل هذه العبارات التي لهج بها كثير من المتأخرين فشنها حربا على المذاهب المتبعة ، مع أن الواجب تجاه كلام أهل العلم أن يحمل على المحمل الحسن ويعتذر لما ذكروه أنهم لم يقصدوا مخالفة الحديث الصحيح الصريح – رحمهم الله- وكلامهم يحتمل غاية ما في الأمر أنهم أطلقوا في موضع يحتاج إلى التقييد ، ثم لعلها كانت عبارات مفهومة لديهم فتكون من قبيل المطلق الذي أريد به التقييد ، فكان ماذا؟

(3) - مسالك الدلالة في شرح الرسالة لأحمد بن الصديق الغماري الصوفي الدرقاوي المتشيع المجتهد(ص:442-443).

(4) - أنظر مقالا للأستاذ إبراهيم التهامي بعنوان :"مدرسة أهل الحديث بالمغرب العربي" مجلة الموافقات الصادرة عن كلية أصول الدين بالجزائر- العدد:05 ،ص:198.

(5) - شاع ذلك من كلام ابن خلدون كما في مقدمته ، ثم إن لفظ " مغربي" ورد في التاريخ وقصد به الفاطميون الشيعة، أنظر ذيل مولد العلماء (1/97) ، وتارة ورد وقصد به البربر المتوحشون حتى إن بعض المغاربة ألف في الرد على هذه الفرية كتابا سماه"مفاخر البربر" قال في أوله :"…فإنه لما كانت البربر عند كثير من جهلة الناس أخس الأمم وأجهلها وأعراها من الفضائل وأبعدها من المكارم … ولما كانت بلاد المغرب منازل البربر ومساكنهم صارت أيضا محقرة عند الناس وأدون أقاليم الدنيا…" ، وتارة قصد به المشعوذ الساحر ، أنظر كتاب "برهان الشرع في إثبات المس والصرع" لأحد المعاصرين وهو الشيخ علي الحلبي حيث قال ردا على من سمى نفسه محمود المغربي (حاشية ص:222) :" ونسبة (المغربي) نسبة فضفاضة تغر العامة و تثير انتباههم تسترعي أنظارهم ، لذلك ينتسب إليها كثير من المشعوذين والدجالين والسحرة الضالين!!" ، وبعضهم اعتبر هذه النسبة جرحا خاصا في اتهام الرواة وتوهينهم ، أنظر كتاب بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري" للغماري (ص:15).
ثم اعلم أنه من القديم نصبت المناظرة بين المشرق والمغرب وكان التنافس حادا على نيل السؤدد والرياسة لا بين الملوك فحسب كما حدث بين الأيوبيين بالمشرق والموحدين بالمغرب، بل حتى بين العلماء والأدباء وليس ذلك من قبيل العصبية للأوطان بل هي جادة مطروقة عند العلماء من قديم كما ترى في تآليفهم في فضائل البلدان، وتراجم علماء الأوطان . قال الراعي الأندلسي وهو يعدد فضائل أهل المغرب كما في "انتصار الفقير السالك":" فالمغاربة أكثر حزما من المشارقة، وأشد اتباعا وأصح نظرا…». وقال أيضا:
للغرب فضل شائع لا يجهل --- ولأهله شرف ودين مكمل.
ظهرت به أعلام حق حققت --- ما قاله خير الأنام المرسل.
فلأهله حتى القيامة لن يزالوا--- ظاهرين على الهدى لن يخذلوا.
إشارة إلى الحديث الوارد في أحد فصول البحث وهو : لا يزال أهل المغرب ظاهرين عل الحق…
ومن المفارقات العجيبة في هذا الباب افتخار مغربي بفضل المشرق على المغرب كما وقع مع الإمام الأندلسي صاحب الرحلة المشهورة إلى المشرق حيث قال في شعر له :
لا يستوي شرق البلاد وغربها --- الشرق حاز الفضل باستحقاق.
انظر لحال الشمس عند طلوعها--- زهراء تصحب بهجة الإشراق.
وانظر لها عند الغروب كئيبة--- صفراء تعقب ظلمة الآفاق.
وكفى بيوم طلوعها من غربها --- أن تؤذن الدنيا بوشك فراق.
وقال أيضا بلديه الإمام أبو محمد بن حزم الأندلسي:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة --- ولكن عيبي أن مطلعي الغرب.
ولو أنني في جانب الشرق طالع --- لجد على ما ضاع من ذكري النهب.
وبالمقابل قال ابن دانيال الموصلي من أهل المشرق مفتخرا بالغرب:

ألا إن أرض الغرب أفضل موطن --- تساق إليه الواحدات النجائب.
ولو لم يكن في لغرب كل فضيلة --- لما حركت شوقا غليها الكواكب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير العاصمي

منير العاصمي

عدد الرسائل :
46

تاريخ التسجيل :
07/01/2010


ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى )   ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالأحد 24 يناير 2010 - 10:07

ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه (الحلقة الثانية)
3)- وانفردوا برواية أكبر مسند في الإسلام مسند بقي بن مخلد الأندلسي :

قال الذهبي في السير :" بقي بن مخلد بن يزيد الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن الأندلسي القرطبي الحافظ صاحب التفسير والمسند اللذين لا نظير لهما ولد في حدود سنة (200) أو قبلها بقليل ، وسمع من يحيى بن يحيى الليثي ويحيى بن عبد الله بن بكير وهشام بن عمار وزهير بن عباد الرؤاسي… وأحمد بن حنبل مسائل وفوائد ولم يرو له شيئا في مسنده لكونه كان قد قطع الحديث وسمع من أبي بكر بن أبي شيبة فأكثر ، وآخرون وعني بهذا الشأن عناية لا مزيد عليها وأدخل جزيرة الأندلس علما جما وبه وبمحمد بن وضاح صارت تلك الناحية دار حديث ، وكان إماما مجتهدا صالحا ربانيا صادقا مخلصا رأسا في العلم والعمل عديم المثل منقطع القرين يفتي بالأثر ولا يقلد أحدا".

وقال أبو الوليد الفرضي في تاريخه :" ومما انفرد به ولم يدخله سواه مصنف أبي بكر بن أبي شيبة وكتاب الفقه للشافعي بكماله - الأم- وتاريخ خليفة وطبقات خليفة وكتاب سيرة عمر بن عبد العزيز لأحمد بن إبراهيم الدورقي وليس لأحد مثل مسنده".

ت: ومسنده أكثر حديثا من مسند الإمام أحمد على ضخامته هذا بالرغم من أنه لم يرو عنه شيئا من الحديث كما مر من كلام الذهبي وهو الآن في عداد المفقود ولم يصل إلينا منه سوى وريقات في أسماء الذين روى لهم من الصحابة وما لكل واحد منهم من حديث وهي مطبوعة بتحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري .

قال طاهر بن عبد العزيز الأندلسي :" حملت معي جزءا من مسند بقي بن مخلد إلى المشرق فأربته محمد بن إسماعيل الصائغ فقال :" ما اغترف هذا إلا من بحر" وعجب من كثرة علمه.

