الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العاصمي من الجزائر

العاصمي من الجزائر

عدد الرسائل :
689

الموقع :
www.rslan.com

تاريخ التسجيل :
24/07/2009


القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله   القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله I_icon_minitimeالإثنين 30 ديسمبر 2013 - 18:05

[size="6"][size="7"]القطب عند الصوفية (1)[/size]

بقلم فضيلة الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله

نقلا عن كتاب (مجموع مقالات العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله) جمع وترتيب وعناية شعبان عبد المجيد محمد بن عوض بن عبد الغني المصري
دار سبيل المؤمنين للنشر والتوزيع ص 159 -165

مقدمة :

تسمع من الصوفية وضحاياهم من العوام قولهم : شيخنا قطب ، وكان السيد البدوي قطب الغوث في زمانه ، وكان ابن عربي قطب الأقطاب .
ترى ماذا يقصد الصوفية بهذه الكلمة الوثنية المعنى ؟ هل اتحدت عندهم مفاهيم هذه الكلمة في هذه الإستعمالات الثلاث ؟ أعني : القطب ، وقطب الغوث ، وقطب الأقطاب ؟ أو لكل كلمة مفهوما خاصا يزيد أو ينقص عن مفهوم الكلمة الأخرى ؟ هذه أسئلة نوجه بها هذا البحث إلى الفكر الباحث في أعماق وثنيات الصوفية ، وسنجيب عليها - بمشيئة الله - هنا بعد أن نوجه سؤالا آخر هو : هل يقصد عوام الصوفية من دراويش ومجاذيب وبله عين ما يقصده خواصهم من آلهة وأرباب وطواغيت بهذه الكلمة ؟ هل يفهم العوام من القطب عين ما يفهمه خواص الصوفية ؟ وهل يضيفون إليه تلك القوى القهارة الجبارة مثل ما يضيفه إليه زعماؤهم ؟
نبادر إلى الجواب عن هذا : بأنّ عوام الصوفية كخواصهم يفهمون في القطب فهما وثنيا أسطوريا يجعله في مصاف الآلهة ، وفوق الآلهة غلابا ومكرا وقهرا .
والدليل على ذلك ما يأتي :
يؤمن العوام بأنّ من أوليائهم من لهم التصرف في أقضية الوجود وأقداره ، فهذا له التصرف في عالم الملك ، وذاك له التصرف في عالم الملكوت ، وآخر له التصرف في عالم الجبروت : ألا تسمع هاتفهم المكروب يصرخ في كربته مستغيثا بقوله : مدد يا أهل التصريف ؟!
ألا تسمع منهم أسطورة المحكمة الباطنية ، تلك التي يجتمع فيها أقطابهم وأولياؤهم من الأموات ليحكموا على الأحياء بما يريدون ؟ ألا تسمع أن الدرويش فلان عصى الله في مقام الشيخ فعطبه الشيخ ؟
ألا تسمع الجميع ينادون آلهتهم أم هاشم بقولهم : مدد يا رئيسة الديوان ؟
وتسأل العوام عن القطب ، فيجيبونك : عليه حفظ الكون ، وقد يسكر القطب إذا تجلى الله عليه فيميل من سكره ، ولا ينجو الكون من ميله إلاّ إذا تولى أمره قطب آخر لا يسكر من خمرة الله !!
ويقول العوام أيضا : إنّ القطب يتغير ، ويتشكل ، وتطوى له الأرض ، فهو هنا ، وهو هناك ، لا تحده المكانية ، ولا الزمانية ، ولا تقيده الجسمية عن هتك حجب المادية ، فيستشرف ما جن وراءها من أسرار ، وما استتر خلفها من غيوب ، إنه مع البرق طيار ، ومع الريح سيار ، إنه قوة روحية منطلقة متجردة من كلّ علائق البشرية ، فلا السماء بل ولا الحجب فوقها بل ولا العرش ، بل ما كل ما في الوجود أسفله وأعلاه ، إلا ويدين لقدرته ، ويعنو لجبروته ، ومن يكابر فليذهب إلى ما حول ما يسمونه المشهد الحسيني أو ازينبي .
وليسأل هنا أحلاس الأصنام ، وسدنة الطواغيت عن القطب ، وحوله ، وطوله ، فيسمع منهم أنه هو القطب في وقته ،أو أنه رلأى القطب ، وآكله ، وشاربه ، ولقد كنت أول أمري مفتونا بالقطب فسألت أحد النقباء في قريتي عن القطب وهل رآه ؟
فقص لي النقيب العظيم أنه رآه يلبس طرطورا ، وفي فمه زمارة ، ويلبس (دلقا) .
فقلت : يا سلام !! .. والآن عرفتك يا صاحب الطرطور !!
من ذلك نفهم - مع اليقين - أن عوام الصوفية يضيفون إلى القطب نفس الخصائص التي يضيفها إليه خواصهم ، ويفهمون فيه تلك القدرة القهارة الجبارة مثل ما يفهم زعماؤهم ، ودليلنا من الواقع المحس بالسمع والبصر ، فلا يقولن لنا قائل بعد ذلك : إنّ هذا القطب الذي تكتب عنه ، هو في فهم خواص الصوفية فحسب ، أما العوام فهم برآء من هذا .
نعم ، لا يقولن لنا مكابر ذلك ، فقد أقمنا الحجة القطعية من البداهة والحس على أن العامي من الصوفية يفهم في القطب مثل ما يفهم شيخه الأكبر ، وكبريته الأحمر ! لا فارق إلا في التعبير بالمصطلحات الصوفية عن ذلك التصور الذهني الباطل ، فنفس الصورة المرتسمة في ذهن الصوفي العادي ومن لحقته عدوى الوثنية من سواد العامة ، هي نفس الصورة المرتسمة في ذهن الصوفي المطمطم ولكن يختلفان في التعبير الفني عن تلك الصورة فقط ...

