الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 السّبيل إلى العفاف

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الحليم توميات

عبد الحليم توميات

عدد الرسائل :
537

تاريخ التسجيل :
23/03/2009


السّبيل إلى العفاف Empty
مُساهمةموضوع: السّبيل إلى العفاف   السّبيل إلى العفاف I_icon_minitimeالخميس 16 أبريل 2009 - 20:54

السّبيل إلى العفاف
بقلم أخيكم في الله: عبد الحليم توميات



الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ من رحمة الله تعالى ورأفته بعبادته أن أمرهم بالعفاف، ولم يكتف بذلك فبيّن لهم السّبيل الموصِل إليه، وإليك –أخي القارئ- جملة من تلك الأسباب، نسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا إليه، ويدلّنا به عليه، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه:

• أوّلا: الدّعاء والتضرّع لربّ الأرض والسّماء:
وفي ذلك أدعية ثابتة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسأل الله فيها أن يكفّه عن الحرام وما أدّى إليه، منها:

- ما رواه مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ في دعائه: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى وفي رواية ثانية : وَالْعِفَّةَ)).

- ما رواه أبو داود والتّرمذي والنّسائي عَنْ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ. قَالَ: فَأَخَذَ بِكَتِفِي فَقَالَ: (( قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي-يَعْنِي فَرْجَهُ-)).


ذلك لأنّه:{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف]، فاسأل مولاك تزكية النّفس كما كان يسأله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففي مسند الإمام أحمد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَنَفَسٍ لَا تَشْبَعُ وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَدَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا )).

قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُمُوهُنَّ.

ثانيا: الإكثار من صلاة التطوّع
بعد المحافظة على الفريضة، فالصّلاة خير موضوع، وقد قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة]، وقال:

{وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} [العنكبوت: من الآية 45]، وقد روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ، قَالَ: (( إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا يَقُولُ )).

ثالثا: تكلّف العفّة:

وذلك بالمجاهدة، فقد قال تعالى:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت]، قال تعالى:{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النّور: من الآية 33]، وفي الحديث الّذي رواه البخاري ومسلم عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ )). قال ابن الأثير: " أَي: من طلب العِفّة وتكلَّفها أَعطاه الله إِيّاها ".

وتكلّف الأمر يجعله سجيّة وطبعا، فإنّما العلم بالتعلّم، والفقه بالتفقّه، والصّبر بالتصبّر، والعفّة بالتعفّف.

• رابعا: النّظر في العواقب

فتأمّل قبل النّظر واللّمس ما عاقبة المعصية وما ثمرة الطّاعة ؟ قال ابن مفلح في " الآداب الشّرعيّة ":

" ( فصل مهم )

إنّما فُضِّل العقل على الحسّ بالنّظر في العواقب، فإنّ الحسّ لا يرى الحاضر، والعقل يلاحظ الآخرة ويعمل على ما يتصوّر أن يقع، فلا ينبغي للعاقل أن يغفل عن تلمح العواقب فمن ذلك: أنّ التكاسل في طلب العلم وإيثار عاجل الرّاحة يوجِب حسراتٍ دائمة لا تفي لذّة البطالة بمعشار تلك الحسرة، ومن ذلك أنّ الإنسان قد يجهل بعض العلم فيستحي من السّؤال والطّلب لكبر سنّه ولئلاّ يُرَى بعين الجهل، فيَلقى من الفضيحة إن سئل عن ذلك أضعاف ما آثر من الحياء. ومن ذلك الطّبع يطالب بالعمل بمقتضى الحالة الحاضرة مثل جواب جاهل وقت الغضب، ثمّ يقع النّدم في ثاني الحال على أن لذّة الحلم أوفى من الانتقام.
ومن ذلك أن يحب شخصا فيفشي إليه أسراره ثم تقع بينهما عداوة فيظهر ذلك عليه.

ومن ذلك أن يرى المال الكثير فينفق ناسيا أنّ ذلك يفنى فيقع له في ثاني الحال حوائج فيلقى من الندم أضعاف ما التذّ به في النّفقة.