أما عن تفسيره ، فقد قال الإمام أبو محمد ابن حزم الظاهري:"أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسير بقي لا تفسير محمد بن جرير ولا غيره…".

فصل : في رواية ابن الأحمر وابن سيار لسنن النسائي.

ابن الأحمر هو محدث الأندلس ومسندها الثقة أبو بكر محمد بن معاوية الأموي المرواني القرطبي المعروف بابن الأحمر.
قال الذهبي:"سمع من عبيد الله بن يحيى بن يحيى وغيره - يعني ببلده- وارتحل سنة خمس وتسعين فسمع من أبي خليفة الجمحي بالبصرة ومن إبراهيم بن شريك ومحمد بن يحيى المروزي وجعفر الفريابي ببغداد ومن أبي عبد الرحمن النسائي وأبي يعقوب المنجنيقي بمصر وجال ووصل إلى الهند تاجرا ثم رجع إلى الأندلس وجلب إليها السنن الكبير وحمل الناس عنه وكان شيخا نبيلا ثقة معمرا توفي في رجب سنة (385) وقد قارب التسعين".
وابن سيار هو محمد بن قاسم بن سيار الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله البياني مولاهم الأندلسي القرطبي ، سمع أباه وبقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وفي رحلته من أبي عبد الرحمن الأندلسي و ابي خليفة الجمحي ومطين … توفي في آخر سنة (327) وقيل ثمانية وقد شاخ ".
وقد انفردا عن باقي رواة سنن النسائي برواية عمل اليوم والليلة للنسائي وخصائص علي - رضي الله عنه- ضمن كتاب السنن . قال ابن حجر ردا على صنيع الإمام المزي في إفراده هو أيضا الكتابين عن أصلهما :" …وأفرد العمل والليلة للنسائي عن السنن وهو من جملة كتاب السنن في رواية ابن الأحمر وابن سيار وكذلك أفرد خصائص علي وهو من جملة المناقب في رواية ابن سيار…".
ت: كذا قال ولم يذكر رواية ابن الأحمر لخصائص علي ضمن السنن ، وهاهنا فائدة ذكرها السيوطي في البحر الذي زخر وهي أن الأندلسيين - الذين كانوا على مذهب أهل الشام في رأيهم في علي- منعوا ابن الأحمر من رواية كتاب الخصائص، فلعله لهذا السبب لم يشتهر عنه وإلا فهو من رواته والله أعلم.

4)- وانفردوا بأحاديث و آثار لم توجد عند غيرهم :

انفرد المغاربة عن غيرهم بأحاديث وآثار وقعت لهم ولم تقع لغيرهم ، وقد روى الحافظ جزء في فضائل افريقية لم يتابعه عل أكثره أحد ، وفي مسند بقي بن مخلد أحاديث كثيرة لم تقع للمشارقة كما مر ، وكذا في الاستذكار لابن عبد البر وخاصة المحلى لابن حزم فقد صرح المحدث الكبير العلامة أحمد محمد شاكر في تحقيقه للمسند أنه لم يعثر أصلا اكثير من أحاديثه رغم أن رجال أسانيدها ثقات مشهورون ، وفي كتاب الشفا للقاضي عياض أحاديث لم يقف لها الإمام السيوطي على أصل ، كما في تخريجه المسمى بالمناهل أنظر مثلا: ( 1/20،23،29،41،61،227،235) و ( 2/64،191)، أما الآثار فإن المدونة الكبرى لسحنون ، وتفسير يحيى بن سلام وغيرها من الدواوين المغربية زاخرة بالكثير الطيب من آثار السلف الذي حفظه لنا المغاربة. وما أجمل ما قاله الشيخ عبد الحي الكتاني في هذا السياق في كتابه الماتع التراتيب الإدارية في نظام الحكومة النبوية (2/426):"فالأصل الأصيل لتلك المدنية الإسلامية القرآن الكريم الذي جمع فأوعى وكان حفظه الذي ينسى على ممر الدهور السبب العظيم لحفظ ضوابط تلك المدنية الإسلامية ، وقد حازت منه الأمة المغربية أوفر الحظوظ حتى قالوا: إن القرآن نزل بلغة العرب ففسره العجم وحفظه المغاربة ونطق به أهل مصر وأحسن الإستماع إليه الترك وعمل بالقسم الأخروي منه أهل اليمن…".
قال أبو سهل محمد بن فرات العبدي:" قدم زياد بن الحارث الصدائي - صحابي- إلى أفريقية وانفرد أهلها بحديثه ، وحديثه من إحدى الغرائب التي أغرب بها".

ت: ومن غرائبهم أيضا أحاديث تجدها تحت ترجمة :
بشير (أو بشر) بن يزيد الأزدي الأفريقي ، وجبرون بن واقد الأفريقي ، وجميل بن كريب المعافري ،و حاتم بن عثمان أبو عثمان الأفريقي ، وداود بن يحيى الأفريقي ، وسليمان بن ابراهيم بن زرعة القيرواني ، وسليمان بن عمران القيرواني ، وسند بن يحيى المغربي ، وضمضام بن لحية الأندلسي ، وعبد الله بن عثمان المعافري ، وعبد الله بن أبي غسان الأفريقي ، وعبد الرحمن بن أشرس الأفريقي ، وعبد الملك بن حبيب ، وعبد الرحمن بن بشير
الأزدي ، وعبيد بن يحيى الأفريقي ، وعثمان بن الخطاب البلوي ، وعثمان
بن عبد الله الأموي ، وعنبسة بن خارجة الغافقي ، وعون بن عبد الله بن عمر
بن غانم الأفريقي ، وصالح بن عبد الله القيرواني و عبد الله بن فروخ
الأفريقي ، و عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ، و الفضل بن صالح بن
عبد الله القيرواني ، وفرات بن محمد بن فرات العبدي الأفريقي ، ومحمد بن عبد الله المطماطي البزار ، و محمد بن عبد الله المعافري …وغيرهم جمعت رواياتهم وما قيل فيها و ناقشت بعضها في جزء في علل مرويات المغاربة المشار إليه في المقدمة. وبالله التوفيق.

5)- وانفردوا بأسانيد وطرق:
أخرج الدارقطني في غرائب مالك من وجهين عن يحيى بن خشيش القيرواني عن أحمد بن يحيى بن مهران القيرواني ، زاد في احداهما سليمان بن عمران قالا : أخبرنا أبو خارجة عنبسة بن خارجة الغافقي حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه لعن القدرية والمرجئة على لسان اثنين وسبعين نبيا ، اولهم نوح وآخرهم محمد).
قال الدارقطني :" هذا إسناد مغربي ، ورجاله مجهولون ولا يصح.
ت : وهذا النوع استوفيته في جزء العلل المذكور، والله الموفق لا رب سواه.

