الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حذيفة الجزائري

أبو حذيفة الجزائري

عدد الرسائل :
255

تاريخ التسجيل :
09/08/2008


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على الأحاديث , حقيقته و الموقف منه   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالأحد 28 يونيو 2009 - 21:40

بسم الله الرّحمن الرّحيم
اختلاف أهل العلم في تصحيح الأحاديث و تضعيفها , حقيقتهُ و الموقفُ منه
بقلم : أبي حذيفة الجزائري
إن الحمد لله تعالى نحمده و نستعين به و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيّئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ألّا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشـهد أنّ محمّدا عبده و رسـوله .
أمّا بعد
فهذه كلمات مختصرات أسأل الله تعالى أن ينفع بها كاتبها و قارئها سواء المسترشد المتعلّم أو النّاظر المتعقّب المعلّم , فإنّ هذا كلّه و ما أشبهه ممّا يدخل تحت الأصل العظيم الذي أمر الحقّ جلّ و علا به في قوله (( و تعاونوا على البرّ و التّقوى و لا تعاونوا على الاثم و العدوان ..)) .
و هي كلمة متعلّقة بسؤال طرح قريبا على المنتديات مضمونه و معناه : ما موقف من قصر عن رتبة الاجتهاد من اختلاف المجتهدين في الحكم على الأحاديث بالصّحّة و الضّعف , و القبول و الرّدّ .
و قد رأيت بعض إخواني ممّن أحسبهم – إن شاء الله تعالى – من أقوياء طلبة العلم أجابوا عن شيء من ذلك و لو باقتضاب يعذرون عليه فما كلّ ما يتمنّاه المرء يدركه و قد قيل :
تكاثرت الظباء على خراش ° فلا يدري خراش ما يصيد
و خير الصّدقة جهد المقلّ و المرء يدرك بحسن نيّته و عقد عزمته على فعل المعروف درجات الفاعلين و أعلى إذا حال بينه و بين ذلك حائل لا قبل له به فضلا من الله و تكرّما , فكيف بمن أدّى أكثر من جهد المقلّ في ذاك المقام , و لا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها , و هو المستعان و له الأمر و منه يرجى التّوفيق و يطلب الثّواب و يطمع في الأجر و في ما وعد به يتنافس المتنافسون و يعمل العاملون , و من هذا الباب بالضّبط وجدت الرّغبة في بيان ما عندي في المسألة كبيرة , مستحضرا أنّه لا يكلّف الله نفسا إلاّ ما آتاها , و كلٌّ ينفق من سعته و كلّ يعمل على مكانته و الله تعالى أهل التّوفيق و العفو و المغفرة فأقــول :
قول بعض إخواننا : ما موقفنا إذا تعارض حكم الشّيخ الألباني و حكم غيره على حديث فصحّحه الألباني و ضعّفه غيره أو العكسُ, فبقول من نأخذ ؟
قال مقيّده عفا الله عنهُ :
توطئــــــــــــــة
قولهم : أخرجه البخاري (في صحيحه) = صحّحه البخاري
و قولهم : أخرجه مسلم (في صحيحه) = صحّحه مسلم
قولهم : صحّحه الألباني = أخرجه في السّلسلة الصّحيحة أو في تخريجه للسّنن و الأجزاء الحديثيّة (كصحيح سنن أبي داوود , و صحيح الجامع و صحيح الأدب المفرد..) أو نصّ على صحّته في غير تلك الكتب أو في مجالسه المسجّلة صوتيّا .
باقي أصحاب الكتب منها ما نصّ أصحابها أنّهم يضعون فيها الصّحيح فقط لكنّ شرطهم كان خفيفا فلم يوافقوا عليه كما ووفق البخاري و مسلم و هم (ابن خزيمة و ابن حبّان و الحاكم النّيسابوري ) .
و منها ما لم يشترط أصحابها على أنفسهم الاقتصار على الصّحيح فتلك فيها من هذا و هذا , فمنهم من يعقّب على الحديث ببيان حكمه (عنده) كقول التّرمذي : هذا حديث حسن / حسن صحيح .. و من ذلك قول أبي داوود رحمه الله تعالى في بيان عمله في سننه متكلّما عن الضّعيف المردود فقال ( و ما كان فيه وهن شديد بيّنتُه ..) .
فهذا أيضا يعتبر حكم من هؤلاء الأعلام على تلك الأحاديث .
و قد يصلنا تصحيح أحمد أو البخاري أو مسلم أو غيرهم لحديث ما عن طريق تلاميذهم كما ينقل التّرمذي عن البخاري و البخاري عن أحمد و هكذا ..
فهذه الطّرق من أبـــرز ما يعرف به أحكام المحدّثين على الأحاديث , و سيأتي مزيد بيان .
ثمّ هذه مسألة جزئيّة تدخل تحت قاعدة أو قواعد كليّة من ضبطها و عرف كيف يربط بينها و بين جزئيّاتها زال عنه الإشكال رأسا , و من رزق شيئا من العلم و الفراغ فاستطاع توضيح المسألة الكليّة فقد نفع نفسه و إخوانه أيّما نفع , و كان فعله مطابقا لقول بعض الحكماء : لا تعطه السّمكة و لكن علّمه كيف يصطادها , على تفصيل قد تتاح الفرصة للإشارة إليه فأقول :
جواباتُ العلماء رضي الله عنهم عن الأحاديث تصحيحا و تضعيفا هي من قيبل الفتوى , فقول المحدّث : هذا صحيح و هذا ضعيف , و هذا مقبول و هذا مردود يساوي –من هذه الجهة – قوله : هذا حلالٌ و هذا حرام .
و كما أنّ مسائل العلم و الحلال و الحرام تنقسم إلى مسائل إجماعيّة و مسائل خلافيّة ثمّ مسائل الخلاف تنقسم إلى مسائل اجتهادية خاضعة للأخذ و الرّد بلا إنكار و مسائل خلافيّة الخلاف فيها مطّرح فينكرُ فيها على المخالف , فكذلك مسألة التّصحيح و التّضعيف , و القبول و الرّدّ , فإنّ الأحاديث و الأخبار عموما , منها ما أجمعت الأمّة على قبوله و صحّة نسبته إلى قائله (الرّسول عليه السّلام أو غيره كالصّحابة و التّابعين..) , و منها أخبار أجمعت الأمّة على وهاء نسبتها إلى قائلها و منها أخبار وقع فيها نزاع معتبر فانقسم أهل الشّأن من الأئمّة و العلماء فيها إلى رادّ و مردود عليه .
و أنا بإذن الله تعالى أحاول الكلام على نوع من أنواع مسائل العلم و هو علم التّصحيح و التّضعيف , ثمّ أروم توضيح علاقته بباقي المسائل المندرجة معه في خضمّ الكلام و الله الموفّق .
التّفصيــــــل :
قد مرّ أنّ الأحاديث النّبويّة منها : مجمع على قبوله , و مجمع على ردّه , و مختلف فيه اختلافا معتبرا , و إليك شيء من التّفصيل في بيان هذه الأقسام :
القـــســــــــــــم الأوّل : المجمع على قبـــوله :
و هو ما أخرجه البخاري أو مسلم أو كلاهما و هو ما كان في (الصّحيحين) أو أحدهما , أو كان في غير الصّحيحين لكنّه يساوي ما فيهما من حديث في درجة الصّحّة لأنّه قد توفّرت فيه نفس شروط (مميّزات) أحاديث الصّحيحين و هو ما يسمّه المحدّثون : صحيح : على شرط الشّيخين / على شرط البخاري / على شرط مسلـــم , و هو موجود في غير الصّحيحين كالكتب الأربعة و مسند الإمام أحمد و غيرهما من الأجزاء الحديثيّة , و أكبر من يذكر هذه الصّفة الإمام الحاكم النّيسابوري في كتابه (المستدرك على الصّحيحين) و لهُ فيه أوهام بل و أحاديث واهية خاصّة في ما عدا الشّطر الأوّل منه و قد تعقّبه الذّهبيّ في (التّلخيص الحبير) فوافقه في أحاديث و خالفه في أخرى مستدلاّ على ما ذهب إليه , و الصّواب غالبا حليف الذّهبيّ و قد يخالف الحاكم فيَهِم هو أيضا و قد يوافقه فيَهِــم , و قد اعْتُذر للحاكم في ما أفحش فيه من الغلط في ذاك الكتاب بأعذار متوجّهة , و ليس هذا بموضع التّفصيل.
فـــائدة:
كون الأمّة أجمعت على أنّ أصحّ كتاب في الإسلام بعد كتاب الله هو جامع البخاري ثمّ مسلم, هذا من حيث الجملة و باعتبار الغالب و تتعلّق به تنبيهات:
1ـ توجد أحاديث في الصّحيحين قد انتقدها بعض الحفّاظ المعتبرين كأبي حاتم الرّازي و أبي زرعة الرّازي , و كالجيّاني و الشّهيد , و الدّارقطني , و هم من المتقدّمين و كذلك من المتأخّرين "عنهم" ابن حزم ثمّ ابن تيميّة و من المعاصرين الإمام الألباني و لكنّها أحاديث معدودة جدّا و هي (المنتقدة) في مسلم أكثر منها في البخاري و أغلب تلك الانتقادات لها جواباتها و لا تخلّ بثبوت متن الحديث , و أمّا ما لم يثبت منها على النّقد فلعلّه يعدّ على الأصابع و ليس هذا موضع بيانه .
2ـ بعض الأحاديث تـــوجد في غير الصّحيحين و مع ذلك فمنها ما هو أصحّ من بعض أحاديث الصّحيحين فلا يفهمنّ أحدٌ أنّ الإطلاق بالقول : أحاديث الصّحيحين أصحّ الأحاديث أنّه على بابه بل فيه تفصيل كما قد ذكرت لك.
القــسم الثّاني : المجمــع على ردّه و وهائه :
و هــذه الأحاديث كثيرة جدّا و قـــد نصّ المتقدّمون على أغلبها إن لم يكن كلّها و ذلك التّنصيص إمّا بذكر الحديث نفسه و أنّه موضوع , و إمّا بإجماع أهل الشّأن على كذبِ رواتها أو أحدهم , و إمّا برجحان تهمته بالكذب أو بالتّلقين أو بأنّه متّصف بفحش الغلـــط و الغرق في الغفلة و رواية ما لا يدري أصله و لا معناه و إنّما قلتُ (رجحان) تهمته لأنّه قد يوجد من يبرّئه من الأئمة المعتبرين في الجرح و التّعديل فيعدّله و ينفي عنه التّهمة و يكون ذلك انطلاقا من مقدّمة فاسدة و من حكم مبني على مبلغ علم هذا العالم بذلك الرّاوي , و هذا يظهر غالبا بتتبّع سير الرّواة و رحلاتهم و ملابساتِ الكلام فيهم تعديلا و تجريحا , فقد يدخل الكذّاب الشّاميّ على أحمد بن حنبل بالعراق في هيئة حسنةٍ و سمتٍ طيّبٍ فيروي له أحاديث لا غبار عليها ثمّ يمضي فبالنّظر إلى ما رأى منه الإمام أحمد , ربّما سئل عنه ساعتها أو بعد ذلك فيقول : هو مقبول أو صحيح الحديث أو ثقة , فهو هنا رحمه الله تكلّم بمبلغ علمه , فلو كان الرّجل شاميّا و وجدنا أئمّة الشّام يجرحونه و يثبتون وقوعه في الكذب بالدّلائل و البراهين أو باتّفاقهم من غير مخالف معتبر (منهم) , فهنا ألحق هذا الرّاوي بالكذّابين أو بالمردودين بالتّهمة بالكذب على الأقل , و ألحق حديثه بالأحاديث المردودة , عملا بقاعدة (الجرح المفسّر مقدّم على التّعديل) و بـقولهم (من علم حجّة على من لم يعلم) و بقولهم (بلديّ الرّجل أدرى به من غيره) على تفصيل يطول المقام بذكره و إنّما مثّلت من باب التّنبيه و لعلّه سيأتي الكلام عن هذه القواعد استطرادا و الله الموفّق .
و هذا المثال يوجد منه في الواقع و هو مبسوط في مظانّه .
و قد يعترف الرّاوي بأنّه وضع (كذب) الأحاديث على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إمّا زندقةً كعبد الكريم بن أبي العوجاء فإنّه لمّا عاين القتل قال ( كيف أنتم و قد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحلّ فيها الحرام و أحرّم فيها الحلال ) .
و إمّـــا تأويلا مطّرحا مردودا كفعل الزّهاد الجهلة الذين يكذبون في الأحاديث تقرّبا إلى الله بزعمهم و هم شرّ الوضّاعين (من جهة صعوبة كشفهم و اغترار النّاس بزهدهم و من ثمّ تصديقهم , لا من جهة الحكم عليهم و عقوبتهم فهذا أمر آخر) و قد مثّل ابن الصّلاح في مقدّمته بأحدهم فقال:
روينا عن أبي عصمة - وهو نوح بن أبي مريم - أنه قيل له: من أين لك عن عكرمة، عن أبي عباس في فضائل القرآن سورة سورة؟ فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة و مغازي محمد بن إسحاق، فوضعت هذه الأحاديث حسبة.

