أم سيرين
عدد الرسائل : 1589
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
 |  موضوع: عقوق الوالدين  الأحد 17 يناير 2010 - 17:32 | |
| |
|
أسماء كرامدي
عدد الرسائل : 1331
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
| | موضوع: رد: عقوق الوالدين الإثنين 18 يناير 2010 - 20:20 | |
| حياك الله أمّ سيرين، و يشرّفني أن أبديَ وجهةَ نظري في صفحتكِ، بخصوص موضوعٍ في غاية الأهمية!
أذكر أنّ سائلة سألتْ تقريبا نفس السؤال، و تقدّمتْ بشكوى إلى "المرشدة" في مجلس ذكر في المسجد بعد نهاية الدرس، و قُرئ السؤال، فكانت الألفاظ غير اللائقة عن "أمّ السائلة"، و الأوصاف القادحة في شخصِها، و أنها "قبيحة"،"قاسية"،و أنّ الأخت تشكو من سوء معاملة أمها.فكيف العمل معها؟
فكان التوجيه الأدبي و الإرشاد الشرعي بإزاء هذه القضية، كان أوّل ما أجابت به المدرِّسة:"من غير اللائق بل من سوء الأدب، أن توصَف الأم بأنها "قْبِيحَة"!، فمهما يصدر منها، تبقى أمّا! و لها مكانتها و حقها في حسنِ المعاملة، و التأدّب معها بحسن الكلام عنها، حيث يمكن الإخبار عن سوء معاملتها، و لكن باختيار الألفاظ! دون القدح و الطعن فيها بقبيح الصفات والنعوت..فعيبٌ أن تقول الفتاةُ عن أمّها "قْبِيحَة، و ما شابهَ هذا اللفظ في القبح و سوء الأدب!!..."
و الذي يدعو على أبيه بأن يردّ اللهُ عليه بمثل معاملته لأبنائه، لا شكّ أنّ هذا الدعاء فيه اعتداء على حق الأب.و معلوم أنّ حقوقَ الوالدَين أعظمُ من حقوق الأبناء. لماذا؟ لأنّ الوالدَين هما من ربّيا هذا الابن و كبّراه و سهرا عليه، و تعبا في تربيته، و أنّه مهما يبرّ الابنُ بأبوَيه، فإنّ حقَّهُمَا يبقى أكبرَ، و لا يمكن ردّه، و لأنهما قبل ذلك، هما السبب في وجود الابن.
و لذلك كان من جملة أوامر الشرع الإحسان إلى الوالدَين، و كان التوجيه الرباني في قوله تعالى:"و قل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرا"!، فقد علّمنا الشرعُ و أدّبنا بأدب جليل، أنْ ندعُوَ للوالدَين بالرحمة!..و لا شكّ أنّ الدعاء عليهما يُخالف هذا الأدب الرباني.
و قد يقول الداعي عليهما: إنّ أبي يعنّفني، و يسيء معاملتي، و يبخل بماله عليّ، و أنه لا يرحمني..فكيف أدعو له!؟، بل أدعو عليه لأني مقهور!!
فيُقال له: لو أنّ لك صديق ألفتَه منذ زمن، و أحسن إليك دهرا و أحببتَه، ثم رأيتَ منه ما كرهتَ، و قد يسيء إليك أحيانا، ثم رأيناك تحسن معاملتَه،و تعزّه مهما يبدر منه.لماذا؟ تجبب: لأنك ألِفتَه و أنّ صاحبك وقف معك وقفات! و أنه مؤنسك، و أنه حريص على منفعتك...فيُقال له: أليس الوالدين أحرصَ على ما ينفعك من صديقك هذا؟، وأنهما ربياك سنين و أنت ضعيف، و أنهما يألمان لألمِك و إنْ لم يُبديا ذلك أحيانا، فكيف تقسو عليهما؟ وتعنّفهما؟ و لا تجرؤ أن تفعل ذلك مع صديقك!؟,,و اِفرضْ أنّ أباك كما تقول و تصِف، و أنه يبخل بماله و أنه "فظّ"، فهل هذا مدعاةٌ للدعاء عليهما!؟ أليس يُقال:أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهم!، فلا أحسن و لا أرجى نفعا من الإحسان إلى من يسيء إليك،فقد أخبر أحكمُ الحاكمين بذلك:" ادفَعْ بالتي هي أحسنُ السيئةَ فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه وليّ حميم"، حقا قد يكون صعبا في البداية، فاصبِرْ على مرارة الاحسان و البر مع الوالدَين، واحتَسبِ الأجرَ عند الله، لأنه هو من أمرك بذلك، و قرن سبحانه عبوديتَه بالاحسان إليهما، فاصبرْ، و ستجني و الله ثمرةَ محاولتك و لو بعد حين، فإن الرب رحيم و هو يرى وضعك ويعلم معاناتك، بل هو من ابتلاكَ بوالدِك الذي تصفه..