وجاء في كتاب "المجلى في تحقيق أحاديث المحلى" لأحد المعاصرين وهو الشيخ علي رضا بن عبد الله بن علي رضا (ص:223) تحت عنوان : انفراد ابن حزم بأسانيد لا توجد عند غيره ، قال :" روى ابن حزم في المحلى (11/122) بإسناده حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا :لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ، ولا تنكحوهن لأموالهن …(الحديث) . قلت : احتج به ابن حزم في كتاب النكاح لبيان النهي عن أن تنكح المرأة لمالها، والحديث أخرجه ابن ماجه في سننه (1859) ، والبيهقي في الكبرى(7/80) وعبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب (328) ، وضعف إسناده البوصيري من أجل الأفريقي واسمه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، ثم ذكر له شاهدا من حديث عوف بن مالك عند البزار أنظر زوائد ابن ماجه (667) وكذا ضعفه الألباني في الضعيفة من أجل الإفريقي ورد على البوصيري ذكره لحديث أبي هريرة في الصحيحين لحديث الباب، وذكره للحديث عند ابن حبان بإسناد آخر.
قلت: وفات الجميع متابعة سلمة بن شبيب للإفريقي في رواية ابن حزم ، ولهذا صححته في كتابي هذا ولله الحمد والمنة"اهـ.

ت : وانظر ترجمة الأفريقي وبيان حال مروياته في سلسلة "العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة" .

6)- وانفردوا بألفاظ وزيادات:
قال أبو العرب القيرواني محمد بن أحمد بن تميم القيرواني في "فضائل أفريقية" :وحدثني محمد بن بسطام الضبي عن أبي الحسن أحمد بن صالح قال : حدثنا محمد بن الصباح عن هشيم بن بشير الواسطي عن داود بن أبي هند عن عبد الرحمن بن مل النهدي عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .( لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة).
الحديث أصله عند مسلم برواية لا يزال أهل الغرب… وورد بلفظ: لا يزال أهل المغرب … كما في رواية أبي العرب، و أخرجه أيضا أبو عمروالداني في السنن الواردة في الفتن ، وبقي بن مخلد في مسنده فيما نقله التادلي في التشوف (ص:2) (كما أفاده صاحب تراث المغاربة) وعليه فجمهور المغاربة على أن المقصود بأهل الغرب هنا هم المغاربة ، وفي هذا قال قائلهم : فلأهله حتى القيامة لن يزالوا - ظاهرين على الهدى لن يخذلوا.
ومن ألفاظهم التي انفردوا بها ما نقله عنهم الشراح في ضبطهم لأسامي الرواة وألفاظ الروايات فتجدهم يقولون ( وقرأه المغاربة كذا…) ، قال النووي في شرحه على مسلم عند حديث (1/155) :"ورواه بعض المغاربة من طريق ابن ماهان (يتفقرون) بتقديم الفاء…) .
وانظر منه (9/62و157) ،(13/ 46و160) ،(16/130) ، (17/19).
وفتح الباري لابن حجر: (1/94و154)، (3/115) ، (5/397) ، (7/428) ، (9/268) ،(11/202و351) .

ثانيا: ما انفردوا به في علم الحديث دراية:

1)- انفردوا بمصطلح خاص للحديث الحسن :
هذا النوع من الحديث له أهمية خاصة ، لما وقع فيه بين العلماء من الاختلاف ، ولما في الحكم على الحديث بالحسن من الدقة.
قال الشيخ نور الدين العتر في "منهج النقد في علوم الحديث" : " والذي يتبين بالبحث أن اختلاف المحدثين يرجع في صورته الجوهرية إلى اختلاف مرادهم من الحديث الحسن ، منهم من أراد الحسن لذاته ، ومنهم من أراد الحسن لغيره ".
ت: ولبعض المغاربة تعريف خاص أغربوا به :
قال الحافظ أحمد بن الصديق الغماري في كتابه "المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير " عند حديث ( أكرموا الشهود فإن الله يستخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم) ، قلت(الغماري):"موضوع ظاهر البطلان … ومن الغريب أن الحافظ أبا علي الصدفي رواه عن البانياسي ثم قال : هذا حديث حسن لم نكتبه إلا من هذا الوجه. ذكره ابن الأبار في ترجمة خلف ابن بشكوال من معجم اصحاب الصدفي ، وهذا من إطلاق لفظ الحسن على المستطرف الغريب ولو كان باطلا ، وذلك كان معروفا بين أهل الأندلس وأنهم لا يقصدون الحسن الإصطلاحي".
2)- وانفردوا بتسمية خاصة لحاء التحويل :
(يتبع إن شاء الله…).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير العاصمي

منير العاصمي

عدد الرسائل :
46

تاريخ التسجيل :
07/01/2010


ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى )   ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالأحد 24 يناير 2010 - 10:10

ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه (الحلقة الثالثة)
2)- وانفردوا بتسمية خاصة لحاء التحويل(1):
قال الإمام الترمذي في سننه (1/5): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبوعوانة عن سماك بن حرب (ح) وحدثنا هناد حدثنا وكيع …
قال العلامة المحدث أحمد محمد شاكر أبو الأشبال المصري - رحمه الله-:" هي حاء مهملة مفردة يكتبها علماء الحديث عند الانتقال من إسناد إلى إسناد ، وهي مأخوذة من التحويل. أو من الحائل بين الاسنادين . قال ابن كثير في اختصار علوم الحديث(ص: 163) : ومن الناس من يتوهم أنها خاء معجمة ، أي إسناد آخر ، والمشهور الأول وحكى بعضهم الاجماع.
وقال ابن الصلاح" وإذا كان للحديث إسنادان أو أكثر فإنهم يكتبون عند الانتقال من إسناد إلى إسناد ما صورته "ح" وهي حاء مهملة مفردة ، ولم يأتنا عن أحد ممن يعتمد بيان لأمرها ، غير أني وجدت بخط الأستاذ الحافظ أبي عثمان الصابوني ، والحافظ أبي مسلم عمر بن علي الليثي البخاري والفقيه المحدث أبي سعد الخليلي - رحمهم الله- في مكانها بدلا عنها :"صح" صريحة وهذا يشعر بكونها رمزا إلى "صح"، وحسن إثبات ههنا لئلا يتوهم أن حديث هذا الإسناد سقط ، ولئلا يركب الاسناد الأول فيجعلا إسنادا واحدا ، وحكى لي بعض من جمعتني وإياه الرحلة بخراسان،عمن وصفه بالفضل من الإصبهانيين:أنها حاء مهملة من التحويل أي من إسناد إلى آخر".
ت: ثم نقل عن البغداديين مثل ذلك ، ومثله أيضا عن الحافظ أبي محمد الرهاوي وهو الذي درج عليه شيوخه من أهل الحديث ثم اختاره وقال :" وأنا-والله الموفق-ان يقول القارئ عند الانتهاء إليها :(حا) ويمر فإنه أحوط الوجوه وأعدلها والعلم عند الله تعالى ".
والذي مال إليه هو الذي ارتضاه المتأخرون من أهل الحديث ومشى عليه المعاصرون . أما المغاربة فانفردوا باصطلاح آخر لحاء التحويل ، فقد كانوا يعتبرونها اختصارا لكلمة "الحديث". قال ابن الصلاح :" وذاكرت فيها بعض أهل العلم من أهل المغرب ، وحكيت له عن بعض من لقيت من أهل الحديث أنها حاء مهملة ،إشارة إلى قولنا "الحديث" فقال لي: أهل المغرب وما علمت بينهم اختلافا يجعلونها حاء مهملة ، ويقول أحدهم إذا وصل إليها (الحديث)"(2).

