الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالخميس 29 أكتوبر 2009 - 17:51

بسـم الله الرحمـن الرحيـم
السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
الحمدُ لله حمدًا طيبا كثيرا مباركًا فيه..كما ينبغي لجلال وجهك ربنا وعظيم سلطانك..
وصلِّ وسلّم على إمام المرسلين وسيدّ ولد بني آدم..محمد بن عبدالله الرسول الآمين الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهادهـِ..تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك..
أما بعـد

*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Uzt4jq0p3aar




فإن الإنسان لا يَشْرُفُ إلا بما يَعْرِف ولا يَفْضُل إلا بما يَعْقِل ولا يَنْجُب إلا بما يَصْحَب

فالحمد لله أنه أنعم علينا بشيوخ أفاضل أجلاء يمدونا بالعلم الطيب الذي يرضي الله عز وجل


بتنسيق هذا الموضوع نظرًا لأهميته

وحتى يسهل على الجميع التصفح فيه عبر صفحاتهـ



๑۞๑التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات๑۞๑



فأنـتـظـرونـــا



وهذهـ كلمة شكر لشيخنا الفاضل



عبد الحليم توميات



فأجره عند الله وعمله سوف يُرى تقي نقي وناصح وفي

كريم الخليقة ومحمود السليقة وميمون النقيبة

أطال الله في عمره

فنفعه عميم ووقع كلِمَهٌ بالصميم

إن سُئل أجاب ومن استشاره ماخاب .. لطلته هيبة ووقار .. نحسبه من الأخيار .. اشتهر بالكياسة والفطنة .. والصواب والحكمة

زاده الله من فيض علمه.. وأجزل له المثوبة على جميل صنعه .. وأسبغ عليه نعمه إنه كريم العطاء جواد معطاء







وعن أبي هريرة رضي الله عنه " مرفوعًا

" لا يشكر الله من لا يشكر الناس "

إسناده صحيح رواه أحمد .


عن أبي سعيد مرفوعا

" من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل "

رواه أحمد والترمذي وحسنه .




عن عائشة "رضي الله عنها "مرفوعا

" من أتى إليه معروفًا فليكافئ به فإن لم يستطيع فليذكره فمن ذكره فقد شكره "

رواه أحمد

فهذا أقل شيء نقدمهـ لشيوخنا الأفاضل على جهودهم الطيبهـ النافعهـ من أجل نشر الخير وتعميمه



وفي الختام اسأل المولى ذي الجلال والإكرام

أن يهب لنا ولكم ذكر طيب بين الأنام

وأن يثبتنا ويثبتكم على دين الإسلام

ويتجاوز عن سيئاتنا ويتوب علينا ويرحمنا

ويغفر لنا ويكفر ذنوبنا وخطايانا ويعفو عنا

وكما جمعنا بكم بدار فانية أن يجمعنا بكم بجنان عالية

بروح وريحان ورب راض غير غضبان



************
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلِّ اللهمّ على سيّد المرسلين محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين


عدل سابقا من قبل ورده في الخميس 29 أكتوبر 2009 - 18:01 عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالخميس 29 أكتوبر 2009 - 17:53


نحمد الله على كل ماذكرت أختاه


جزاكم الله خيرا وبارك في الشيخ وزاده من نوره ونفع بعلمه

وشكر الله كل من خطى خطوة بتصميم على العطاء النافع لخير عباد الله


عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الخميس 29 أكتوبر 2009 - 18:00 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو تمام

أبو تمام

عدد الرسائل :
80

تاريخ التسجيل :
04/06/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالخميس 29 أكتوبر 2009 - 17:57

ما شـــاء الله .. فما أروع الفكرة.
جزى الله خير الجزاء صاحبها وناشرها وكاتبها وقارءها.
وجزى بأكثر من ذلك العامل بها..
وبارك الله في الأخت على هذه التوطئة الرائعة المليئة أدبا واحتراما لشيوخنا الأفاضل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالجمعة 30 أكتوبر 2009 - 11:01

جزاك الله خيرا مبادرة طيبة

في إنتظار التنسيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالجمعة 30 أكتوبر 2009 - 21:05

بسـم الله الرحمـن الرحيـم

السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
الحمدُ لله حمدًا طيبا كثيرا مباركًا فيه..كما ينبغي لجلال وجهك ربنا وعظيم سلطانك..
وصلِّ وسلّم على إمام المرسلين وسيدّ ولد بني آدم..محمد بن عبدالله الرسول الآمين الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهادهـِ..تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك..
أما بعـد

*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Uzt4jq0p3aar

فالحمد لله رب العالمين الذي من علينا بعظيم المن و الذي يغلق بابا ليفتح آخر و الذي لا يمَلُّ الرحمة و لا يمل الكرم
فاللهم لك الحمد من قبل ومن بعد
*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Up1
فحياكم الله جميعًا وبياكم ياأهل الخير ياأمة الإسلام وجعل الجنهـ مثوانا ومثواكم
*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Up1

ها نحن سسنطلق على بركة الله في طرح الأسئله والأجوبه التي أجاب عليها شيخنا الفاضل
..( نقل لشيخنا الفاضل / عبد الحليم توميات)..

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فقبل الإجابة عن هذا التّساؤل، فإنّي أودّ أن أنوّه بمثل هذه المواضيع

فإنّ الوعي بحقيقة الحاياة الزّوجيّة والتّأهّل لها بقد الإمكان علميّا وتربويّا من أهمّ خطوات النّجاح والوصول إلى شاطئ النّجاة والفلاح.
وقد كنت قبل سنوات راسلت بعض الجهات الرّسميّة أناشدهم فيها بضرورة أخذ هذا الموضوع بعين الجدّ والاهتمام.
فاقترحت عليهم- وفّقهم الله لكلّ خير - أن يشترطوا لكلّ من المتعاقدين زيادةً على الوثائق الرّسميّة والفحص الطبيّ:

( شهــادة تخـرّج من دورة تأهيـليّـة للزّواج ).
وللفائدة

فإنّي تحمّست لهذه الفكرة يوم رأيت أثناء حجّي لبيت الله الحرام الإندونسيّين والمالزيّين في أعلى مراتب الانضباط، والتحلّي بالآداب، وحين بحثت عن السرّ في ذلك قيل لي: إنّ من الوثائق المطلوبة لأخذ تأشيرة الحجّ: شهادة تخرّج من دورة لتعليم أحكام الحجّ وآدابــــه! وحِين عُرِف السّبب بطل العجب.
فقلت في نفسي: ينبغي أن تُعمّم هذه الخطوة الطيّبة في جميع البلدان.
ثمّ توسّعت الفكرة إلى أن تُنقل إلى أهمّ مرحلة من مراحل الحياة، ألا وهي الحياة الزّوجيّة، لما رأيته من مشكلات طفَت على سطح بيوت المسلمين.
فعسى أن يوفّق الله من يُجسّد هذه الفكرة على أرض الواقع.


سؤال : هل يجوز خطبة المرأة للرجل وهل يتنافي مع القوامة ؟
الجـــواب
فما قد تفعله المرأة من ذلك لا يُسمّى ( خِطْبَةً ) اصطلاحا، وإنّما يقال: عرضت نفسها، ثمّ يخطِبها الرّجل من أهلها.
ولا شكّ أنّ عرض المرأة نفسها على الرّجل ليخطِبها من أهلها خلافُ الأصل، لذلك نرى عائشة رضي الله عنها تقول في المرأة الّتي وهبَت نفسها للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم-كما في الصّحيحين-: أَمَا تَسْتَحْيِي امْرَأَةٌ تَهَبُ نَفْسَهَا لِرَجُلٍ ؟! حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:{ تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ فَقُلْتُ: إِنَّ رَبَّكَ لَيُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ.
لذلك، فإنّه من النّاحية الفقهيّة لا يحْرُمُ على المرأة أن تعرِض نفسهاعلى الرّجل، ولكن بشروط:
الشّرط الأوّل: أن يعرضها وليّها على الرّجل، فليست هي الّتي تذهب وتحدّث الرّجل في ذلك. لأنّ ذلك مظنّة الفتنة.
ومن أراد أن يقيس على حادثة من وهبت نفسها للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فهو قياس مع الفارق، أو قياس فاسد الاعتبار.
أمّا كونه قياسا مع الفارق، فالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم فوق كلّ الشّبهات، ولا سبيل للفتنة إلى قلبه. زِدْ على ذلك أنّ حديثها إليه كان وسْط الملأ وأي: ملأ ؟
أمّا كونه فاسد الاعتبار، فلأنّ ومن شروط المقيس عليه ألاّ يكون خاصّا.
وهذه المرأة وهبَتْ نفسها للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أي: من دون مهر. وقد اتّفق الفقهاء على أنّ هبة المرأة نفسها دون مهر لا يحلّ، وإنّما هو خاصّ بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم [انظر " تفسير ابن كثير "].
الشّرط الثّاني: ألاّ يكون العُرفُ يقبّح ذلك، فإن كان النّاس يعتبرون المرأة الّتي تفعل ذلك قد خرجت عن حدود الأدب، أو الشّرع في زعمهم، فإنّه يُتَّقى ذلك، لأنّ سمعتها من أعظم ما يجب الذبّ عنه، ودرء المفاسد اولى من جلب المصالح.
وقد ذكر علماء السّيرة أنّ خديجة عرضت نفسها على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وصحّ -كما في " المسند "- أنّه صلّى الله عليه وسلّم ذهب لخطبتها.
وما زال المسلمون يعظّمونها لذلك، وما رأوا في ذلك غضاضة, بل رأوه من حرصها على الزّوج الصّالح.
فإذا كان الحال قائما على هذين الشّرطين فلا بأس.
ولا يُعتبر ذلك أبدا خدشا في قوامة الرّجل، لأنّ القوامة شيءآخر، وهو أن يكون هو من يقوم على شؤونها من الإنفاق وإدارة بيت الزّوجيّة.

**************************
سؤال : اي الكتب تنصحون الشباب الاطلاع عليها لزيادة وعية بالحياة الزوجية ؟
الجـــواب
* وأحسن ما أُلّف في إدارة الحياة الزّوجيّة من كتب المعاصرين :
1) كتاب " حُسن العشرة " لفؤاد بن عبد العزيز الشلهوب، فهو كتاب نافع جدّا.
2) وكتاب " الزّواج الإسلاميّ السّعيد أو ( تحفة العروس )"،
لمحمود مهدي استانبولي.
فهو كتاب قد وضع المؤلّف يده على كثير من الأمور الّتي من شأنها أن تُسعٍد الزّوجين في عُشّهما.
أمّا غير المتزوّج فلا أنصحه بقراءته، إلاّ إذا لم يبق على زواجه أكثر من شهر، فلا بأس به حينئذ
.
والله تعالى أعلم.