و إمّا لدافع آخر كالتّعصّب المذهبيّ أو الطمع في شيء من حطام الدّنيا قلّ أو كثر و غير ذلك مما يطول المقام بذكره
و يلحقُ بهؤلاء – كما ذكر قريبا - كلّ من ثبت سوء حفظه و فحش غلطه و غفلته و وهمه و غلب ذلك عليه .
فهــذا القسم من الرّواة مجمع على عدم الاعتداد بحديثهم و أنّه مردود يحرم نسبته للرّسول عليه السّلام, و يحرم ذكره إلّا مقرونا ببيان بطلانه.
فـــائــدة في الفرق بين أحاديث المطعون في عدالتهم (بالكذب و الفسق ) و بين المطعون في ضبطهم بالغفلة و الوهم و سوء الحفظ :
رغم كون أحاديث الكذّابين و أحاديث من اتّفق على تضعيفهم من جهة الحفظ و الضّبط , هذه الأحاديث كلّها باطلة تحرم نسبتها للرّسول عليه السّلام إلاّ أنّه يوجد فرق بين أحاديث الكذّابين الذين طعن فيهم من جهة صدقهم و عدالتهم , و بين أحاديث الضّعفاء الذين طعن فيهم من جهة حفظهم و يقظتهم و ضبطهم :
فيقال لأحاديث الكذّابين: موضوعة.
و يقال لأحاديث أهل الغفلة و الوهم و الغلط الفاحش : ضعيفة , و لها أسماء و اصطلاحات متنوّعة أخرى تدلّ على رّدها , كوصفها بالرّد مطلقا أو بالضّعف مطلقا ثمّ النّكارة ثمّ الوهاء (مردود , ضعيف , ضعيف جدّا , واه , واهٍ جدّا , منكر..) .
و لذلك نازع بعض أهل العلم في إدخال الموضوع تحت مسمّى الضّعيف و قالوا : بل يجعل قسما خاصّا مستقلاّ.
و في هذه الأحاديث ألّفت كتبٌ من أجل حفظ الدّين و صيانة سنن المرسلين فمنها :
كتاب الموضوعات لابن الجوزي قصره على ما رأى هو أنّه موضوع , و منها كتاب كشف الخفاء للعجلوني و المقاصد الحسنة للسّخاوي تصدّيا فيها لتمييز الضّعيف و المردود من الصّحيح المقبول في معرض الكلام عن جملة كبيرة من الأحاديث و الآثار , و في المعنى نفسه كتاب ابن القيّم رحمه الله تعالى (المنار المنيف في الصّحيح و الضّعيف) و من أكبر من ألّف في بيان الضّعيف و الموضوع في هذا العصر الإمام المجدّد الألباني رحمه الله تعالى كتاب (سلسلة الأحاديث الضّعيفة و الموضوعة و أثرها السّيّء في الأمّة) و هو كتاب ماتع لا يستغني عنه مسلم , و على خطاه سار محدّث الدّيار المصريّة أبي إسحاق الحويني فألّف كتابه (النّافلة في الأحاديث الموضوعة و الباطلة) و قد ذكر أنّه حاول في هذا الكتاب الكلام عمّا لم يتطرّق إليه الشّيخ الألباني في الضّعيفة قدر المستطاع رغبة في تكامل الجهود و استيعاب أكبر قدر من الضّعاف و الواهيات , و هذا من أسمى مقاصد التّأليف , أن يأتي المؤلّف بجديد ينفع الأمّة و ليس مجرّد اجترار للطّرق و الأحكام على طريقة (من غزله ينسج له) .
نوع آخر من أنواع الأحاديث الظاهرة الرّد و الضّعف :
و قد يجمع أهل الشأن على ردّ أحاديث لا بسبب كذب ناقليها أو غفلتهم أو فسقهم لكن لسبب الاتّفاق على وجود انقطاع بين الرّواة بصورة جليّة لا يعتريها نزاع معتبر.
و سيأتي بيان كلّ ما سبق في موضع التّفصيل إن شاء الله تعالى .
فائــــــــــدة 1 :
كما أنّ الذين ألّفوا في الصّحاح قد فاتتهم أشياء و وهموا في أشياء و غفلوا عن أشياء , فكذلك الذين ألّفوا في الضّعاف و الموضوعات لم يسلم أحدهم من الوهم فتعقّب بعضهم على بعض , و تراجع بعضهم عن تضعيف أشياء و تصحيح أخرى (كتراجعات الإمام الألباني) و إنّما القضيّة كما سبق باعتبار الغالب و بالنّظر إلى أكثر أحاديث الكتاب .
و من أبرز ما يذكـــر ها هنا أنّ ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه (الموضوعات) قد وهم في أشياء كثيرة كما ذكر عنه ابن الصّلاح في المقدّمة , و ممّا عيب عليه أن وصل به الوهم أن وضع في كتابه حديثا من أصحّ الأحاديث و هو مخرّج في صحيح مسلم زعم ابن الجوزي رحمه الله تعالى أنّه مكذوب على الرّسول الكريم فأبعد النّجعة و قد تعقّبه العلماء في ذلك فسبحان من لا يسهو .
فائــــــــدة 2:
كما أنّهم رحمهم الله ألّفوا في الصّحيح استقلالا و في الضّعيف استقلالا كما سبق بيانه فإنّهم أيضا ألّفوا في جرد أسماء الثّقات و الضّعفاء على طرق ثلاث , إمّا كتب أفردت للثّقات و كتب أفردت للضّعفاء و المتروكين و أخرى للنّقد و التّرجيح جمعت النّوعين من الرّواة و فيها المطوّلات و فيها المختصرات, و منها كتاب الثّقات لابن حبّان و الضّعفاء للعقيلي و ميزان الاعتدال في نقد الرّجال للذّهبي , و يقال فيها من جهة الصّواب و الخطأ ما قيل في سابقاتها من أنواع التصنيف و الله الموفّق.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالأحد 28 يونيو 2009 - 22:06