3)- وانفردوا بإطلاق "حدثنا" و"أخبرنا" على الإجازة:
جاء في اللسان (4/340):" ومن تركيبات ابن دحية، أنه حدث بصحيح مسلم بسماعه له - زعم- من القاضي أبي عبد الله بن زرقون ، أخبرنا به أحمد بن محمد الخولاني ، أخبرنا الحافظ أبو ذر الهروي أخبرنا أبو بكر الجوزقي أخبرنا حامد بن الشرقي أخبرنا مسلم .
قال ابن حجر أو لعله الذهبي : وهذا إسناد مركب ولم يسمع أبو ذر من الجوزقي صحيح مسلم على الوجه ، وإنما سمع منه أحاديث من حديث مسلم ، كان الجوزقي يرويها عن ابن الشرقي ، عن مكي بن عبدان عن مسلم ، نعم للجوزقي من مكي إجازة عن مسلم ، وهذا الإسناد خفي على من لم يعرف طريقة المغاربة في تجويزهم إطلاق أخبرنا في الإجازة ، ولا ريب في صحة إجازة كل من ذكر في هذا الإسناد عمن رواه عنه، والله أعلم".
وفي (ص:336-337):" وذكر-أي ابن دحية- أنه حدثه بالموطأ عاليا أبو الحسن بن حنين الكتاني وابن جليل القيسي قالا:حدثنا محمد بن فرح الطلاع، أقول فأما ابن خليل فإنه سكن مراكش وفاس ، وكان ابن دحية بالأندلس فكيف لقيه وسمع منه؟ وكذلك ابن حنين ، فإنه خرج عن الأندلس ولم يعد ، بل سكن مدينة فاس ومات بها سنة (596)، فبالجهد أن يكون ابن دحية روى الموطأ عن هذين بالإجازة ، فالله أعلم ، أو استباح ذلك على رأي من من يسوغ قول حدثني هكذا ، ويكون إجازة ، لكنه قد صرح بالسماع فيما أرى"اهـ.
ت: ورد التصريح بصيغة الإخبار مع ذكر الإجازة صريحا عند بعضهم، فقد روى أبو العرب القيرواني في "المحن" (ص:61) قال :" وأخبرنا عمرو بن ثور الشامي إجازة قال :حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا سفيان الثوري…" اهـ.
وقال الذهبي في الموقظة :" أما المغاربة فيطلقون "أخبرنا" على ما هو إجازة ، حتى إن بعضهم يطلق في الإجازة "حدثنا" وهذا تدليس…"اهـ.
ت: وليكن هذا نوعا آخر من أنواع التدليس انفرد به المغاربة دون سواهم ، لكن اشتهر عن بعض المغاربة أنه ما كان يفرق بين حدثنا وأخبرنا ويعتبرها صيغة واحدة في السماع ، ففي الإنباه للقفطي(1/208) :"قال الشيخ أبو القاسم بن بشكوال قال لنا القاضي أبو عبد الله بن الحاج كان شيخنا أبو مروان بن السراج يقول:حدثنا وأخبرنا واحد ويحتج بقول الله تعالى:} يومئذ تحدث أخبارها {اهـ .
ولكن الظاهر أن عدم التفريق هو مذهب للمتأخرين من المغاربة.
قال الذهبي في السير (22/393) :" ولمتأخري المغاربة مذهب في إطلاق حدثنا على الإجازة…"اهـ.

4)- وانفردوا بإتقان الكتب وتصحيحها(3):
تصحيح الكتب و تحقيقها من أشق الأعمال وأكبرها تبعة ، ولقد صور أبو عمرو الجاحظ ذلك أقوى تصوير في كتاب "الحيوان" فقال:"… ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفا أو كلمة ساقطة فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعاني أيسر عليه من إتمام ذلك النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام فكيف يطيق ذلك المعارض المستأجر ةالحكيم نفسه قد أعجزه هذا الباب … ثم يصير الكتاب تتداوله الأيدي الجانية ةالأعراض المفسدة حتى يصير الكتاب صرفا وكذبا مصمتا…".
وقال الأخفش:إذا نسخ الكتاب ولم يعارض ثم نسخ ولم يعارض خرج أعجميا".
وقد ابتكر علماء المسلمين قواعد متينة لتفادي الغلط والسقط والتصحيف الذي قد يقع في الكتب المنسوخة فألفوا التواليف الكثيرة ، وعقد لها أهل الحديث أبوابا خاصة ، وكان لأهل الصنعة من المغاربة قصب السبق.
قال في "الإلماع إلى أصول الرواية وتقييد السماع"(ص:192):"… والناس مختلفون في إتقان هذا الباب -أي: باب اختلاف الروايات والعمل في ذلك- اختلافا يتباين ولأهل الأندلس يد ليست لغيرهم…".
وقال أيضا :" وكان إمام وقتنا في بلادنا في هذا الشأن الحافظ أبو علي الجياني شيخنا- رحمه الله- من أتقن الناس بالكتب ، وأضبطهم لها ، وأقومهم لحروفها وأفرسهم ببيان مشكل أسانيدها ومتونها ، وأعانه على ذلك ما كان معه من الأدب واتقانه ما احتاج إليه من ذلك على شيخه ابي مروان السراج اللغوي- آخر أئمة الشأن-، وصحبته للحافظ أبي عمر بن عبد البر- آخر أئمة الأندلس في الحديث- وأخذه عنه وكثرة مطالعته ، وناهيك من اتقانه لكتابه الذي ألفه في على مشكل الصحيحين ، وكان قرينه شيخنا القاضي الشهيد عارفا بما يجب من ذلك جدا ، لكنه لم يهتبل بكتبه اهتباله ، وكان القاضي أبو الوليد الكناني ممن أتقن …"اهـ.
ت: ومما يلحق بهذا الباب:

5)- ما انفردوا به من علامات التصحيح : مصطلح "الشق".
قال ابن الصلاح :" إذا وقع في الكتاب ما ليس منه ، فإنه ينفى عنه بالضرب أوالحك أو المحو أو غير ذلك. والضرب خير من الحك والمحو. روينا عن القاضي أبي محمد بن خلاد- رحمه الله- قال : قال أصحابنا :الحك تهمة..
ثم إنهم اختلفوا في كيفية الضرب : فروينا عن أبي محمد بن خلاد قال: أجود الضرب أن لا يطمس المضروب عليه ، بل يخط من فوقه خطا جيدا بينا ، يدل على إبطاله ، ويقرأ من تحته ما خط عليه وروينا عن القاضي عياض ما معناه:إن اختيارات الضابطين اختلفت في الضرب ، فأكثرهم على مد الخط المضروب عليه ، مختلطا بالكلمات المضروب عليها ، ويسمى ذلك "الشق".
ت: ومصطلح الشق المذكور من اصطلاحات المغاربة التي لم يشاركهم فيها أحد، قال العراقي في "التقييد والإيضاح": "الشق": بفتح الشين المعجمة وتشديد القاف، وهذا الاصطلاح لا يعرفه أهل المشرق ، ولم يذكره الخطيب في الجامع ولا في الكفاية ، وهو اصطلاح لأهل المغرب ، وذكره القاضي عياض في الإلماع ، ومنه أخذه المصنف . وكأنه مأخوذ من الشق ، وهو الصدع أو من شق العصا ، وهو التفريق ، فكأنه فرق بين الكلمة الزائدة وبين ما قبلها وما بعدها من الصحيح الثابت : بالضرب عليها ، والله أعلم"اهـ.