********************
سؤال : لماذا نتزوج او ماهي نوايا الزواج ؟
الجـــواب
ما الغاية من الزّواج ؟
فالسّؤال كبير، فأرجو أن يكون الجواب قريبا منه إن شاء الله.
فقد جاءت الشّريعة الغرّاء بالحثّ على الزّواج وتعظيم أمره، وإظهار أثره في أكثر من موضع في الكتاب والسنّة، فله أهمّية عظيمة في حياة المرء عموما والمسلم خصوصا.
لذلك لن نذكر الحِكَم والغايات الّتي يشترك فيها المسلم والكافر والبرّ والفاجر، كامتداد البشريّة، ونحو ذلك، فإنّ الكافرين يعيش الرّجل والمرأة معاً سنوات قبل أن يتزوّجا ! وحين سألت أحدهم فقلت: لماذا تتزوّجون إذن ؟ قال: لنقلّص من دفع الضّرائب !؟ لأنّ الحكومات الغربيّة لا تأخذ من المتزوّجين كما تأخذ من غيرهم
إنّما نتحدّث عن الأمور الّتي لا بدّ أن يعلمها المسلم، ويستحضِرها وهو مقبل على هذه الحياة السّعيدة، فأعظم غاياته:
1- الغاية الأولى: تحقيق العفّة.
ففي الصّحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:
(( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )).
ووجه الدّلالة من قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ): أي يزيد المؤمن غضّا للبصر، ويزيده ثباتا لإحصان فرجه. قال ابن دقيق العيد: " إنّ التّقوى سبب لغضّ البصر وتحصين الفرج .. وبعد حصول التّزويج يضعف هذا العارض فيكون أغضّ وأحصن ممّا لم يكن ".
وقد روى مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ )).
وفي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم رَأَى امْرَأَةً، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا-تدلك وتدبغ جلدا-، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: (( إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ )).
أمّا من لم يستطع فعليه بأن يُكثِر من الصّيام كما أمر عليه الصّلاة والسّلام، وشبّه قوّة أثره بالوِجـاء، وهو الخِصـاء.
2- الغاية الثّانية: الزّواج مكمّل لخصائص الرّجولة والأنوثة:
فكثير من الخصائص تكتمل وتتحقّق في ظلال الحياة الزّوجيّة، مثل العواطف النّبيلة الّتي يشعر بها كلّ واحد تُجاه الآخر، ومنها مشاعر الأبوّة والأمومة، ومشاعر العطف والحنان، وغير ذلك.
ومن الخصائص الّتي يتمّمها الزّواج: القيام على الشّيء، وهو ( المسؤوليّة ) الّتي يستشعِرها كلّ من الزّوجين في حقّ الآخر، فهو مسئول في الدّنيا والآخرة، كما في الحديث: (( وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا )).
لذلك كان سلف هذه الأمّة يَرَوْنَه كـمـالا لا همّـاً، وشرفـا لا غمّـاً، ففي صحيح البخاري عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: هَلْ تَزَوَّجْتَ ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَتَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً.
ويقصد بذلك النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بدليل رواية الإمام أحمد: تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَنَا كَانَ أَكْثَرَنَا نِسَاءً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذلك سُمّي غير المتزوّج عَزَباً، قال ابن الأثير: " وهو البعيد عن النّكاح ".
وذكر ابن الجوزي رحمه الله في " تلبيس إبليس " (ص330) عن الإمام أحمد أنّه قال:" ليس العزوبة من أمر الإسلام في شيء، النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوّج أربع عشرة امرأة، ومات عن تسع .. لو كان بشر بن الحارث تزوّج كان قد تمّ أمره كلّه ... وقد كان النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصبح وما عندهم شيءٌ، وكان يختار النّكاح ويحثّ عليه، وينهى عن التبتّل، فمن رغب عن فعل النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو على غير حقّ، ويعقوب عَلَيْهِ السَّلاَمُ في حزنه قد تزوّج ووُلِد له، والنبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (( حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ ))" اهـ.
3- الغاية الثّالثة: تكثير الأمّة وحفظها:
وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ )) [رواه أبو داود عن معقِل بن يسار].
لذلك قدّم كثير من العلماء كتاب " النّكاح " في مؤلّفاتهم على أحكام الجهاد، لأنّ الجهاد-وإن كان من أسباب الحفاظ على حوزة الإسلام والمسلمين- إلاّ أنّ النّكاح هو الّذي تتكاثر به الأمّة الإسلاميّة، وهو الّذي يوجِد الرّجال المجاهدين الّذين يحفظون الدّيار، ويقومون بواجب العبوديّة لله ربّ العالمين، وقد قرّر كثير من أهل العلم - كما في " حاشية ابن عابدين " و" تحفة الفقهاء "(2/118)- أنّ " الاشتغال بالنّكاح مع الحفاظ على الفرائض أفضل من التخلّي لنوافل العبادات، لما يشتمل عليه من القيام بمصالحه، وإعفاف النّفس عن الحرام، وتربية الولد، ونحو ذلك ".
وذكر ابن الجوزيّ أيضا عن الإمام أحمد قال:" لو ترك النّاس النّكاح لم يَغزُوا ولم يحجّوا، ولم يكن كذا وكذا ".
4- الغاية الرّابعة: تحقيق التّرابط بين الأُسر والقبائل:
وبذلك تتحقّق أواصر المحبّة بين المسلمين، وإلى ذلك أشار قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً} [الفرقان:54]. فلا ينبغي للمسلم أن يغفُل عن هذا المقصِد فإنّه مهمّ جدّا، لأنّنا نرى كثيرا من إخواننا بعد المصاهرة ينقلبون أعداء لأصهارهم !
5- أنّه من سنن المرسلين: لقوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} [الرعد: من الآية38]، ولذلك حرّم الله تعالى الخِصاء والتبتّل:
أمّا الخِصاء فهو الشق على الأنثيين وانتزاعهما، وقد روى الطّبري رحمه الله عن ابن عبّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنّه سئل عن الخصاء، فكرهه، وقال: " فيه أنزِل قوله تعالى:{ولَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ}".
ومن الخِصاء لدى الفقهاء تعاطِي الأدوية المُذهبة للشّهوة.
أمّا التبتّل: فهو الانقطاع عن النّكاح وما يتبعه من الملاذّ إلى العبادة وهو منهيّ عنه، وهو من الأمور الّتي أحدثها عُبّاد النّصارى كما في قوله تعالى:{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد: من الآية27]، وروى البخاري عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لَاخْتَصَيْنَا ".
أمّا التبتّل المأمور به في قوله تعالى:{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} فقد فسّره مجاهد فقال: أخلص له إخلاصا، وهو تفسير معنى، وإلاّ فأصل التبتّل الانقطاع، والمعنى انقطع إليه انقطاعا. ومنه: ومريم البتول لانقطاعها إلى العبادة.
6- أنّه من إظهار نعمِ الله على العبد: والله يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده، وممّا يدلّ على أنّه من النّعم، أنّ الله جعل الزّواج من نعيم أهل الجنّة: قال تعالى:{كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان:54]، وقال:{مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الطّور:20]، وقال:{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: من الآية25]، وقال:{ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} [يـس:56]. قال البُلقيني رحمه الله-كما في " مغني المحتاج " (3/124)-: " النّكاج شُرِع من عهدِ آدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ، واستمرّت مشروعيّته، بل هو مستمرّ في الجنّة ".
فهذا ما تيسّر إعداده، ويسّر الله علينا إيراده، وفّق الله الجميع لما يحبّه ويرضاه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالجمعة 30 أكتوبر 2009 - 21:09


سؤال : لماذا أطلق لفظ الميثاق الغليظ على الزواج ؟
الجـــواب
معنى الميثاق الغليظ.
فقد جعل الله تعالى الزّواج من الآيات، ولا شكّ أنّ ذلك يدلّ على أنّه تعالى عظّم هذه العلاقة الّتي تقع بين الزّوجين، فقال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]، فسمّاه آية في أوّل الآية وآخرها..
حتّى وهو يتحدّث عن الطّلاق اعتبره آية، فقال:{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا }، من أجل ذلك جاء في الحديث الحسن: (( ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالرَّجْعَةُ )) [رواه أبو داود والتّرمذي].

فتعظيما لشأنه أيضا سمّاه ميثاقا غليظا، فقال تعالى:{ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا
} [النّساء: 21].
وكلمة ( الميثاق ) معناها: العهد الّذي يُقسَمُ عليه، فقد روى الطّبريّ عن قتادة والسدّي وغيرهما أنّهم كانوا يُنكِحُون على قولهم: بالله عليك، لتمسكَنَّ بمعروف أو لتسرِّحنَّ بإحسان!. فيقول: نكحت.
ولمّا كان هذا العقد والعهد يؤخذ بحضرة الشّهود سمّاه الله تعالى ( غليظا ).


***********
سؤال : ما المقصود وصف النّساء بأنّهنّ: ( ناقصات عقل ودين ) ؟
الجـــواب
معنى: ناقصات عقل ودين
فقد روى البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم قَالَ- وذلك في خطبة العيد-: ((يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ )).
فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ: (( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ !)).
قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ:
(( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟)) قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: (( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا )).ثمّ قال:
(( أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ؟ )) قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: (( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا )).
أمّا نقصان العقل:
فلا يشكّ أحدٌ أنّ الرّجل في الغالب الأعمّ أعقل من المرأة، [والمقصود من قولنا: الغالب، هو جنس الرّجل، لا جميع الرّجال، وإلاّ فقد يوجد من آحاد النّساء ما يفوق آحاد الرّجال، ولكنّ الحكم للغالب كما هو مقرّر]. فالرّجل يتّصف بكمال نسبيّ، لأنّه أضبط من المرأة لعاطفته، وأربطُ لجأشه، وأكثر إحكاما لما يراه ويسمعه ويعيشه ويتأثّر به، بخلاف غالب النّساء فإنّهنّ لا يضبطْن ذلك كلّه.
وهذا أمرٌ تسلّم به المرأة المؤمنة، الّتي سمعت الله يقول:{وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، أمّا غيرها فقُلْنَ: بل درجتهما سواء !
المؤمنة تسلّم بذلك لأنّها سمعت الصّالحات يقلنَ:{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى}، وغيرها قُلْنَ: بل هما سواء !
المؤمنة تسلّم بذلك لأنّها سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ )) [متّفق عليه].
قال أهل العلم في شرح قولهنّ: ( وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا ؟):
نفس السّؤال دالّ على النّقصان ؛ لأنّهن سلّمن بما نُسِب إليهنّ من الأمور الثّلاثة: الإكثار، والكفران، وإذهاب لبّ الرّجل الحازم، ثمّ استشكلن كونهنّ ناقصات !.
ولكنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما أجابهنّ جوابا شديدا، ولكنّه أتى بأرقّ عبارة، من باب: والحرّ تكفيه الإشارة، فضرب لهنّ مثلا من الأحكام الشّرعيّة المسلّم بها، فدلّهنّ على أنّه بسبب نقصان العقل أن جعل الله شهادتها على النّصف من شهادة الرّجل.
قال تعالى:{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة:من الآية282].
ذلك، لأنّ المرأة ملازمة للبيت، ويقلّ خروجها، فتكون قليلة الاستيعاب للمعاملات التّجارية، ممّا قد يوقعها في الخطأ، والحقوق لا تقبل ذلك.
ولهذا المعنى، ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ شهادة المرأة لا تُقبل في الجنايات، لأنّ قلّة خروجها، يمنعها من حضور الجنايات، ولو حضرتها فإنّها يطير جأشها، بل إنّها إن لم تقدر على الفرار فإنّها تغمّض عينيها وتصرخ وغير ذلك ممّا يمنع من قبول شهادتها، وصدق القائل:
(
كتب القتل والقتال علينا
وعلى الغانيات جرّ الذّيول
)
ومن المسلّم أنّ الحدود تدرأ بالشّبهات، وهذا هو المعنى الملاحظ، لا إهانتها، بدليل أنّ الشّرع أمر بقبول شهادتها وحدها فيما هو من اختصاصها كالولادة، والثّيوبة والبكارة، وفي العيوب الجسديّة لدى المرأة، وفي الرّضاع.
أمّا نقصان دينها:
فالمرأة في - الأعمّ الغالب - لخصائص كونيّة وحسّية -، لا تتحمّل التّكاليف الّتي كُلّف بها الرّجل، فلم يُوجِب عليها الجهاد، ولا شهود الجمع والجماعات، ولا كلّفها بالقِوامة، ومن ذلك أنّه لم يُوجِب عليها قضاء الصّلاة إذا تركتها زمن الحيض والنّفاس، فمن هذه الحيثيّة يكون دينُها أنقص من الرّجل. ولكنّ العلماء اختلفوا: هل تُثاب على صلاتها لأنّها تركتها من غير إرادتها ؟
فمنهم من أخذ بظاهر الحديث فلم يقل بأنّها تثاب.
ومنهم من قاس على تركها صلاة الجماعة، فقد عوّضها الله تعالى بأن جعل أفضل صلواتها ما كان في قعر بيتها. كما قاسوا على المريض والمسافر، فإنّهما يثابان على أعمالهما الّتي تركاها حال المرض والسّفر،

والله أعلم.
*************
سؤال : ما هي الأوجه الأخرى للقوامة التي منها الإنفاق؟
الجـــواب
مظاهر قوامة الرّجل.
معنى القوامة هي القيام على الشّيء، وعلم أنّ كلمة ( القوم ) في اللّغة هم ( الرّجال ) خاصّة، وإنّما يدخل النّساء معهم تغليبا، بدليل قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ }، فقابل القوم بالنّساء ممّا يدلّ على أنّ القوم هم الرّجال.
ومظاهر قوامة الرّجل على المرأة سواء كان زوجا، أو أبا، أو وليّا بالقرابة:
1) الإنفاق، لقوله تعالى:{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }.
2) وحقّ الطّاعة، لذلك قال بعد ذلك:{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ }، فمعنى: قانتات: طائعات. فتأتمر بأمره في غير معصية الله، ولا تخرج من بيتها إلاّ بإذنه.
3) الولاية: فالرّجل وليّ المرأة لا العكس، فلا تتزوّج إلاّ بإذنه، ولا تتصرّف في ماله إلاّ بإذنه كذلك، وغير ذلك.
4) عصمة الزّواج: فالله تعالى قد جعل العصمة في يد الزّوج، فقال:{ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}. وذلك لأنّه هو الّذي أعطى المهر، وهو الّذي – إن حصل الطّلاق – لزمته المتعة ونفقة العدّة وغير ذلك، فإن طلّق يكون هو الّذي أضرّ بنفسه، أمّا ولو كان الأمر بيد المرأة تكون قد أضرّت به.
هذا ما استحضرته من مظاهر القوامة،

والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالجمعة 30 أكتوبر 2009 - 21:26

سؤال : ما أهمّية الخطوبة ؟
الجـــواب
أوّل خطوات النّجاح: استخارة المولى تبارك وتعالى، وحسن الظنّ به، فكلّ ما يقدّره للعبد بعد ذلك فهو خير له.
والخطوة الثّانية للنّجاح: هو الالتزام بأحكام الشّريعة في جميع الأمور، فإنّ الله تعالى يقول في سورة واحدة تعالج مشكلات البيوت الإسلاميّة:
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } ثمّ قال:
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }، ثمّ قال:
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } ثمّ قال:
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }. فجميع الأمور مبناها على تقوى الله والتوكّل عليه.
وقال الله تعالى في الحديث القدسيّ: (( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ )) [رواه أحمد بسند صحيح كما في "الصّحيحة" (1663)]، وفي رواية الحاكم: (( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ )).
فإذا استَخَرتِ، واتّقيت الله ما استطعْتِ، فظُنّي بالله خيرا تجِدي خيرا، إن شاء الله.