إعذر جهلي أخي أبو حذيفة, لكنني أتوجس خيفة من الرد.

فقد علقت في رأسي بعض المفاهيم, و أراني اليوم .......

لعلي أترك المجال لشيوخنا , لعلي أستنير أكثر.

عموما بارك الله فيك و نفعنا بك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالأحد 28 يونيو 2009 - 22:19

السلام عليكم و رحمة الله

بارك الله فيكم على الموضوع، و قد كنتُ أرغب في معرفة هذا الأمر"اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على الأحاديث صحة و ضعفا، و الموقف منه؟"
قال أبو حذيفة :
و هي كلمة متعلّقة بسؤال طرح قريبا على المنتديات مضمونه و معناه : ما موقف من قصر عن رتبة الاجتهاد من اختلاف المجتهدين في الحكم على الأحاديث بالصّحّة و الضّعف , و القبول و الرّدّ .
قول بعض إخواننا : ما موقفنا إذا تعارض حكم الشّيخ الألباني و حكم غيره على حديث فصحّحه الألباني و ضعّفه غيره أو العكسُ, فبقول من نأخذ ؟
------------------
نحن في انتظار جوابكم و اجتهادكم ، و كلامكم يُنبئ بمخالفتك رأي من يرى بالتقليد في هذا الأمر، و أنّ من قصر عن مرتبة الاجتهاد لا يصح عليه الانكار في الأخذ برأي عالم معتبر في الحكم على الحديث صحة و ضعفا!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حذيفة الجزائري

أبو حذيفة الجزائري

عدد الرسائل :
255

تاريخ التسجيل :
09/08/2008


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: تـــــــــــابع الموضوع   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالأحد 28 يونيو 2009 - 22:43

