الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن و الثّناء الجميل و اشهد ألّا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق و هو يهدي السّبيل
و أشهد أنّ محمّدا عبد الله و رسورله صلى الله عليه و على آله و صحبه و على من اتّبعوهم بإحسان و سلّم إلى يوم الدّين
و بعد : فقد ذكّرتني أيّها الحبيب بأقوال كثيرة للسّلف في هذا الباب على أنّ هناك تفصيلا في مسالة الخلاف و أدبه و متى يكون الخلاف مفرّقا و متى يمكن أن يسعه الصّدر و الحق أنّ أمّة الإسلام و أهل السّنّة خاصة ما أصابهم ما هم فيه اليوم إلا يوم تخلّوا عن توجيهات السّلف و الرّبّانيين و لم ينهلوا الرّشد من سيرهم و تطبيقاتهم
فهم بين مفرّط قال : ... يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه (بإطلاق يشمل حتّى الرّوافض و المجوس و اليهود و النّصارى) و الصّحيح يناصح و يوجّه بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه مع تمام الإنصاف و التّجرّد للحق و الحكمة في استعمال اللين و الشّدّة كل بحسبه
و بين مفرط في الباب شعاره من ليس معي فهو ضدّي و من لم يقل بقولي أو بقول من أحب و من أقلّد وقع الهجر عليه
و الفريقان على خطأ جسيم و خطر عظيم و الله المستعان و ممّا يؤسف له أنّ أكثر هؤلاء الطيّبين قد اغترّوا بنصوص سلفيّة قيلت في موضع غير الذي وضعوها فيه سواءً منهم المفرط أو المفرّط
و الحق أنّ من جمعتهم عقيدة الحق في التّوحيد بأنواعه الكثيرة المحصورة في تلك الثّلاثة الأقسام(ربوبيّة و ألوهيّة و اسماء و صفات)
ثمّ اختلفوا في جزئيّات أخرى قد يكون منها حتى ما هو داخل تحت ما سبق ذكره و لكنّهم اجتمعوا (في الجملة و باعتبار الغالب) على عقيدة الحق
فإنّ هذا النّوع من الخلاف لا ينبغي أن يكون مفرّقا ناشرا للفرقة و التّحزّب المذموم و القذف و اتهام الإخوان
و لذلك قال أحمد رحمه الله (لم يعبر الجسر من خراسان أفضل من إسحاق ابن راهَوَيه و إن كنّا نخالفه في أشياء فإنّ النّاس لم يزل يخالف بعضهم بعضا)
و قال أحد الأئمّة و لعلّه يونس بن عبد الأعلى : لم أر أعقل من الشّافعي , ناظرته يوما ثمّ افترقنا فعاد بعدها و أخذ بيدي ثم قال : يا فلان ألا يستقيم لنا أن نظلّ إخوة و لو اختلفنا
و ذكر للشّيخ الألباني رحمه الله تعالى أن المشايخ اختلفوا في حكم التّمثيل فأباحه الشّيخين الجليلين ابن عثيمين و ابن جبرين بشروط و منعه أخويهما الفاضلين ربيع المدخلي و بكر أبو زيد ... قال السّائل : فمن أخذ بقول المبيح هل للآخذ بقول المانع أن يقول فيه شيئا ؟
فقال الشّيخ بعد أن استفصل من السّائل : أنا اسألك الآن : إذا قال عالم في مسألة ما بقول ما فهل يحقّ له أن يقول في عالم آخر خالفه شيئا ؟ (يقصد طعنا أو انتقاصا) فقال السّائل لا.. قال الشّيخ إنتهى إذن . أو كما قال رحمه الله
و الشّريط متوفّر عندي بحمد الله لمن أراد تعيينه
فلذلك و غيره ... كان حقّا عليّ أن أورد هذه الكلمات المتواضعة مشاركة في شد عضد أخي الفاضل الذي سبق إلى هذه الحسنة..
و كان حقّا عليّ أن اشكره على إيراد هذه الكلمات الرّقيقة التي لم نعد نسمعها في الكلام عن الإتفاق فكيف بالكلام عن الخلاف
فجزاك الله خيرا و جزا كلّ الإخوة الأفاضل خيرا كثيرا و أرجو تصويبي في كتبت ها هنا
و أشير إلى أنّها اول مشاركاتي
و الحمد لله رب العالمين
أبو حذيفة التّبسي .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=873249#post873249