.[أمّا (الخطوبة) فلا أعلم لهذا المصدر أصل، إلاّ على ألسنة أهل المشرق].
والخطبة:" وعْدٌ بالزّواج "، ليس غير، فهي من مقدّمات الزواج.
وتظهر أهمّية الخِطبة في أمور كثيرة منها:
1- أنّ الله شرعها قبل الارتباط بعقد الزوجيّة، ليتعرّف كلّ من الزّوجين على صاحبه، ويكون الإقدام على الزّواج على هدى وبصيرة.
2- لقوّة هذا الوعد، فإنّه يحرُم على غير الخطيب التقدّم إلى خِطبتها، لما رواه البخاري ومسلم-واللّفظ له- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( لَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ )).
3- ولقوّة الوعد أيضا وأثره على النّفس، حرّم الله أيضا خطبة المرأة المعتدّة حتّى تنقضِي عدّتها، فقال تعالى:{ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ } [البقرة من الآية: 235].
تنبيه:
إذا رأى الخاطب خطيبته، ورأت الخطيبة خطيبها، وسأل عنها وعن أهلها، وسأل وليّها عنه وعن أهله، ورضِي كلّ منهما بالآخر، كانت الخِطبَةُ وعداً بالزّواج فقط-كما ذكرنا آنفا-، وظلّت أجنبيّة عليه، وهو أجنبيٌّ عنها، لا يحلّ محادثتها فضلا عن الخلوة بها أو الخروج معها كما هو شائع في كثير من المجتمعات الإسلاميّة.
فإذا تقرّر لديك ذلك –أختي السّائلة- تبيّن لك –حفظك الله ورعاك-

********************
وكيف للخطيبين معرفة عـقـلـيّـة وطـريـقـة تـفـكـيـر الآخـر ؟! ...
الجواب:
أوّلا: أنّ المطلوب معرفته هو الدّين والخلق، أمّا العـقـلـيّـة وطريـقـة التّـفـكـيـر ! إمّا أن تكون موافقةً للدّين والخلق فتحقّق المقصود. وإمّا أن تصادمهما فالفسخ موجود.
وإن كان المقصود بالعقليّة شيء آخر: طريقة المزاح .. حسن أو ضعف المزاج .. ونحو ذلك، فذاك ليس من الضّروريّات الّتي من أجلها يباح الكلام بين الرّجل والمرأة.
ثانيا: يمكن معرفة ذلك كلّه من خلال سؤال كلّ منهما عن الآخر.

والله أعلم.
********************
سؤال : هل يجوز له أن يخرج مع زوجته و هو عاقد عليها عقد مدني و شرعي، لكن لم يتم البناء بعد ؟
الجـــواب
فيُعتبر العقد الشرعيّ - بما فيه المدنيّ - اليوم وحده غيرَ كافٍ لأن يخرج الرّجل مع المرأة، أو يختلي بها وغير ذلك، فضلا عمّا هو أكثر من ذلك ..
وذلك لأمور ثلاثة:
- الأوّل: أنّ المرأة لا تُصْبِحُ زوجة في العُرف حتّى تُزفّ إلى زوجها، بدليل أنّها ما زالت تحت كنف والدها، ينفق عليها وتطيعه ما دامت تحت كنفه. وقد سألت أحدَهم قائلا: لم تخرج معها ؟ قال: زوجتي ! ثمّ تحدّثنا قليلا، ثمّ سألته قائلا: لماذا لا تنفق عليها ؟ فقال: هي ليست زوجتي !
- الثّاني: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( فَرْقُ مَا بَيْنَ النِّكَاحِ وَالسِّفَاحِ الضَّرْبُ بِالدُّفِّ ))، والسّفاح هو الزّنا.. وفي رواية الإمام أحمد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الصَّوْتُ وَضَرْبُ الدُّفِّ )).
كأنّه يقول لك: إذا أردت أن تفرّق بين العلاقة الشّرعيّة وغير الشّرعيّة فأَعْلِن النّكاح ..
فالّذي يكتفي بمجرّد العقد ثمّ يخلو بالمرأة أو يخرج معها فهو مخالف لهدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم..
- الثّالث: المفاسد الّتي صارت تترتّب من وراء التّساهل في هذا الأمر، وإليك بعضها:
1- انشغال البال، فإنّ أكثر من تجاوز الحدّ، وتحدّث إلى من عقد عليها، يُقسِم أنّه ما عاد كما كان ! فهجر القرآن ! ومجالس ذكر الرّحمن ! همّه الأوحد هو الكلام والخروج ونحو ذلك.
2- وطء الرّجل للمرأة قبل موعد زفافها، ممّا أحدث مشكلات عدّة ..
3- قد يعلق الولد، ثمّ يحدث فسخ ولا يشكّ عاقل في مغبّة ذلك .!
4- حتّى ولو لم يُفسخ العقد، فإنّ النّاس تجهل أكثر أحكام الشّريعة، فالعامّة لا يفرّقون بين الخِطبة والعقد (الفاتحة)، فلربّما شاع لديهم أنّه يجوز أن يخرج الخطيب مع خطيبته. !!
5- نتيجة الخلاف بينهما: فالرّجل إذا زُفّت إليه المرأة، وعاشت تحت كنفِه في بيته، يكون من الصّعب جدّا فراقها. لأنّه أقام عرسا، وأنفق الأموال الطّائلة، وسمع بزواجه الجماهير الهائلة.
أمّا لو حدث أدنى خلافٍ بينهما قبل الزّفاف، فإنّ الفسخ يسهُل عليهما جدّا.

*****************
سؤال :ما هو الحب بالمنظور الإسلاميّ ؟
الجـــواب
حبّ الرّجل للمرأة، أو حبّ المرأة للرّجل، أمر لا يستأذن القلب، ولكنّ الشّريعة قوّمت هذا الشّعور وضبطته حتّى لا يكون بابا للفاحشة، واستباحةً لما حرّمه الله.
فالله تعالى قد حرّم اتّخاذ الأخدان، وأن يكون للرّجل عشيقة وأن يكون للمرأة عشيق، فهذا سبيل الشّيطان، وهو أقرب الطّرق وأسهل السّبل للفواحش، قال تعالى:{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32].
فالزّنا من الفاحشة الظّاهرة، والعشق من الفاحشة الباطنة، وقد قال تعالى:{وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: من الآية151]، وقال:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأعراف: من الآية33]، وقال:{وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْأِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ} [الأنعام:120].
ولا يُعلم مرض يصيب القلوب بعد الشّرك بالله مثل العشق، لذلك ينبغي للمسلم والمسلمة أمران:
1- كتم هذه المشاعر وعدم البوح بها، لأنّها مفسدة من أعظم المفاسد، وتهدم صروح العفّة والطّهارة.
2- الزّواج إن أمكن ذلك، فقد روى ابن ماجه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لَمْ نَرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ )).

***************

سؤال : هل يعتبر الحب قبل الزواج مؤشرا على الحب بعده ؟
الجـــواب
إذا تحدّثنا عن الحبّ قبل الزّواج، فإنّنا نتحدّث عن ذلك الحبّ الخالي عن المحظور، بأن كتم مشاعره، وتقدّم إلى خطبتها، وأتى البيوت من أبوابها، هذا الحبُّ ليس مؤشّرا على الحبّ بعده لما سيأتي ذكره في الجواب عن السّؤال التّالي.
أمّا الحبّ القائم على أحلام اليقظة، والاسترسال وراء مشاعر سنّ المراهقة، وأن يعيش كلاهما في ظلام العشق والغرام ونحو ذلك من المعاصي والآثام، فهذا فاسد، وما بُنِي على فاسد فهو فاسدٌ. والواقع يشهد بذلك.
وقد يقول قائل: إنّي أعرف أزواجا كانوا على علاقة قبل الزّواج، وهما اليوم في قمّة السّعادة الزّوجيّة !!
فالجواب عن هذا يحتاج إلى معرفة معنى السّعادة .. وذلك في مقال مفرد.
فاعلم أنّ هؤلاء سعداء في شقائهم .. كحال زوجين كافرين في ديار الغرب، تراهم متّفقين على الكفر يستمتع هذا بالآخر، لأنّهما اجتمعا على المعصية والكفر.
لكن متى رجع أحدهما إلى الله، وتاب إلى مولاه، ورفض الآخر، فعندئذ تغيب تلك الفرحة عن القلوب، وتزول الابتسامة عن الوجوه، ويُهدم البيت السّعـيـد، إلاّ أن يهدي الله الطّرف الآخر إلى الطّريق الرّشيد.
السّعادة الحقيقيّة الدّائمة هي الّتي تكون تحت ظلال كتاب الله، ورحاب سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ..

*****************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالجمعة 30 أكتوبر 2009 - 21:28

سؤال : هل بالحب وحده يستمر الزواج ؟
الجـــواب

الحبّ أحد دعائم البيت السّعيد، ولكنّ ثمّة دعائم أخرى لا بدّ منها:
- منها الرّحمة: قال تعالى:{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً }، فذكر ( المودّة ) وهي الحبّ، و( الرّحمة ) وهي أن يقوم كلّ منهما على مصلحة الآخر، فيتبادلان العطف، والحنان، والاهتمام بما يسرّ الآخر، وغير ذلك من مظاهر الرّحمة.
والرّحمة لها أثرها على النّفوس إلى حدّ لا يُتصوّر.
والمرأة تلحَظُ ذلك بقوّة، حتّى إنّ عائشة تقول في حادثة الإفك المريعة:" وَكَانَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَرَى مِنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ ! إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ: (( كَيْفَ تِيكُمْ )) لاَ يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ "..
- قيام كلّ من الزّوجين بواجباته تُجاه الآخر: فواجب الرّجل هو حمايتها، والإنفاق عليها بالمعروف، وتعليمها وتذكيرها بالله، وغير ذلك. وكذلك الزّوجة تراعِي أعظم واجباتها تجاه زوجها، كالطّاعة في المعروف، والخدمة الواجبة، وغير ذلك ممّا يندرج تحت الحقوق والواجبات.
- إتقان فنّ الحياة الزّوجيّة: فلا بدّ زيادة على ما ذُكِر، أن يكون كلّ منهما يُحسِن المعاشرة، وذلك بمراعاة أشياء ليست من الواجبات في شيء، ولكن من شأنها أن تزيد الحبّ توكيدا، والمودّة نوطيدا.
وكلّ عنصر من هذه العناصر يحتاج إلى كلام طويل، والجواب مبنيّ على الاختصار ما أمكن.


**********************

سؤال : هل يأتي الحب الحقيقي بعد الزواج ؟
الجـــواب
من يقول: إنّ الحبّ يكون قبل الزّواج، فذلك يعنِي أنّه يُبيح العلاقة بين الرّجل والمرأة من غير مسوِّغٍ شرعيّ، ويقال له: أترضاه لأختك ؟ أترضاه لأمّك ؟ فكيف ترضاه لأخت أو أمّ أخيك المسلم ؟!!
فأقول: إنّ ا
لحبّ الحقيقيّ يكون بالعشرة .. ولا يزال ينمو مع طول العِشرة
..
ينمو
الحبّ بينهما وهما يتعاونان على بناء البيت المسلم القائم على الطّاعة، بعيدا عن الفسوق والخلاعة ..
ينمو
وهما يتقاسمان أفراح الحياة وأقراحها ..
ينمو
وهما يتعارفان كلّ يوم على بعضهما أكثر فأكثر ..
ينمو
وهما يتشاوران في حلّ بعض مشكلات الأهل والأقارب والأصدقاء ..
ينمو
وهما يتبادلان مهامّ تربية الأولاد ..
ينمو
وهما في كلّ مرّة يستسمح أحدهما الآخر إذا أخطأ في حقّ صاحبه ..
ينمو
وكلّ منهما يقوم على شؤون الآخر إذا حزِن، أو مرض، أو أصيب بمُصَاب ..
ينمو
ولا يكمل نموّه حتّى تكتمل نظرة كلّ منهما للآخر في كثير من شؤون الحياة ..
وخـذها مـنّـي فـائـدة -أخي القارئ أختي القارئة- فإنّ الحبّ الحقيقيّ الصّحيح الّذي سمّاه الله ( مـــودّة) لن تراه في جنبات بيتك حتّى تمرّ عليه السّنون والأعوام
.
سترى نفسك -أخي الكريم- مع الأيّام ومع مرور الأعوام لا تستغني يوما واحدا عن زوجتك .. ترغب في أن تكون في البيت .. تستمع إلى خطاها وهي تقوم بشؤون البيت .. فتتعجّب حينها:
كيف أودَع الله هذا المخلوق الرّقيق هذه القوّة الهائلة في السّيطرة على المشاعر
؟!
كيف تقوم دعائم بيت كامل على عاتق ذلك المخلوق الضّعيف الّذي يفرّ فزِعًا من رؤية فأر
!!
وستريْنَ -أختي الكريمة- مع الأيّام، ومرور الأعوام،
أنّ زوجك هو جنّتك الّتي عجّلها الله لك في الدّنيا ..
وأنّك تركت الأب والأخ والأمّ والأخت لتجِدي ذلك كلّه في زوجك .
.
فحينها تتعجّبين:
كيف أودع الله هذا المخلوق العنيف ذلك الشّعور الرّهيف
؟!
كيف أجد الرّاحة والطّمأنينة، والسّعادة والسّكينة، مع هذا المخلوق الممتلئ غضبا لأتفه الأسباب .. ولا يفتح للحوار أيّ باب
؟!
وهكذا الحياة الزّوجيّة .. جنّة غنّاء .. تجتاحها الرّياح أحيانا .. ولكن يثبُت أمامها من علمَ أنّ العواطف لا تنمو إلاّ مع العواصف .. وأنّ المودّة ستنمو مع الأيّام، والآمال والآلام.
والله الموفّق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالجمعة 30 أكتوبر 2009 - 21:33

سؤال :هل من الحكمة أن تستمرّ الخطبة لمدة طويلة ؟
الجـــواب
فالخِطبة - كما سبق أن ذكرنا - وعْدٌ بالزّواج فقط، وبما أنّ المرأة تظلّ أجنبيّة عن الرّجل، والرّجلُ أجنبيّا عن المرأة، فإنّ تأخّـر استمرار الخِطبة لمدّة طويلة لا يضرّ.
فإنّ بعض النّاس يُعجِّل بالخِطبة يريد أن تكون المرأة من نصيبه ويضمن ألاّ يتقدّم إليها أحدٌ. فإن لم تتضرّر المرأة بذلك فلا بأس، وإن تضرّرت من ذلك فلها أن تفسخ هذه الخِطبة، ولا شيء في ذلك.