القســــــم الثّالث من الأحاديث : قسمٌ يراوح حاله بين الصّحّة و الضّعف , و بين الانتفاء و الثّبوت :
و هذا مربط الفرس و حرف المسألة و عليهِ مدار الخلاف السّائغ بين أهل العلم و أئمّة الدّين , و ليس منه الموضوع المكذوب و الشّديد الضّعف الذي بلغ من الوهاء مبلغا إلاّ حروف يسيرة لأنّ الفارق بين الكذب الظّاهر و الخطأ الهيّن كالفارق بين المشرق و المغرب و لذلك لم يجز عقلا و لا واقعا أن يتنازع محدّثان من أهل السنّة و الجماعة ممّن استقام فهمهم و حسن قصدهم فيقول أحدهما هذا صحيح على شرط البخاري و يقول الآخر هو موضوع مكذوب إلاّ إذا كان ثمّة سببٌ العلم منه بريء كالتّعصّب المذهبي أو وجود نوع بغي و عدوان في نصرة الرّأي أو وهم ظاهر لا يتابع عليه صاحبه كما وقع لابن الجوزي بزعمه أنّ أحد أحاديث الإمام مسلم في صحيحه (مكذوبا) أو ما وقع فيه الحاكم في مستدركه من أحاديث زعم أنّها على شرط الشيخين أو أحدهما و قال متعقّبه (الذّهبي) أنّها واهية أو موضوعة , و قد ذكر بعض أهل العلم أنّ عدّة ما حكم عليه الذّهبيّ بالبطلان من أحاديث المستدرك تصل المئة حديث .
قلتُ : و هذا العدد و إن كان ذا بال لكنّه لا يتعارض مع ما ذكرته لك سابقا بالنّسبة إلى جملة أحاديث رسول الله عليه الصّلاة و السّلام التي تنازع فيها أهل العلم (المعتبرين ) تصحيحا و تضعيفا و جاء نزاعهم معتبرا لكلّ طرف فيه وجه و عذر و هــذا في النّزاع بين من كانوا على جادّة الحقّ و السنّة خصوصا إذا علمتَ ما اعتذر به بعضُ أفاضل المحدّثين للإمام الحاكم رحمه الله تعالى :
قــــالــــــــــــــــوا :
أنّ الحاكم رحمه الله تعالى من أعلم النّاس بالصّحيحين , و قد ألّف كتابه ذاك في آخر عمره , فعلى هذا لا يمكن أن يقع في ما وقع فيه من زعم الصحّة على شرط الشّيخين أو أحدهما في أحاديث ظاهرة البطلان إلاّ إذا توفّر لذلك سبب قويّ و عذر وجيه , قــــــالوا :
و ذلك أنّ الحاكم رحمه الله تعالى كان في مرحلة الجمع و التّقميش و لم يصل إلى مرحلة النّظر و التّنقيح و التّفتيش , و إنّما بــدأ بذلك فنظر في أحاديث الشّطر الأوّل من كتابه فبيّضها يعني نقّحها و صفّاها و طرح ما نافاها , ثمّ أملاها على طلبته و كان في عزمه و نيّته أن يفعل بكلّ أحاديث الكتاب ما فعل بطليعته غير أنّ المنيّة اخترمته رحمه الله فذلك عذره في ما وقع منه .
و استدلّوا لذلك : بأنّ الجزء الأوّل من كتابه قد وقع له منه كمّ طيّب من الأحاديث التي وافق فيها الصّواب بقوله أنّها على شرطهما أو أحدهما , أو على الأقل في سلامتها من الطّعن الذي يصيب من يعرفُ قدر الإمام الحاكم بالحيرة و الذّهول .
قلتُ : هذا الكلام استفدته قديما من الشّيخ الفاضل الدّكتور سعد بن عبد الله الحميد من شرحه على ألفيّة السّيوطي , و لا أذكر أنّه عزاه إلى قائله و لم تسنح الفرصة لتتبّعه فالعهدة على القائل و هو من أهل الشّأن بلا عصمة أدّعيها لأحد و الله المستعان .
مثـــال على الأحاديث التي تنازع فيها النّاس فصحّحها بعضهم و "كذّبها" آخرون و أنّ العلم بريءٌ من ذاك النّزاع :
و من ذلك أحاديث ظاهرة البطلان و الكذب على رسول الله و هي إنّما تسمّى (أحاديثا) تجوّزا فقط إن هي إلاّ أخبار موضوعة مكذوبة لا يتردّد من له أدنى سلامة في فطرته في الحكم ببطلانها و إن لم ير إسنادها فمن ذلك : أخبار البناء على القبور و الاستغاثة بغير الله تعالى و تمجيد الشّرك بمظاهره المختلفة , فهذه أحاديث اتّفق أهل الحقّ و الإنصاف على وهائها و اختلاقها و إنّما قد ينازع فيها من حرم نعمة الدّين الصّافي و السنّة النّبوية البيضاء النّقيّة و أظلم قلبه من أنوار التّوحيد و ركنت روحه لدعاء العبيد فهو يخبط خبط عشواء متعلّقا بأيّة قشّة في تصحيح مذهبه البائد و طريقه الحائد فهؤلاء لا عبرة بخلافهم و لو ماتوا عويلا و لا قيمة لاعتراضهم و لو صاحوا طويلا و إنّما يكفي العاقل المنصف أن يبيّن ما هم عليه تبليغا للرّسالة و تبيينا للمقالة و تفريقا بين الأخيار و بين الحثالة , و كلّ صاحب سلعة فله حظّ من أثرها فلا يستوي العطّار و النّجّار و الخمّار و إليك سلعتهم تنبيك عن شناعة جريمتهم و منها في الدّعاء ( إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور!!) و في التّوكّل ( من حسّن ظنّه بحجر نفعه !) و في التوسّل (توسّلوا بجاهي فإنّ جاهي عند الله عظيم) و هذه جميعها و غيرها ممّا يدور في فلكها أكاذيب منسوبة لرسول الله عليه الصّلاة و السّلام , و لا عبرة بأغلب من نازع فيها بل و لا بالنّزاع فيها مطلقا فإنّما ينازع فيها صاحب هوى لم يجد في الصّحيح ما يعضد اعتداءه على العقيدة و جناب التّوحيد فاستغاث بهذه الأباطيل وخاصّة في المعاصرين الذين ألّفوا في الدّفاع عنها المؤلّفات و الله المستعان.
و مقابله أيضا ما صحّ بلا إشكال و زعم هؤلاء ضعفه أو وضعه كما في ردّهم لحديث الجارية الذي رواه مسلم من حديث معاوية بن الحكم السّلمي و فيه قال رسول الله عليه السّلام للجارية (أين الله ؟) قالت (في السّماء) فقال النّبيّ لمعاوية : (أعتقها فإنها مؤمنة) .