القطب :
وما هو ؟ نحب هنا أن نتكلّم عن القطب في مفهومه المطلق ن ثمّ نتكلّم بعد عن قطب الغوث ، وعن قطب الأقطاب .
يقول الصوفية تعريفا للقطب هو عبارة عن الواحد الذي هو موضع نظر الله في كلّ زمان ، أعطاه الطلسم الأعظم من لدنه، وهو يسري في الكون وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد، بيده قسطاس الفيض الأعم، وزنه يتبع علمه، وعلمه يتبع علم الحق، وعلم الحق يتبع الماهيات الغير المجعولة، فهو يفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل، وهو على قلب إسرافيل من حيث حصته الملكية الحامل مادة الحياة والإحساس لا من حيث إنسانيته، وحكم جبرائيل فيه كحكم النفس الناطقة في النشأة الإنسانية، وحكم ميكائيل فيه كحكم القوة الجاذبة فيها، وحكم عزرائيل فيه كحكم القوة الدافعة فيها)
هذا هو نص ما يعرف به الصوفية قطبهم في مفهومه المطلق ، ولكي نستوعب جميع ما يفهم فيه الصوفية من قوى قادرة ؛ ننقل ايضا هذا التعريف : (هو المنعوت بالتخلق والتحقق بمعاني جميع الأسماء الإلهية بحكم الخلافة ، وهو مرآة الحق تعالى ، ومجلى النعوت المقدسة ، ومحل المظاهر الإلهية ، وصاحب الوقت ، وعين الزمان ، وصاحب علم سر القدر ، وله علم دهر الدهور ، ومن شأنه أن يكون الغالب عليه الخفاء ، لأنه محفوظ في خزائن الغيرة ملتحف بأردية الصون ، لا تعتريه شبهة في دينه ، ولا يخطر له خاطر يناقض مقامه ، كثير النكاح راغب فيه ، محب للنساء ، يوفي الطبيعة حقها ، يضع الموازين ، ويتصرف على المقدار المعين الموقت له ، لا يحكم عليه الوقت) ، وإنه (لا يتمكن القطب أن يقوم في القطابة إلاّ بعد أن يحصّل معاني الحروف التي في أوائل السور المقطعة مثل : (الم) و(المص) ونحوها ، فإذا أوقفه الله تعالى على حقائقها ومعانيها تعينت له الخلافة وكان أهلا لها ) ، فهو المهيمن على كل كائن ، وبه يحيى كلّ موجود ، وبما يشاء يسير ناموس الحياة ، الكون العلوي بما فيه ومن فيه يستمد من القطب الحياة ، والكون الأسفل بما احتواه يحيا لأن القطب بالحياة يمده ، ويفيضها عليه ، وهو الذي تنطبق عليه أسماء الإله كلها ، لأنه متحقق بمعانيها ، موجود فيه كلّ خصائصها ، وهو الذي يعلم القدر وسره ، ويطلع على محلّ كلّ غيب ، وعلمه أبدي أزلي لا نهاية له ، بيده الميزان الأعظم يزن به للخلائق أقدارهم وأعمارهم وأرزاقهم ن ومت من سر غيبي ، أو غيب مستتر في خفايا القدر ، أو الوجود بمعنييه إلاّ والقطب مطلع عليه ، عليم بكلّ خفاياه ) !!
هذا بعض شرح لما مضى من تعريف الصوفية للقطب ، وأعتقد أني فيما شرحت لك أيها القاريء الكريم لم أحط إلاّ ببعض ما يعنيه الصوفية ن إنّ شرحي لك كسراج على طريق الليل المظلم ن فاقرء بنفسك هذه التعريفات التي قلناها لك بدقة وأمانة كما يشهد الله ، ثم تفهم معانيها الظاهرة والخفية ، إنك ستلمح ، بل ستبصر جدا ، أنّ قطب الصوفية هو الإله في جسد بشري ن أو بمعنى أدق ، هو الإله في احد تعيناته أو تنزلاته ، فهل قال النصارى في عيسى و اليهود في عزير  جزءا من الف مما نسبه ألئك المناجيس إلى قطبهم ؟ ومع ذلك كله يوجد من يقول لي مشفقا : حذار يا بني من عدائك للصوفية ، ألئك المتحققون بالحق - كما يدّعون زورا وبهتانا -!!
أيها المشفقون علي ! أشفقوا أنتم على أنفسكم من ظنكم هذا بالصوفية !! وإلاّ فبينوا لي معنى ما يريده الصوفية بما نقلته عنهم ؟ بل إني أنادي الصوفية بصوت مدو في كلّ بقعة من بقاع الأرض ابتليت بشركهم وأرجاسهم : خبّروني ماذا تكون الوثنية إذا لم تكن هذه العقيدة في دنسها وفجورها وجرءتها البالغة على الله وهي عقيدة زعمائهم فيما يسمونه القطب .