************************
سؤال : كم مسموح به شرعا رؤية المخطوبة و الجلوس إليها, مع العلم أنّه في حضور محرم لها ؟
الجـــواب
الأصل هو غضّ البصر عن المرأة لقوله تعالى:{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ }، ولكنّ الله أباح النّظر إلى وجه المرأة للحاجة في مواطن محدودة.
والمواطن الّتي أبيح النّظر إلى وجه المرأة فيها:
1) المعاملة: كالبائع يبيع الشّيء للمرأة، فلا بدّ أن يعرف لمن باع ذلك الغرض، حتّى إذا حدثت هناك مشاحّة أو خلاف ومقاضاة، كان على دراية بمن عاملها.
2) الشّهادة: فلو طلبت المرأة من الرّجل الأجنبيّ أن يشهد لها، كان لزاما أن ينظر إلى وجهها، ليشهد بالحقّ.
3) الخِطبة: لما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا ؟)) قَالَ: لَا، قَالَ: (( فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا )).
وفي كلّ هذه المواطن يشرع النّظر بقدر الحاجة، فلا يحلّ له أن ينظر إلى ما يفوق الحاجة:
فالبائع ينظر ليعرف من يعاملها، ومن دُعِي إلى الشّهادة ينظر حتّى يتعرّف على من يشهد لها، والخاطب ينظر إلى المرأة بقدر ما يطمئنّ إلى أنّها أعجبته، فلا يُطيل الجلسة والكلام إلاّ بقدر الحاجة.
فإن نظر، ثمّ تردّد، وأراد أن ينظر مرّة أخرى، جاز له ذلك.
فما شُرعَ النّظر إلاّ من أجل الاطمئنان، أمّا الّذين يسترسلون في الحديث عن الأمور الّتي تُعجِب والأمور الّتي لا تُعجِب، فإنّ ذلك يَتَعرّف كلّ منهما عليه عن طريق السّؤال.
والله أعلم.

*************
سؤال :كيف تتعامل الزّوجة مع زوجٍ مختلف عنها في الثّقافة والبيئة ؟
الجـــواب
فلا بدّ من توضيح أمرين مهمّين:
النّقطة الأولى: تحديد معنى الثّقافة.
فثقافة المرء إمّا أن تكون ثقافةً خاضعَةً للشّريعة، أو لا تكون، لأنّ الثّقافة هي العلم المكتسَب، فإن كان واجبا أو مستحبّا وجب أو استُحبّ تحصيله، وإن كان مباحاً كالتوسّع في معرفة علم التّاريخ والاجتماع ونحوهما، فهو مباح، وإن كان محرّما كتعلّم الفلسفة وعلم الكلام وما يسمّونه بالفنون – كالرّسم والموسيقى ونحوهما- فهو محرّم.
إذا كانت الثّقافة بهذا المفهوم، فإنّه يدخل ذلك تحت قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ))، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ )) فكلّ من الرّجل والمرأة ينبغي له أن ينتقِي من أوّل يوم مَنْ ثقافتُه تلك لا تتصادم مع الشّريعة الإسلاميّة.
ويوم فصلوا ( المؤسّسات الثّقافية ) عن الدّيــن، خرجوا علينا بالويلات والمنكرات، حتّى إذا أُنكِر عليهم، قَالوا: إنّـها فـن ثقـافـة !! وهي ليست إلاّ عفـن وسخـافـة.
أمّا إن قصدوا بالثّقافة ما يكتسبه المرء من عادات وتقاليد بحكم بيئته، فكيف تتعامل المرأة مع زوجها وكذا الرّجل مع زوجته إن كان يختلفان في الحالة الاجتماعيّة أو في العادات والتّقاليد ؟
فهذا يتّضح من النّقطة الثّانية إن شاء الله.
النّقطة الثّانية: الكفاءة إن لم تكن واجبةً فهي مستحبّة بشدّة.
ومعنى الكفاءة أن يُكافِئ ويُماثِل أحد الزّوجين الآخر في النّسب، والحالة الاجتماعيّة من الفقر والغنى، والمستوى العلميّ، ونحو ذلك ممّا هو معتبر في كثير من الأعراف.
أمّا الحسب: فكان النّاس - ولا يزالون على ذلك في كثير من الأوساط - لا يزوّجون النّسيبة إلاّ من مثيلها، والنّسيب إلا من مثيلته، حتّى ذهب جمهور أهل الفقهاء إلى اعتبار الكفاءة بالحسب، بل ذهب كثير من الشّافعيّة إلى فسخ نكاح المولى إذا تزوّج عربيّة.
وخالف في ذلك الإمام مالك ورأى أنّ الكفاءة في الحسب لا تُعتبر كما في " الشّرح الصّغير "(2/399) و" بداية المجتهد " (2/16)، وهي رواية عن الإمام أحمد.
وهو الصّواب فإنّ الله أبطل هذا الأمر بقوله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: من الآية13]، وبقوله صلّى الله عليه وسلّم-فيما رواه مسلم أَنَّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ )).
بل إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم-وهو أعلى النّاس نسبا وأعظمهم حسبا-تزوّج صفيّة بنت حُييّ وهي يهوديّة، وزوّج زيدا-وهو مولاه- زينب بنت جحش الأسديّة، ثمّ تزوّجها وهو قرشيّ، وأمر فاطمة بنت قيس القرشيّة أن تنكح أسامة مولاه، وغير ذلك من الأحاديث والآثار.
ولكن يبقى الأمر مستحبّا، وذلك إذا جرى العرف على احتقار بعض الأنساب، وذلك للنّفرة الّتي تقع بين أهل الزّوجة والزّوج، بل وبين الزّوجين مع الأيّام.
أمّا الحالة الاجتماعيّة: فيُستحبّ أن يتزوّج الرّجل امرأة من طبقته، لأنّ ذلك أدْعَى إلى التّفاهم، بخلاف ما لو تزوّج غنيّةً، فإنّها تكون قد اعتادت على نمطٍ معيّن من المعيشة، إذ عاشت مخدومةً لا خادمة، فمع الأيّام تحدُث نفرة كبيرة بينهما بسبب تلك النّقلة غير المألوفة.
بل كلّ من جالسته من فقهاء الشّام كانوا ينصحون بأكثر من ذلك، وهو أن يتزوّج الرّجل امرأةً من بلده، تعرف طباعه وعاداته، وذكروا أنّه من النّادر أن ينجح زواج بين المختلفين بلدا.
أمّا المستوى الثّقافي: فمن المستحبّ أيضا – استحبابا مؤكّدا – أن يتزوّج المتعلّم من متعلّمة مثلِه، وكذا المرأة المتعلّمة تتزوّج من رجل مثلها، وقد تغتفر المفارقة الكبيرة إن كان الرّجل أكثر علما وثقافة من المرأة.
ذلك لأنّ المتعلّم يكون ذو نفسٍ طموحة جدّا، يريد أن تكون زوجته مثله، يفخر بها بين أهله .. يرغب في أن تكون هي السّاعدَ والمساعدَ الأكبر في تعليم الأولاد وتثقيفهم، فإن لم يجد بُغيَته فركها، ونفرت نفسه منها.
وكذا الأمر بالنسبة للمرأة، فإنّها تودّ لو يكون جلّ حديثها إلى زوجها دائرا في محادثات علميّة ثقافيّة .. يساعدها في تعليم أولادها .. تفخَر به بين أهلها وأقربائها ..
وأغلب الأزواج الّذين أعرفهم دون نسائهم في المستوى الثّقافي، إذا تشاجروا، وجدت أنّ الزّوج يشعر بعقدة نقص تُجاه زوجته، ويسوّل له الشّيطان أنّها ترى نفسها أحسن منه ... الخ من وحي الشّيطان الّذي همّه الأوحد هو أن يفرّق بين الزوجين.
ونحن نعلم – بحكم ما درسناه وتعلّمناه – أنّه لا ينبغي أن يكون شيء من ذلك كلّه .. ولكنّه الواقع، وليس له من دافع.
ويأتي الآن الجواب عن سؤالك – وكان لا بدّ من إيضاح تيكما النّقطتين -:
فإنّ المرأة، إن اختلفت عن زوجها في أحد هذه الأمور الّتي تفرضها البيئة، أو المسيرة العلميّة لأحدهما، فإنّه ينبغي لها أن تتنازل وتتواضع، فتُظهِر له دوما أنّه أجلّ منها، وأنّه معلّمها، وأنّها تحمد الله تعالى على أن جمع بينهما، فـ(( مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلاَّ رَفَعَهُ ))، وما دامت ولا استمرّت عِشْرَةٌ بين اثنين أبدا إلاّ بتنازل أحدهما عن حقّه.
أمّا أن تؤذيه بأن ترميَه بالجهل، أو الانحطاط في الرّتبة، أو تُعيّرَه بحسبه أو جهته، فربَّ كلمة أجّجت نارا لا تخمد، وحربا لا تُوأَد .. فإنّ الكلام الجارح يزيل المودّة والمحبّة، وصدق من قال:
خـذي العفو منّي تستديمي مودّتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
فإنّي رأيت الحبّ في القلب والأذى
إذا اجتمعا لم يلبث الحبّ يذهـب

أمّا الاختلاف في العادات والتّقاليد بحكم الاختلاف الجهويّ: فهذا لا يضرّ، ومن المُشَاهَد على أرض الواقع أنّ المرأة تتنازل عن عاداتها من أجل إرضاء زوجها، وتنشئة الأولاد على ذلك، حتّى لا يحدُث لديهم تعارض واصطدام في التّوجيه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالجمعة 30 أكتوبر 2009 - 21:39

سؤال :كيف يمدح أحد الزّوجين الآخر ؟
الجـــواب


فلم أفهم السّؤال جيّدا ، وما المقصود بالمدح ؟ وأين الإشكال حتّى نبحث عن كيفيّة مدح الزّوجين أحدهما للآخر ؟
ذلك لأنّ مدح الزّوجين للآخر أمر فِطريّ، ورغّب الشّرع فيه حتّى تدوم المودّة، وتزداد المحبّة، وكما قيل: (
لكَ العين ولها الأذن
).
فالمرأة ينبغي لها أن تسرّ ناظري الزّوج باهتمامها بنفسها وهندامها، وترتيب بيتها، وتحسين طبخها، لأنّ الزّوج يؤثّر فيه كثيرا ما يراه البصر
.
وفي المقابل، ينبغي له أن يُكثِر من مدحها وشكرها، ويُطربها بالثّناء عليها وعلى حسن قيامها بشؤونه وشؤون بيته وأولاده، فإنّ المرأة لا تُسرّ بشيء كما تُسرّ بكلمة الثّناء
.
أمّا كيف ؟ فالأمر راجع لفطنة كلّ منهما، واختيار الألفاظ المؤثّرة في كلّ منهما، ونحن ننصح بلا تكييف ولا تمثيل.
وما لم يُقدّره الشّرع فإنّ مرجعه إلى العرف والعادة.

*****************
سؤال :هل المهر حق للمرأة أم لأهلها ؟
الجـــواب

المهر من حقّ المرأة بلا خلاف، وهي الّتي تملكه، لقوله تعالى:{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً} [النساء:4].
والصّدُقات جمع صدُقة، وهو من أسماء المهر، مثل الصِّداق-بالكسر والفتح-، مشتقّ من الصّدق، وسمّي بذلك لأنّه توكيد لأحقّية الاستمتاع بالمرأة، كما سمّيت الزّكاة (صدقة) لأنّها دليل على الإيمان: (( وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ )).
ووجه الدّلالة من الآية على أنّ المهر ملكٌ للمرأة من وجوه:
سمّاه ( نِحْلَةً ): والنِّحلة هي العطاء، تقول: نحلت فلانا شيئا أعطيته، فهو هبة وعطيّة من الله تعالى للمرأة.
وقال: ( صدُقاتهنّ ): فأضاف المال إليهنّ.
وقال: ( طِبْن لكم ) أي: أرجعن لكم عن طيب نفس المهرَ أو بعضا منه، ولو لم يكن ملكها لما علّق الأمر برضاها.
وفي المخاطب بهذه الآية قولان:
1- أنّه للأزواج: قاله ابن عبّاس رضي الله عنه، وقتادة، وابن زيد، وابن جريج، أمرهم الله تعالى بأن يتبرّعوا بإعطاء المهور نحلة منهم لأزواجهم.
2-وقيل: الخطاب للأولياء، قاله أبو صالح، وكان الوليّ يأخذ مهر المرأة ولا يعطيها شيئا، فنُهوا عن ذلك، وأمروا أن يدفعوا ذلك إليهنّ.
والصّواب أنّ الخطاب للأزواج.
ويمكن أن يقال: إذا حرُم على الزّوج أن يأخذ المهر وزوجته تحت عصمته وولايته، فمن باب أولى أنّه لا يحلّ لأهلها أخذه وهي قد خرجت عن ولايتهم.
فما شاع في بعض المناطق أنّ الأهل يأخذون مهر البنت، فهو من عمل الجاهليّة، وأكل أموال النّاس بالباطل.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحارث.

أم الحارث.