فهذا اللّفــظ اختاره مسلم و هو صحيح و مع ذلك زعم المبتدعة أنّه ضعيف بل وصلت الجرأة بالمسمّى (السّقّاف) أن قال (أقطع أنّ رسول الله ما قاله)!!! و هذا حكم على هذا اللّفظ بالوضع من غير هدى و لا كتاب منير خلا ظلام الجهل و الظّلم و معاداة العقيدة و سيأتي بيان هذا الصّنف من المشتغلين بالعلم في موضعه و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله و هو حسبي و نعم الوكيل .
و معلوم أنّ عمل القلب أصلٌ و به تتعلّق العقائد و عمل الجوارح تابع لعمل القلب على وجه التّلازم الذي لا يعتريه انفكاك (لا على وجه الانفكاك و الانفصال بل هو ركن في الإيمان) , فمن بنى عمل قلبه من توكّل و خوف ورجاء على تلك الأباطيل لم ينتفع بعمل جوارحه و لو ظهر للنّاس أنّه أزهدهم أو أعلمهم فإنّ الشّرك محبط للعمل , فلم يعد لكلام من هذا حاله وزن في الفقهيّات و قد زاغ في العقائد , حتّى و لو علم تمكّنه من زمام علوم الفقه و التّصحيح و التّضعيف فإنّ للهوى على علمه سلطانا لا يتركه يهتدي إلى الحقّ و سيأتي مزيد تفصيل في محلّه إن شاء الله تعالى .
فالخلاصة في هذا المقام :
ما نازع فيه أهل البـــدع من المرويّات التي تمجّد الشّرك الصّريح كالتي مضى ذكرها فهذا النّوع من النّزاع لا يستدرك به على قولي : لم يتنازع محدّثان في خبر يزعم الأوّل أنّه على شرط البخاري و يزعم الثّاني أنّه (موضوع) إلّا في حالات محصورة معدودة تتعلّق بالعلل الخفيّة أو الوهم و الغلط الذي يعتذر لصاحبه غالبا , و أمّا ما نازع أهل البدع في صحّته من الموضوعات فهذا النّزاع لا عبرة به لأنّ الهوى فيه ظاهر وقضاؤه على الإنصاف جليّ .
فبقي معنا القســـم الثّالث و هو الذي يدخل تحت قاعدة : الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد فلا ينكر فيه على المخالف ما دام لم يخرج عن أصول التّصحيح و التّضعيف بالنّسبة للمجتهدين , و بالنّسبة للمقلّدين لا ينكر فيه على من أخذ بقول واحد من هؤلاء المؤهّلين أهل الاجتهاد كمالك و الشّافعي وأحمد و البخاري و مسلم و أبي داوود و الدّارقطني و ابن عبد البرّ و ابن تيميّة و ابن القيّم و الذّهبي و ابن كثير و العراقي و السّخاوي و أحمد شاكر و المعلّمي اليماني و تقي الدّين الهلالي و ابن باز و الألباني و عبد المحسن العبّاد و عبد الكريم الخضيّر و الحويني و علي حسن الحلبي و مشهور حسن و أبي الأشبال الزّهيري و من في هذه الطّبقة من العلــم و الدّين و الإتقان , على تفاوت بينهم لا يبحثه المقلــــد , و ينتفع به المتّبع , و ربّما عدل المسترشدُ إلى ترجيح حكم بعض الشّباب المشتغلين بهذا العلم على أحكام هؤلاء الأفاضل إذا ردّ ذلك الشّابّ حكما على حديث أو أكثر بعد دراسة وافية مستقلّة و موسّعة للحديث المذكور , و هذا جريا على كون الاجتهاد يتجزّأ و أنّ الله تعالى يفتح على الصّغير ما أغلقه على الكبير , و قد رأيت منذ زمن جزءا لأحد طلّاب الشّيخ المجدّد مقبل الوادعي رحمه الله تعالى يناقش فيه ذلك الطّالبُ أدلّة الشّيخ الألباني في تصحيحه لحديث (استعينوا على قضاء حوائجكم بالسّرّ و الكتمان ) و قد قدّم له الشّيخ مقبل بمقدّمة اعترف فيها بفضل أسدّ السنّة الألباني و مبيّنا أنّ ذلك لا يمنع الأصغر منه من مناقشته بحلم و أدب لكون ذلك باب من أبواب العلم لا يجحد و لا حرج فيه , مع أنّ هذا الطّالب ليس بمشهور ولا معدود في المحقّقين الكبار و لعلّي أذكر اسمه في الحلقات الآتية بإذن الله تعالى فإنّه لا يحضرني.
أقول : أمّــا معاملة الاختلاف بين هذه الطّبقة من الشّباب و بين من هم مثل الألباني كمعاملة الخلاف بين الألباني و مقبل الوادعي مطلقا فهذا فيه نظر ظاهر و يُخشى على من فعل ذلك أن يدفع ريح التّزبّب قبل التّحصرم و إنزال النّاس غير منازلهم و إسناد الأمر إلى غير أهله , و في هذا ما سيأتي بيان بعضه في محلّه و الله الموفّق .
في الأيّام القادمة بإذن الله تعالى سأبيّن أسباب الاختلاف في هذا القسم (الثّالث) من الأحاديث , و لماذا كان الخلاف فيها سائغا و ما هو الموقف الصّواب من هذا الخلاف , و أنّ ذلك يتنوّع بتنوّع أنواع المسترشدين و اختلاف علم النّاظرين و سأذكر خلال ذلك - لزاما- شروط الصّحيح (المقبول) بشيء من التّفصيل لأنّ تصوّر هذا ضروريّ في توصيل الفكرة إلى الأذهان و هذا البحث كتبته على عجلة من أمري طالبا الاختصار قدر المستطاع .
هـــذا , و لو اعتبرت بحالي من الضّعف و الجهل لما تكلّمت أصلا و لكنّها قناعتي بأنّي إذا تكلّمت فإمّا حقّ أؤدّيه و إمّا باطل فأرشد إلى التّخلّص منه و إمّا مزيج من هذا و هذا فأنقّي الحقّ و أحفظه و أطرح الباطل و أتركه , و من أنعم الله عليه رزقه الشّجاعة في قول الحقّ بلا وكس و لا شطط و لا تهوّر و خلّصه من الحرج في قبول النّقد و التّصويب و التّخلّص من الباطل , بل هو يفرح بهذا و إن رأى من نفسه الأمّارة بالسّوء ممانعة و هذه درجة عالية من درجات الاقتداء و الاهتداء لا حرم الله مؤمنا منها , و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألّا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك .
(يتبع بإذن الله تعالى)
كتبه : أبو حذيفة الجزائري السّبت 05رجب 1430
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حذيفة الجزائري