ومن ذلك أن يؤثر لذّة مطعم فيشبع فيفوته قيام اللّيل، أو يؤثر لذّة النّوم فيفوته التهجّد، أو يأكل أو يجامع بشرهٍ فيمرض.
ومن ذلك الإكثار من الجماع ناسيا مغبّته وأنّه يضعف البدن ويؤذي، فالطّبع يرى اللذّة الحاضرة والعقل يتأمّل، وشرح هذا يطول، لكن قد نبّهت على أصوله. لقد جئت يوما من حرّ شديد فتعجّلت راحة البرودة فنزعت ثوبي، فأصابني زكام أشرفت منه على الموت، ولو صبرت ساعة ربحت ما لقيت، فقِسْ كلّ لذّة عاجلة، ودع العقل يتلمّح عواقبها، والله أعلم.

فلا تقصِّر عن بلوغ غاية تراد به فضيلة، ومن علم أن الدّنيا تزول، وأنّ مراتب النّاس في الجنّة على قدر أعمالهم في الدّنيا، نافس أولئك قبل أن يصل إلى هناك ليقدم على مفضولين له. ومن تفكّر علم أنّ كثيرا من أهل الجنّة في نقص بالإضافة إلى من هو أعلى منهم، غير أنّهم لا يعلمون بنقصهم، وقد رضوا بحالهم، وإنّما اليوم نعلم ذلك، فالبدارَ البدارَ إلى تحصيل أفضل الفضائل، واغتنام الزّمن السّريع

إذا أعجبتك خصال امرئ فكنه تكن مثل ما يعجبكفليس على الجود والمكرمات إذا جئتها حاجب يحجبك
فمن غلب عليه شهوات الحس شارك البهائم، ومن غلب عليه شهوات النفس زاحم الملائكة ".

خامسا:
الاقتداء بمن اتّصف بالعفاف .. فالنّفوس جُبِلت على حبّ الاقتداء،


وذلك بالإكثار من قراءة الصّالحين الّذين تحلّوا بالعفاف.
قصّة يوسف عليه السّلام:

وفي مقدّمة تلك القصص قصّة يوسف عليه السّلام.. يوم كان في موعد آخر مع البلاء .. فنرى السيّدة قد تحوّلت إلى أمة، واستعبدها شغفها بخادم زوجها، والعبد يتحوّل إلى سيّد، فتربّع على عرش قلبها .. تعلّق قلبها بيوسف عليه السّلام حتّى ملك شغافه-أي غلافه-، فبذلت كلّ ألوان الإغراء أمامه، ولكنّه كان لا يلتفت إليها .. ولا يعبأ بها .. ولم تزل تبحث عن الفرصة السّانحة حتّى خلت به ذات يوم ..

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}.. أي أرادت أن تغلبه على إرادته ولو بالمخادعة ..

وغلّقت الأبواب.. وقال: هيت لك ..أي: تهيأت لك ..

فاجتمع ليوسف من الدّواعي على اقتراف الفاحشة ما لم يجتمع لأحد:
- فهو شابّ بلغ أشدّه ..

- وكان عزبا ليس له ما يعوّضه ..

- والمرأة هي الّتي دعته، وتحرّشت به، ممّا يدلّ على أنّ المرأة هي الّتي تُبنى عليها الفاحشة غالبا، لذلك بدأ الله بها في ترتيب عقوبة الزّنا فقال:{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة} [النور: من الآية2]..
- وكانت ذات جمال مبهر ..
- وكانت ذات جاه ومنصب، ومثلها لا يردّ أبدا، بل رأت أنّها تمنّ عليه وتكرمه ..
- وكانت في بيتها وسلطتها لا أحد يشكّ في نيّتها ..
- وغلّقت الأبواب..و(غلّقت) بالتّشديد مبالغة في إغلاقها.. وكانت أبوابا كثيرة في جهات مختلفة، على عادة أصحاب القصور ..

- وهو عبد والعبد لا يأنف ممّا يأنف منه الحرّ ..
- وغريب لا يخشى الفضيحة بين أهل وأقارب ونحو

ذلك..

فصرخ في وجهها:{قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}..

بذلك أرسل يوسف عليه السّلام رسالة إلى شباب العالم بأسره أنّ حبّ الله تعالى يفوق كلّ عاطفة، وطاعته أمان من كلّ عاصفة ..

فمن جعل القرآن والسنّة ظلاله، أظلّه الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه: (( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ:[منهم]: شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ )).. فقد ينشأ الشّاب في عبادة ربّه لكن سُرعان ما تقف أمامه الفتن، فتزلّ به قدمه فيصبو إلى الشّهوات والفواحش، لذلك قال: (( وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ))..