عدد الرسائل :
414

تاريخ التسجيل :
14/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالسبت 5 ديسمبر 2009 - 21:04

هدا تصميم بسيط للموضوع

*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Jkjzkh4pwicybd6dieo
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 6 ديسمبر 2009 - 20:36

بارك الله فيك واحسن غليك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
قلم داعية

قلم داعية

عدد الرسائل :
425

تاريخ التسجيل :
21/01/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالخميس 31 ديسمبر 2009 - 19:31

الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على المبعوث المصطفى و بعد


اولا اشكرك جزيل الشكر اخيتتي وردة والله و فيتي و كفيتي

و موضوعك صراحه يستحق التميز و التثبيت

و يعجبني كثيرا اختيارك للمواضيع التي و الله

جل المجتمع بحاجتها بالاخص في وقتنا الحالي

فاضلتي جزاكي الرحمن اعالي الجنان

و ثاني شي اشكر من هدا المقام الشيخ و الداعية الجليل ابو جابر الذي امتعنا باسلوبه الشيق الماتع في الاجابة و التفسير

كلام في محله و فتاوى في قمة التبسيط و الشرح و الفهم ايضا

يفهمها الجاهل و العالم بالشرع

فاسال الله عز وجل ان ييسر امور شيخنا و يسدد خطاه

و ان يجعله منارة للعلم و للدعوة الى الله

في زمن انطفات فيه المنارات

و كثرت الخلافات

و اشتدت الفتن

اسال الله سبحانه ان يزيد في عمره غلى طاعته ...و ان يقر عينه باهله و ذريته ...و ان يبعد عليه كل بلاء وهم

انه ولي ذالك و القادر عليه


و سبحانك اللهم و بحمدك استغفرك و اتوب اليك و صلى الله على محمد


و لا تنسوني من خالص الدعوات


اختكمـــــــ0........قلمـ داعية .......0ـــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد حمدي

محمد حمدي

عدد الرسائل :
19

تاريخ التسجيل :
19/09/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 3 يناير 2010 - 13:31

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حي الله الجميع

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله النبي الأمين و على آله و صحبه أجمعين

و بغد اولا بارك الله في الشيخ الفاضل الناصح الشيخ عبد الحليم توميات و بارك في جهوده ونسأل الله عز و جل ان يبارك له في علمه و ان ينفع به آمين

ثم جزى الله خير من شارك بهذا الموضوع الطيب المبارك آمين

حقيقة الموضوع جد نافع ما شاء الله
و طريقة الشيخ الله يحفظه سهلة و ميسرة يسهل على القارئ فهمه و الانتفاع بنصائحه العذبة الزكية
والله نسال ان يعين شباب و شابات المسلمين على الزواج آمين و كذلكاسمحوا لي اوجه رسالة من هذا المنبر الطيب للاباء و الامهات و الاخوات ان لا يبالغوا في المهور و ان يتقبلوا التعدد كذلك حتى تتقلص نسبة العنوسة و الله المستعان

وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
om yahia

om yahia

عدد الرسائل :
34

تاريخ التسجيل :
24/12/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأربعاء 13 يناير 2010 - 21:50

بارك الله فيكم و في شيخنا الفاضل و جزاه عنا كل خير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 16 فبراير 2010 - 13:41

أحسنت, أحسن الله إليك أخيتي وردة.


في المتابعة لتكملة عملية التجميع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأربعاء 24 فبراير 2010 - 23:18


بسـم الله الرحمـن الرحيـم

السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
الحمدُ لله حمدًا طيبا كثيرا مباركًا فيه..كما ينبغي لجلال وجهك ربنا وعظيم سلطانك..
وصلِّ وسلّم على إمام المرسلين وسيدّ ولد بني آدم..محمد بن عبدالله الرسول الآمين الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهادهـِ..تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك..
أما بعـد



*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Uzt4jq0p3aar


فالحمد لله رب العالمين الذي من علينا بعظيم المن و الذي يغلق بابا ليفتح آخر و الذي لا يمَلُّ الرحمة و لا يمل الكرم
فاللهم لك الحمد من قبل ومن بعد

فحياكم الله جميعًا وبياكم ياأهل الخير ياأمة الإسلام وجعل الجنهـ مثوانا ومثواكم



سؤال :كيف تتصرف الفتاةُ وزوجه اتجاه أهلها الذَين يريدون المهر ؟
الجـــواب

لا بدّ لمعالجة هذه المشكلة أن يقوم أهل الحلّ والعقد في البلدة بنُصح أهلها، وتذكيرهم بما شرعه الله تعالى في كتابه، ومن قواعد الشّريعة أنّ ( الثّـابـت لا يسـقـط ).
وإن أرادت الفتاة أن تتنازل عن مهرها أو بعضِه، اتّقاء الفتنة واتّقاء القطيعة، فيجوز لها ذلك، لقوله تعالى في الآية السّابق ذكرها: { فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً
}.
ولكن إن تنازلت عن مهرها، فليس لها أن تعود في ذلك، لأنّ من قواعد الشّريعة أيضا: ( السّـاقـط لا يعـود.[/

*****************
سؤال : كيف ينسق الزوجان معاً لتربية أبنائهما ؟
الجـــواب
تربية الأولاد وتأديبهم من أجلّ القربات، ومن أشرف المهمّات، فالأولاد وصيّة الله، وفطرة الله، وأمانة الله، من أحسن تربيتهم وتعليمهم وتأديبهم انتفع بهم في الدّنيا والبرزخ والآخرة.
ومن أضاعهم، وأساء تربيتهم، كان من الفئة الخاسرة { قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }.
أمّا كيف ينسّق الوالدان معاً للقيام بهذه الرّسالة، فلا بدّ من
:
1-
توحيد الإمارة:
أنّ الزّوج بمثابة الأمير، والزّوجة بمثابة الوزير، فلا بدّ أن تخضع المركب إلى ربّان واحدٍ، لأنّه إذا تعارض الرأيان، وتصادم القولان، غرقت المركب.
2-
تحقيق الاستشارة: وإذا اعتبر الزّوج زوجته وزيرته، فلا بدّ أن يستشيرها، ويحاورها، كما يستشير الأمير وزيره.
وخاصّة أنّ المرأة هي أقرب جليس للطّفل منذ صِغره، فهي خير من يعلم حاله ومقاله، وتغيّره أو استقراره، فلا ينبغي أن يُهمِل الرّجل رأي زوجته.
3-
الحذر من الخصومة أمام الأطفال: فإذا أرادا التّخاصُم، فما عليهما إلاّ أن يبتعِدا عن الأطفال، لأنّ التّشاجر أمامهم يُفقِدهم الثّقة في الوالدين. وإذا فقد الولد الثّقة في والديه طلبها بـ( الخـارج !).
4-
الموازنة بين الشّدّة والرّفق: فلو كان كلّ من الوالدين شديدا، لجأ الطّفل إلى الكَبتِ، ويتّخذ عالمه السرّي الخاصّ، ولجأ إلى تصحيح الخطأ بخطأ مثله أو أكبر، والتمس الحنان أيضا في ( الخـارج !).
فلا بدّ أن يكون أحدهما - وغالبا يُطلب ذلك من المرأة - بحرا من الرّفق واللّيونة، حتّى إذا ما أخطأ الطّفل سهُل عليه البوْح بسرّه، والاعتراف بخطئه.
5-
يجِب أن يظنّ الطّفل ويعلم أنّ والدته تكتُم عليه، وأنّها لا تُخبِر زوجها بكلّ أخطاء الطّفل، وذلك لأمور:
-
حتّى يجِد دائما الدّفء والحماية عند والدته.
-
وحتّى يزداد بها ثقةً.
-
وحتّى لا يرى نفسه سقط من عين والده، ومعلوم أنّ الطّفل يحبّ أن يُشبِه والده، فإذا صحّح خطأه فلا داعِي لإخبار الوالد.
6-
يجب على الزّوج أن يكون كما قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه حين سئِل عن العـاقـل ؟ قال: الفَطِـن المتغـافـل.
7-
من الأمور المهمّة أن يُربّى الولد من الصّغر على تصحيح خطئه بنفسه، فينبغي أن يجمع هو بنفسه ما كسره، ويُنظّف ما لطّخه، وغير ذلك من الأمور الّتي يقدِر على تصحيحها.
وإن كان الخطأ معنويّا، فمن الوسائل المهمّة في التّربية العقاب بكتابة عهد بألاّ يفعل ذلك مرّة أخرى مائة مرّة أو نحو ذلك، وهي طريقة كانت مجديةً جدّا، فلا ندري ما خبرُها ؟
أمّا أن يلجأ الوالد إلى الضّرب، والصّراخ، ثمّ يُترك الولد دون تصحيح للخطأ، فهذا قد وقع في خطأين، ففاق ولده في عدد الأخطاء.
هذا ما تيسّر لي استحضاره، والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم

*****************
سؤال : كيف يتصرّف الزّوجان في حالة الخلاف والشّقاق ؟
الجـــواب
ينبغي أن يستحضرا:
1-
أنّ هذا الخلاف طبيعيّ، فالزّوجان شأنهما شأن كلّ مسلمين متصاحبين، وقد سمّى الله الزّوجة صاحبة، فقال: {وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ}، فإنّه بحكم شدّة القرب، والمعاشرة اليوميّة، وما قد يتأثّر به كلاهما أو أحدهما من هموم الدّنيا ومنغّصاتها، قد يحدُث بينهما شِقاق ونزاع. فلا ينبغي أن يهوّل كلّ منهما من ذلك، .
2-
التّحاكم إلى كتاب الله وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لقوله تعالى:{ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ }، ولو تحاكم كلّ مختلفين إلى الحقّ، ورجعا إليه، لزال الخلاف، وساد الائتلاف.
3-
الكِتمان: فلا يليق أن يصِل الخلاف والشّقاق إلى أهل الزّوج أو أهل الزّوجة، وذلك لأمرين:
-
حتّى لا تتزعزع مكانة أحدهما عند أهل الآخر.
-
وحتّى لا يستغلّ من لا يخشَى الله هذا الخلافَ، فيؤجّج ناره، ويزيد أواره.
4-
التّطـاوع: حين بَعَث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم معاذَ بنَ جبل وأبا موسَى الأشْعريّ رضي الله عنهما قـال: ( تَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا )، ومعنى التّطاوع: هو أن يقابل كلّ منهما عَرْضَ الآخر واقتراحَه بالقَبول، لا كما هو حال كثير من النّاس، مبنى حياته على المخالفة.
5-
كونـي من نساء أهل الجنّة: فقد روى الطّبراني عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( أَلَا أُخْبِرِكُمْ بِنِسَائِكُمْ فِي الْجَنَّةِ ؟ )). قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولُ اللَّهِ ! قَالَ: (( كُلُّ وَدُودٍ وَلُودٍ، إِذَا غَضِبَتْ أَوْ أُسِيءَ إِلَيْهَا أَوْ غَضِبَ زَوْجُهَا قَالَتْ: هَذِهِ يَدِي فِي يَدِكَ لاَ أَكْتَحِلُ بِغَمْضٍ حَتَّى تَرْضَى )).
والله أعلم

*****************
سؤال : كيف تتصرف المرأة إذا كان زوجها بخيلا، أو عنيدا، أو عنيفاً ؟
الجـــواب

إنّ كثيرا من الطّباع من الصّعب – وليس من المستحيل – التغلّب على النّفس لإزالتها، والبُعد عن زلاّتها، لذلك يُعدّ من عظيم الجهاد، صبر المرأة على زوج له مثل هذه الطّباع.
وعليها بما يلي:
1-
الدّعـاء: وليس ثمّة أذهب لسوء الطّباع من الدّعاء، ذلك لأنّه:{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:178].
وفي مسند الإمام أحمد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضِيَ الله عنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا )). قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُمُوهُنَّ.
ومن طِباع النّساء مثلا شـدّة الغـيـرة، فيوم خطَبَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمّ سلمة رضي الله عنها، قالت: إِنَّ لِي بِنْتًا، وَأَنَا غَيُورٌ ". فَقَالَ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا، وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ ))..
2-
الصّبرُ: فـ:(( مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ عَطَاءً أَفْضَلَ وَلاَ أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ )). ولقد بُلِيَت أمّهاتنا – وكُنّ أمّيات لا علم لهنّ بشرعٍ ولا شيء -، وضربْنَ أرْوَع المُثُل في الصّبر. فالمتعلّمة والقارئة لفضل الصّبر والصّابرات ينبغي أن تكون أكثر صبرا.
3-
الموقف من البخل إلى جانب ما ذكرناه:
أ‌) أن تسأل الله الّذي لها، وتؤدّي الحقّ الّذي عليها.
ب‌) إن قصّر في الكماليّات فلا سبيل لها عليه، وإن فرّط في الواجبات فتأخذ ما يكفيها هي وبنيها بالمعروف.
4-
الموقف من عناد الزّوج وعنفه إلى جانب ما ذكرناه:
أ‌) ألاّ تُجاَدله، فجدال المرأة للرّجل العادي الطّباع، يثير غضبه ويثير لهبه، فكيف بالعنيف والعنيد.
ب‌) إن أرادت مخالفته لرأيه، فلتُخالفه وقت هدوئه وانبساطه إليها، فتطرح عرضها بألطف عبارة وأحسن إشارة.
تنبيه مهمّ جدّا: ( العبِرة بالبداية )..
قد يتعجّب الكثيرون من هذه الكلمة ! كيف تكون العبرة بالبداية، والجميع يعلم أنّ العبرة بالخاتمة ؟!
فأقول لك: لا تعجب، فأنا لا أقصد المصير إلى الله، وخروجه من دنياه على أخراه ..
إنّما أقصد أوّل أيّام الحياة الزّوجيّة ..
فكلّ من حرِص على أن يكون بينه وبين زوجته مجلس علم ومذاكرة، فيجعلا مجلسين أو أكثر في الأسبوع يتذاكران فيه كتابا في التّوحيد، ثمّ في التّزكية، أو سير السّلف الصّالح، أو الفقه، أو شرح أحاديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أو غير ذلك .. من حرِص على ذلك أوّل الأيّام، ولم يـنـقـطـعـا عن ذلك، فإنّهما يسهُل يجنيَان أعظم الثّمرات، وأشهى الطيّبات، من ذلك:
1-
القدرة على الحوار – وانعدامه من أجلّ المشكلات لدى كثير من الأزواج -، فبمدارستهما يتعوّدا على الحوار والمناقشة، ويتعوّد الرّجل على قبول مطارحات الزّوجة وأفكارها.
2-
التّقدير والاحترام- ما يُسمّى عندنا بـ( القْـدَر )-، فإنّ المرأة عند ذلك تحترم الرّجل لأنّها ترى فيه المعلّم والموجّه، فمهما أخطأ في حقّها ذاب كلّ ذلك في بحر منّته وفضله عليها. وكذلك هو يحترمها لأنّه لا يريد أن يخالف ما يأمرها به ويعلّمها إيّاه.
فمن سار على هذا النّهج من أوّل أيّامه، استطاع أن يأخذ بزمام السّعادة الزّوجيّة المنشودة.
ولكنّ أكثر الأزواج ابتعدْن عن ذلك في الأيّام الأولى فوجدوا صعوبة في فعله، ورأوه أنّه موقف ضعف !! وأنّه لفرط العيوب الّتي رأتها منه المرأة لا يستطيع أن يعلّمها !! وغير ذلك ممّا يوحي به الشّيطان إليه.
ولكن .. تذكّر أيّها الزّوج: ( ما أنزل الله من داء إلاّ وأنزل له الدّواء، إلاّ السّام- وهو الموت- )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأربعاء 24 فبراير 2010 - 23:22