أبو حذيفة الجزائري

عدد الرسائل :
255

تاريخ التسجيل :
09/08/2008


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالأحد 28 يونيو 2009 - 23:24

السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أسأله تعالى أن ينفع بكم :
هــذا نوعٌ من أنواع المذاكرة بين طلبة العلم و
ليــس كلاما مقطوعا به و لو بالظنّ الغالب إلاّ عند
مقيّده عفا الله عنه , ثمّ هو معروض لأجل التّباحث و التّناصح و الاستفادة و لذلك أدرجته في منتدى
المدارسة و ليس في منتدى القرآن و السنّة فأرجو الانتباه إلى هذا الأمر.
ـ بخصوص رأيي ملخّصا فهو في مجمله يتوافق جدّا مع ما قال به أخي الفاضل الأستاذ أبو وائل حفظه الله ولعلّ في تتمّة المقال التي أدرجتها جواب ذلك .
و سيأتي مزيد تفصيل إذ النّاس : مجتهدون و متبّعون و عوام مقلّدون , و كلّ له حكمه .
و إذا اختلف الحكم بين الشّيخ الألباني و أحمد شاكر مثلا فلا إنكار على من أخذ بحكم واحد منهما خصوصاالمقلّد إذ لا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها .
و هذا يساوي الاختلاف بين البخاري و أبي حاتم الرّازيأو بين الذّهبي و ابن كثير , أو بين الألباني و ابـــن باز أو بين ابن باز و الذّهبي و ليس الأمر خاصّــــا بالشّيخ الألباني رحمه الله بل كلّ المحدّثين و أهل العلم المعتبرين يجري الموقف منهم على هذه القاعدة و حتى الأخ أبا وائل لا يقصد في كلامه تخصيص الشّيخ الألباني رحمه الله بذلك و إنّما يظهر أنّ سببا ما لعلّه السّؤال الموجّه إليه هو الذي جعل الكلام متعلّقا بالإمام الألباني , خصوصا و الشّيخ الألباني رحمه الله تعالى علمٌ على أهل الحديث في هذا العصر , و أسأل الله تعالى التّوفيق لإتمام البحث و حينها سيأتي التّفصيل أكثر بإذنــه تعالى , و السّلام عليكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالإثنين 29 يونيو 2009 - 9:26

موفق بإذن اله ، وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالإثنين 29 يونيو 2009 - 9:50

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


في المتابعة أخي, واصل , رفع الله قدرك و يمن كتابك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسّان شعبان

حسّان شعبان

عدد الرسائل :
183

تاريخ التسجيل :
25/05/2009


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالأحد 12 يوليو 2009 - 2:10

بارك الله فيك يا شيخ أباحذيفة ونفعنا بعلمك،
سددك ووفقك ربّي، وزادك من واسع فضله، فسبحانه ما أكرمه وسبحانه ما أرحمه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حذيفة الجزائري

أبو حذيفة الجزائري

عدد الرسائل :
255

تاريخ التسجيل :
09/08/2008


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالأحد 12 يوليو 2009 - 20:44

السّلام عليكم

حيّاك الله أخـــــي الحبيب الشّيخ الفاضل (أبا وائل)

و أقـــول - غفر الله لك - أنا لست شيخا لا سنّا و لا علما و

(إنّما الشيخ من يدبّ دبيبا)

بل أخوك متطفّل على العلم و مادّته و أهله , و راغب في التّصويب أكثر

من استعداده للتّعليم و الله المستعان

و لذلك : أنتظر دائما ملاحظاتكم و تصويباتكم خصوصا في علم المصطلح فأنتم

من فرسانه إن شاء الله تعالى

أخوك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمربن محمدالبومرداسي

عمربن محمدالبومرداسي

عدد الرسائل :
141

تاريخ التسجيل :
19/01/2009


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالأحد 12 يوليو 2009 - 21:35

الله يجزيك خير الجزاء وأوفاه لكن اخانا الفاضل :

لا أدري كيف تَقْرن بين الشيخ الألباني وبين سماحة الوالد عبد العزيز بن باز يرحمهما الله تعالى : فليس هناك أدنى شك من أن الالباني رحمه الله تعالى أقعد بالحديث ىمن شيخنا الوالد عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة بشهادة الثاني للاول :

[بسم الله الرحمن الرحيم



كتاب صفة صلاة النبي للألباني

ما هو رأي سماحتكم في كتاب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم -للشيخ محمد ناصر الدين الألباني؟


هذا كتاب طيب مفيد، والشيخ ناصر الدين الألباني رجل علامة، فاضل وله اجتهاد عظيم في إحياء السنة وبيان الصحيح من الضعيف، فهو مشكور على جهوده -جزاه الله خيراً وضاعف مثوبته-، وكل أحد قد يخطئ وليس أحد معصوم من الخطأ من العلماء، قد يقع له بعض الأخطاء، أو بعض الغلط في بعض المؤلفات، وهكذا غيره من العلماء الذين هم أكبر منه، قد يقع له بعض الأخطاء، وممن وقع في صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم - من الخطأ قوله: إن الإنسان بعد الرفع من الركوع يسبل يديه، هذا خطأ، والصواب أنه يضمهما على صدره كما فعل قبل الركوع؛ لأن هذا هو المحفوظ في الأحاديث الصحيحة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، أنه كان إذا صلى وضع يمنيه على شماله حال قيامه للصلاة، وهذا يعم ما قبل الركوع وما بعد الركوع، وكذلك حديث سهل بن سعد عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: كنا نؤمر أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة، ومعلوم أن في الصلاة في حال الركوع يضع يديه على ركبتيه وفي حال السجود على الأرض، وفي حال الجلوس على فخذيه، أو ركبتيه ما بقي إلا حال الوقوف فهو في حال الوقوف يضع يمينه على شماله على الكف والرسغ والساعد، والساعد هو الذراع، هذا هو مما يؤخذ على المؤلف -وفقه الله-، ومثلما تقدم كل أحد يقع منه بعض الزلل، والرجل مشكور على أعماله الطيبة وعلى جهوده الطيبة، وعلى عنايته بالسنة -جزاه الله خيراً-، وزادنا وإياكم وإياه من الخير والهدى.



كتاب صحيح الجامع للألباني

لقد اختلط على الناس أمر الأحاديث التي يقرؤونها أو يسمعونها هل صحيحة أم ضعيفة، ويقال: إن كتاب صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني يوضح الأحاديث الضعيفة من الصحيحة، ما هو توجيهكم؟


نعم، كتب الألباني جيدة ومفيدة وفقه الله، الشيخ محمد ناصر الألباني هو رجل متفرغ لهذا الأمر، وقد اعتنى به كثيراً بتحري الأحاديث الصحيحة والتنبيه عليها، وكتبه مفيدة ونافعة ولكن ليس معصوماً، فقد يقع بعض الخطأ في بعض الأحاديث وقد يعتقدها صحيحة وهي ضعيفة، وقد يعتقدها ضعيفة وهي صحيحة، لكن هذا قليل، وطالب العلم يجتهد في معرفة الصحيح والسقيم بالطرق التي أوضحها العلماء، والاستفادة من كتب الشيخ ناصر الدين الألباني طيبة، فينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يستفيد منها ومن أمثالها مثل صحيح البخاري صحيح مسلم، رياض الصالحين، كلام العلماء على الأحاديث الضعيفة في كتبهم ومؤلفاتهم في هذا الباب، مثل شرح الجامع الصغير وكشف الخفاء وغير ذلك من الكتب التي ألفت في هذا الباب حتى يستفيد المؤمن من كلام العلماء. ما رأيكم سماحة الشيخ فيما ضعفه الشيخ الألباني؟ مثل ما تقدم، الغالب على ما ضعفه الضعف، وما صححه الصحة، لأنه معتنٍ وفقه الله وله خبرة بهذا الباب الغالب على ما صححه وضعفه أن كلامه في جيد ومستقيم.