..................................................
(1) (11/1368 ه)
(2) أما السيدة زينب رضي الله عنها فهي بريئة من هؤلاء براءة جدها العظيم صلى الله عليه وسلم من عابديه وبراءة التوحيد من الشرك ن والطهر من الخبث .
(3) يعطينا الدباغ في كتابه الإبريز (ص 2/ج2) صورة من ديوانهم هذا فيقول : (الديوان يكون بغار حراء فيجلس الغوث خارج الغار ومكة خلف كتفه الأيمن، والمدينة أمام ركبته اليسرى وأربعة أقطاب عن يمينه وهم مالكيه – على مذهب مالك – وثلاثة أقطاب عن يساره واحد من كل مذهب من المذاهب الثلاثة، والوكيل أمامه ويسمى قاضي الديوان، ومع الوكيل يتكلم الغوث والتصرف للأقطاب السبعة على أمر الغوث، وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرفون تحته، ويحضره بعض الكمل من الأموات ويكونون في الصفوف الأولى مع الأحياء) ثمّ يقول في (ص 9/ج2) : (وقد يحضر سيد الوجود  في غيبة الغوث فيحصل لأهل الديوان من الخوف والجزع من حيث إنهم يجهلون العاقبة في حضوره ما يخرجهم عن جناسهم حتى إنه لو طال ذلك أياماً كثيرة لانهدمت العوالم ، ويحضر مع سيد الوجود أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين ن وأمهما فاطمة الزهراء ، وتجلس مولاتنا فاطمة أمامهن ، ويتكلمون في قضاء الله تعالى ، ولهن التصرف في العوالم كلها) هذه صورة من ديوان الصوفية لست محتاجا ولا غيري إلى بيان ما فيها من إيغال في الوثنية الصماء ، غير أني أقول لعبّاد أم هاشم : أدركوا الدباغ فإنه نزع رئاسة الديوان من آلهتكم !! ......... برّأ الله الرسول واصحابه منكم .
(4) انظر ص (7) من كتاب الإبريز ج (2) للدباغ تراه يحدثك عن نفسه بهذه الخصائص وفي ص (73) أيضا من هذا الجزء أيضا إذ يقول : (إني ارى السموات السبع والأرضين السبع والعرش داخلة في وسطي وذاتي كذت ما فوق العرش من السبعين حجابا ؛ وفي كلّ حجاب سبعون ألف ملك ، وبين كلّ حجاب وحجاب سبعون ألف ملك ، وكلّ ذلك معمور بالملائكة ، كلّ هذه المخلوقات لا يقع في فكرهم شيء فضلا عن جوارحهم إلاّ بإذن رجل رحمه الله)
(5) أما ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين رضي الله عنه فهو بريء مما يعبدونه ، كافر بمن يؤلهونه كما كفر جده وابوه وعيسى من قبلهم بمن اتخذوهم ألهة من دون الله .
(6) انظر مادة (قطب) في كتاب التعريفات للجرجاني ، فعنه نقلنا هذا التعريف
(7) الفتوحات المكية لابن عربي في الباب السبعين والمائتين
(8) الفتوحات المكية في الباب الخامس والخمسين والمائتين ، وانظر أيضا في النصين كتاب اليواقيت والجواهر للهيكل الشيطاني الشعراني (ج 2/ص 79)[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العاصمي من الجزائر

العاصمي من الجزائر

عدد الرسائل :
689

الموقع :
www.rslan.com

تاريخ التسجيل :
24/07/2009


القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله   القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله I_icon_minitimeالثلاثاء 31 ديسمبر 2013 - 14:26

[SIZE="6"][SIZE="7"]القطب عند الصوفية (2)[/SIZE]

بقلم فضيلة الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله

نقلا عن كتاب (مجموع مقالات العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله) جمع وترتيب وعناية شعبان عبد المجيد محمد بن عوض بن عبد الغني المصري
دار سبيل المؤمنين للنشر والتوزيع ص 166-175

ولكن هذا القطب يسمى قطبا بالنسبة إلى ما في عالم الشهادة من المخلوقات ، إذ يوجد قطب آخر يسمى قطبا بالنسبة إلى جميع المخلوقات في عالم الغيب والشهادة ، وسيأتي ذكره بعد ، فلنعد إلى القطب الأول :
قلنا : إنه قطب بالنسبة إلى المخلوقات في عالم الشهادة .
وعلى هذا فهو قطب حسي حادث يستخلف بدلا منه عند موته من أقرب الابدال منه ، فحينئذ يقوم مقامه بدل هو أكمل الابدال ، والأبدال هم أربعون رجلا لكل منهم درجة مخصوصة : إثنان وعشرون بالشام ، وثمانية عشر بالعراق ، كلما مات واحد منهم استبدل مكانه آخر ، ومن هؤلاء الأبدال الأربعين يتعين ثلاثة أوتاد ، ومن هؤلاء الأوتاد يختار القطب الحسي الحادث الذي تحدثنا عنه قبل ، فكلما مات قطب تولى مكانه واحد من الأوتاد ويختار واحدا من الابدال مكان الوتد الذي اصبح قطبا وهكذا ... 
وكأنّ إلههم لا عمل له مطلقا
ويقول ابن الفارض في تائياه الكبرى ، متحدّثا عن أن القطب الأكبر أي قطب الأقطاب الذي سنتحدث عنه فيما بعد ، مبينا بعض خصائص قطب الاقطاب وبعض خصائص القطب فقط :

فبي دارت الأفلاك ، فاعجب لقطبها الـ .............. ـــمحيط بها والقطب مركز نقطة
زلا قطــب قـــبلي عن ثـــــــلاث خلفته ............... وقطـــــــبية الأوتـــاد عن بدلية


