الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 حزين يتأسّى بحزين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نفح الطيب التلمساني

نفح الطيب التلمساني

عدد الرسائل :
30

تاريخ التسجيل :
14/08/2009


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالجمعة 11 سبتمبر 2009 - 21:17

أعتذر على تلك اللوحات الحزينة التي رسمتها بريشة الخيال، لكني قد زينتها بألوان الأمل المشرق.... و تذكير المؤمن بالله و قِيلِهِ سُنّة رشيدة و منقبة حميدة.
جاءني من هو أسيرٌ بأحزانه، ألِفَته الهموم و عشقته الغموم مع حداثة سِنِه و سألني أن أفُكّ سراحه و طلب المواساة، فإذا بالغطاء ينكشف عن حزين ثانٍ، فمهما تكلّفت وجدتُ نفسي أزفر بعض الزفرات، و الكأسُ إذا امتلأ فاض من جوانبه...
.
.
.
حزين يتأسى بحزين



بيراع زكي بن محمد مصمودي التلمساني


و أيم الله إنّ هذا الحزن ما أردناه بطِيب خاطرنا و لا برضى أنفسنا، و لكنه كان حتما مقضيا، و قد أُرشِدنا إلى دفعه و التعوذ منه..

لكن...

لكنّنا إلا بشر، و إن قلت بشر و كأنكَ قلتَ النقص فالكمال لله وحده، فقد خُلِق الإنسان هلوعا ظلوما جهولا، إذا مسّه الخير منوعا و إذا مسه الشر يئوسا قنوطا .... فسبحان من تنزه عن كل عيب و نقص !

الزمان لا يثبتُ بحال كما قال الباري سبحانه:" و تلك الأيام نداولها بين الناس" فتارة بِشْر و فرح و تارة حزن و همٌ، و تارة فقر و تارة غنى و تارة... و تارة...

و لا يزال المؤمن يتقلب في الخير، فمن عَطِيّة تستحق الشكر إلى بَلِيّة تستوجب الصبر و في كليهما خير له.

و من اصطفاه الله لولايته لم تزل هداياه سبحانه تأتيه من البلايا و المكاره ليفتح الله له بها أبوابا من خزائنه ( و خزائن المِنَن على قناطير المحن)، فإن اجتاز العبد الإمتحان كان ممن قال الله فيهم:" ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون"

و قوله :" و من يؤمن بالله فلا يخاف بخسا و لا رهقا".

لذلك يلزم العبد في كل ذلك أن يلازم باب مولاه و لا يبرحه، و أن يُديم رجاءه عنده أن يكشف ما به... و لو لم يكن في البليات إلا حصول الأنس بالله و القرب منه لكفى بها من حسنة تستوجب الشكر و يتجلدُ لها انصهارُ الأجسادِ، و من تفكَّر في عاقبة الصبر و الرضا هانت عليه...

و لْيُعلم أنّ البلايا على مقادير الرجال فقد جاء في الحديث:" أشد الناس إبتلاءا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل..." الحديث.

فهموم المرء و هِمَمُهُ تدلُ على سُمُوِهِ و عُلُوِ مرتبتهُ، و إن كان الحكيم و الجاهل يتألمان، لكن الفارق أبلج لكل ذي لب، و كما قال الرافعي – عفا الله عنه- :" فالحكيم يتألم ألم الحكمة و الجاهل يتألم ألم الخيبة و العقاب"

بل إن الله سبحانه قد قال في حق المؤمنين و الكافرين:" إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون" فالألم و القرح حاصل للقومين و التفاوت جاء في رجاء ما عند الله في الآخرة. و أحسن من كلامي قول ابن القيم – رحمه الله- :" فلا بد من حصول الألم لكل نفس سواء ءامنت أم كفرت، لكن المؤمن يحصل له الألم ابتداءا ثم تكون له العاقبة في الآخرة، و الكافر تحصل له النعمة ابتداءا ثم يصير في الالم" اهـ.


و أعود لأقول مرة ثانية أن الحزن يصيب جميع البشر بما فيهم خير خلق الله و صفوتهم من الأنبياء و المرسلين... أَلَمْ يقل الله عز و جل لنبيه:" ... فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً } ؟ أي مهلكها غيظا و حزنا.

و أقرب منه:" {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ }

ثم قال له :" ... فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }.

و نبي الله يعقوب يقول و هو أسيف:" قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }.

و نبينا عليه الصلاة و السلام ماتت عنه زوجه خديجة رضي الله عنها و قد كانت شقيقة قلبه تؤنسه و تؤزره، و مات عمه و قد كان له من نصرته ما كان... حتى سمي هذا العام بعام الحزن.

و انقطع عنه الوحي فاهتم و اغتم، حتى نزل الأمين يواسي الحبيب بكلام الحبيب الأعلى:" و الضحى و الليل إذا سجى، ما ودعك ربك و ما قلى..." ما أجملها من آية رقيقة دافئة:" ما ودعك ربك و ما قلى" يقسم له حبيبه أنه ما تركه و لا تخلى عنه و عبّر عنها سبحانه بقوله " ربك" لبيان الصلة بينهما.