*****************
سؤال : كيف تبنى الثقة بين الزوجين ويحافظا عليها؟
الجـــواب

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فإنّ الثّقة في الخطاب الشّرعيّ هي "
حسن الظنّ بالآخر
"، وهي أعظم دعائم وأركان دوام العِسرة الحسنة بين الزّوجين.
فكيف تُبنى الثّقة ؟ وكيف يُحافَظ علها ؟ فذلك يتمّ بأمور
:
1- بمعرفة حكم ثقة كلٍّ منهما في الآخر
: لأنّ المسلم يُصلِح البناء ويرأب الصّدع إذا علِم حكم الله في ذلك.
فإذا كان ظاهر كلّ من الزّوجين الخير والصّلاح، فلا بدّ أن يعلم الزّوج، وتعلم الزّوجة أنّ مجرّد الظنّ السّيئ بالآخر قد حرّمه الله، ويجب على العبد دفعُه ما أمكن.
فإن تكلّم به اشتدّت حرمته وعظمت، لذلك قال تعالى وهو يسدّ الطّريق إلى ذلك:{
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
(36)}، وذلك لقبح سوء الظنّ وقُبح آثاره على النّفس والجماعة.
2- بالنّظر إلى سوء عاقبة انعدام الثّقة
:
قال العلماء: (
سوء الظنّ مفتاح كلّ شرّ، ومغلاق لكلّ خير
)، وذلك لما يلي:
* فهو يقود إلى التجسّس، والتجسّس يقود إلى الغيبة، وكلّ ذلك يجرّ إلى العداوة والبغضاء والاختلاف والتّدابر، لذلك قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
}.
فحذّر من سوء الظنّ، ثمّ من التجسّس لأنّ الأوّل طريق الثّاني.
* وأنّه مفتاح إلى اتّهام النّاس بالباطل، وحادثة الإفك خير مثال على ذلك، فأمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أصفى النّساء سريرة، وأنقاهم خلقا وسيرة، تخلّفت عن القافلة، ورآها صفوان بن المعطّل رضي الله عنه، وهو من أتقى الرّجال، فكان الواجب أن يُحْسَنَ بهما الظنّ، ولكنّ المنافقين ومن وقع في حبائلهم أساءوا الظنّ فزلزلت المدينة بالإفك زلزالا شديدا، قال تعالى:{ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ
(12)}[النّور].
* وجعله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أكذب الحديث
.
* أنّه يَحْرُم العبد من كثير من الخير، فيحرمه من العيش في السّكينة والطّمأنينة، فيبقى ينظر إلى من حوله نظرة عداء، جاء في " بهجة المجالس ": قيل لبعض العلماء:من أسوأ النّاس حالا ؟ قال: من لم يثق بأحد لسوء ظنّه، ولم يثق به أحدٌ لسوء فعله
".
3-
اتّقاء مواطن التُّهَم:
فينبغي لكلّ من الزّوجين أن يتّقِي مواطن التّهم، فإنّ القلوب ضعيفة، والشّبهات خطّافة.
وإذا أحسّ أحدهما أنّه أتى بشبهة، فعليه أن يطرحها على الآخر بصراحة متناهية
، كما فعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم كان مع زوجه صفيّة، ومرّ عليه صحابيّان، فقَالَ لَهُمَا:
((
تَعَالَيَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ )) قَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ: (( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ فِي أَنْفُسِكُمَا شَيْئًا
)).
وفي الصّحيحين أيضا عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: ((
مَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ
)).
فلا يليق أن يُلقِي أحد الزّوجين بنفسه في شبهة، ثمّ لا يبيّن وجه الحقّ فيها، ثمّ يقول للآخر: أين الثّقة ؟ أين حسن الظنّ ؟
فهذا خطأ، ل
أنّه هو من عرّض نفسه للتّهمة، فلا يلومنّ إلاّ نفسه
.
والله تعالى أعلم، وأعزّ وأكرم
*****************
سؤال : كيف يتعامل كل طرف مع الغيرة الزّوجيّة ؟
الجـــواب
الغيرة نوعان:
1) النّوع الأوّل: غيرة مشروعة محمودة.
وهي الّتي تحمِل الزّوج على حبّ زوجته، والزّوجة على حبّ زوجها، ولولا الغيرةُ ما تحرّكت القلوب ولا الجوارح، وما حُرِست الدّيار، ولا حُمِيت الذّمار، كما قال ابن القيّم رحمه الله:" إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلت المحبّة, بل ترحّل الدّين كلّه ".
وذمّ الله تعالى من خلا قلبه من هذه الصّفة، فقد روى النّسائي وغيره عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ: العَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ، وَرَجُلَةُ النِّسَاءِ )).
في رواية قَالُوا: فَمَا الدَّيُّوثُ ؟ قَالَ: (( الَّذِي لاَ يُبَالِي مَنْ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ )).
[b]ومن أنفس ما حفظه لنا علماؤنا
قصّة تكتب بماء الذّهب-وقد ذكرها ابن الجوزي في " المنتظم "، وابن كثير في " البداية والنّهاية "- في أحداث 686 هـ:
جرت لامرأة اختصمت مع زوجها إلى قاضي الرّي، ادّعت على زوجها صداقا قدره 500 دينار، وقالت: ما سلّمه لي أبدا. فأنكر الزّوج، فجاء الشّهود الّذين حضروا مجلس العقد، فقال الشّهود: " نريد أن تُظهر لنا وجهها حتّى نعلم أنّها الزّوجة "..
ومن المقرّر أنّ هذا من المواطن التي أباح الله فيها النّظر إلى المرأة، إذ لا يخفى عليكم أن نظر الرجل إلى المرأة محرّم إلاّ في مواطن ضيّقة كالخِطبة والمعاملة كبيع وإجارة، وفي الشهادة كما في قصّتنا هذه .. لكن ..
لمّا سمع الزّوج ذلك صرخ .. صرخ وقال:" لا تفعلوا هي صادقة فيما تدّعيه ".
إنّه يريد صيانة زوجته من أن يراها الرّجال ..
فلمّا رأت الزّوجة ذلك منه، وأنّه ما أقرّ إلاّ ليصون وجهها، قالت:" هو في حِلٍّ من صداقي في الدّنيا والآخرة "..
لذلك قال ابن الجوزيّ رحمه الله قبل أن يذكرها: " ومن عجائب ما وقع من الحوادث في هذه السّنة .." ثمّ روى القصّة بسنده. ولذلك قال قاضي الريّ: "اكتبوها في مكارم الأخلاق ".
2) النّوع الثّاني: غيرة ممنوعة مذمومة.
وهي الّتي يصحبُها سوء الظنّ، والتجسّس، والاتّهام بالباطل، فهذه من الشّيطان، يريد أن يفرّق بين المرء وزوجه، فقد روى أبو داود عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ يَقُولُ: (( مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ، فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ: فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ )). أي: الغيرة المحمودة إن كانت هناك شبهة كما ذكرنا في الجواب عن السّؤال السّابق، والمذمومة إن لم يكن ثمّة ما يدعو إليها.
فكيف يتعامل الزّوجان تجاه هذه الغيرة، فعليهما بـ:
أ‌) الدّعاء: فقد روى الإمام أحمد-وهو في صحيح مسلم بألفاظ أخرى- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ، جَاءَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم فَخَطَبَنِي ... فَقُلْتُ: إِنَّ لِي بِنْتًا، وَأَنَا غَيُورٌ ؟. فَقَالَ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا، وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ ))..
ب‌) [b]حسن الظنّ
- كما سبق تفصيله في الجواب عن السّؤال السّابق-.
ت‌) حمل النّفس على تقبّل الغيرة: فإنّ الغيرة طبعٌ، وإذا اشتدّت فينبغي توطين النّفس على قبولها، لأنّ الشّدة تقابل باللّين، والنّار تقابل بالماء، وما على الأزواج إلاّ أن يقرءوا قصص أمّهات المؤمنين وغيرتهنّ على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
بل إنّ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها دعت على نفسها بالموت !! روى البخاري عنها أنّها رضي الله عنه ( رَكِبَتْ عَلَى بَعِيرِ حَفْصَةَ، وَرَكِبَتْ حَفْصَةُ عَلَى بَعِيرِ عَائِشَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلُوا، فَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ، فَغَارَتْ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ رِجْلَيْهَا بَيْنَ الْإِذْخِرِ، وَتَقُولُ: " يَا رَبِّ ! سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي ".
ث‌) إظهار المشاعر:
فلا بدّ في هذه الحالة أن يزيد كلّ منهما من إظهار مشاعر المودّة ومحبّة والإعجاب تجاه الآخر، فإنّ ذلك ممّا يُطفِئ بشدّة نار الغيرة، ويخفّف من لهيبها, ولكنّ أغلب البيوت اليوم لا تعاني من فقر الدم، بقدر ما تعاني من فقر المشاعر.
نسأل الله التّوفيق والهداية
[/b]

*****************
سؤال :ما هي أفضل أوقات الحوار بين الزّوجين ؟
الجـــواب

* فإنّ الحوار بين الزّوجين من متطلّبات الحياة اليوميّة، ليس له وقتٌ معيّن، فمتى دعت الحاجة إلى النّقاش والمحاورة وتبادل الأفكار، والتّشاور، فذلك وقته.
* لكن، ربّما حدث طارئ مهمّ، يحتاج إلى إعمال الفكر، وهدوء النّفس، فهنا يكون أحسن وقت للحِوار، الوقت الّذي يكون فيه كل من الزّوجين قد خلا ذهنهما من المشاغل اليوميّة.
ولتَحْذر المرأة من الخوض في المسائل الكبار والزّوج تعِبٌ يريد النّوم، أو جائع، فإنّ ذهاب النّوم ملهبة، ودوام الجوع مغضبة.
* وتذكّروا أنّنا ذكرنا فيما سبق من الإجابات عن هذه الأسئلة، أنّه ينبغي أن يجعل الزّوجان ساعة أو أقلّ من ذلك، يتدارسان فيها كتابا نافعا، كتفسير كتاب الله، أو شرح أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو دراسة كتاب في العلوم الشّرعيّة، فإنّ تبادل المعارف في العلوم الشّرعيّة، يفتح الطّريق إلى الخوض في نقاط مهمّة تتعلّق بحياة الزّوجين.
والله أعلم.
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأربعاء 24 فبراير 2010 - 23:29

*****************
سؤال : ما هي أهم وسائل حسن الاختيار ؟
الجـــواب
أرجو كلمة إلى نساء الإسلام ليعرفن مدى الدّور المهم المنوط بهنّ في الزّواج الإسلاميّ السّعيد.
الجواب
:
فالحديث إلى النّساء حديث يطول، ويحتاج إلى غيري ممّن يُحسِن الكلام فيصول ويجول، فنسأل الله الإعانة والتّوفيق.
الحديث إلى من يقال عنهنّ: إنّهنّ نصف المجتمع، والحقّ أنّها تربّي النّصف الآخر،
فهي المجتمع كلّه
:
إن كنت أمّا فأنت المربّية للأجيال، وأنت الصّانعة للأبطال
وإن كنت بنتا فأنت صـرح تعلّـق عليه كـلّ الآمـال
وقد أنـزل الله فيـك قرآنا يُـتلـى إلـى يـوم المـآل
وإن كنت زوجة فأنت السّكن... وأنت الفيئ والظّـلال