يعني أن الجهات كلها مستوية بالنسبة إليه ، فلا علو ، ولا سفل ، ولا يمين ، ولا شمال ، ولا شرق ، ولا غرب ، ولهذا تدور الافلاك بوجوده ، لأنه قطب الاقطاب بالنسبة غليها جميعا ، تدور عليه دوائرها ، ويحيط بأقطارها جميعا ؛ أما القطب الحسي ، فلا يحيط بما يدور عليه ، بل هو نقطة  محاطة مركوزة في وسطه ، وهذا فرق ما بين القطب القديم وبين الحادث .
ثمّ يتحدث عن قطب الاقطاب الذي يتعين في ابن الفارض ، فيقول : إنّ قطب الأقطاب من خصتئصه : أنه قديم لا يسبقه قطب ، ولا يأتي بعده قطب ، فهو أزلي ابدي ، أما القطب الحسي : فهو يتعين من الأوتاد الثلاث الذين هم الأبدال ...... 
فبربّك قل لي يا من تعبد الصوفية : ارأيت أساطير الوثنية الرعناء أحمق من هذا ؟
إنّ الصوفية كما قلت لي في مقال لي : يسوون بين مفهوم الوجود وبين مفهوم الرب فالوجود هو الرب عندهم ، وكان كان لهذا الوجود أولا صفة الإطلاق ، ثمّ شاء أن يتعين ، فظهر في صورة الحقيقة المحمدية ، أو صورة قطب الأقطاب بمعنى آخر ، ثمّ تكثرت هذه الحقيقة المحمدية ، أو تجزّأت ، فظهرت في صور مختلفة ، منها الأقطاب الحادثون ، والأوتاد والأبدال ، فكل واحد من هؤلاء جزء من الرب ، ـو هو الرب في أحد تعيناته ، هذا هو نظام الوجود عند الصوفية ، وهذا أساس سفههم وخبالهم ، إنهم نبذوا العقل ، وكتاب الله وسنة رسول الله ، وأبوا تصديق الله فيما تكلم به عن نفسه ، وأبوا تصديق الرسول فيما وصف به ربه ، وصدقوا وثنية الفلسفة المارقة ، وجعلوا من قضاياها هوية الحقيقية وإنّيتها ، فأخذوا منها التسوية بين مفهوم الوجود وبين مفهوم الرب .
ثمّ جانبوا بعد هذا الفلسفة أيضا كما جانبوا الدين ، وذهبوا يبنون نظاما للوجود في غيبه وشهادته ، وفي روحيته وماديته لا يقره عقل ، ولا يجيزه دين من الأديان .
ولما رأوا أن العقل يخالفهم اخترعوا أسطورة (الذوق) فقالوا :
إنما نستمد معارفنا من (الذوق) لا من العقل ، والحقيقة في الصوفية لا تدرك بالعقل ، وإنما (بالذوق) ولهذا تتعدد الحقائق بتعدد الأذواق ، فلكل صوفي (ذوق) خاص يدرك به الحقيقة ، ولهذا قد يكون الحق عند صوفي ؛ باطلا عند صوفي آخر ، ولكنهم لا يصفونه بالباطل مطلقا ، وإنما هو حق في ذاته ، فالحقيقة لها صور مختلفة ، ومظاهر متباينة ، فهي تجمع عندهم بين النقيضين ، وبين الضدين . فالحقيقة قديمة ، وهي في ذات الوقت حادثة ، والحقيقة رب ، وهي بعينها عبد ، والحقيقة حق ، وهي بنفسها خلق ، فتناقض المعارف الذوقية عند الصوفية جائز ، بل هو ذاتي لهذه المعارف ؛ لأن الحقيقة نفسها عندهم - وهي الرب - تجمع بين المتناقضات ؛ ولهذا يقول ابن عربي :

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ............... وليس خلقا بهذا الوجه فادّكروا
جمّع وفرّق ، فإن العين واحــدة  ............... وهي الكثيرة لا تبقي ولا تـــــذر


يعني أن الحقيقة الإلهية لها وجهان ، فبوجه تسمى حقا أي : إلها ؛ وبوجه تسمى خلقا ، وهي في ذاتها ، في كثرتها ووحدتها ، في تجمعها وتفرقها عين واحدة ، فهي لهذا تجمع بين المتناقضات ، ويقول :

يا خالق الأشياء في نفسه ...................... أنت لمـــــــا تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيـ ..................... ــك فأنت الضيق الواسع


ومعناه ظاهر ، الوصف للإله بأنه ضيق واسع تلميح صريح إلى أنه يجمع الضدين في نفس الوقت الواحد .
ويقول :

فأنت عبد وأنت رب ............................ لمن له فيه أنت عبــــــــد 
وأنت رب وأنت عبد ........................... لمن له في الخطاب شهد