آآآآآآآآآآآآآآآآآآه، ما عسانا أن نقول نحن و دمع العين مذروف إلاّ: اللهم لا تحرمنا من صحبة نبيك في جنانك و لا لذة النظر إلى وجهك الكريم.


ثم لاقى عليه الصلاة و السلام المآسي، و قد دخل إلى الغار مع صاحبه تاركا الأهل و الديار، فجزع الصِِّديق و فزع و قال له النبي صلى الله عليه و سلم:
" لا تحزن إن الله معنا"

" يا أبا بكر ! ما ظنك بإثنين الله ثالثهما"

و يموت قرة عينه و فلذة كبده و هو يقول:
" ... و إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون".

فأيُّ قلب ذاك الذي حمل ما لم تحمله السماوات و لا الأرض...

ودَّع الدنيا في مشهد حميمي محفوف بأشواق اللقاء:" اللهم الرفيق الاعلى، اللهم الرفيق الأعلى"
فكل شيء مرّ و انقضى و لم تبق إلا أجورا تُوفَّى.... و الله المعين.
.
.
لكن لا تعجب إن قلت لكَ أنّ كل هذه الصفحات المسطورة عن الحزن لم تشفع له أن يرقى إلى مراتب الإيمان، فليس حاله كحال الحب أو الصبر أو غيرهما من العبادات، حتى أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتعوذ منه :" ... و أعوذ بك من الهم و الحزن..." (و قد سطرت في هذا الباب بضع أسطر جمعتها في مقالة تحت عنوان: إعلام الإخوان أن الحزن ليس من مقامات الإيمان - حرر الله إخراجها من أسر المسودات-).

لا نريد أن نبقى نعيش في كوخ الأحزان، بل يجب أن ننطلق و نتسلق قمم الهمم، و لا نيأس إذا جرفها الظلم، و لنَسْقِ زُهور الأمل التي في روابي القلوب بماء العزيمة و التكلان على رب السماء، و لنبتهل إلى قيوم السماوات أن يغيثنا بسحائب الخيرات و الفضائل لتنهمر علينا بفيوضات رحماته و إحسانه و إكرامه...
و لندفعها عن خاطرنا و ننفض أنفسنا منها لأنها تنغص العيش و تقطع السير، و لا تكن كالذي قيل فيه
:

إذا ما كنت للأحزان عونا **** عليك مع الزمان فمن تلوم ؟ !

الدنيا قصيرة و طويل الأمل فيها مجنون، و النهاية معلومة:" فريق في الجنة و فريق في السعير"

نسأل الله الأولى و نعوذ به من الثانية، و أن يحلنا دار المقامة لا يصيبنا فيها لا هم و لا غم و لا وصب و لغوب و أن نكون من الذين يقولون:
" و قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، إن ربنا لغفور شكور"
..
.
.
.
و بعد كل ما كتبته في أعلاه لم أعرف بعد إن كان الحزين الأول قد وجد في الثاني ما يواسيه، و إن كان للثاني أن يتأسى بحزين ثالث يقرأ كلماتنا لكنه أبى أن يدخل علينا إما تكرما و إما تعففا، أم أننا بهذا نزيد الكل أسفا و حزنا.... و و الله لا أجد الكلمات كي اشكر أو أعتذر... و وددت لو أن غيري كفانيها.
و هي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته نفترق عليها

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالسبت 12 سبتمبر 2009 - 0:17

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

الله المستعان و إليه المشتكى و عليه الثكلان.

جزاك الله خيرا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نفح الطيب التلمساني

نفح الطيب التلمساني

عدد الرسائل :
30

تاريخ التسجيل :
14/08/2009


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالسبت 12 سبتمبر 2009 - 1:57

عذرا رسول الله كتب:
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

الله المستعان و إليه المشتكى و عليه الثكلان.

جزاك الله خيرا.




الأستاذة: عذرا رسول الله



رزقك الله صفاء البصيرة و نقاء السريرة و بهاء السيرة.

و رُفعت صحائفك إلى عليين و أدخلتم الجنة بسلام آمنين.


لا نملك إلا اللجوء إلى الله و الخضوع عند بابه و اللياذ به و سؤاله العفو و العافية

"اللهم إنّك عفو كريم، تحبّ العفو، فاعف عنّي"

دمت مباركة أينما كنت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نفح الطيب التلمساني

نفح الطيب التلمساني

عدد الرسائل :
30

تاريخ التسجيل :
14/08/2009


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رسالة إلى أسير أحزانه   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالسبت 12 سبتمبر 2009 - 2:34

رسالة إلى أسير أحزانه




زكي بن محمد مصمودي التلمساني



حزين يتأسّى بحزين 545019958



الحمد لله الذي خلق الأرواح جنودا مجندة، و الصلاة و السلام على من حرّر به الله الأرواح من براثن عبودية ما سواه، فكان منهم من يحترقون ليضيؤوا دروب الظلام.