6)- وعلامة الصفر على الضرب واللعق في المحو:
وانفردوا بوضع علامة على الضرب ، فقد قال ابن الصلاح:" ومنهم من لا يخلطه - أي الخط بالمضروب عليه- ويثبته فوقه، لكنه يعطف طرفي الخط على أول المضروب عليه وآخره ومنهم من يستقبح هذا ويراه تسويدا وتطليسا ، بل يحوق على أول الكلمة بنصف دائرة ، وكذلك في آخره ، وإذا كثر الكلام المضروب عليه فقد يفعل ذلك في أول كل سطر منه وآخره وقد يكتفي بالتحويق على أول الكلام وآخره أجمع. ومن الأشياخ من يستقبح الضرب والتحويق ، ويكتفي بدائرة صغيرة أول الزيادة وآخرها ، ويسميها صفرا كما يسميها أهل الحساب…".
قال العلامة أحمد شاكر - رحمه الله- تعليقا على كلام ابن الصلاح :" رسم الصفر دائرة عند أهل الحساب إنما هو في اصطلاح أهل المغرب ، الذين منهم القاضي عياض ، وهم كانوا ولايزالون إلى الآن يكتبون أرقام الحساب برسم الأرقام المعروفة عند الإفرنج ، بخلاف أرقام أهل المشرق".
ت: وانفردوا أيضا بطريقة في المحو غريبة ، قال ابن الصلاح :" وأما المحو فتتنوع طرقه ، ومن أغربها : ما روي عن سحنون بن سعيد التنوخي الإمام المالكي أنه ربما كتب الشيء ثم لعقه ، وإلى هذا يوميء ما روينا عن ابراهيم النخعي - رضي الله عنه- أنه كان يقول : من المروءة أن يرى في ثوب الرجل وشفتيه مداد. والله أعلم"(4).

7)- وانفردوا بترتيب معجمي خاص:
استعمل المسلمون في ظل ***الإسلامية ترتيبا خاصا للحروف عرف بحروف المعجم وبحروف الهجاء أو التهجي يراعي تشابه الشكل مع اعتبارات أخرى ، فوضعوا الحروف المتشابهة في الرسم متساوقة ، لكن بقي الخلاف قائما بين أهل المشرق وأهل المغرب في الترتيب:
فترتيب المشارقة هو :" أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي ".
وأما ترتيب المغاربة فعلى النحو التالي :" أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ و ي ".
ومن أوائل الذين استعملوا الترتيب المشرقي أمير المؤمنين في الحديث وفقهه أبو عبد الله البخاري (ت:256) في كتابه التاريخ الكبير- تنظر مقدمته (1/11) - وفي غيره ، وتبعه الإمام مسلم بن الحجاج (ت:261) في كتابه الكنى والأسماء ، والإمام أبو عبد الرحمن النسائي (ت:322) في كتابه الضعفاء أيضا ، والإمام أبومحمد عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت:327) في كتابه الجرح والتعديل ، وغيرهم..
وسبقهم إلى هذا الترتيب برمته الإمام اللغوي أبوعمرو الشيباني (ت:206) في كتابه الجيم وقد عد أول من رتب المعجم حسب أوائل الحروف ، وكل هؤلاء قدم الواو على الهاء لكن الإمام اللغوي إسماعيل بن حماد الجوهري - المتوفى قبيل الأربعمائة- صاحب الصحاح قدم في كتابه المذكور الهاء على الواو ، وقد تبعه على ذلك جمهور متأخري علماء الحديث ومنهم : أبو الحجاج المزي (ت:742) في كتابه الفريد : تهذيب الكمال.
أما ترتيب المغاربة فمن أوائل من استعمله الفقيه المحدث محمد بن حارث الخشني القيرواني ثم الأندلسي (ت:361) في كتابه تاريخ علماء الأندلس ، وتبعه الإمام أبو الوليد الباجي (ت:474) في كتابه التعديل و التجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح فقال في مقدمته :" وأنا إن شاء الله آتي بما شرطته في أسماء الرجال على حروف الهجاء بالتأليف المعتاد في بلدنا"اهـ. وكذلك الإمام القاضي أبو الفضل عياض السبتي (ت:544) في كتابه مشارق الأنوار على صحاح الآثار والإمام أبو عبد الله بن الأبار (ت:658) في كتابيه: التكملة لكتاب الصلة ، والمعجم في أصحاب الإمام القاضي أبي علي الصدفي ، والإمام أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي (ت:708) في كتاب صلة الصلة ، وغيرهم(5) …

