ذكّرتِني يا أم نور بسالف الأيام، حيث قرأتُ عن رابعة العابدة الزاهدة و اختلاف التراجم والكتابات حولها, وتضارب الأقوال فيما نُسب إليها,, و ذكّرتِني بالرسالة التي قرأتُها يوما لزميلة في الجامعة, حيث ضمّنتها البيت الشعري(أحبك حبين...),
هي أبيات جميلة المعاني و كيف لا؟ و هي عن حبّ الله!,,لكن الحذر من بعض أساليب قوم غلوا في محبة الله, فالإفراط في الألفاظ وراءها المبالغة المفرطة في المعانى!
لماذا حبّين؟ و هل الحبّ يتجزّأ و يتنوّع؟ وهل يصحّ "حب الهوى" في جنب الله؟ فالشطر الثاني (حبا لأنك أهلٌ لذاك) فيه ثناء و ووصف الباري بما هو أهلٌ له و أنه وحده المستحق للمحبة الكاملة الخالصة، فهو سبحانه أهلٌ لأن يُحَبّ لذاته و أوصافه، أما الحب الأول(حب الهوى) ففيه ما يشين و ما لا يليق بذات الله،لأنّ "الهوى" غالبا ما يرتبط بما لا ضابط له و لا حدود!, فَقَوْلِي:(أحبُّ فلان حبّ الهوى) أي حبّ طائش لا عقلانية فيه و لا ضابط، بل يحكمه "الهوى" الذي إذا أُطلِق فإنه وصفٌ للذم,,نقول: "فلان يستعبده هواه","فلان يحب كيفما اتّفق، فهواه قد غلبه",,,
تقبلي مروري أيتها الفاضلة