فهو يسوي هنا بين الرب وبين العبد ، لأن الحقيقة الإلهية لها هطان الوصفان فهي تجمع دائما بين الأضداد والمتناقضات في ذاتها ؛ والصوفية في هذا أشبه بالسوفسطائيين في ناحية المعرفة غير أنّ السوفسطائيين جعلوا الإحساس الجزئي أساس المعرفة ، أما الصوفية فهم اخترعوا أسطورة الذوق ، وهذا هو تحايل الصوفية للتخلص من أحكام العقل ممثلا في اختراع كلمة (الذوق) . أما تحايلهم للتخلص من الدين الحق ، فيتمثل في إختراع أسطورة الظتهر والباطن ، فالصوفية حين وجدوا أن خرافاتهم ينكرها الشرع ، راحوا يقولون : إنّ للقرآن أو للشريعة ظاهرا وباطنا ، أما الظاهر فهو لعلماء الرسوم ، وأما الباطن فللصوفية . فقالوا بالشريعة والحقيقة ، أما الشريعة فهي ما يؤخذ من ظاهر الكتاب والسنة . أما الحقيقة فهي ما يؤخذ من باطنها مؤيدا (بذوقهم) . فحرفوا الكلم عن مواضعه وتحايلوا على اللغة تحايل لئيما لا تقرّه مطلقا أوضاع اللغة ، فيقول تبن عربي في تفسير لفظ (المسجونين) في قوله تعالى حاكيا قول فرعون : (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين) [الشعراء : 29] يفسرها بقوله : (لأجعلنك من المستورين لأن السين في المسجونين من أحرف الزوائد فإذا حذفت من سجن بقيت جن ، ومعناها الوقاية والستر ... ) .. 
هذا مثل لتحريف الكلمات ، فالصوفية في إختراعهم أسطورة الظاهر والباطن وجدوا أنّ اللغة أيضا لا تسعفهم فتحايلوا عليها مثل هذا التحايل فيا قوم :
هؤلاء فئة : جانبوا العقل ، وجانبوا الدين ، وجانبوا اللغة العربية التي نزل بها القرىن ، وفصلت أحكامه بها السنة المطهرة ، فماذا تنتظرون منهم بعد هذا ؟
العقل يحكم عليهم بالزيغ والباطل ، والدين يحكم عليهم بالمروق والإلحاد ، واللغة تسمهم بالتحريف اللئيم لأوضاعها .
أفتقولون بعد ذلك : إنّ الصوفيةهم أرباب الحقيقة القدسية ؟!! أفيقوا من سكرتكم ، ثم انظروا هنالك في الأغوار السحيقة من الوثنية ترون مكانة الصوفية .... d]وأعتذر إلى القراء الأفاضل من هذا الإستطراد واعود إلى صلب البحث لنتممه إن شاء الله ]

قطب الغوث :
يسمى القطب عند الصوفية بأنه الغوث (باعتبار التجاء الملهوف إليه) فلا فرق بين القطب في مفهومه المطلق ، وبينه مقيدا بالغوث إلاّ باعتبار . أعني لا يسمى القطب غوثا إلاّ حين يلتجيء الملهوف إليه مستغيثا بحوله وطوله وقهره وجبروته ، فيسمى حينئذ غوثا بهذا الإعتبار ، وقد يسمى قطب الوقت ن وقطب الزمان ، باعتبار وقته وزمانه .

قطب الأقطاب :
قلنا : إنّ القطب عند الصوفية ؛ قطبان : أحدهما حسي ، والآخر معنوي ؛ أو بمعنى آخر حادث وقديم ، فالقطب الحسي أو الحادث هو ما تقدم ذكره ، ونذكر به قراءنا الافاضل : هو القطب الذي يخلفه قطب ، وكلما مات اختير آخر من الأوتاد فهو قطب مسبوق بقطب ، ويخلفه قطب ، فقطبيته حادثة محدودة بوقت ، وقد سبق ايضا أن تحدثنا عن خصائصه الكبرى ، وأنه قطب بالنسبة إلى ما في عالم الشهادة ، او بمعنى أدق ، بالنسبة إلى إلههم المتعين في المخلوقات .
أما قطب الاقطاب فهو قطب معنوي قديم غير مسبوق بقطب ، ولا يخلفه قطب آخر ، فهو واحد منذ القدم ، سرمدي القطبانية ابديها ، وهو قطب بالنسبة إلى ما في عالم الغيب والشهادة ، فمن هو قطب الاقطاب أيها الصوفية بمعنى أصرح ؟
سنهتك القناع عن وجهه ، ولكي نفعل ذلك يجب أن نتابع فصول الرواية الصوفية من أول فصل فيها ...
الفصل الأول ك هنالك شيء غسمه الوجود المطلق أو الإله المطلق ، وكان في مرتبة اسمها العماء ، نفسرها نحن بالمجهول المطلق ، ثمّ شاء هذا الوجود المطلق أن يرى نفسه متعينا في صورة ليرى ذاته ، فظهر ذلك الوجود المطلق ، او الغله المطلق في صورة الحقيقة المحمدية ، وأصبحت ذات الحقيقة المحمدية هي ذات الإله المطلق بعد أن تعين في صورتها ، وهذه الحقيقة المحمدية هي ذات الإله المطلق بعد أن تعين في صورتها ، وهذه الحقيقة المحمدية هي قطب الاقطاب . وبهذا الفصل يتم الفصل الثاني من الرواية الصوفية .
أما الفصل الثالث : فتعين الحقيقة في صور الموجودات المختلفة حتى الخنزير عند الصوفية تعينت فيه عندهم هذه الحقيقة ، وحتى الكافر الوثني تعينت فيه هذه الحقيقة .
ولذلك لما سئلوا : إذا كان كلّ شيء هو الله فكيف يعذب الله نفسه ؟ أجابوا : لا عذاب ؛ لأن العذاب من العذوبة لا من التعذيب !! والنتيجة الحتمية لهذا وحدة الأديان عند الصوفية سواء منها الوضعي الوثني أو الإلهي الحق ... وسنتكلم بمشيئة الله بعد عن وحدة الأديان عند الصوفية والقائلين بها في مقال آخر ، والرواية لم تتم فصولا ، ولا ندري متى تتم ؟!
والآن نذكر بعض تعاريف القطب المعنوي أو قطب الاقطاب عند الصوفية ، يقول القاشاني : (هو قطب بالنسبة إلى جميع المخلوقات في عالم الغيب والشهادة ، ولا يستخلف عنه بدل من الابدال , ولا يقوم مقامه احد من الخلائق , وهو قطب الاقطاب المتعاقبه في عالم الشهاده , لا يسبقه قطب , ولا يخلفه آخر , وهو الروح المصطفوي المُخاطب من الله :- لولاك لما خلقت الكون ، وتدور عليه دوائر الكون ويحيط بأقطارها) .
معناه أن قطب الأقطاب قديم في ذاته ن وهو يظهر في صور الاقطاب المحدثين المتعاقبين على مر الزمن ، ويأخذ كل منهم صورة نبي ، أو ولي ويتولى كل منهم بأمر قطب الأقطاب المحافظة على العالم المشهود في وقته ، ويستمد علمه وقدرته على التصرف من القطبية العظمى التي هي باطن نبوة محمد .... وإذا كان للقطب الحادث المحافظة على الكون والتصرف فيه ، فما بالك بقطب الأقطاب ؟!!