أما بعد:



لا أعرف من أين أبتدي أو من أين أنتهي، تأخرت في إجابتكم، فقد كانت بيني و بين قلمي جفوةٌ مريرَةٌ،فمذْ أن كتبتُ مقالةَ "الزهراء" لم أكتبْ، و قد تردّدتُ في تلك الفترة في الردِّ على مرسولكم، ليس لأنّكم أثقلتم عليَّ و لكن قد ألمّ بيَّ اِنهاكٌ عصيبٌ، و لم أقدر صراحةٍ أن أوفيَّ ثِقلَ موازينكم، و إنّ لمناجاتكم شديدةٌ عليَّ... رأيتكُم تتجرّعون كأسَ الهمومِ و الغمومِ مثل ما أنا أتجرعها صباحَ مساء، حتَّى أَنّهُ قد خارت مِنّا القُوى فصرنا لا نتحمَّل ما نَحمِلُ.. في كل ساعةٍ مأساةٌ، و القلبُ يرى و ينكرُ، و يخشى أن يسْتلينَ فيشاركُهُم، و الجوارحُ لا تستطيعُ التغييرَ...

و نعيشُ بهمومِ غيرنَا نحْملُهَا معهم عَلَّنَا نواسيهم، تُقَطِّعُنَا أحزانُهم إِربا إِربًا...

الدموعُ لا زالتْ تهطلُ بغزارةٍ كوابلٍ صيِّبٍ، وَ لا نستحيي أن نُخفيها عنِ الآخرِين، و لا نُريد أن نَلومها، و ما ذنبها إلاَّ أنَّها حَضَنَتْ ما عَجِزَتْ عنهُ الكلمات... دموعٌ دافئةٌ نُسكِبُها على سجادة أو ورقة بيضاء أو وِسادة، فتترُكُ بُقعةً لا يمحيها تَعاقُبِ الليلِ و النهار. و إذا غَضِبنا فلا نُفرغُه إلاَّ علَى الأوراق و لا نعاتبُ إلاَّ القلم الذي لا يملكُ أن يدافِعَ عنْ نفسِه، لأنَّه سِوى نسيبٌ جَامدٌ... قلمٌ لا أجِدُهُ إلاَّ هو مرَّاتٍ فأُسامِره أو أعاتِبه، فقد أطبقت عليَّ المعيشةُ بأثقالِها و أَيِسْتُ من كلِّ نسيبٍ ناطقٍ مِمَّن حولي يكسِرُ ما يراه نابتًا في فؤادي، أو لا يبالي بي ابتداءا...

و في زَحْمَة كلِّ هَذَا تستكينُ الأنفسُ لربٍ كريمٍ رحيمٍ، رؤوفٍ عليمٍ، حنّانٍ منَّانٍ، نَجْأَرُ إِليه فَنشكُو إِليه ضَعْفَ قوتِنا و قلةَ حيلتنا و هواننا على النَّاس و نرجُو غِياثَه فيُغِيثُنَا و يُجِيبُنَا :" فلَنِعْمَ المُجِيبُونَ".... فمَا أكرمَهُ منُ إِلاَهٍِ ! .




فيِ كلِّ مرَّةً تَسُوقُنِي الأقدارُ إلىَ ما لاَ طَاقَةَ لي بِه، فأُمتَحَنُ ثمَّ لا أصبرُ فيَكْتَنِفُنِي حُزنٌ أصَّمُ أبكمٌ، يُجْلِسُنِي مَقعَدَ الكسلِ و الخِذلانِ، ثمَّ إنَّ نفسي بَعدَهَا تتوقُ كيْ تَمسحَ دَمعةً مِن على جبينِ الحقِ و لِتنصُرَهُ، فأُعيدُ العزمَ و أجدِّدُ الهمَّةَ و أُشمِّر عن ساعدي ، إلاَّ أنّني أرتطم بعرض الحائط، ثم ما ألبث أتأمل في سير الأولين و الصحابة و التابعين حتى تسكن نفسي و يهدأ خاطري ... و الله إنّا لنجد فيهم الشمعة التي تحترق لتضيء دروب الظلام..و السلوى التي تواسي المنكوبين و الآلمين...و شتّان بيننا و بينهم...إنّما نحن شموع تحترق بنكباتها و تذرف دموعها و تنفث لهبا لا يحرق الا الشمعة ذاتها...




مَا أضعَفَنا! ما أضْعَفَنَا!


تَفَكَّرتُ في حَالِي و مَا أُلاقيه، فتَذَكرتكَ و قلتُ: فكيف بالضعيف الأسير ؟ و لن أسالَ عن أحوالكم لأن أحرُفَكم المنكسِرة قد أوصلت إليَّ أنْباءكم، فسألتُها عن عِلَّةِ اِنكسارها فأجابت أنَّ صاحبها منكسر حزين.


آسف!


فلستُ بالطبيبِ و لا أريد أن ألعبَ دورَ الطبيب الذِي يجبُرُ الأحرُفَ المنكسِرة، و أكتفي أن أقول أنَّ الله وحده قادر على كل شيء.



لا يَجْبُرُ النَّاسُ عظما أنت كاسره **** و لا يهيضون عظما أنت جابره

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نفح الطيب التلمساني

نفح الطيب التلمساني

عدد الرسائل :
30

تاريخ التسجيل :
14/08/2009


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالسبت 12 سبتمبر 2009 - 3:15


و لاَ أريدُ أن أكتب بلُغة أُدباءِ العصر من تزويقِ العِباراتِ و حَشْدِ الأوصافِ و حَشْوِ المشاعِرِ الزائفةِ و لكنِّي أرجو أن أكتُبَ كِتابةَ الصِدِّيقين الصادِقِينَ الذين أخلصوا النَّصيحة، فكلماتهم تُؤْوِي المعاني التي تَسمو فوق خَساسَةِ الحياة الحيوانِيَّة.