الإعتماد على ما صححه الألباني

هو رأي سماحتكم في الاعتماد على ما صححه الألباني؟


الشيخ محمد ناصر الألباني –ناصر الدين الألباني- من خيرة الناس وهو من العلماء المعروفين بالاستقامة والعقيدة الطيبة والجد في تصحيح الأحاديث, وبيان حالها فهو عمدة في هذا الباب, ولكن ليس بمعصوم, قد يقع منه خطأ في تصحيح بعض الأحاديث أو تضعيفها, ولكن مثل غيره من العلماء, كل عالم هكذا له بعض الأخطاء من الأولين والآخرين, فالواجب على طالب العلم أن ينظر فيما صححه وحسنه وضعفه إذا كان من أهل العلم, من أهل الصناعة يعرف الحديث وينظر في طرقه وينظر في رجاله فإن ظهر له صحة ما قاله الشيخ فالحمد لله, وإلا اعتمد ما يظهر له من الأدلة التي سلكها أهل العلم في هذا الباب؛ لأن أهل العلم وضعوا قواعد في تصحيح الأحاديث وتضعيفها, أما ......... أهل العلم فمثله عمدة في التصحيح والتضعيف؛ لأنه من أهل العلم ومن أهل هذا الشأن؛ قد درس هذا مدة طويلة وسنوات كثيرة, نسأل الله لنا وله التوفيق وحسن العاقبة.


فتاوي نور على الدرب


فعلم الحديث له اناس اختصوا به ، وليس هذا إنزال من قدر الشيخ ابن باز بل من وضع كل إنسان وكل عالم منزلته،وقد كان الشيخ الالباني إذا سئل عن الفرائض[أي المواريث] قال الله اعلم سلوا الأخ مشهور ؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://WWW.AIDECHERIFI.NET
أبو حذيفة الجزائري

أبو حذيفة الجزائري

عدد الرسائل :
255

تاريخ التسجيل :
09/08/2008


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالأحد 12 يوليو 2009 - 23:32

السّلام عليكم
حيّاك الله أخي عمر و شكر لك اهتمامك
و أمّا بالنّسبة لما استدركته على أخيك فهاك وجه توضيحه على عجل :
(إذا ثبت القدر المشترك المجزئ من العلم بالسنّة بين عالمين لم يكن وجود القدر الزّائد على ذلك القدر مع أحدهما محكّما لقوله الاجتهادي على قول الآخر) (1) و أنا لم أكن في مقام المفاضلة بين الشّيخين
التّفصيــــــــــــــــل
أوّلا :
أنا قصدت ذكر الشّيخين في السّياق نفسه و قد كنت -يعلم الله - أتوقّع انقداح ما قلتَه في ذهن بعض إخواني و هذا ممّا زاد من دواعي ذكره و ذلك لأجـــل :

ثــــانيا :
أنّ مفهوم (العالم) على الصّحيح من قول أهل الأصول و أرباب التّعاريف هو : من حاز القرآن و فهمه و حاز قدرا من السنّة و تضلّع بعلوم الوسائل بما يكفيه لإتقان علوم المقاصد , و من ذلك : تمييز الصّحيح من الضّعيف في باب التّعامل مع السنّة.
و معلوم أنّ العالم يؤمّ الخلق , فقولنا : له قدرة على تمييز الصّحيح من السّقيم موجّه للمتّبعين و المقلّدين و ليس هو للعالم يحبسه في صدره .
و هذا ينتج عنه بالالتزام بل بالمطابقة : إذا قال العالم للناس (خلا العلماء و طلبة العلم ): هذا صحيح و هذا ضعيف أخذوا بقوله .
فقولنا أنّ الشّيخ ابن باز من أئمّة المسلمين = هو أهل للإفتاء = هو أهل للتّصحيح و التّضعيف (من باب أولى ) إذ أنّ هذا أصل و الإفتاء فرع .
و عليه :

ففي هذا ردّ على قـــولين :

القول الأوّل :
حمّى وهـــم التّخصّص التي ضربت عقول الشّباب و المسلمين عموما
:

و ذلك بظنّهم أنّ التّخصّص معناه : الامساك بزمام علم المصطلح مثلا مع الضّعف في ما سواه , و الصّواب أنّ التّخصّص بالمفهوم الحادث هو كارثة حلّت بالعلم , و إنّما التّخصّص بالمفهوم المتقدّم : أنّ العالم إذا ألمّ بالعلوم الدّينيّة و تمكّن منها مالت نفسه (للاشتغال) بأحدها مع التّعمّق فيه فغلب على تآليفه فنسب إليه .
القول الثّـــاني :
قول بعض النّاس : الشيخ ابن باز لا يقارن بالشّيخ الألباني في الحكم على الأحاديث و هذا عندي غلط كبير , و أقول : إذا كان مقصود القائل : كلّما اختلفا قدّمنا الشيخ الألباني فهذا مردود إلّا أن يكون تصرّف المقلّد من باب اطمئنان نفسه للشّيخ الألباني بحكم (اشتهاره) بالاشتغال بهذا العلم .
و أمّا جعلها قاعدة مطّردة و نسبتها للعلم فهذا تقعيد لا أدري ما دليل صاحبه .
و هو يشبه أويقابل قول طائفة أخرى :
الشّيخ بن باز أعلم بالفقه من الشيخ الألباني !
و هذا مؤدّاه إلى قول بعض الشّانئين : الشيخ الألباني محدّث و ليس فقيها
و أمّــــــــا الحقّ في المسألة :
فيقال للجميع : علماؤنا رحمهم الله و رضي عنهم : تميّزوا بأنّهم علماء موسوعيّون يعني لا يكاد أحدهم يعجز عن الخوض في مسألة علميّة من أيّ فنّ كان بل يتكلّم العالم منهم في الأصول فتقول لا يحسن إلاّ هذه ثمّ يتكلّم في العقائد فتقول : هذا اختصاصه .. و هكذا .
فكلٌّ منهما عالم و إمام , عالم بالحديث و عالم بالفقه , متبحّر في الحديث متبحّر في الفقه , و إنّما -كما قلتً لك- كلّ منهما غلب اشتغاله بشيء فزادت قدمه رسوخا فيه و هـــذا هو القول الصحيح في نظري : أن نقول : أنّ الشّيخ الألباني أعلم أهل عصره بالحديث (في الجملة) و أمّا على التّفصيل فلا يسلم رحمه الله من الاستدراك عليه و قد استدرك النّاس على البخاري و مسلم و ألّف الرّازي (أوهام البخاري) بل و ردّ مسلم على شيخه البخاري في قضيّة الاتّصال المشهورة (انظر المقدّمة) حتّى عتب عليه الذّهبيّ ذلك , و حاول ابن حجر -في ما أذكر- أن ينفي كونه قصد البخاري و علي بن المديني ..
المهم : الكلام على الإجمال ليس كالكلام على التّفصيل .
و خاصّة و أنا قد قلتُ في نهاية السّياق (على تفاوت بينهم لا يبحثه المقلّد و يستفيد منه المتّبع) و هذا تفصيله يطول .
ـــــــــــــــ
مثال عن الاختلاف في الفقه و الحديث بين الإمامين و الإمام الألباني :
حديث (كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد / ببسم الله , فهو أقطع / أبتر / أجذم) .
ضعّفه الشّيخ الألباني من جميع الوجوه
و كان الشّيخ ابن باز يصحّح رواية بحمد الله
و قد كتبت عن الشيخ الفاضل سعد الحميد قديما بعض الشّروحات (الألفيّة) ثمّ (صحيح مسلم رواية و دراية) و غيرها , فرأيته هناك يستشهد بهذا الحديث اتّباعا للشّيخ ابن باز..
ثمّ رأيته في سلسلة بعد ذلك بمدّة يسأل : فيعبّر عن حيرته بين تفصيل الشّيخين و احتجاج كلّ منهما لرأيه و حكمه .
ثمّ مرّة أخرى , فأملى على الطّلّاب ما أملاه عليه و على أقرانه الشّيخ ابن باز منذ إحدى عشر سنة!! و قد كتبته لكنّ دفاتري غائبة فعذرا لعدم نقله غير أنّني أقول :
و الله إنّ قراءة جواب الشّيخ ابن باز تجعل طالب العلم فعلا يحتار و يسبّح الله تعالى من علم الشّيخ و حفظه و ذكره للطّرق مع التّفصيل في كلّ طريق
ثمّ خروجه بنتيجة و هي كون تلك الرّواية من قبيل الحسن لغيره (و معلوم أنّ أغلب ما يختلف فيه النّاس هو هذا يعني الحسن) .
فالذي لا يعرف الشّيخ يقول فعلا : لا يحسن إلّا مصطلح الحديث
و الذي يسمع ذلك لا يتعجّب من الشيخ سعد الحميد الذي رأيت أنا تدرّجه في النّظر في الحديث إلى أن كان آخر أمره (مؤخّرا) أن حكم بضعفه و رجّح كلام الشيخ الألباني .
و في الفقه :
مسألة الهوي للسّجود على الرّكبتين ,
يقول الشّيخ سعد الحميد : كنت أقول الهويّ على الرّكبتين فلمّا التقيت الشيخ الألباني و كلّمته ثمّ قرأت له في المسألة صرتُ أقول بقوله يعني الهوي على اليدين , قال : ثمّ التقيت الشيخ ابن عثيمين فناقشته فإذا بي أرجع إلى الهوي على الرّكبتين .
قلتُ :
و من يدري لعلّ الدّكتور سعد حفظه الله يغيّر رأيه أخيرا و يعود إلى قول الجمهور .
و هذا حال من يتعلّم العلم كلّ مرحلة يتفتّق ذهنه أكثر و يظهر له الجديد و ينتقل من قول إلى قول لا قفزا عبثيّا لكن سيرا وراء الأدلّة بلا كبر ولا تكبّر.
فالخلاصة أخي الحبيب :
إذا اختلف عالمان قد بلغ كلٌّ منهما رتبة الاجتهاد في مسألة اجتهاديّة فليس قول أحدهما بقاضٍ على قول الآخر لأنّ الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد , و أمّا كون أحدهما أكثر اشتغالا بذلك العلم فهذا لا يعدو أن يكون مرجّحا معنويّا قد يصلح للمقلّد مطلقا و لطالب العلم استئناسا إذا عجز عن تصوّر حجج هذا و هذا , و أمّا كونه قاضيا و حاكما فلا .
فـــائدة (رأيي في المسألتين) :
قضيّة الهويّ على اليدين بدل الرّكبتين البحث فيها حديثيّ لغويّ أكثر من كونه أصوليّا , و الأقوى فيها هو قول الشّيخ الألباني .
و أمّا مسألة القبض بعد الرّفع من الرّكوع فالبحث فيها أصوليّ أكثر من كونه حديثيّ و الأقوى فيها -من هذه النّاحية- هو قول الشّيخ ابن باز
و في الأولى أفضل ما رايته كتاب (نهي الصّحبة على النّزول بالرّكبة) للشيخ أبي إسحاق
و في مسألة القبض أفضل ما قرأته كتاب (القبض بعد الرّفع من الرّكوع) لجوهرة وهران الشّيخ الفاضل مختار الأخضر طيباوي حفظه الله تعالى و هو أفضل ما قرأت في هذا المبحث
و الله الموفّق .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فإن وافقني أخي على هذه الجملة انتهى الخلاف في الرّأي المتعلّق بهذه المسألة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالخميس 23 يوليو 2009 - 16:34

بارك الله فيكم.

أسأل الله أن لا تحرمونا مثل هذه الأراء الهادفة
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حذيفة الجزائري

أبو حذيفة الجزائري

عدد الرسائل :
255

تاريخ التسجيل :
09/08/2008


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالسبت 1 أغسطس 2009 - 23:30

السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حيّاكم الله تعالى و نفعكم و نفع بكم و جعلني و إيّاكم هداةَ مهتدين
أرجو من الإخوة الكرام الأفاضل أن يعذروني فوالله مجبرا غبت عنكم لا مريدا و لا مختارا
و لو كان لي الاختيار لما اخترت سواكم فالمرء بإخوانه و يد الله على الجماعة و هذا حقّ و واجب على كلّ مؤمن ان يعتبره في كدحه إلى ربّه
(ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)
و المسلم عليه أن يعبد الله تعالى بما يكتب و ينصح و يقول , و بذلك فلن يكفّ عاقل قط على العبادة فإنّه مخاطب بقوله تعالى لنبيه الكريم
(( .. و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين ))
فأسأل الله تعالى العون على تجاوز هذه الظّروف لكي نعود إلى هذه الموضوعات و لعل ذلك يكون قريبا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالسبت 1 أغسطس 2009 - 23:39

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

عودة ميمونة أخي الفاضل


نسأل الله لك فتحا من عنده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على   شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على I_icon_minitimeالسبت 12 ديسمبر 2009 - 15:42

يرفع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
 

شيء من علوم الحديث : اختلاف أهل العلم المعتبرين في الحكم على

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» من اراد ان يتعلم علوم الحديث
» الوسيط في علوم ومصطلح الحديث كتاب الكتروني رائع
» تيسير علوم الحديث{السبيل المقترح لتعلم المصطلح }
» معرفة أنواع علوم الحديث كتاب الكتروني رائع
» هل أثبت العلم الحديث صحة الإسراء والمعراج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: الحديث النبوي وعلومه-