ثم سؤال: أليس من مصلحتك أن تدعُو لهما!؟ بلى, فإنك إن دعوتَ لهما و استجاب اللهُ لك، فإنّ أباك سيصلح أمرُه، و إذا صلح أمره، فسيعود ذلك عليك، و ستسعد بذلك غاية السعادة، فلماذا هذا الجفاء و هذه الغلظة في التعامل مع الوالدَين؟ ثم، هل تتمنى إذا كبرتَ و صرت أبا و لك ابن،أن تسمع منه دعاءً عليك؟، أوْ تعلمَ منه أنّ نفسَه تمقتك، و أنه يدعو عليك بالشر و قد يتمنى موتك!، ماذا سيكون شعورك يومها بالله عليك؟ ألا تود حقا من صميم قلبك، لو بادلك ابنُك بسوء معاملتك، أدباً و احتراما و تبجيلا لجلالة مقامِك!؟.. فكِّر في نفسك ثم أجب!
و لو علِم العاق لوالدَيه، ما عليه من الوزر و سوء الحال في الدارَين لما استمر على هذه الحال, فكلنا يعلم عواقب عقوق الوالدين، و لو علم بالمقابل ما له من الأجر و الثواب و تبدّل الحال إلى الأحسن لو أحسنَ إليهما، و عاملهما بالمعروف و البرّ، مهما يبدر منهما، لما استمرّ على حاله و لرجع إلى ربه، و لسارع بطلب رضا الوالدين.
حقا ما أسهل المعاملة بالمثل، و لكن ما أشدّ و ما أصعب المعاملة بالاحسان إلى الغير، ناهيك مع الوالدين!..صحيح أنّ النفس تضعف أحيانا،و لكن ترى النفس الطيبة التي تأدبت بأدب الشرع، لا تقابل إساءةَ الوالدين بالسوء!، و أذكر هنا(للعبرة) حالَ أخت أعرفها منذ سنين، كانت تجد من والديهما كما يصف هذا الداعي على والديه، غلظة و قسوة، و كان سبب أذيتهما للبنتِ كونها ارتدت الزيَّ الشرعي، لطالما ذرفت البنت دموعا و مرضت وهُدّ كيانها كدا، فقد كانت للكلمات "الجارحة" من قِبل والديها أثره و وقعه على النفس،و كان الضرب أحيانا..و لكن هل دعت البنت عل أبويها؟ لا والله ما فعلتْ ذلك، لأنها تعلم حقّهما و عظيم مكانتهما عند الله، و أنه وصى بهما خيرا و إن كانا كافرَين، فلاذت البنت بالتضرع إلى فاطرها و بارئها و راحمها، لعلمها بأنه وحده مقلب القلوب،و جعلتْ سلاحها الصبر و الدعاء للوالدَين لا عليهما!,,كانت تدعو لهما بالهداية،و أحيانا يخامرها الشك في تبدّل حال الوالدين،فأذاهما كان شديدا!..و طال الدعاء و لم تر الاجابة،فتضعف البنت،فتترك الدعاء،و تقعد في الفراش،و تيأس يأسا، و قد بدأ الوالدان يشعران بمعاناتها,,و ما هي إلا أيام، و دون أن تشعر البنتُ،يتبدّل حال الوالدَين تبدلا عجيبا، و ترى البنتُ من حنان أبيها و عطفه عليها بالذات،ما يجعلها تحار،فقد صار يتحسّس شعورَها و حالَها،و صار هو من يسترضيها..و تذكر البنتُ الدعاء الذي كان في الليالي الحالكات،فتعلمَ أنّ الله قد أجابها عندما يئستْ،و أنّ لسهام الليل أمدا،و للأمد انقضاء!..
و هكذا هي المحنة مع الوالدين، مهما تكن،فإنها ستنقضي،و الرابح من يخرج منها و قد ربح أبويه و رضاهما،و الخاسر من خسرهما في الدنيا قبل الآخرة،و خسر نفسَه قبل ذلك.
و أرجو أن يعيننا المولى على البر بالوالدين،فما منا إلا و هو مقصر في حقهما.
و تقبلي مروري و مداخلتي يا أم سيرين, و معذرة على الاطالة |
|
أم سيرين
عدد الرسائل : 1589
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
| | موضوع: رد: عقوق الوالدين الثلاثاء 19 يناير 2010 - 1:00 | |
| بورك فيك أسماء وفي هذا التدخل المثمر
وأتعجب لماذا لم يلق ا الموضوع صداه بين أعضاء المنتدى رغم أهميته
وأنا ممتنة لك ولما أضفتيه من نقاط حساسة
جزاك الله خيرا ووفقك إلى الخيرداائما |
|
منير العاصمي
عدد الرسائل : 46
تاريخ التسجيل : 07/01/2010
| | موضوع: رد: عقوق الوالدين السبت 23 يناير 2010 - 19:42 | |
| اسال الله ان يوفقنا لبر والدينا ويحفظهم وسائر المسلمين الوالدية نعمة كبيرة لا يعفر قيمتها الا من فقد والديه والله المستعان بارك الله فيك |
|
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