و هذه المرَّة أجدُ نفسي أكتبُ في أوائل أيامِ شهرِ رمضان، و لنْ أنتظرَ البدرَ... تفكَّرتُ فيه ليلةً لأناجِيه لكنَّه بعدَ ليالٍ أَفَلَ و اِختفَى، و أنا بِطبعي أستوحشُ مِمَّن لا يدوم معي في نَجْوَايَ، فقلتُ: لا أحبُّ الآفلين... و لكنَّ ربَّه الذي جعله في السَّماءِ كالعرجونِ القديمِ معنَا في كل حينٍ لا يُفارقُنا... و أذكُرُ أنَّكم قلتم لي يوما وَ كأنَّ بربِّ العالمين يقرأُ رسائلكم حرفًا حرفًا، فَلَإِن كان كذلكَ فلا أَرى أن تَعُودوا لمُناجاةِ البدرِ، فإنَّ اللهَ لا يحبُ أن يُشاركَهُ أحدٌ.

( اللَّهم إلا مَا كان لأجلِ تدبُّر عظمةِ الصانعِ فقد أُمِرْنَا في التفكرِ في صُنع الله).


ثمَّ إنِّي توهمتُ نفسي يوما أنِّي أنسِجُ من خيوط أشِعة البدرِ كَفَنًا يلبِسُهُ الحُزنُ ثمَّ نَدفِنُهُ فيه في مقبرة اللاَّرجعة، أو إنِّي أمسك الغُمومَ و أرمي بها من فوق الغُيومِ إلى وادٍ سحيقٍ.




لكنْ هيهاتَ هيهاتَ !

فهذه دار الضِيقِ، و قد أبلغ النبي صلى الله عليه و سلم إذ سمّاها سجنَ المؤمنِ، لِما فيها من الضيق و الهمِّ و الغمِّ و الوِحدةِ و الإظطهاد، و لا أملك إلاَّ أن نتَواسى بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم لنخفِفَ شيئا من لواعِج الغربة:" ما يصيب المؤمن من وصبٍ و لا نصبٍ و لا سقمٍ و لا حزن حتى الهمّ يهُمه إلاّ كفّر به سيئاته".


حزين يتأسّى بحزين 695689936


و ممَّا زادني عجبا، دهشتُك مما كتبتُهُ، مع أنَّ كلماتكَ تُعجِزُني بأَخْيِلَتِهَا الفائقَة و ترمينِي في لُجَّةِ الدهشةِ المعقودةِ، ثمَّ أتفقدُ الكلمات لأنتقِم فأجدك تختبئُ وراء قولك:" إلاَّ أنَّ واجبَ الشُكرِ محتومٌ على الطالبِ لأستاذهِ القدير" فهل هذا تقِيَّة منك أم أنَّه تشجيعٌ مع الإغْضاء عن العيوبِ و النقائِص، مع أنَّني على يقينٍ أنَّكم أهلٌ للنقد و الإبداع.



و لا أريدُ أن أخفِيَ عن أحدٍ شيئا من حالي، فوالله أنا دون ما تتصَور في ذِهنكِ و أقلُّ ممَّا تعتبر في بالِكِ، فأنا مُسرفٌ على نفسي بالعِصيانِ... فرقٌ كبيرٌ و بَوْنٌ شاسعٌ بينَ ما أكتُبُه و بين حالي، فما بينهُما بُعْدَ المشرقِ و المغربِ، و أخشى أن أكونَ منافقا فلا يَكونَ علمي إلا في لساني أو قلمي، هِمَّتي ضعيفةٌ في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، كسولٌ عن أداءِ الواجباتِ، مغرورٌ و متغطرسٌ بقليلِ عملي، كلُّ نقيصةٍ فيَّ، و لازِلتُ بعدُ لم أعرفْ قدرَ حِطَّةِ نفسي و دناءَتِها، و من شاهدَ حالي فِي خَلْوتِي و جَلْوتي سَيِكبِّرُ أربعا... هذه هي الحقيقة و ما قلتها لأتظاهر بالتواضع.

لكنْ..

مع كلِّ ذاك التقصيرِ فلا أحرِمُ نفسي أَجرَ بعضَ الكلماتِ التي أَرجو بها الزُلفَى عندَ اللهِ و التِي أخطُها نادرًا إذا رأيتُ داعٍ للكتابةِ، فقلمي مَغمودٌ و لن أسْتلَّه إلاَّ بيانا للحقِ أو دِفاعا عنه و عن أهلهِ، أحمِي ظهورهم مِن أعدائِهِم أن يأْخُذُوهُم على حين غِرَّةٍ، أو لأَحدٍ أسْدَى إلَيَّ النصيحة فأشكُرُهُ، أو آخرٌ طلبَ منِّي النصيحة فسيجِد قلمي له سَيَّالاً يكتبُ و يقولُ لهُ: لبَّيكَ و سَعْدَيْكَ...