وهذا ما ينبغي للشّاب المؤمن أن يكون عليه، فهذا الموقف زيادة على أنّه يحصّنه من كيد الشّيطان والنّساء، فلربّما قدّم لها أكبر معروف في حياتها كلّها، وسيأتي عليها اليوم الّذي تستيقظ فيه من غفلتها، وتفيق من سكرتها، وتعلم أنّ العفّة لا يعدلها شيء، وتشكر لك موقفك مدى الحياة..

ذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى في "طريق الهجرتين"(324) قصّة فتى كان بالكوفة جميل الوجه شديد التعبّد والاجتهاد، فنزل في جوار قوم من النّخع، فنظر إلى جارية منهنّ جميلة فهويها، وهام بها عقله، ونزل بالجارية ما نزل به، فأرسل يخطبها من أبيها، فأخبره أبوها أنّها مسمّاة لابن عمّ لها، فاشتدّ عليهما ما يقاسيانه من ألم الهوى فأرسلت إليه الجارية قد بلغني شدّة محبّتك لي فإن شئت سهّلت لك أن تأتيني إلى منزلي، فقال للرّسول: قل لها ( إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم ) أخاف نارا لا يخبو سعيرها، ولا يخمد لهيبها. فلمّا أبلغها الرّسول قوله قالت: وأراه مع هذا يخاف الله، والله ما أحد أحقّ بهذا من أحد، وإنّ العباد فيه لمشتركون ثم انخلعت من الدّنيا وألقت علائقها خلف ظهرها، وجعلت تتعبّد حتى ماتت.
فرآها في منامه فقال: كيف أنت ؟ وما لقيت بعدي ؟ قالت:
نـعم المحبّـة يـا هـذا محبّتكم حبّ يقـود إلـى خير وإحسان
إلى نعيـم وعـيـش لا زوال له فـي جنّة الخلد ملك ليس بالفاني
موسى عليه السّلام: يوم دخل مدين {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} [القصص: من الآية 25]، روى الدّارمي عن أبي حازم أنّه قال: قَالَتْ: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا. فَشَقَّ عَلَى مُوسَى حِينَ ذَكَرَتْ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا وَلَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنْ أَنْ يَتْبَعَهَا، إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ الْجِبَالِ جَائِعًا مُسْتَوْحِشًا، فَلَمَّا تَبِعَهَا هَبَّتْ الرِّيحُ فَجَعَلَتْ تَصْفِقُ ثِيَابَهَا عَلَى ظَهْرِهَا، وَجَعَلَ مُوسَى يُعْرِضُ مَرَّةً وَيَغُضُّ أُخْرَى، فَلَمَّا عِيلَ صَبْرُهُ نَادَاهَا:

يَا أَمَةَ اللَّهِ ! كُونِي خَلْفِي وَأَرِينِي السَّمْتَ بِقَوْلِكِ ذَا.

قصّة أصحاب الغار الثّلاثة: وهي في الصّحيحين، حين قال الثّالث: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ فَقَالَتْ لَا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً قَالَ فَفَرَجَ عَنْهُمْ الثُّلُثَيْنِ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنْ ذُرَةٍ فَأَعْطَيْتُهُ وَأَبَى ذَاكَ أَنْ يَأْخُذَ فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ حَتَّى اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَعْطِنِي حَقِّي فَقُلْتُ انْطَلِقْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا فَإِنَّهَا لَكَ فَقَالَ أَتَسْتَهْزِئُ بِي قَالَ فَقُلْتُ مَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ وَلَكِنَّهَا لَكَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فَكُشِفَ عَنْهُمْ.


سادسا: مراقبة الله: أن تربّي نفسك تربية إيمانية،

أن تقوّي صلتك بالله ربّ العالمين، أن تعلم أنّ الله تعالى يراك في السرّ وفي العلن، يقول تعالى:{وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} [الأنعام]، ويقول تعالى:{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر]، وسبق أن ذكرنا قول ابن عبّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في تفسيرها: " هو الرّجل يكون بين الرّجال، فتمرّ المرأة، فيتظاهر بأنّه يغضّ بصره، فإذا وجد فرصةً نظر إلى المرأة، والله إنّه ليحبّ أن ينظر إلى عورتها ".

يقول الرّبيع بن خثيم: " إذا تكلّمت فاذكر سمع الله لك، وإذا هممت فاذكر علم الله بك، وإذا نظرت فاذكر نظره إليك، وإذا تفكّرت فانظر اطّلاعه عليك، فإن الله يقول:{إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء].