..............................................................................





 



[/SIZE]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العاصمي من الجزائر

العاصمي من الجزائر

عدد الرسائل :
689

الموقع :
www.rslan.com

تاريخ التسجيل :
24/07/2009


القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله   القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله I_icon_minitimeالأربعاء 1 يناير 2014 - 13:29

[size="6"][size="7"]القطب عند الصوفية (3)[/size]

بقلم فضيلة الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله

نقلا عن كتاب (مجموع مقالات العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله) جمع وترتيب وعناية شعبان عبد المجيد محمد بن عوض بن عبد الغني المصري
دار سبيل المؤمنين للنشر والتوزيع ص 166-175

الفرق بين قطب الأقطاب ، والقطب :
الأول قديم معنوي ، والثاني حادث حسي ..... الأول تدور به الأفلاك التي يحيط بها ، والثاني مركز نقطة وسط هذه الافلاك ، وتدور حولها الأفلاك .
ثم إنّ الثاني يستمد علمه وقدرته من قطب الأقطاب ؛ هذه بعض الفوارق ولكن كلاهما له التصرف والقدرة و .....و...... كل ما قدمناه في تعريف القطب .... 
ولقد يزعم بعض الصوفية أنه هو بذاته قطب الأقطاب ، فيتحدث عن نفسه بخصائص ذلك القطب كابن الفارض في الأبيات التي نقلناها عنه فارجع إليها ، ومثل أبي السعود بن الشبلي وابن عربي .
إذ يقول ابن عربي : (قال ابو السعود لأصحابه المؤمنين : إنّ الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة ، وتركناه تظرفا هذا لسان إدلال ، وأما نحن فما تركناه تظرفا - وهو تركه إيثارا -وإنما تركناه لكمال المعرفة)
وإذا سألت الصوفية قائلا : أيجوز مثل هذا الكلام عن الله ؟ قالوا إنه يتحدث بلسان الجمع ......
يعنون يتحدث وهو شاعر تمام الشعور بأنه الله . تعالى الله علوّا كبيرا .... 
ويحكي الشعراني في الطبقات ما يأتي : (كان سهل بن عبد الله التستري يقول : أعرف تلامذتي من يوم : ألست بربكم ، وأعرف من كان في ذلك الموقف عن يميني ، ومن كان عن شمالي ، ولم أزل منذ ذلك اليوم أربي تلامذتي وهم في الاصلاب لم يحجبوا عني إلى وقتي هذا ... 
وكان ابن عربي يقول : أشهدني الله تعالى ما في العلى وأنا ابن ست سنين ، ونظرت في اللوح المحفوظ وأنا ابن ثمان سنين ، وفككت طلسم السماء وأنا ابن تسع سنين ورايت في السبع المثاني حرفا معجما حار فيه الجن والإنس ففهمته ، وحركت ما سكن وسكنت ما حرك وأنا ابن أربع عشرة سنة
) .
والنص الأول من كتاب الطبقات يفيد أن التستري قطب الأقطاب ؛ لأنه قديم منذ أخذ العهد ، ولذلك كان يتولى رعاية تلاميذه وهم في أصلابهم .... 
وهكذا كل واحد يزعم لنفسه أنه بلغ تلك المرتبة ، ومن عجب أن يتوقح الشعراني في جراته فيقول تعليقا على مثل هذا الكلام حين يحكي عن الدسوقي قوله : ( وقد كنت أنا وأولياء الله أشياخا في الأزل بين يدي قديم الأزل ، وبين يدي رسول الله ، وأن الله عزّ وجل خلقني من نور الرسول والتفت إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال : يا إبراهيم ، سر إلى مالك وقل له : يغلق النيران ، وسر إلى رضوان ، وقل له : يفتح الجنان) يقول الشعراني تعليقا على هذا ما يأتي : (وهذا الكلام في مقام الإستطالة ، تعطي الرتبة صاحبها أن ينطق بما ينطق ، وقد سبقه إلى نحو ذلك الشيخ عبد القادر الجيلاني ، فلا ينبغي مخالفته إلاّ بنص صريح) الدسوقي شيخ الأزل ، الدسوقي خلق من نور الرسول ، الدسوقي اغلق النار ،الدسوقي شاهد ربه في السماء .... كل هذا عند الشعراني جائز لا يصح لنا مخالفته إلاّ بنص صريح !! .. أرأيت أيها القاريء الكريم تلك الإستطالة الوقحة على مقام الله عزّ وجل ، وعلى مقام كتاب الله عزّ وجل ، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! ...
النص الصريح يا شعراني خمس كلمات من القرآن الحكيم قول الله للرسول صلى الله عليه وسلم - وشسع نعله بالدسوقي وأصحابه - : (ليس كمثله شيء) [آل عمران :128] ، هذا خطاب الله تعالى لسيد الخلق ، وخاتم رسله ، ولمن قال له : (وإنّك لعلى خلق عظيم) [القلم :4] ، ولمن وصفه بأنه : (بالمؤمنين رؤوف رحيم) [التوبة : 128] ، أفيقول لنا قائل بعد ذلك : حذار من مهاجمة الأقطاب ، حذار من كرامات الشعراني !! ...
حذار أيها القائلون لنا ذلك !!
فالشعراني بلغت به الجراة أن يقول : لا تجوز مخالفة هذا ولم يرفض حتى القول : بأنها شطحات !! ... أقول ذلك لكي يعلم ضحايا الصوفية أنها ليست شطحات ، وإنما هي وثنيات يصرح بها القوم ، وهم في أقوى دوافع الشعور بما يقولون ، وهذا هو الشعراني لا ينكرها ولا يردها ، بل يدعونا إلى التصديق بها ، يدعونا إلى الإيمان بأنّ الدسوقي وغيره بلغوا مرتبة القطبانية الكبرى ، فهم يتصرّفون في الكون وأقداره واقضيته بما يشاؤون ..... فويل الصوفية من الشعراني !!