.
حزين يتأسّى بحزين 704796431
.

ذلك الوميضُ من ألوانِ الأملِ الآلِمِ تتجاذَبُهُ قِوَى الإقدامِ و الإحْجَامِ، تتناوبُ على صدره شَهْقةُ أمَلٍ مُشرقٍ و زفرةُ ألَمٍ مُحرقٍ، و مع أنَّه لا يَعْدو أن يكونَ سِوى بصيصا يُصارعُ لأجلِ بقاء تلكَ البقيَّةِ الباقيةِ من النّور، و تَعوزُهُ نفحاتُ الإيمانٍ التي تُُصَيِّرُ المِحنةَ إلى مِنحةٍ، و النتيجةُ في الأخيرِ واحدةٌ من اثنتينِ، إمَّا أن ينطفئَ و إمَّا أن يكونَ سراجًا مستنيرا.
.

.

و لا زِلتُ أُداري نفسي كَي أركبَ قِطارَ العزيمةِ شاقًا الطريقَ عبرَ مَمَرٍ ضَيّق ينتهي إلى فناءٍ بساحاته جنّاتُ العلمِ، فيها ما لا عينٌ رأت و لا أذنٌ سمعت و لا خطر على قلب بشر.... و لا زِلتُ أهمسُ مِرارا قائلا أن شُعلةَ الأملِ لن توقد إلا في شمعدان العزيمةِ ولن تستنيرَ إلا بنورِ العلمِ.


حزين يتأسّى بحزين 704796431

.

.

أيّها الكريم ! لا أشكُّ أنّك تعيش مأساةً عظيمةً لم تنتهي فُصُولُها بعدُ و أحلامًا مَكْسُوَّةٌ بِصَقيعٍ صَلْبٍ، و لا يزال بريدك الأولُ المكتوبُ باللغة الفرنسية شاهدًا على ما أقولُ، فعِباراته قد عَلِقَت في ذِهني، فكلُّ حرفٍ منه يشتكي شَكَاةً و كأنَّ كلماتَه قد اجتمعنَ لزرعِ اليأسِ.. إلاَّ أنَّ الرجاءَ عادةً ما يخرجُ من أحشاءِ اليأسِ و الاِنقطاعِ.



و مع أنِّي قد حَمِلتً على نفسي عَهدًا أنْ أُسعِفَ كلّ قريحٍ، و أُضمِّدَ كلّ جريحٍ، و أَمسحَ دمعةَ كلّ يتيمٍ... لكنَّ الشيءَ الذي قد يجهلُه الكثيرُ من المرضى أنَّ الطبيبَ ليس إلاَّ واحدًا من البشرِ، يَمرضُ كما يمرضُون، و يألمُ كما يألمُونَ، و يئِنُّ كما يئنُّون أو أكثر...



أُحِسُّ و كأنِّي مُحتاجٌ للحِمْيَةِ و الإِنقِطاعِِ، و أردتُ أن أفطِم روحي عن أحاديثِ الروحِ التِّي تأخذني إلى عالمٍ مِلْؤُهًُ الحقيقةُ المقاربةُ للخيالِ، المُلقاةِ على ساحلِ بحرِِ عذابِ التنائي، و مِلؤهُ الأحلامُ الكبيرةُ الموثوقةُ بالأغلالِ و القيودِ... و ما عُدتُ أسمعُ إلا صُراخَ صمتِي.



الكثيرُ منَ الأُمورِ تحومُ داخل خَلَدِي، و أخشَى أن أُعطِي أحدَ المرضَى دواءًا يُفسِدُ عقلهُ أو قلبهُ... فالله أعلمُ بما في صَحائفي مِن سواد فَعَائلي، و لا أُريد أن أقرأَ في كتابي يومَ أن ألقَى ربِّي: قاطعُ طريقٍ على قوافلِ الحالمينَ بالأندلسِ.


عدل سابقا من قبل نفح الطيب التلمساني في السبت 12 سبتمبر 2009 - 4:05 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نفح الطيب التلمساني

نفح الطيب التلمساني

عدد الرسائل :
30

تاريخ التسجيل :
14/08/2009


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالسبت 12 سبتمبر 2009 - 3:31


ثمَّ إنَّك طلبت مِنِّي طلبيْن، و وَدِدْتُ لو أنَّ أحدًا قابلني بِمِثلِهِما، فما أَشَدَّ فَاقَتي إلَيهِما، إلاَّ أني سأُوفِيهِما لك مع أنِّي لستُ بأهلٍ لَهما.

طلبتَ منِّي الدعاءَ، و دُعاؤنا -لكم و لغيركم مِمَّن هم على طريق الهدى- موصولٌ نَبُثُه على ظَهرِ الغيبِ...

