المقال الأول:



فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:






حكم سب الدين

يقول السائل:
أنا أعمل بالعراق وأسكن وأعمل مع جماعة منهم من يسب دين الله، ونصحتهم
ولكن ما زال بعضهم على ما هو عليه، فالسؤال ما حكم الشرع فيمن يسبّ الدين،
وإذا كان يصلي هل صلاته صحيحة، وماذا عليَّ تجاههم؟ أفيدوني أفادكم الله.

إذا رأيت من يسب الدين وسمعت من يسب الدين تزجره
وتنكر عليه، لأن سبّ الدين كفر أكبر وردّة عن الإسلام، إذا كان السابّ
مسلماً فإنه يرتد ويصير كافراً، فعليك أن تنصح له وأن تنكر عليه المنكر،
لقول الله سبحانه وتعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ[1]، ولقوله عزَّ وجلَّ: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ[2].
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))[3].فالواجب
عليك وعلى غيرك من المؤمنين إنكار المنكر، فإذا رأيت من سبّ الدين، أو لا
يصلي، أو يشرب الخمر، أو يعق والديه، أو يفعل شيئاً من المنكرات الأخرى،
فإن عليك الإنكار عليه وتوجيهه إلى الخير ونصيحته؛ لعل الله يهديه
بأسبابكم، فإذا هداه الله صار لكم مثل أجره.
فإن أبى
فينبغي السعي في إبعاده من العمل. وإذا كان في دولة مسلمة ينبغي رفع أمره
إلى الدولة حتى تعاقبه، فإن تاب وإلا وجب قتله مرتداً عن الإسلام، لقول
النبي صلى الله عليه وسلم: ((من بدل دينه فاقتلوه))[4].
فإن
تاب من سبه ورجع جاز عند بعض أهل العلم تركه وعدم قتله، ولكن يؤدب، وبعض
أهل العلم يرى أنه يقتل مطلقاً ولو تاب، لكن الأرجح إن شاء الله أنه متى
تاب إلى الله ورجع وندم واستقام فإنه لا يقتل، ولكن لا مانع من تأديبه على
ما أقدم عليه وعلى ما فعله، بجلدات أو سجن أو نحو ذلك.
والحاصل
والخلاصة أنه الواجب على المؤمنين الإنكار عليه وتحذيره والاجتهاد في رده
إلى الصواب، فإن لم يُجدِ ذلك ولم يتيسر ذلك، فعلى المؤمن ما يستطيع من
السعي في فصله وإبعاده من العمل، ويرفع أمره إلى ولاة الأمور إذا كان في
بلد ينكر فيها المنكر، فإن خشيت على نفسك ولم يتيسر إبعاد هؤلاء ولا توبتهم
فابتعد عن مخالطتهم إلى عملٍ آخر لعلك تنجو.
وأما
قولك: إنه يصلي، فسبُّ الدين يبطل الأعمال؛ سبّ الدين كفر، والكفر يبطل
العمل إذا مات عليه صاحبه؛ إذا مات الكافر على كفره بطل عمله، أما إن تاب
قبل أن يموت بقي له عمله الصالح. والله وليُّ التوفيق.









[1] سورة التوبة الآية 71.


[2] سورة آل عمران الآية 104.


[3] رواه مسلم: كتاب: الإيمان، باب: بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، رقم (49).[4] سبق تخريجه.

فتاوى نور على الدرب المجلد الأول



المصدر:الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز لاحمه الله:
http://www.binbaz.org

الرابط للفتوى: http://www.binbaz.org.sa/mat/21575


المقال الثاني:



[center]

موقع إسلام ويب
حكم من صار سب الدين عادة له

السبت 4 رجب 1430 - 27-6-2009

رقم الفتوى: 123958
التصنيف: الإيمان ونواقضه
السؤال



هل يعتبر الذي يسب
الدين كافرا كفرا أكبر مخرجا من الملة لا بد لفاعله أن يدخل في الدين مرة
أخرى؟ والذي يتكرر منه هذا الأمر فأصبح عادة له ما حكمه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا في الفتويين: 133، 48551.
بيان أن أهل العلم قد أجمعوا على أن سب الدين كفر بالله عز وجل، فإذا وقع
من مسلم فقد ارتد عن الإسلام والعياذ بالله، ولا يعذر بالجهل.