الإنسان الكامل :
وبعض الصوفية كابن عربي والجيلي يريدان بالقطب الإنسان الكامل ... فالقطب بمعنى الإنسان الكامل عند هذين الصوفيين اسم عام يطلق على كلّ إنسان متحقق بالكمال ، إلاّ انّ الجيلي أطلق لفظ القطب فلم يقيده بقطب الأقطاب أو غيره ، بل جعله شاملا للحقيقة المحمدية ، ولكل إنسان كامل حادث ، لأن الإنسان الحادث ما هو إلاّ الحقيقة المحمدية ، أو الإله المطلق متعينا في صورة إنسان حادث ، ولهذا يقول : (الإنسان الكامل هو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره ، وهو واحد منذ كان الوجود إلى أبد الآبدين ، ثمّ له تنوع في ملابس ، ويظهر في كنائس ، فيسمي به باعتبار لباس ، ولا يسمى باعتبار لباس آخر ، فاسمه الأصلي الذي هو له محمد ، وكنيته أبو القاسم ، ولقبه شمس الدين ، ثمّ له باعتبار ملابس أخرى أسام ، وله في كل زمان اسم يليق بلباسه في ذلك الزمان ، فقد اجتمعت به في صورة الجبرتي .... قال الشبلي لتلميذه : أشهد أني رسول الله ، فقال : أشهد انك رسول الله) إلخ ما خرّف به .
فالإنسان الكامل هو قطب الاقطاب ، ولا يوجد إذن عند الجيلي قطب ، وقطب اقطاب ، بل كل غنسان كامل تعينت فيه الحقيقة المحمدية فهو قطب اقطاب ، وقوله تنوع في ملابس يفيد أن قطب الأقطاب يظهر في صور مختلفة ، ولكنه واحد في حقيقته متغير في ملابسه ، وقوله : يظهر في كنائس . يعني : أن قطب الاقطاب قد يظهر في صورة نصراني ، أو يهودي ، وهذا إشارة منه إلى أسطورة (وحدة الأديان) عند الصوفية سواء منها الوضعي الوثني ، أو الإلهي الحق .
من هو ذلك الإنسان الكامل ، أو من هو قطب الأقطاب مرة اخرى أيها الصوفية ؟! إنه الإله .
واسمعوا لزعيمكم الجيلي يقول : (والله هو الولي يعني الإنسان الكامل الذي) قال فيه : (ألا إنّ أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون) يريد أن يقول : إنّ الله هو الولي فهو يظهر بيننا في صورة الأولياء - تعالى الله ، وسبحان الله ، وتقدست ذاته العظيمة - فالأولياء بهذا يكونون آلهة ، أو هم الإله الواحد عند الصوفية .
ونسائل الجيلي وعباده : إذا كان الله - جلّ الله عما يصفه به الملحدون - هو أولياؤكم وعندكم في كلّ عصر أولياء كثيرون ، فأيّ ولي هو الله ؟؟
تعاليت يا رب سبحانك عما يقول الوثنيون . أإلهكم يظهر في صورة ولي واحد منهم ؟
إن كان كذلك فقد خالفتم أنفسكم ، لأنكم تقولون : إنّ كلّ ولي هو إلهكم ، وإن كان يظهر في صورتهم جميعا في وقت واحد ، فقد جعلتم إلهكم أبعاضا متباينة ، ففي هذا ذراع آلهتكم ، وفي الآخر رجله ، وفي الثالث شاربه ، وفي الرابع ضرسه ، وفي الخامس عضو آخر ، وفي السادس غيره .... !! وهكذا أيها الوثنيون !! .
ويقول الكمشخانلي ما يأتي : (عين الله وعين العالم هو الإنسان الكامل المتحقق بحقيقته البرزخية الكبرى)
أعتقد أنه لا يوجد هنا رمز أو غيره كما يهرف الجهلاء من أدعياء العلم الأزهري ، إذ يقولون عن كلّ ما لا يفقهونه من اساطير الصوفية ؛ أو يفقهونه ويكابرون .
يقولون : هذا رمز ...
فأيّ رمز أيها المتحجرون ، ايها الناعقون بالوثنية الصماء !!
أي رمز في قول الجيلي ، وقول الكمشخانلي ؟ والقول جلي صريح .
أيها الباحثون عن الحق ، ويأيها العلماء الصادقون ، ليس كفر الصوفية في توسلهم بأوليائهم إلاّ قشرة من الشرك الأكبر الذي يطوون عليه نفوسهم ، إنهم لا يتوسلون إليهم باعتبارهم اولياء ، ولكن باعتبار أنّ كلّ ولي هو الله ، كما ترون في تصريحاتهم ، فالتوسل مسبب عن شيء وقر في نفوس هؤلاء الوثنيين من الصوفية شرحه الجيلي ، وهتك عنه القناع ، وبينه الكامشخانلي ، ومزق الستر عنه ، هو :
(أن عين الله هو الإنسان الكامل) .
ولقد قال لي أخ ذات مرة : ألا فلنهدم القبور .
قلت : اتهدم القبور التي على الارض ، أم القبور التي في قلوب الصوفية وكتبهم ؟!!