و طلبتَ منِّي النصيحةَ، و معَ أنَّ هناكَ منَ الأفاضلِ ممَّن هم أهلٌ لها – إلاَّ أنَّ بعضَهُم يبخلُ بِها- لكنِّي سأُوفِيها كذلكَ وفاءًا للبَيعَةِ التِّي أخذها نبينا عليه الصلاة و السلام على جيلِ القُدوةِ، فقد قال جرير رضي الله عنه:" بايعت النبي صلى الله عله و سلم على السمع و الطاعة، و أن أنصح لكل مسلم"


و النصح لكل مسلمٍ، سواءا أَكَانَ ذَكَرًا أمْ أُنثَى، كَبيرًا أو صغيرًا، بَرًا أو فَاجرًا، رئيسا أو مَرؤوسًا، نَعرفُه أم لاَ..المُهم مُسلم.


و ما أَعْجَبَ الدُنيَا ! فقد ينجُو مَن يَسمعُ النَصيحةَ بِإخلاصِه في الأخذِ بهَا و قدْ يهلكُ منَ ينصحُ بتقصيرِه و رِيائِهِ.



- أ –

أُوصيكِ و نفسِي بِوصيَّةِ اللهِ للأوَّلينَ و الآخِرينَ بلُزومِ تقواهِ :" يا أيُّها الذينَ آمنوا اتَّقوا اللهَ حقَّ تُقاتِهِ..."

و يا َويْحَ زمنٍ كَثُرَ فيهِ النَّاصحون بالتَقوى و قَلَّ العامِلون بِها !
( وبالطبعِ لم أخرُج عن دائِرتهم).......و لا حولَ و لا قوَّةَ إلا باللهِ.



- ب –


أيَّها المباركُ !
أكادُ أجْزِمُ أنَّك تحملُ بينَ جوانحِ نفسكَ شيئًا أكبرُ من طاقاتكِ، و أخشى أن يُؤَثِّرَ هذا على مردودك أو على عَلاقاتِك بالآخرينَ... هَوِّن على نفسِك شيئا، ورِفْقًا بتلكَ الرُوح، فلا زالت الطريقُ طويلةً و ادَّخِر بعضَ طاقاتك للأيَّامِ العصيبَة، و اشتغل بواجبِ وقتِك، و لا تُفكِّر فيما هُو أبعدُ منه فَتَسْتَطيلَ الطريقَ، و من اِستطالَ الطريقَ ضَعُفَ مَشيُهُ.

و حاول أن تبتعد عما يشغل بالك أو يُخلطُ صَفْوَ ذِهنِك من العلائق أو العوائق.... و العاقل من يتلمح عواقب الأمورفتلوح له جادَّة الصواب فيُمَيِّزُ ما هو نافع له في حِينِهِ.



- ج –

تفاءل خيرا – يكلؤك الله بعنايته- فالخير باقٍ و المستقبل لهذا الدين، و من أَيِسَ من نُصرةِ اللهِ فليمدُد يدهُ إلى السَّماءِ و ليأتِ بحبلٍ ثمَّ ليخنِق نفسَهُ ثم لينظُر إنْ كانَ غيظُهُ سيُغَيِّرُ شيئا... أبدا و الله، لكنَّ حبلَ الدُعاءِ ممدودٌ ما بيننَا و بينَ مَن بِيدِهِ مفاتيحُ العِزِّ و الذُلّ سبحانه في عالي سَماه.



- د –

هوَ الصَّبرُ أُوصي بهِ نفسِي و إِخوانِي، فقَد أوصانا به الله جلَّ جلاله من قبلُ:" يَا أَيُّها الذِينَ آمَنوا اِستعِينُوا بالصَّبرِ و الصَّلاةِ....." و لا يزالُ أهلُ الحقِّ يتواصوْنَ به بينَهُم :" ...إلاَّ الذينَ آمنوا و عمِلُوا الصَّالحاتِ و تَوَاصَوا بالحقِّ و تواصوا بالصَّبر".

و سبحانَ اللهِ ! فالصّبرُ أجرُهُ غيرُ محدودٍ، إنَّما يُغرَفُ لأَهله غَرفًا :" إنَّما يُوفَّى الصَّابرونَ أجرَهَم بِغيرِ حِسابٍ" فتأمّل باركَ الله فيكِ إلَى قوله سبحانه " بغير حساب"



- هـ -

أَيّا صاحبي !
قَدِّم مُرادَ اللهِ، و كن على يقينٍ أنَّ اللهَ سيُقْدِمُ مُرادَكِ و لو بعد حِينٍ.

:"ومن يتَّقِ اللهَ يجعل له مخرجا و يرزقه من حيثُ لا يحتسِب".

و مع أنَّنَا لا ننتظِرُ مِنَ الدنيا أمورا كثيرةً، إلاَّ أنَّنا نرجو فيها بعض الأَمَانِي ، لكنَّها تبقَى صعبةً المَنالِ، فنحزنُ على فواتِها و تَبقَى ذِكراها خالدةً في قُلُوبِنا تسكنُ بين ضُلُوعِنا محفوظةً بينَ جُفُونِنَا و في كلِّ ذلكَ نبقَى واقِفِينَ بِقَدَمِ التَسليمِ لربِّ العالمينَ، و لا تَزَالُ حبائلُ الآمالِ مشدودةً لعلَّه سيوتينَا منها نصيبًا.



- و –

علينا جميعا أن نتبع سبيل من احترقوا ليضيؤوا دروب الظلام، فأولئك السابقون السابقون، و إلا فنحن في كل يوم نرغب في صلاتنا بذاك :" اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين".

