جزاكم الله خير الجزاء شيخنا المفضال

كما ذكرتم فإن العنوان يمكن تغييره أفضل
ولعل الإدارة تغيره

لكن ما تفضل به الشيخ أحمد حماني رحمه الله لا يخالف الشرع بل قد عمل رحمه الله بحل وسط لهذه المسألة وذلك وفق الادلة العلمية والقواعد الفقهية ..ولكم الحق في توضيح ما ترونه صوابا في المسالة لكن يبقى لكلام الشيخ أحمد حماني جانب من الصواب وخاصة مع ما نشاهده في واقعنا من إقبال جماهيري كبير - مثل لا ابالغ إن قلت أن كل الشعب الجزائري 34 مليون تابع مقابلات المنتخب الجزائري وكذلك 80 مليون من الشعب المصري تابعها أيضا..وحتى من الملتزمين / السلفيين / إلا قليلا جدا إن لم أقل إلا المشائخ - فلعله من الافضل العمل والأخذ بما ذكره الشيخ حماني مادام كلامه لا يخالف الأدلة الشرعية ولا يخفى عليكم أيضا أن الشيخ حماني قد بلغ من العلم ما يجعله مجتهدا في مثل هذه النوازل

وقد بينا في التوضيح ان الكلام لا يشمل العوارض وما يتبع تلك المقابلات
بارك الله فيكم واحسن إليكم

وفيك بارك الله أخي الكريم ..

ولكن – وفّقني الله وإيّاك - لا بدّ أن أذكّرك بأمور – حفظك الله ورعاك -:

أوّلا: الشّيخ حمّاني من العلماء الأجلاّء، وهذا ليس موضع بحثنا، ولكنّنا نــعــتـقــد جـــلالـــة منــزلـــتــه، لا عـــصــمـــة مــذهـــبـــه.

ولا بدّ للمسلم أن يكون موضوعيّا في بحثه ونقاشه: بمعنى أن يناقش المسألة بغضّ النّظر عن مذهب من يعظّمهم.

وإذا كنّا لم نأخذ بقول ابن حزم – وهو من هو ؟- فلا ضير أن لا نعتقد صواب قول غيره.

ثانيا: لقد وافقتَ – جزاك الله خيرا - على تغيير العنوان، ثمّ استدللت بفحواه، وهو كون الجماهير تشاهد المباريات الرّياضية !!!

فأيّ فائدة إذن في تغيير العنوان.

يا أخي الكريم – حفظك الله – أنا حين أنكرت العنوان المذكور، فهو للمعنى الّذي ذكرته ..

أي: من أراد البحث في حكم الفخذ أهي عورة أم لا ؟ فليس له أن يربط المسألة بما يسمّى مباريات كرة القدم أو غير ذلك ممّا يفعله النّاس.

ثالثا: قد ذكرت – حفظك الله – أنّ كلام الشّيخ الجليل أحمد حمّاني رحمه الله فيه حانب من الصّواب.

فهلاّ بيّنت وجه الصّواب في كلامه –جزاك الله خيرا -؟

لأنّ الصّواب لا يتعدّد - كما لا يخفى عليك إن شاء الله -:

فإمّا أن تكون الفخذ عورة لحديث ( الفخذ عورة )، أولا. ولا يمكن أن يكون الحقّ بين بين.

رابعا: أرى أنّ النّاس اليوم أضحَوا يطلبون أن تخضع الأحكام وتغيّر المسائل مجاراةً للواقع ! فلماذا لا يطالبون الواقع أن يخضع لأحكام الإسلام ؟!

ولو فتحنا هذا الباب – أقصد عمل أكثر النّاس – لظهر من يقول إنّ أكثر المسلمين اليوم يتعاملون مع البنوك الرّبويّة، فلماذا لا نأخذ بقول ..... و ..... في إباحة الفوائد الرّبويّة ؟

ثمّ يظهر من ينادي بالقول بإباحة الاختلاط، لأنّ أكثر المسلمين اليوم قد فُرِض عليهم الاختلاط فرضا، وها هو ....... يقول بجوازه.