8)- وانفردوا بمنهج فريد في اختصار الأسانيد:
جرت عادة بعض المحدثين بحذف بعض ألفاظ أداء الحديث والرواية له ، أو اختصارها والرمز لها في الخط دون النطق لتكررها في كل إسناد فيحذفونها بالمرة ، أو يختصرونها بالرمز إليها ، لكسب الوقت، وراحة اليد ، ولغلاء الورق لديهم ، إذ غالبهم كانوا أهل فقر وإملاق .
فمما يحذفونه : كلمة(قال)، يحذفونها خطا في أثناء كتابة الإسناد ، لتكررها مرارا كثيرة ، ويقولونها نطقا في أثناء القراءة ، ومثلها كلمة ( قيل له) في مثل " قرئ على فلان أخبرك فلان" ، وأيضا كلمة (روى) يحذفونها حين يسوقون السند بطريق العنعنة فيقولون " فلان عن فلان…" . قال الغزالي في المستصفى من علم الأصول (1/170) في أواخر مباحث السنة :" استثقلوا أن يكتبوا عند كل اسم روى عن فلان سماعا منه) ، وشحوا على القرطاس والوقت أن يضيعوه ، فأوجزوا ". وقال الخطيب البغدادي في "الكفاية" ( باب الكلام في إرسال الحديث ومعناه…):" وانما استجاز كتبة الحديث الاقتصار على العنعنة ، لكثرة تكررها …" اهـ ، ومما يختصرونه أيضا كلمة (أنه) ، كحديث البخاري في كتاب الوضوء في( باب حمل العنزة مع الماء):"ن عطاء بن أبي ميمونة سمع أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :…". قال ابن حجر هنا :" قوله (سمع أنس بن مالك) أي أنه سمع ، ولفظة (أنه) تحذف في الخط عرفا"اهـ ، وقد يختصرون جزء من الإسناد كحذف جملة ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) بلفظة ( مرفوعا) أو ( رفعه) ، أو (مرسلا) أو (معضلا) عند حذف الواسطة من صحابي أو تابعي كما لا يخفى.
ومما يختصرونه في الإسناد من الألفاظ في الكتابة ، وينطقون به تاما عند الآداء : كلمة ( حدثنا) و (أخبرنا) و (أخبرني) ، أما (حدثنا) فيختصرونها بلفظ (ثنا) أو (نا) ، وتقرأ تامة (حدثنا) ووقعت في بعض الكتب مختصرة إلى( حنا) وهو اختصار غريب لم يذكره أهل المصطلح ، وأما (حدثني) فتختصر غالبا ب(ني) أو(دني) أو (ثني) أو(دثني) ، و(أخبرنا) إلى (أنا) و(أني) في حال (أخبرني)، وأيضا (قال حدثنا) ب(قثني)، ومما يختصرونه حاء التحويل وقد مرت.
وللمغاربة اختصار فريد قلما تنبه له ، فإنهم يذكرون الحديث الأول في فاتحة الكتاب مسندا من طريق المصنف إلى منتهاه ، ثم يختصرون بقية الإسناد - التي يشترك مخرجها مع الإسناد الأول- عند موضع الإشتراك ، ويفرقون بين الإسناد والآخر بواو عاطفة تربط بينهم. ومثاله ما رواه أبو العرب القيرواني في كتاب "المحن" (ص:110) قال :" حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن حنبل عن حماد بن أسامة (كذا في المطبوعة) قال أخبرنا هشام عن أبيه قال : أسلم الزبير وهو ابن ست عشر سنة…
- وقال أحمد بن حنبل حدثني حجيربن المثنى قال حدثنا حبان بن علي عن معروف عن أبي جعفر قال : كان علي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ، في سن واحدة"اهـ.
ت: وهي كثيرة في كتابه وفي كتب ابن عبد البر الأندلسي أيضا، قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة - رحمه الله- في مقدمة تحقيق كتاب "الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء":" وتأتي (نا) ، و(ني) في هذا الكتاب أحيانا مصحوبة بواو قبلها هكذا: (ونا) ،(وني) . وهذه الواو واو العطف ، يؤتى بها لعطف الإسناد اللاحق على قول صاحب الإسناد السابق، كما ستراه في مواضع كثيرة منه، وما رأيته إلا في هذا الكتاب ، فلعله من اصطلاح السادة المحدثين المغاربة ، إذ لم أره في كتب المصطلح ، ولا في كتب السادة المحدثين المشارقة ، والله أعلم"اهـ.
ت: بل هو اصطلاح لهم كما مر وسيأتي، فقد أخرج البخاري في كتاب بدء الوحي (1/31- فتح) قال: حدثنا الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش.. (وذكر حديث هرقل الطويل وهو من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم)، ثم قال: وكان ابن الناطور يحدث (فذكر هذه القصة)، فهي موصولة إلى ابن الناطور لا معلقة كما زعم من لا عناية له بهذا الشأن، وكذلك أغرب بعض المغاربة فزعم أن قصة ابن الناطور مروية بالإسناد المذكور عن أبي سفيان عنه ، كأنه لما رآها لا تصريح فيها بالسماع حملها على ذلك…"اهـ.
ت: ولا غرابة في زعمهم على الإطلاق لمن علم مذهبهم في (الواو العاطفة)، بل وكأنهم هنا سلكوا الجادة فيما تعارفوا عليه، فحملوا سائر إسناد المتن السابق على لاحقه، أما إن قصد بالغرابة المعنى الإصطلاحي ، وهو تفردهم بهذا الاصطلاح عن غيرهم ، فهو كذلك.
وعلى هذا سار عامة متأخري المغاربة والتي تميزت تصانيفهم الحديثية - كغالب أهل الفن- بحذف الأسانيد والاكتفاء بذكر مخرجه من الأئمة أصحاب التصانيف الشهيرة كالبخاري ومسلم وأصحاب السنن مع ذكر راويه من الصحابة، فيعطفون راوي الحديث الأول على الثاني إن كان حديثهم من المصدر نفسه كالكتب المذكورة آنفا.
جاء في مقدمة كتاب تلقين الوليد الصغير لعبد الحق الاشبيلي نزيل بجاية، تحقيق وتخريج وتقديم: أبي الفضل بدر العمراني الطنجي، تحت عنوان : منهج الحافظ عبد الحق الاشبيلي في كتابه (ص:13)."..وإذا ذكر الحديث لمسلم أو لغيره عن صاحب ثم يقول وعنه) أو(وعن فلان) ، فإنما كل ذلك لمسلم ،أو من الكتاب الذي يذكر أولا ، حتى يسمي غيره ، وإذا قال : وفي رواية أخرى أو في طريق آخر لسواه ، ثم قال : زاد البخاري كذا أو زاد فلان كذا وكذا ، ولم يذكر الصاحب ولا النبي صلى الله عليه وسلم ،فإنه عن ذلك الصاحب عن النبي صلى الله عليه وسلم .وهذا المنهج نفسه الذي سار عليه في "الأحكام الوسطى" ، بل هو منهج أغلب الأندلسيين كما أخبرني شيخنا محمد بوخبزة"اهـ.

9)- وانفردوا بمصطلح خاص في السؤال عن أحوال الرواة:
جاء في السير للذهبي في ترجمة الإمام الحافظ الأندلسي بقي بن مخلد (13/292) :" .. حكي عنه أنه قال :… أتيت المسجد الجامع الكبير- ببغداد- وأنا أريد أن أجلس إلى الحلق وأسمع ما يتذاكرونه فدفعت إلى حلقة نبيلة فإذا برجل يكشف عن الرجال فيضعف ويقوي فقلت : هذا يحيى بن معين . فقمت إليه فسألته عن بعض من لقيت من أهل الحديث فبعضا زكى وبعضا جرح … فقلت وأنا واقف على قدمي : أكشفك عن رجل واحد : أحمد بن حنبل ، فنظر إلي كالمتعجب وقال لي : ومثلنا يسأل عن أحمد بن حنبل؟؟ إن ذاك إمام المسلمين وخيرهم وفاضلهم".
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة - رحمه الله- في الصفحات (هامش ص:56):" هذا التعبير وقفت عليه في كلام علماء الأندلس ، ولم أقف عليه في المعاجم ولا في كلام العلماء المشارقة ، وهو بمعنى : أسألك عن رجل لأعرف حاله ، ففي كتاب " قضاة قرطبة" للخشني (ص.24) في ترجمة معاوية بن صالح الحضرمي:"… دخل زياد بن عبد الرحمن ومعاوية بن صالح على مالك بن أنس ، فسأله معاوية بن صالح عن نحو مائتي مسألة ، فأجابه مالك عن جميعها ، فكشف زياد بن عبد الرحمن مالكا وقال له : يا أبا عبد الله ، كيف رأيت معاوية بن صالح ؟ فقال له مالك: ما سألني أحد قط مثل معاوية بن صالح ، ثم كشف زياد معاوية عن مالك ؟ فقال له معاوية : ما سألت أحدا مثل مالك "اهـ.