وإنا فيما نكشف به عن دخائل الصوفية إنما نريد تطهير عقائد ألئك البسطاء المخدوعين من عباد الصوفية ، ونهتك القناع عما خفي وراء هذه الوجوه ، من حقيقة الخنزير ومعنى الرجس ، وطاغوت الوثنية ، حتى لا يبقى لهم عذر ، وحتى نضيء لهم الطريق ، فيبصرون أية هاوية سحيقة يسوقهم زعماؤهم إليها ؛ هذه غاية، وغاية أخرى أن يعلم آلهة الصوفية أن وثنيتهم لم تعد خافية على أحد ، وأن مجوسيتهم في رجسها ودنسها أصبح يكشف عنها الكثيرون ، ومنهم صاحب هذا المقال ، فلعلنا بهذا نقطع عليهم الطريق ، اللهم إجعلنا من قطّاع الطريق على الصوفية .
وما البهائية التي يعيب عليها الصوفية إلا صورة مصغرة من الصوفية .
فالبهائية تزعم أن الله ظهر في صورة البهاء ، وهل يقول الصوفية غير هذا ؟! . بل إنّ الصوفية شرّ من البهائية ، فالبهائية حصرت الإله في شخص البهاء ، أما الصوفية فتقول بظهوره في صورة كلّ ولي .
ومن العجب الذي لا ينتهي أثره أن يكون في لائحة  مشيخة الطرق الصوفية هذه المادة (الباب الخامس : في أمور عمومية
المادة الثانية : يبعد عن الطرق الصوفية : أولا : كلّ من اتصف بعقائد مخالفة للشرع الإسلامي كالقول بالحلول والإتحاد ...
)
يا عجبا يا قوم ! هل ابن عربي لم يقل بذلك ؟ هل ابن الفارض لم يقل بذلك ؟ هل الشعراني لم يقل بالمعصية والكفر في كتابه ، بل ما لي أذهب بعيدا ، هل مجموع الأوراد لم يقل باكثر من ذلك ، أليس في دلائل الخيرات - على قدسيتها عندكم - ما يخالف الشرع الإسلامي ؟!
وقد كشفنا القناع عن بعض ما فيها من المقالات التي نشرناها بالهدي النبوي الغرّاء في أول أبحاثنا تحت عنوان : (طواغيت) ولعلّ الله يوفقنا من فضله فنطبعها .
إنّ دعواكم في هذا كدعوى ابن الفارض في تائيته بعد قوله بالإتحاد والوحدة وأنه الذات الإلهية : (أنزه عن دعوى الحلول عقيدتي) ما ذلك إلاّ قناع تتسترون به كلما هتك عنكم الستر ، أروني وردا أو حزبا من أحزابكم ليس فيه ما يخالف الشرع الإسلامي ، فتحديد ورد خاص ورد خاص لوقت خاص تعبدا فيه مخالفة للشرع الإسلامي .
هأنذا أناديكم وأتحداكم في أورادكم الحاضرة ، وأخزابكم التي ترتلونها الآن .
فهيا إذا شئتم نضالا فكريا ، وحجاجا عقليا ... 
إنا أيها الصوفية سنظل - بعون الله وقوته ومشيئته - نضرب بمعاول الحق طواغيتكم القبورية ، والكتبية والعقيدية التي تسكن إليها نفوسكم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .
وأقول للشاتمين بلا حجة الثائرين عليّ للثورة لا للحق : تعالوا ، تعالوا ، ارسلوا بردودكم ، ارسلوا بحججكم ، وسانشرها لكم بعد إذن أصحاب هذه المجلة المؤمنين .
ـن تقولوت عني : أنت ضال مضل ، ملحد زنديق ، فدليل العجز والكربة المكروبة التي حاقت بكم .
تثبتوا بالحجة وبالبرهان من القرآن والسنة ضلالي فيما أقول ، وزندقتي فيما أكشف به عن وثنيتكم .
أما أنا فأقول عنكم ما أقول مستمدا حجتي من كتاب الله وسنة رسوله ، مؤيدا ما اقول بكتبكم وأورادكم وأحزابكم ، فهيا أيها الأقطاب والأوتاد والنجباء والنقباء والخلفاء ، وتا الله لن ترهبنا قوتكم ، ولا طواغيتكم ، أما المشفقون علي ، فأقول لهم : (إنّ الله معنا) اللهم نصرك واللهم عونك ، واللهم إنّك أنت العلي الكبير ، فاهدنا إلى ما تحبه وترضاه . [/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

القطب عند الصوفية للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» دراسات في التصوف الإشراقي .. عبد الرحمن الوكيل رحمه الله
» 33 درسا للشيخ عبد الرحمن الهاشمي رحمه الله
» دروس شهر رمضان للشيخ عبد الرحمن الهاشمي رحمه الله
» دروس للشيخ عبد الرحمن الهاشمي الجزائري رحمه الله
» فتاوى متفرقة باللهجة العامية للشيخ عبد الرحمن الهاشمي الجزائري رحمه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: العــقيــدة الصحيحة-