وعلى
ذلك فمن سب الدين -والعياذ بالله- وجب عليه أن يراجع دينه مرة أخرى بتوبة
صادقة، والذي ننصح به من وقع في ذلك أن يغتسل ويشهد الشهادتين ويتوب إلى
الله تعالى، وأن يكثر من الاستغفار والعمل الصالح، وأن يعلم أن باب التوبة
مفتوح أمام العبد من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها.

قال الشيخ ابن باز في فتاوى نور على الدرب: أجمع
العلماء قاطبة على أن المسلم متى سب الدين أو تنقصه، أو سب الرسول صلى
الله عليه وسلم أو انتقصه، أو استهزأ به؛ فإنه يكون مرتدا كافرا حلال الدم
والمال، يستتاب فإن تاب وإلا قتل. وبعض أهل العلم يقول: لا توبة له من جهة
الحكم بل يقتل، ولكن الأرجح إن شاء الله أنه متى أبدى التوبة وأعلن التوبة
ورجع إلى ربه عز وجل أن يقبل، وإن قتله ولي الأمر ردعا لغيره فلا بأس، أما
توبته فيما بينه وبين الله فإنها صحيحة، إذا تاب صادقا فتوبته فيما بينه
وبين الله صحيحة
. اهـ.

وقال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: الاستهزاء
بدين الله أو سب دين الله أو سب الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما كفر مخرج
عن الملة، ومع ذلك فإن هناك مجالاً للتوبة منه؛ لقول الله تعالى: قُلْ يَا
عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. فإذا تاب الإنسان من أي ردة توبة نصوحاً استوفت
شروط التوبة فإن الله تعالى يقبل توبته
اهـ.

والذي
يكرر هذا الأمر حتى أصبح عادة له هو على خطر عظيم، ومع ذلك فإن خُتم له
بتوبة نصوح قبلت منه، وقد سبق أن بيَّنا أن تكرر الردة لا يؤثر في قبول
التوبة في الفتوى رقم:
51043.

-
وأما اختلاف العلماء في قبول توبة من تكررت ردته فإنما هو في قبول توبته في
الظاهر، أما في ما بينه وبين الله فإن حقق شروط التوبة فإنها مقبولة،
وراجع في ذلك الفتويين:
54989، 118361.

والله أعلم.



المصدر:موقع إسلام ويب
الرابط للفتوى:
http://www.islamweb.net/fatwa/index....waId&Id=123958



المقال الثالث:
حكم سب الله تعالى - الدين - الرسول أو الصحابة الكرام

عبد الملك القاسم

  • التصنيف: العقيدة الإسلامي


  • تاريخ النشر: 19 شعبان 1425 (3‏/10‏/2004)
    أخي المسلم: الإيمان بالله مبني على التعظيم والإجلال للرب عزّ وجلّ، ولا شك أن سب الله تعالى والاستهزاء به يناقض هذا التعظيم.

    قال ابن القيم: وروح العبادة هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن
    الآخر فسدت، فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم، فذلك حقيقة الحمد
    والله أعلم.

    والسب كما عرفة ابن تيمية: هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف،
    وهو ما يُفهم منه السبّ في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن
    والتقبيح ونحوه.

    ولا ريب أن سب الله عزّ وجلّ يُعد أقبح وأشنع أنواع المكفِّرات القولية،
    وإذا كان الاستهزاء بالله كفراً سواء استحله أم لم يستحله، فإن السب كفر من
    باب أولى.
    يقول ابن تيمية: إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً
    وباطناً، سواء كان السَّاب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً، أو كان
    ذاهلاً عن اعتقاده.