10)- وانفردوا ببيان أحوال بعض الرواة:
وقد أفردت لهذا المبحث بحثا خاصا بعنوان ." العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة" - يسر الله إتمامه- فانظره.

( يتبع إن شاء الله…)

(1)- مقدمة الشيخ شاكر لسنن الترمذي وانظر لها أيضا كتب المصطلح.
(2)- المصدر نفسه بتصرف.
(3)- المصدر نفسه بتصرف.
(4)- المصدر نفسه بتصرف.
(5)- الأرقام العربية تاريخها وأصالتها وما استعمله المحدثون وغيرهم منها - مقال ل: د.قاسم علي سعد - مجلة الأحمدية-العدد:02.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى )   ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالأحد 24 يناير 2010 - 10:15

جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير العاصمي

منير العاصمي

عدد الرسائل :
46

تاريخ التسجيل :
07/01/2010


ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى )   ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالأحد 24 يناير 2010 - 10:20

ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه (الحلقة الرابعة والأخيرة)
12)- وانفردوا بوضع الافتتاحيات على صحيح البخاري:
اعتنى المغاربة بصحيح البخاري وكان لهم به فريد عناية واهتمام وأقبلوا عليه منذ وصوله إليهم وأحلوه بعد كتاب الله المقام السامي … فقد حفظوه ودرسوه وكتبوا حوله الشروح والتعاليق واختصروه وبحثوا في مشكلاته وألفاظه ووضعوا له التكملات وبحثوا تراجمه وعرفوا برجاله وإسناده وانشأوا حوله الافتتاحيات والختمات ونظموا القصائد والأشعار حول ترجمة صاحبه وفضائله ومزايا صحيحه وكتبه…
وشرح افتتاحيات البخاري هو لون من ألوان التأليف برز فيه المغاربة دون سواهم بل يمكن القول أنه من ابتكارهم وإبداعهم فما هو إذن فن الإفتتاحيات :
قال في مقدمة تحقيق كتاب شرح افتتاح صحيح البخاري لعبد القادر الكوهن- بتحقيق عبد الإله يعلاوي-:
" الإفتتاحيات : هي تآليف وضعها مؤلفوها خاصة لشرح مقدمة أو افتتاح كتاب من كتب أهل العلم ، وقد أكد الدكتور يوسف الكتاني على أن هذه الافتتاحيات اقتصرت على صحيح وحده دون بقية كتب الحديث أو الفنون الأخرى ، فليس للمغاربة افتتاحيات لكتاب الموطأ أو لصحيح مسلم أو لبقية الكتب الستة أو لغيرها من الكتب الحديثية والعلمية كالنحو والفقه والأصول وغيرها ، على كثرة عناية المغاربة بكتاب الموطأ وصحيح مسلم وشدة اهتمامهم به خاصة.
وقد كان علماؤنا يعقدون لافتتاحيات صحيح البخاري مجالس في المساجد والمدارس والزوايا ويكون ذلك في محفل كبير يشهده العامة والخاصة . وكانت هذه الافتتاحيات تتركز عناصرها في ما يلي:
الكلام على فضل العلوم والعلماء ومجلسه وتعليمه وخاصة علم الحديث.
الكلام على سبب اقتصار البخاري على البسملة مكتفيا بها عند الحمد لتضمينها معناه اقتداء ، وجريا على سنن الصدر الأول وفي مقدمتهم النبي صلى الله عليه وسلم في رسائله .
الكلام على سبب تصدير الجامع الصحيح بترجمة بدء الوحي بيانا لمقصد المؤلف من كتابه.
التعريف بالإمام البخاري والكلام عن الجامع الصحيح وشرح حديث النية متنا وسندا والختم بالدعاء والصلاة والسلام على النبي الكريم .
وممن ألف في مضوع الإفتتاحيات على البخاري:
1.شرح أوائل البخاري : لمصطفى محمد القسطموني (ت: 981).
2.مقدمة على صحيح البخاري : لمحمد بن قاسم جسوس ( ت: 1182).
3.نفحة المسك الدراري لافتتاح صحيح البخاري : لحمدون بن الحاج (ت: 1132).
4.شرح افتتاح صحيح البخاري : لعبد القادر الكوهن (ت: 1254)
5.رفد القارب بمقدمة افتتاح صحيح البخاري : للشيخ فتح الله بناني وغيرها.
13)- وانفردوا بعلامات ترقيم : وهي من استعمالات المحدثين كما تجده في ترتيب المصنفات والترميز وغيرها وقد مر التنبيه على انفراد المغاربة بعلامات الترقيم كالصفر وما يلحقه من رموزهم المعهودة ، ويدخل أيضا في هذا الباب حساب الجمل وترتيبهم فيه غير ترتيب المشارقة .
قال ابن حجر في الفتح (11/351) وقد ساق حديث ابن زمل -وهو موضوع- (الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها) :" جوز السهيلي أن يكون في عدد الحروف التي في أوائل السور مع حذف المكرر ما يوافق حديث ابن زمل وذكر أن عدتها تسعمائة وثلاثة . قلت (ابن حجر) : وهو مبني على طريقة المغاربة في عد الحروف ، وأما المشارقة فينقص العدد عندهم مائتين وعشرة فإن السين عند المغاربة بثلاثمة والصاد بستين وأما المشارقة فالسين عندهم ستون والصاد تسعون فيكون المقدار ستمائة وثلاثة وتسعين …"اهـ.
ت: والحروف هي :
أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ
أول حرف منها عن واحد ثم الثاني عن اثنين ثم الثالث عن ثلاثة والرابع عن أربعة …إلى أن تصل العشرة ، ثم يكون كل حرف بعشرة إلى أن تصل المائة ، ثم يكون كل حرف بمائة إلى أن تصل الألف ، وينتهي .