أقصد الجيل الأول من الصحابة و تابعيهم إلى يوم القيامة.



- ز –

نظرت في أهل الدنيا و أهل الشهوات فيها، فعجبت لهم كيف أنهم يُضَحُّون من أجل شهواتهم الزائلة، فلا تكتحل أعينهم بالسُهاد طلبا لها بل و يُلاقوا من أجلها الأهوال الجِِسام و الأخطار العِظام، و عجبتُ من نفسي كيف قنِعت بالقليل و جَبُنت عن التضحية لأجل هذا الدين و أن تهب زمامها لباريها، مع أن الجائزة معلومة، جنة عرضها السموات و الارض...



- ك –

و نظرتُ كذلك في القطرات، فوجدت ثلاث قطرات منها غالية عند الله غالية:

* قطرة حبر أُسكبت ذودا و إحقاقا لدين الله...

* قطرة دم أُهرقت نصرة لدين الله...

* قطرة دمع أُسبلت من ضعيف في ليلة ظلماء يؤزر بها إخوانه...



- ل –


و مع أنه يُعاقِرُنا و سيعاقرنا بعض الفقر، إلا أننا أدركنا أن:

كل ذل هو ذل إلا ما كان لله فهو العز بتمامه

كل فقر هو فقر إلا ما كان لله فهو الغنى بكماله

ثم بعد كل هذا:

" ... يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف...".




- م –


وصية أردِّدها في كل وقت لعظيم شأنها، و لا يعني تأخيري لها أنها قليلة الشأن، فهي رأس الأمر كله، هي العلم ثم العلم، فكل حركة من حركاتنا أو سكنة من سكناتنا يجب أن تكون بالعلم الصحيح ( آية محكمة أو سنة ماضية...).

.



.

ما أصعب مشاهد الوداع !

و أنا أكثر منك لا أحتمل الوداع و لا كلماته، بل و لا احتمل اللقاء لما أعرف من شدة ألم الفراق و غصاصة انقطاع الكلمات، و الجروح في مثل هذه المواقف صعبة الإلتئام...

قد لا أفر من القول أن الطبيب أو الصيدلي قد يعطي دواءا مرا، لكن يجب أن نحتمله إذا أردنا العافية... فالعافية لا يعدلها شيء خاصة ما كان منها في الدِينِ.

و كذلك قد نَحكُمُ على أنفُسِنَا بقراراتٍ يراها غيرنا أن ظاهرها في غاية القسوة و العذاب، لكن و الله باطنها ملآن رأفة و رحمة... فكذلك مثل الدواء المر، ظاهره المرارة و باطنه الشفاء...

الحزين الأول عنده ما يكفيه فلا نريد أن نزيده أثقالا قد تنوء بها قواه، أما عن الحزين الثاني فلا بأس إن كان هو كبش الفداء مقابل سعادة الآخرين في دنياهم و أخراهم

ندخل في حياة البعض بهدوء و من غير إستئذان، ثم ننسل في صمت رهيب و بلا مقدمات.

.

سأدعها سماوية، لا أرضية و لا شرقية و لا غربية.

" و من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه"



اللهم اكشف غربتنا و فُكَّ كربتنا، و ءاوينا إلى جنابك، و اكفلنا برحمتك، و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، فما أضعفنا و ما أقواك ! و ما أفقرنا و ما أغناك ! تغفر ذنوبنا و لا تبالي، ما أكثر ما عصيناك ! و ما أوسع غفرانك ! ...



ربي إني لما أنزلت إلي من خير فقير.

ربنا لا تجعلنا في القوم الظالمين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

.

ليلة السابع من رمضان.

بتلمسان : مدينة تبكي العلم و العلماء.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و مغفرته.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالسبت 12 سبتمبر 2009 - 11:26

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

لا أكاد أصدق ما قرأت.... كل هذا الكم من المشاعر الجياشة, و الحزن و الألم و الأسى في قلبك يا طبيب يا صيدالاني.

أين مصطلحاتك العلمية.... أين جلدك ... أين جمود مشاعرك.... أين صمت الطبيب المطبق , ألم تتدرب خلال دراستك على كتم أحاسيسك... ألم ....

إعذرني إن قلت أنني كنت قد كونت صورة خاطئة عن الأطباء, و اليوم فقط تبين لي عكس ذلك.

ما كتبته يا نفح الطيب هو كلام عجز عن التعبير عنه

الكثير منا, تكلمت بلسان حالنا....شخصت المرض و أعطيت الدواء لقلوب حزينة كإنسان محب للخير و لإخوانه غلب إنسانيته على مهنته.



إن جاءت رياح عاتيات، سلبتك ما تحب , و زادت من حزنك و آساك...

فلا تستسلم..

لأن من جاء بهذه الرياح هو أقرب منك إليك.. ويعلم مصابك أكثر منك..





( اللهم إنا نسألك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، و ذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا وغمومنا ).



جزاك الله عنا كل خير و استسمحك عذرا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العاصمي من الجزائر

العاصمي من الجزائر

عدد الرسائل :
689

الموقع :
www.rslan.com

تاريخ التسجيل :
24/07/2009


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالسبت 12 سبتمبر 2009 - 12:03

يا نفح الطيب .. يامن فاق نفحه نفح كلّ طيب !!