أمّا الزّوجة .. فنقول لها: كوني لزوجك خـيـر لـبـاس
..
فقد شبّه الله تبارك وتعالى المرأة باللّباس: فقال:{
هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ لماذا
؟
• أوّلا: لأنّ من طبيعة المرأة أن تعتني بلباسها
:
فكذلك زوجها، عليها أن تخدمه خدمة الأمة لسيّدها .. وقد قالت الأمّ الصّالحة لابنتها وهي تعِظُها ليلة زفافها: (
كونِي له أمةً، يكُنْ لكِ عبدا
).
• ثانيا: أنّ اللّباس ساتر للعورة
:
فينبغي للمرأة أن لا تكشف سرّ زوجها، ولا تحدّث به أحدا من أهلها، لأنّ ذلك يُنزل من مقامه في نظرهم، ويثير العداوة بينه وبينهم، ومن وصايا تلك المرأة الصّالحة أيضا لابنتها:"
لا تفشي لـه سراً، ولا تعصي لـه أمراً، فإنك إنْ أفشيت سرّه، لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره
".
• ثالثا: لأنّ اللّباس زينة، فينبغي للمرأة أن تُزيّن حياة زوجها، لأنّها لباسه، وقد كان أحد السّلف كلّما دخل بيته قال:" ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله " فسئل عن ذلك ؟ فقال: ألم يقل الله تعالى:{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } ؟ قيل: بلى. قال: فإنّ زوجتي جعلت بيتِي جنّة
!!!!
• رابعا: أنّ اللّباس مصدر الدّفء، فينبغي للمرأة أن تكون مصدر دفء الرّجل، وهو ما تحقّقه له من السّكينة والطّمأنينة، وصدق من قال: لا يُسمّى البيت مسكناً حتّى تدخله الزّوجة
. لأنّ السّكن من السّكينة.
• خامسا: ولأنّ اللّباس أقرب شيء إلى العبد
، فكذلك المرأة، لا بدّ أن تعمل لأن تكون أقرب النّاس إليه، يقاسمها سرّه، ويشاطرها أمره، وقد سمّاها الله في القرآن ( صاحبة )، فعليها أن تُحسِن الصّحبة.
الشّــاهـــد .. أنّ المرأة إذا أقبلت على الحياة الزّوجيّة، فينبغي لها أن تستعدّ إلى أنّها ستحمل عِبئا كبيرا، وأمرا عظيما، وكثيرا ما أشبّهها بسـائـق السـيّارة .. فالسّائق لا ينظر أمامه فحسب، ولكنّه ينظر أيضا خلفه وعن يمبنه وشماله، وإلى مؤشّر الحرارة، ومؤشّر البنزين، وغير ذلك.
ورضي الله عن تلك الصّحابيّة الّتي عرفت قدرها .. فقد روى البزّار بإسناد جيِّد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رَجُلٌ بِابْنَتِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالَ: إِنَّ ابْنَتِي هَذِهِ أَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَ
، فَقَالَ لهَاَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:
((
أَطِيعِي أَبَاكِ
)).
فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ
لاَ أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا حَقُّ الزَوْجَ عَلَى زَوْجَتِهِ
؟ قَالَ:
((
حَقُّ الزَوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ لَوْ كَانَتْ بِهِ قُرْحَةً فَلَحَسَتْهَا أَوْ اِنْتَثَرَ مَنْخِرَاهُ صَدِيدًا أو دَمًا ثُمَّ ابْتَلَعَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ
)).
قَالَتْ:
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا
!
فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: ((
لاَ تُنْكِحُوهُنَّ إِلاَّ بِإِذْنِّهِنَّ
)).
[وهو في " صحيح التّرغيب والتّرهيب " (1934)].
ولكن، لا بدّ أن لا يغفل الرّجل عن الشّطر الثّاني لآية، فقد قال تعالى:{ وأَنْتَمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ }، والله الموفّق.

[color=fuchsia]
*****************
سؤال :قوله تعالى:{ وَأُحْضِرَتْ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وَالصُّلْحُ خَيْرٌوردت هذه الآية في ذكر الصلح بين الزّوجين، فما المقصود بالشح في هذه الآية ؟
الجـــواب
الجواب:
ممّا يعتبر من أحكام النّساء الّتي يسأل عنها هو حكم المرأة التي تكون تحت رجل يبغضها، أو تظنّ أنّه يبغضها، فقال تعالى في أوّل سورة ( النّساء ):{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء: من الآية19]، وهذا أمر للزّوج بالإحسان.
فإذا أراد المفارقة ولم ترض المرأة بها، فما الحكم ؟
نزل لعلاج ذلك قوله تعالى:{ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ }.
والمراد بالصّلح:
هو أن تُصالح المرأة زوجها على أنّه إن أبغضها، فلا يطلّقها، وتتنازل عن نفقتها، أو تتنازل للزّوجة الأخرى عن أيّامها.
روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:{ وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}: هِيَ الْمَرْأَةُ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ لَا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا فَيُرِيدُ طَلَاقَهَا وَيَتَزَوَّجُ غَيْرَهَا، تَقُولُ لَهُ: أَمْسِكْنِي وَلَا تُطَلِّقْنِي ثُمَّ تَزَوَّجْ غَيْرِي، فَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنْ النَّفَقَةِ عَلَيَّ وَالْقِسْمَةِ لِي، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَصَّالَحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}.
فقوله تعالى:{ وَأُحْضِرَتْ الأَنْفُسُ الشُحَّ }: وهذه جملة معترضة، يريد الله من خلالها أن يُذكّر كلاّ من الزّوجين أنّ مبنى الحقوق على المشاحّة، وكلّ نفس تدعو صاحبها إلى الشحّ - وهو غاية البخل -، فينبغي إخضاعها إلى المسامحة.
ولمّا كان هذا الخلق قبيحا في نفسه لم يُسنِده الله إلى نفسه، فالّذي أحضره هو الشّيطان الّذي لا يسعد بمثل ما يسعد عند افتراق الزّوجين.
والشحّ الواقع سببه أنّ كلاّ من الخصمين يريد أن يُبقِي لنفسه بعض الحظوظ. فليس من السّهل أن تتنازل المرأة عن بعض أيّامها لضرّتها، أو أن تتنازل عن نفقتها ليبقى معها زوجها.
ونظير ذلك: تذكير الله تعالى للزّوجين حال الطّلاق بأنّ الرّزق من عنده، فما عليهما إلاّ أن يخافا الله في أمره، فقال تعالى في سورة ( الطّلاق ):
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }.
{ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }.
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }.
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }.
حتّى قال:{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }.
كلّ ذلك، لأنّ مقاطع الحقوق، يصحبها كثير من العصيان والعقوق، فذكّر الله تعالى بالخوف منه، والعمل بطاعته.
والله أعلم.


*****************
سؤال : يتزوّج الناس لدوافع وأسباب، ومن بينها دوافع ستّ، ألا وهي:
1_الديني 2_الاجتماعي 3- الجنسي 4- الوالدية 5-النفسي 6- الخاصية
أطلب من شيخنا الفاضل أن يشرح لنا كلّ عنصر، إن لم يكن لديه مانع
؟

الجـــواب
نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ الجواب قد يطول، ولذلك سأجيب عنه إجابةً مقسّطة، حتّى يسهُل على القارئ متابعتها.
وننطلق للإجابة عن هذا السّؤال من الحديث المشهور، الّذي رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ )).
قوله: (( لمالها )):
لا شكّ أنّ طالبه قد طلب ظلاّ زائلا ونعيما حائلا، ولا يفتخر به أهل المروءة والبصيرة. وإذا كان المال لا يُشترط في الزّوج الّذي أمر بالنّفقة، وسدّ الحاجات، فكيف يُطلب في المرأة ؟
وطلب المال يندرج غالبه تحت السّبب الاجتماعيّ.
قوله: (( وَلِحَسَبِهَا )):
والحسب هو: الشّرف، ولكنّ بينهما فرقا عند الاقتران، فيكون الشّرف أعمّ، إذ هو في الذّات والآباء والأجداد، أمّا الحسب فهو الشّرف بالآباء وبالأقارب خاصّةً، مأخوذ من الحساب، لأنّهم كانوا إذا تفاخروا عَدُّوا مناقبهم ومآثر آبائهم.
وطالب ذلك يكون قد طلب ما أبطله الله تعالى قائلا:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: من الآية13]، وهدمه النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: (( أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ )).
وهذا يندرج كذلك تحت السّبب الاجتماعيّ


تــــابــــع ( الاختيار الأحسن للزّوجين )
قوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وجمالها
):
قال الحافظ: " يؤخذ منه استحباب تزوّج الجميلة إلاّ إن تعارض الجميلة غير المتدينة، نعم لو تساوتا في الدّين فالجميلة أولى ".
فالجمال مثل المال، فكما قال صلّى الله عليه وسلّم: (( نِعْمَ الماَلُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ ))، فكذلك الجمال في المرأة: نعم المرأة ذات الجمال، في المرأة صالحة الخصال والخِلال.
وما أحسن ما ذكره الإمام ابن القيّم رحمه الله في الباب التّاسع عشر من " روضة المحبّين ونزهة المشتاقين ":
" اعلم أنّ الجمال ينقسم قسمين: ظاهرا وباطنا.
فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته، وهو جمال العلم والعقل والجود والعفّة والشّجاعة.
وهذا الجمال الباطن هو محلّ نظر الله تعالى من عبده، وموضع محبّته، كما في الحديث الصّحيح: (( إِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )).
وهذا الجمال يزيّن الصورة الظّاهرة وإن لم تكن ذات جمال:
فيكسو صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتسبت روحه من تلك الصفات.
فإنّ المؤمن يُعطَى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه، فمن رآه هابه، ومن خالطه أحبّه، وهذا أمر مشهود بالعِيان.
فإنّك ترى الرّجل الصّالح المحسنَ ذا الأخلاق الجميلة من أحلى النّاس صورةً وإن كان أسود أو غير جميل، ولا سيّما إذا رُزِق حظًّا من صلاة اللّيل، فإنّها تنوّر الوجه وتحسّنه.
وقد كان بعض النّساء تكثر صلاة اللّيل، فقيل لها في ذلك ؟ فقالت: إنّها تحسّن الوجه وأنا أحبّ أن يحسُنَ وجهي.
وأمّا الجمال الظّاهر: فزينة خصّ الله بها بعض الصّور عن بعض، وهي من زيادة الخلق الّتي قال الله فيها:{يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ}، قالوا: هو الصّوت الحسن والصّورة الحسنة والقلوب.
وقد ثبت في الصّحيح أنه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (( إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ )).
والجمال الظاهر من نعم الله أيضا على عباده يوجب الشكر، وشكره التّقوى والصّيانة، فكلّما شكر مولاه على ما أولاه زاده الله جمالا ومنحه كمالا، وأمّا إن بذل الجمال في المعاصي عاد وحشة وشينا كما شوهد من عالم كثير في الدنيا قبل الآخرة، فكلّ من لم يتّق الله سبحانه وتعالى في حسنه وجماله انقلب قبحا وشينا يشينه الله به بين النّاس "اهـ.
وما أحسن قول القائل:
وَمَا يَنْفَعُ الْفِتْيَانَ حُسْـنُ وُجُوهِهِمْ
إذَا كَانَتْ الْأَفْعَـالُ غَيْـرَ حِسَـانِ
فَلَا تَجْعَلْ الْحُسْنَ الدَّلِيلَ عَلَى الْفَتَى
فَمَا كُلُّ مَصْقُـولِ الْحَدِيدِ يَمَـانِي

وقال آخر وأحسن:
صُنْ الْحُسْنَ بِالتَّقْوَى وَإِلَّا فَيَذْهَـبْ
فَنُورُ التُّقَى يَكْسُو جَمَـالًا وَيُكْسِبْ
وَمَا يَنْفَعُ الْوَجْهَ الْجَمِيـلَ جَمَـالُهُ
وَلَيْسَ لَهُ فِعْـلٌ جَمِيلٌ مُـهَـذَّبْ
يَزِيدُ التُّقَى ذَا الْحُسْنِ حُسْـنًا وَبَهْجَةً
وَأَمَّا الْمَعَـاصِي فَهِيَ لِلْحُسْنِ تَسْلُبْ

وهذا يندرج تحت السّبب الجنسيّ، والنّفسيّ كذلك.
ومن محاسن ما أُثِر عن علي بن القاضي عياض رحمه الله، أنّه صلّى خلف إمام قرأ في صلاته بسورة الرّحمن، فلمّا سلّم قيل لعليّ:
أما سمعت ما قرأ الإمام
:{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) )فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} ؟
فقال له: شغلتني عنها ما قبلها:{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ} [الرّحمن:35].
ويدخل تحت السّبب الجنسيّ أيضا:
استحباب أن تكون المرأة بكرا إلاّ إذا كانت هناك مصلحة، فحينها يتزوّج من ثيّب.
وذلك لما رواه البخاري ومسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنّ النبيَّ سألَهُ حين تزوّج : (( فَبِكْرًا تَزَوَّجْتَ أَمْ ثَيِّبًا ؟)).
قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا. قَالَ: (( أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ )). ثمّ ذكر له سبب زواجه من ثيّب، قال:
قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ.ل: إِنَّ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ تِسْعَ بَنَاتٍ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ جَارِيَةً خَرْقَاءَ مثْلَهُنَّ] قال له النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في رواية للبخاري أيضا - (( أَصَبْتَ )).
ففيه أنّ البكر أطيب وأصلح، ولكنّ الثيّب لمن كان له أولاد أصلح له، فقد قال رَضِي اللهُ عَنْهُ: ( فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتُصْلِحُهُنَّ ).. وفي رواية: ( تُعَلِّمُهُنَّ وَتُؤَدِّبُهُنَّ )