سابعا: تجنب المثيرات الجنسية:

أن يتجنب الإنسان المثيرات، لا ينبغي للإنسان أن يوقع نفسه في أوساط المثيرات الجنسية وهذا يتأتى كما أسلفنا بغضّ البصر والابتعاد عن مواطن كثرة النّساء، واختلاط الرّجال بهنّ كالأسواق مثلاً ومواطن اللّهو الّتي فيها الاختلاط. وتجنّب أيضا كثرة الأكل وخاصّة المأكولات المثيرة للشّهوة كالفستق واللّوز والجوز والحلويَات، فإنّ ذلك من أعظم ما يفسِد مزاج الشّاب.

• ثامنا: الصّحبة الصّالحة:

فإن الصحبة الصالحة تعينه على أن يحفظ بصره وعلى أن يحفظ فرجه وإن لم يستح من الله فإنّه سيستحي من الصّحبة الصّالحة الّذين هم حوله، والّذين يذكّرونه إذا نسي، ويعينونه إذا ذكر.

تاسعا: الصيام

قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )).

عاشرا: الزّواج.

فيعدّ عاصمة للقلب المفتون، فنسأل الله أن يُيَسِّره لشباب المسلمين آمين.

والحمد لله ربّ العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو معاذ التبسي

أبو معاذ التبسي

عدد الرسائل :
1063

العمر :
44

الموقع :
http://www.alalbany.net/

تاريخ التسجيل :
27/11/2008


السّبيل إلى العفاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: السّبيل إلى العفاف   السّبيل إلى العفاف I_icon_minitimeالخميس 16 أبريل 2009 - 21:24

جزاك الله خيرا شيخنا الفاظل ونفع بك
أسأل الله لكم التوفيق والسداد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


السّبيل إلى العفاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: السّبيل إلى العفاف   السّبيل إلى العفاف I_icon_minitimeالثلاثاء 26 مايو 2009 - 16:52

جميل جدا بل رائع ما خطته أناملك شيخنا الفاضل, بوركت وبورك مسعاك و طبت وطاب ممشاك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


السّبيل إلى العفاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: السّبيل إلى العفاف   السّبيل إلى العفاف I_icon_minitimeالإثنين 20 يوليو 2009 - 23:29

بارك الله فيكم شيخناو نفعنا الله بعلمك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحسين

أم الحسين

عدد الرسائل :
4090

تاريخ التسجيل :
18/03/2009


السّبيل إلى العفاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: السّبيل إلى العفاف   السّبيل إلى العفاف I_icon_minitimeالثلاثاء 21 يوليو 2009 - 11:44

بارك الله في شيخنا وجزاه الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الجبل الأبيض

عاشق الجبل الأبيض

عدد الرسائل :
559

العمر :
44

تاريخ التسجيل :
08/06/2009


السّبيل إلى العفاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: السّبيل إلى العفاف   السّبيل إلى العفاف I_icon_minitimeالثلاثاء 21 يوليو 2009 - 16:10

بارك الله فيك شيخنا الفاضل
فاللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
في زمن *ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس*
اين نحن من زمن كان الرجل اذا خرج وافتتن قيل له* ائت اهلك*
لقد كثرت الفتن وعمت.
نساء كاسيات عاريات
واصبحت القوارير الحرائر سلعا رخيصة لاولي الانفس المريضة
وفي سورة النور تخويف جلل فاتقين الله *ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض*
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم العمرين

أم العمرين

عدد الرسائل :
240

تاريخ التسجيل :
21/09/2009


السّبيل إلى العفاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: السّبيل إلى العفاف   السّبيل إلى العفاف I_icon_minitimeالسبت 26 سبتمبر 2009 - 21:56

يقول الرّبيع بن خثيم: " إذا تكلّمت فاذكر سمع الله لك، وإذا هممت فاذكر علم الله بك، وإذا نظرت فاذكر نظره إليك، وإذا تفكّرت فانظر اطّلاعه عليك، فإن الله يقول:{إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء].

كلام جميل

بارك الله فيكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
zina mouhamed

zina mouhamed

عدد الرسائل :
7

تاريخ التسجيل :
28/04/2009


السّبيل إلى العفاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: السّبيل إلى العفاف   السّبيل إلى العفاف I_icon_minitimeالجمعة 19 فبراير 2010 - 18:32

السلام عليكم شكرا بارك الله فيكم على الموضوع القمة في الروعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

السّبيل إلى العفاف

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا: الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ * العفاف *

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: البيـــت المســــلم :: شؤون الأسـرة المسلمـة-