14)- وانفردوا بخطوط : وهو من مواضيع علماء الرسم القرآني خاصة وقد تأثر بذلك أهل الحديث حتى صار من مواضيعهم فعقدوا له فصولا في كتبهم كما مر ، وللمغاربة في هذا الباب خطهم الشهير الذي انفردوا به عن المشارقة ومن أمثلته : تنقيط القاف بواحدة فوقها والفاء بواحدة تحتها ، وعدم نقط النون والفاء والقاف إذا تطرفت لعدم التباسها بغيرها …الخ .
فصل في اختياراتهم وآرائهم التي اشتهروا بها:
نذكر في هذا الفصل اختيارات المغاربة وآراءهم في هذا العلم الشريف التي شاركهم فيها غيرهم ، أو التي اشتهروا بها ، والذي حملني على ذكرها في هذا الفصل أمور وهي :
1/أن ذكرها تعميما للفائدة أفضل من إغفالها.
2/أنها بموضوع التفرد ألصق ، فإن قيل : إن التفرد يقتضي عدم المشاركة ، نقول:
3/لسنا نعلم هنا أن المشاركة وقعت بسبب تقليدهم لاختيار من شاركهم أم العكس أوغير ذلك . فاقتضى التنبيه.
وعليه فمن جملة اختياراتهم:
1) -إطلاقهم لكلمة " الفهرس والبرنامج" على المعاجم والمشيخات :
اهتم المغاربة بكتب الفهارس والبرامج أيما اهتمام وعكف الكثير منهم على تأليف فهارس شيوخهم ، ورغم ما أصاب الدراسات الحديثية من نكسات في المغرب إلا أن حرص المغاربة على تدوين الفهارس بحافز خدمة العلم والانتساب إلى أهله والنضمام إلى سلاسل الرواة - كما يصرح في كثير من مقدماتها- ظل دهرا بالمغرب فلا يكاد يخلو عالم منهم من تأليف فهرس يحرص فيه على اتصال سنده وعلوه ، وقد قام بعض الباحثين بدراسة موضوع فهارس المغاربة في حقبة معينة فأتى بما يعجب له في هذا الباب.
والفهارس جمع لكلمة "فهرست" وهي في الأصل فارسية قيل في تعريبها فهرس (بكسر الفاء والراء) ، وقد عبر الإمام أبو عبد الله الرهوني عن المعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة فقال:" الكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأساتذته وما يتعلق بذلك" . والبرامج جمع لكلمة برنامج الفارسية الدالة لى الورقة الجامعة للحساب في الأصل ، ويسمي المحدثون الكتاب الجامع لأسماء شيوخ المحدث ومروياته عنهم " المشيخة" التي أطلق عليها " المعجم" عندما روعي ترتيب المشايخ على حسب الحروف الهجائية.
ولئن شاع كلمة ثبت ومعجم ومشيخة في المشرق للكتاب الذي يتحدث فيه مؤلفه عن شيوخه وما أخذ عنهم فإن المغاربة والأندلسيين شاع عندهم استعمال كلمة الفهرس والبرنامج لهذا النوع من الكتب "(1).
ومن جملة اختياراتهم الشهيرة أيضا:
2)- تفضيل صحيح البخاري على مسلم(2):
3)- جعل الموطأ السادس في الترتيب(2):
4)-اختيارهم لمصطلح "الجامع" في التبويب(3) :
5)- اختيارهم للعناوين الطويلة (4):

هذا ما عن لي جمعه في هذا البحث ، أعرضه على السادة طلبة العلم رجاء الإفادة والإستفادة ،و قصدت من ورائه أيضا التعريف بجهود قوم خذلهم التاريخ وأهملهم فأبوا إلا فرض أنفسهم عليه ، وهاهو الآن يعيد خبثه فيضعهم في طي النسيان والإهمال حتى طمع في تاريخهم الاستعمار - أستغفر الله- بل الاستدمار فصار يناقشنا في بدهيات ديننا وتاريخنا …

قال علامةالجزائر وباني نهضتها الشيخ عبد الحميد بن باديس :" …ولكن هذا المغرب العربي رغم التجاهل والتناسي من إخوانه المشارقة كان يبعث من رجال السيف والقلم من يذكرون به ويشيدون باسمه ويلفتون نظر إخوانهم المشارقة إلى ما فيه من معادن للعلم والفضيلة ومنابت للعز والرجولة ومعاقل للعروبة والإسلام …"
ابن باديس : حياته وآثاره (4/144)
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله أستغفرك وأتوب إليك.
تم

كتب أحدهم على ظهر مخطوط " بديع المعاني شرح بديعية القازاني":
لله الحمد دوما إذ هـــــــــداني *** لما ألفت مع ضعفي وكربي
فإن تنظر خطا والعبد يخطـي *** فأصلح زلة بانت بكتبي
وإن تنظر صوابا فاثن خيــــرا*** فهذا كله من فضل ربي
وعلى ظهر مخطوط " لقط المرجان في أحكام الجان" للسيوطي :
وإن تجد عيبا فسد الخلـلا *** تبق عند الله في عين الملا
لا تعاير من به عيب وقل *** جل من لا عيب فيه وعلا
ولآخر:
وإن تجد عيبا فسد الخللا *** واكس ما تلقاه فضلا حللا
وبخاتمة متن السلم للعلامة الأخضري الجزائري:
وكن أخي للمبتدي مسامحا *** وكن لإصلاح الفساد ناصحا
وأصلح الفساد بـــــــالتأمـل *** وإن بديــــــهة فــــــــلا تبدل
وقل لمن لم ينتصف لمقصدي *** العذر حق واجب للمبتدي
وبخاتمة ألفية ابن الوردي في تعبير المنامات :
الناس لم يصنفوا في العلم *** لكي يكونوا هدفا للذم
ما صنفوا إلا رجاء الأجر *** والدعوات وجميل الذكر
لكن عدمت جسدا بلا حسد *** ولا يضيع الله أجرا لأحد
والله عند قول كل قـــــــائل *** وذو الحجا من نفسه في شاغل

(1)- مقدمة تحقيق فهرس ابن عطية (ص:39 وما بعدها)
(2)- راجع له كتب المصطلح.
(3)- مقدمة محققا كتاب الجامع لابن أبي زيد القيرواني ونقلها عنهما واستحسنها الشيخ أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري في كتابه " الذخيرة في المصنفات الصغيرة".
(4)- من فوائد الشيخ أبي غدة- رحمه الله- كما في حواشيه على كتاب الإنتقاء لابن عبد البر

انتهى كلام الاخ ابن حاج الجزائري

اخوتي في الله الموضوع باالطبع يحتاج الى اضافات ويحتاج الا نقد
ومن ذا سوى الرسول كامل...وجمعت لغيره الفضائل

نقله منير العاصمي

اي خطء لغوي باالطبع اخوكم مجرد عامي من العوام وموجود في مثل هذا المكان الطيب للنصح والتعلم والارشاد

ارجوا الافادة والاستفادة ووفقنا الله واياكم لمرضاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير العاصمي

منير العاصمي

عدد الرسائل :
46

تاريخ التسجيل :
07/01/2010


ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى )   ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى ) I_icon_minitimeالأحد 24 يناير 2010 - 11:12

وايكم بارك الله فيك على مرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه ( الحلقة الأولى )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أقسام كتب الحديث وعلومه
» محنة الإمام أحمد...في الجزائر -الحلقة الأولى-
» فوائد من السنة لطلبة العلم / الحلقة الأولى/
»  شرح أحاديث أصول الإسلام (الحلقة الأولى) للشيخ أبي سعيد الجزائري
» أساليب تربوية في ضوء السنة النبوية / الحلقة الأولى : الاستفهام لاستحضار الفهم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: الحديث النبوي وعلومه-