بقيت برهة واجما منبهرا وكأني قد أصبت بالشلل تهب عليّ نسائمها فتحدوني الآمال وتعصف بعقلي الأفكار كلما حاولت الاقدام أحجمت وكلما استسلمت للإحجام يحدوني أمل جديد! إلا أني - قطعا- لم أرد إفساد هذه اللوحة الجميلة بريشة مهترئة قد عملت في صفحتها الأيام.. وترسب عليها غبار السنين .. إلا أن ما هجم علىّ من أشجانها قد جعلني في حيرة من أمري تائها في مهب الرياح إذ حقها أن ترفع عاليا فوق الرؤوس فهي-بحق- لآلئ غالية ودرر بهية وعبر تسبقها عبرات إلا أنّ عجزي عن مجاراتها قيّدني ولولا خوفي من أن أرمى بسوء- وأي سوء أكبر من تجاهل حسناء بهية لم تزدها الأيام إلا جمالا - ما أقدمت فإليك ما أقول :

ربي إليك تضرعي وشكاتي .. وإليك يا رباه كل حياتي

أنعم على عبد أتاك طائعا .. والدمع يفضحه وسيل الأمنيات

أكرم إلهي كل قلب مشرق ... أنعم عليه بالكنوز الباهرات

يا نفح أقبل ولتطيّب أرضنا ... يا سرّنا المخفي في العبرات

يا طيب قد فتق الكلام جراحنا ... أبشر بخير فالحداة حداتي


عدل سابقا من قبل العاصمي من الجزائر في السبت 12 سبتمبر 2009 - 16:36 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالسبت 12 سبتمبر 2009 - 16:10

ماذا عساي أن أقول؟؟؟

تعابيرك قد فاقت الوصف, و كيف لمثلي أن يعبر عن ما أحسست به

و أناأقرأ كلماتك و أرددها, ليس لي إلا أن أقول:

يمن الله كتابك و أثابك و نفع بك الأمة التي هي بحاجة لمن

يحيي فيها سنة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, و ما فائدة

أخوتنا في الله إن لم يكن فيها تناصح.

أدامك الله للمنتدى
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحسين

أم الحسين

عدد الرسائل :
4090

تاريخ التسجيل :
18/03/2009


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالسبت 12 سبتمبر 2009 - 16:55

مااروع كلماتك يا نفح الطيب


لها تعابير ولا اروع
جزاك الله خيرا ومن عليك بما كتبت

واصل واصلك الله بالجنة

فكلما وصلت القراة احسست بشىء مثير[i]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالإثنين 14 سبتمبر 2009 - 15:33

عن عائشة رضي الله عنها قالت : دعتني أم حبيبة عند موتها ، فقالت : قد كان يكون بيننا مايكون بين الضرائر ، فغفر الله لي ولك ماكان من ذلك . فقلت : غفر الله لك كله وحللك من ذلك . فقالت : سررتني سرك الله ، وأرسلت إلى أم سلمه ، فقالت لها مثل ذلك .


و كتب رجل إلى إبن عمر أن أكتب إلي بالعلم كله ، فكتب إليه ، إن العلم كثير ، ولكن إن أستطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء المسلمين ، خميص البطن من أموالهم ، كاف اللسان عن أعراضهم ، لازماً لأمر جماعتهم ، فافعل .


يبدو أن نفح طيب المنتدى قد غضب من أمه على عباراتها التي لم أكن أقصد بها الإساءة لشخصكم , و إنما كان دهشة مني لا غير و ذلك بناء على تجربة سابقة لي مع أحد الأطباء, فاغذرني يا رعاك الله, و لا تحرمنا من مشاركاتك المتميزة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالسبت 12 أكتوبر 2013 - 0:21

عذرا رسول الله كتب:


و كتب رجل إلى إبن عمر أن أكتب إلي بالعلم كله ، فكتب إليه ، إن العلم كثير ، ولكن إن أستطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء المسلمين ، خميص البطن من أموالهم ، كاف اللسان عن أعراضهم ، لازماً لأمر جماعتهم ، فافعل .

 
ما أبلغه من بيان 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
العاصمي من الجزائر

العاصمي من الجزائر

عدد الرسائل :
689

الموقع :
www.rslan.com

تاريخ التسجيل :
24/07/2009


حزين يتأسّى بحزين Empty
مُساهمةموضوع: رد: حزين يتأسّى بحزين   حزين يتأسّى بحزين I_icon_minitimeالثلاثاء 15 أكتوبر 2013 - 12:09


وللذكريات مواقف



يزورني طيفك عند المساء ........... ويأبى ، عند الصباح رحيلا
كشهاب يملأ الأفق ضياء ........... يتهادى في السماء جميلا
أو سفين يمخر الموج بعزم ......... فيخرّ الموج مضرجا وقتيلا
أيّهت الطيف الغريب مهلا ......... قد صبى القلب صراخا وعويلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

حزين يتأسّى بحزين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: في رحــــاب المنتــدى :: إسـهامات الأعضــاء-