    وقال ابن راهويه: قد أجمع المسلمون أن من سب الله تبارك وتعالى أو سب رسول
    الله صلى الله عليه وسلم.. أنه كافر بذلك، وإن كان مقراً بما أنزل الله.
    قال تعالى: { إنَّ الذين يُــؤذون الله ورسوله
    لعلنهم الله في الدُّنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مٌّهيناً . والَّذين
    يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً
    ميبناً
    } فرَّق الله عزّ وجلّ في الآية بين أذى الله ورسوله، وبين
    أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً،
    وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة وأعد له العذاب المهين، ومعلوم أن
    أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد، وليس فوق ذلك إلا الكفر
    والقتل.
    قال القاضي عياض: لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم.

    وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل: يا بن كذا وكذا- أعني أنت ومن خلقك-: هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه.
    وقال ابن قدامة: من سب الله تعالى كفر، سواءً كان مازحاً أو جاداً.

    • سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي:
    ما حكم سب الدين أو الرب؟- أستغفر الله رب العالمين- هل مَنْ سبّ الدين
    يعتبر كافراً أو مرتداً، وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي
    الحنيف؟ حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة منتشرة بين بعض
    الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
    فأجب رحمه الله تعالى: سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات وهكذا
    سب الرب عزّ وجلّ، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردة
    عن الإسلام، فإذا كان مَنْ سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه
    يكون مرتداً بذلك عن الإسلام ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة
    ولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب
    بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة، ولكن الأرجح أن يستتاب لعل الله تعالى يمن
    عليه بالهداية فيلزم الحق، ولكن ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود
    لمثل هذه الجريمة العظيمة، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه
    وسلم أو غيره من الأنبياء فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإنَّ سب الدين أو
    سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب الرب عزّ وجلّ من نواقض الإسلام،
    وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بالجنة أو بالنار
    أو بأوامر الله تعالى كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بشيء من هذه الأمور من
    نواقض الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: { قُل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } نسأل الله العافية.

    • وسُئل فضيلة الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
    ما حكم الشرع في رجل سبَّ الدين في حالة غضب هل عليه كفَّارة وما شرط
    التّوبة من هذا العمل حيث أنّي سمعت من أهل العلم يقولون: بأنَّك خرجت عن
    الإسلام في قولك هذا ويقولون بأنّ زوجتك حُرّمت عليك؟
    فأجاب فضيلته: الحكم فيمن سبّ الدين الإسلامي أنه يكفُر، فإن سب الدين
    والاستهزاء به ردّة عن الإسلام وكفر بالله عزّ وجلّ وبدينه، وقد حكى الله
    تبارك وتعالى عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام، حكى الله عنهم أنهم كانوا
    يقولون: إنّما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عزّ وجلّ أن خوضهم هذا ولعبهم
    استهزاء بالله وآياته ورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى: { ولئن سألتهم ليقولنَّ إنّما كنا نخوض ونلعب قُل أبالله وءايته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } فالاستهزاء بدين الله، أو سبُّ دين الله، أو سبُّ الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما، كفر مخرج عن الملّة. أهـ
    واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتى لا يصيبك إثم وتخل بدارك العقوبة.

    • سُئل الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
    هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبُّون الله عزّ وجلّ؟
    فأجاب رحمه الله: لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عزّ وجلّ
    لقوله تعالى: { وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا
    سمعتم ءايات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتَّى يخوضوا في
    حديثٍ غيره إنَّكُم إذاً مِّثلهم إنَّ الله جامع المنافقين والكافرين إلى
    جهنَّم جميعاً
    } .

    المصدر:موقع طريق الإسلام
    ww.islamway.com
    الرابط بالنسبة للمقال: http://ar.islamway.com/article/886