كما ظهر من قبل من نادى بجواز النّكاح من غير وليّ لأنّ النّاس تحتاج إلى ذلك في ديار الكفر، وقد قال أبو حنيفة رحمه الله بجوازه.

إلى غير ذلك من الأحكام الشّرعيّة الثّابتة..

فعلينا أن نطالب الواقع أن يُسلِم، لا الإسلام بأن يخضع للواقع.

خامسا: كثير ما صِرنا نسمع في مجالس النّقاش كلمة: ( يا أخي المسألة فيها خلاف !).. فلك أن تعجب من ذلك من وجهين:

أ‌) لأنّ الحجّة في الاتّفاق لا في الخلاف ..

ب‌) أنّ على المسلم في مسائل الخلاف أن يتوقّف حتّى يتبيّن له الوجه الصّحيح، أمّا أن يباشر العمل ويحتجّ بالخلاف فقد خالف قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

(( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا يَرِيبُكَ ))، وقوله: (( فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ )).

سادسا: قولك – حفظك الله – بعدما ذكرت وقوع أكثر النّاس في حبال مشاهدة المباريات:

" فلعلّه من الأفضل العمل والأخذ بما ذكره الشيخ حماني مادام كلامه لا يخالف الأدلة الشرعية ".

أي: بما أنّه يمكن القول بأنّ كشف الفخذ مكروه فحسب فلا بأس بمشاهدتها !

كيف استخلصت هذه النّتيجة وقد قلت بعد ذلك: ( وقد بينا في التوضيح أنّ الكلام لا يشمل العوارض وما يتبع تلك المقابلات )..

فكان الأولى أن تقول: بما أنّ الشّيخ حمّاني قد ذهب إلى كراهة كشفها، فلا نمنع من مشاهدتها من أجل كشف الفخذ، ولكن نمنعها من أجل عوارض أخرى.

هذا ما يمكن أن يكون نتيجة لمقدّمتك كلامك. ولو قلت ذلك ما اعترض عليك أحدٌ، فلك أن ترى ما رآه الشّيخ رحمه الله.

أقول ذلك – أخي الكريم – لأنّك معي أنّه لا يحلّ مشاهدة شخصين يلعبان الورق أو الدّموينو قمارا .. لأنّ الله نهانا عن شهود مجالس المنكر، وأمرنا بهجرها وعدم الفرح بها ..

فكيف نشاهد فريقين يلعبون قمارا ؟!

تذكّر – حفظني الله وإيّاك - أنّ هذه الفرق المحلّية أو الوطنيّة قائمة على نظام خاصّ، وهو دفع رصيد من المال مقابل المشاركة في هذه المنافسات المحلّية أو الوطنيّة أو الدّوليّة ...

والّذي ( يفوز )- في زعمهم – له نصيب كبير من ذلك المال الموضوع في صندوق الاتّحادية الدّوليّة لكرة القدم ..

فهل بعد ذلك كلّه يمكن القول بجواز مشاهدة هذه المباريات من أجل أنّ الملايين المملينة تشاهدها ؟ وأنّ الفخذ مكروه كشفها فقط ؟!

فعلى المسلم أن يتذكّر في هذه الأحوال قول الخقّ سبحانه:{ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}،

وقوله:{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}، وقوله عزّ وجلّ:{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }.

وأعتذر منك على الإطالة، ولكنّك قد ذكرت أمورا تحتاج إلى توضيح وبيان، وجزاك الله خيرا.

والله أعلم وأعزّ وأكرم.

أرجوا من الشيخ الفاضل التفصيل في مسألة كون هذه اللعبة قمار وكيفية ذلك
وجزاكم الله خيرا

بارك الله في شيخنا أبي جابر و في أخينا محب الجزائر .
لقد استفدنا منكما