تــــابــــع ( الاختيار الأحسن للزّوجين )
قوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( [b]وَلِدِينِهَا وَخُلُقِها
)):
فذكر الدّين والخلق.
أمّا الدّين فيطلق ويراد به:
1- الإسلام: فقد أجمع المسلمون على تحريم وبطلان نكاح الكافر للمسلمة، وعلى تحريم نكاح المسلم للمشركة، وفصّلوا في نكاح الكتابيّة.
ولكن هذا الشّرط لوضوحه لا يتطرّق إليه شرّاح هذا الحديث. وقالوا إنّ المقصود من الحديث النّوع الثّاني، وهو:
2- التديّـن:
قال الدّردير في " الشّرح الصّغير "(2/400): " الدّين: التديّن أي كونه ذا ديانة احترازا من أهل الفسوق ".
وقال الكاسانيّ في " البدائع " معلّلا (2/320):" لأنّ التّفاخر بالدّين أحقّ من التّفاخر بالنّسب والحرّية والمال، والتّعيير بالفسق أشدُّ وجوه التّعيير " اهـ.
فيجب على المسلم والمسلمة أن يكون أهمّ خصلة تحرّكهما إلى الزّواج، هو الدّين، والاستقامة على شرع ربّ العالمين.
قال تعالى:{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ} [السجدة:18]، وقال:{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور من:26].
وفي الحديث الحسن الّذي رواه التّرمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ )).
قال الإمام الشّوكانيّ رحمه الله في " السّيل الجرّار " (2/291):
" من لا يُرضَى دينه لا يُزوّج، وذلك هو معنى الكفاءة في الدّين، والمجاهر بالفسق ليس بمرضيّ الدّين ".
وقال السّبكي-كما في تكملة المجموع (16/188)-:
" الفاسق لا يُؤمَنُ أن يحمله فسقه على أن يجنِي على المرأة ".
وقال الصّاوي-كما في حاشيته على " الشّرح الصّغير "(2/401)-:" مخالطة الفاسق ممنوعة، وهجرُه واجب شرعا، فكيف النّكاح ؟! ".
وقال ابن قدامة رحمه الله في " المغني " (7/375):
" الفاسق مردود الشّهادة والرّواية، غير مأمون على النّفس والمال، مسلوب الولاية، ناقص عند الله وعند خلقه، قليل الحظّ في الدّنيا والآخرة، فلا يجوز أن يكون كُفْءًا للعفيفة ولا مساويا لها، لكن يكون كفءًا لمثله ".
تنبيه:
وبمثل هذا قال أهل العلم في أهل البدع والأهواء كالرّافضة والصّوفيّة والجهميّة والخوراج، كما بسط ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى " (32/61).
هذا في الدّين.
أمّا الخلق :
فهو من الدّين بلا ريب، ولكنّ النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عطفه على الدّين من باب عطف الخاصّ على العام تنويها بالخاصّ، فإنّ المرأة المطلوبة للنّكاح، والرّجل الّذي يطلب النّكاح لا بدّ أن يجمع كلّ منهما إلى الدّين حسنَ الخلق، فلا يكون أحدهما فاحشّا متفحّشا، ولا سبّابا ولا لعّانا، يعرف أحدهما أو كلاهما فنّ إدارة الحياة الزّوجيّة.
وتاج الأخلاق كلّها: الودّ والتودّد


تــــابــــع ( الاختيار الأحسن للزّوجين )
نعم .. إنّ تاج الأخلاق كلّها: [b]الودّ والتودّد
.
فقد روى الطذبرانيّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( أَلَا أُخْبِرِكُمْ بِنِسَائِكُمْ فِي الْجَنَّةِ ؟ )).
قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولُ اللَّهِ ! قَالَ:
(( كُلُّ وَدُودٍ وَلُودٍ، إِذَا غَضِبَتْ أَوْ أُسِيءَ إِلَيْهَا أَوْ غَضِبَ زَوْجُهَا قَالَتْ: هَذِهِ يَدِي فِي يَدِكَ لاَ أَكْتَحِلُ بِغَمْضٍ حَتَّى تَرْضَى )).
والودود هي الّتي تتودّد إلى زوجها بالكلام الطيّب والمعاملة الحسنة، وتسارع إلى إرضاء زوجها وإن كانت مظلومة، وتقول:
( هَذِهِ يَدِي فِي يَدِكَ، لاَ أَكْتَحِلُ بِغَمْضٍ حَتَّى تَرْضَى ).
ويمكن أن يقال: إنّ الله ما جعل مثل هذه المرأة في الجنّة إلاّ لأنّها حرصت أن تكون مثل النّساء اللاّء أسكنهنّ الله الجنّة، وهنّ الحور العين.
فإنّ الله قد ذكر في القرآن الكريم صفاتٍ طيّبةً للحور العين، وما على المرأة إلاّ أن تحرص على التحلّي بصفات نساء الجنّة، وكأنّ الله يقول: ليكن النّساء مثل هؤلاء !
ومن أوصاف الحور الّتي أشاد بها القرآن الكريم:
التودّد: فقد وصفهنّ الله بأنّهنّ ( عُرُبٌ )، والعرب جمع عروب وهنّ المتحبّبات إلى أزواجهنّ، وقال المبرّد: هنّ العاشقات لأزواجهنّ.
ومن التودّد الغزل وكلمات الثّناء، فمن أوصاف نساء الجنّة أنّهنّ يُحسِنّ الغزل والشّعر.
روى الطّبرانيّ عن ابن عمر رَضِي اللهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((
إِنَّ أَزْوَاجَ أَهْلِ الجَنَّةِ لَيُغَنِّينَ أَزْوَاجَهُنَّ بِأَحْسَنِ أَصْوَاتٍ سَمِعَهَا أَحَدٌ قَطْ، إِنَّ مِمَّا يُغَنِّينَ:
نَحْنُ خَيْرُ الحِسَانِ أَزْوَاجُ قَوْمٍ كِرَامٍ
يَنْظُرْنَ بِقُرَّةِ أَعْيَانٍ
وَإِنَّ مِمَّا يُغَنِّينَ بِهِ:
نَحْنُ الخَالِدَاتُ فَلاَ يَمُتْنَهْ نَحْنُ الآمِنَاتُ فَلاَ يَخَفْنَهْ
نَحْنُ المُقِيمَاتُ فَلاَ يَظْعَنَّهْ
)).
ومن أوصافهنّ أنّهنّ: قاصرات الطّرف، أي: يقصُرْن طرفهنّ على أزواجهنّ فلا يطمحنّ في غيره.
فكذلك المرأة ينبغي أن تُثْنِي على زوجها، وتجعله يظنّ أنّه أفضل النّاس في نظرها.
لذلك قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
• ( فاظفر بذات الدّين تَرِبَتْ يَدَاكَ ):
والمعنى: أنّ اللاّئق بصاحب الدّين والمروءة أن يكون الدّين مطمحَ نظره في كلّ شيء، لا سّيما فيما تطول صحبته، فأمر النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتحصيل صاحبة الدّين الّذي هو الغاية من الخَلْق. ورحم الله القائل:
تُرجـى النسـاء لأربـعٍ في ذاتـهــا
فيها المنـاقب، والمثـالـب ، والبَــلا
فـي الـدين أوّلـهـا تلـيـه نضـارة
في الوجـه أو مـالٌ وأصـلٌ فـي المَـلا
فإذا ابتـغيـتَ مـن الأنـام حليـلـةً
فـاظفَـر بذات الديـنِ شـرطـاً أوّلا

ولا بدّ أن يتذكّر المؤمن ما عسى أن يكون من وراء زواج الطيّب بالطيّبة:{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف:58] ..
فالشاهد أنّ أعظم وأهمّ صفات المرأة الصّالحة على الإطلاق هو الدّين والخلق، والالتزام بتعاليم ربّ الأنام{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: من الآية34] ..
التي تسعد الزّوج في حياته، وتعينه على العمل لما بعد مماته ..
تلك الّتي مدحها رسول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائلا:
(( الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ )).
وكذلك المرأة، عليها اختيار الزّوج الصّالح، الذي إن أحبّها خدمها، وإن كرهها لم يظلمها، الذي فقه قول النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما رواه الترمذي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ-: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي )).
وكما قيل:
إنّ مـن الطّـيـــور البــجــع
والطّـيـور علـى أشكالـهـا تـقـع

وهذا هو الجانب الدّينيّ


تــــابــــع ( الاختيار الأحسن للزّوجين )
ومن الصّفات المهمّة في الزّوجين:
التّـفـرّغ:
فالمرأة لا بدّ أن تكون متفرّغة لرعاية أولادها وبناتها .. ليست بخرّاجة ولاّجة .. لا يشغلها عن أولادها شاغل مهما كان، لأنّ (( المَرْأَة رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا )).
وإنّنا نخشى بسبب الحملة العلمانيّة على هذه البلاد أن يصيب أولادنا ما أصاب أطفال الغرب .. ذلكم الواقع المرّ الّذي فرض على أربعة ملايين طفل أميريكيّ أن يعودوا إلى منازلهم من المدارس آخر النّهار، حاملين مفاتيح بيت خاوٍ من الوالدين، وهذا من أعظم ما يسبّب الإحباط والانحراف في سلوك الأطفال.
كذلك الرّجل ينبغي له أن يخصّص وقتا يوميّا لأولاده، يحادثهم، ويصاحبهم، ويسمع لهم، ويراقبهم، لا أن يكون يركض وراء الدّرهم والدّينار، ويرغب في ملء حسابه بكثرة الأصفار، فإنّ الانشغال عن تربية الأولاد من أكبر الجرائم وأقبح الأعمال يرتكبها الآباء والأمهات تجاه أولادهم:
ليـس اليتيـم مـن انتـهى أبـواه مــن
هـمّ الحيــاة وخـلّفـاه ذليـلاً
إنّ اليـتـيـم هـو الـذي تـلقـى لـه
أُمّـاً تخلّـت أو أبــاً مشـغـولا

وهذا يدخل تحت السّبب الدّينيّ والاجتماعيّ كذلك


تــــابــــع ( الاختيار الأحسن للزّوجين )
ومن أهمّ صفات الزّوجين:
القدرة على الإنجاب
: وهو ما ذكر في السّؤال بلفظ ( الوالديّة ).
فقد روى أبو داود عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ، وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا ؟ قَالَ:
(( لَا )).
ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: (( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ )).
فالمرأة ذات حَسَبٍ وَجَمَالٍ ! فمثلها لا يتردّد فيها الشّخص، ولكن ..
بها أمر يُنغّص الحياة .." وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ " ..
وكيف علم بذلك ؟
قال صاحب تحفة الأحوذي:
" كأنّه علم بذلك بأنّها لا تحيض ".
ويحتمل أيضا ما ذكره السّنديّ رحمه الله حيث قال: " بأنها كانت عند زوج آخر فما ولدت ".
فقَالَ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَا )).
وذلك لأنّ من مقاصد النّكاح هو إنجاب الذرّية، لنفعهم في الدّنيا والبرزخ والآخرة.
وإنّما أجاب النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرّجل بذلك، لأنّه من سؤاله تبيّن للنبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنّه راغب في الذرّية، أمّا المرأة العقيم فسييسّر الله لها أمرها فيتزوّجها من له ذرّية من غيرها.
واستنبط العلماء من ذلك كراهة التزوّج من المرأة العقيم، كما ذكره ابن القيّم رحمه الله في " زاد المعاد " (4/252)، إلاّ إذا كان كما ذكرنا أنّ له ذرّية من غيرها.
فقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( الولود ): هي التي تكثر ولادتها.
قال العلماء:" ويعرف هذان الوصف في أقاربها، إذ الغالب سراية طباع الأقارب بعضهنّ إلى بعض


تــــابــــع ( الاختيار الأحسن للزّوجين )
ومن الصّفات الّتي ينبغي مراعاتها:
مراعاة حال أهلها من الاستقامة على الدّبن والالتزام بتعاليم ربّ العالمين:
وإنّ هناك حكماً للعرب، لصحّتها ووجاهتها ظُنّت حديثا فنسبت إلى النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقد زعموا أنّه قال: ( اختاروا لأبنائكم أخوالاوهو ليس بحديث صحيح، ولكنّ معناه في غاية الحسن.
ومن الصّفات أيضا:
الأولى اجتناب الزّواج من القريبات
: ونقصد بالقرابة القرابة الوثيقة، لمفسدتين:
الأولى: اجتماعيّة، لأنّه لقلّة وعي النّاس وبعدِهم عن الدّين، أضحوا بسبب ما يحدث من تنافرٍ بين الزّوجين - وربّما بسبب الطّلاق الّذي هو حلّ من الحلول - يؤدّي ذلك التّنافر إلى أن يتّسع إلى الأسرتين بكاملهما.
وما شُرع النّكاح إلاّ للمقاربة بين النّاس، حيث قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً} [الفرقان:54].
الثّانية: صحّية، لأنّ التّقارب الشّديد يؤدّي إلى ظهور إعاقة في الذّرّية، وقد أكّدت الأبحاث العلميّة أنّ ذلك يحدث في كلّ ثلاث حالات.
ونقول غالبا، لأنّ هناك من تزوّج بقريبته ولم يظهر شيءٌ من ذلك، وها هو عليّ رضي الله عنه تزوّج من فاطمة وهي ابنة ابن عمّه صلّى الله عليه وسلّم.
ومن الصّفات المهمّة أيضا:
الخلوّ من الأمراض المعدية:
وذلك يُفضي بنا إلى الحديث عن الفحص الطبيّ قبل الزّواج


أخـــيــرا: ( الاختيار الأحسن للزّوجين )
فما حكم الفحص الطبيّ قبل الزّواج ؟
هذا من القضايا النّازلة، وذلك لانتشار الأمراض المستعصِية.
وقد تطوّرت الهندسة الوراثيّة إلى حدّ كبير، ممّا جعل هناك دعوة قويّة لإلزام النّاس بالفحص الطبّي.
وللفحص الطبّي أصل في الشّريعة وهو قوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما رواه البخاري عن أبي هريرة رَضِي اللهُ عَنْهُ -: (( فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ ))، وما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (( لَا تُورِدُوا الْمُمْرِضَ عَلَى الْمُصِحِّ )). وقوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فيما رواه أحمد وابن ماجه عن عبادة بن الصّامت رَضِي اللهُ عَنْهُ-: (( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ )).
فهناك أمراض وراثيّة تنتشر في بعض المجتمعات، وحامل المرض ليس بالضّرورة أن يكون مريضا بالضّرورة، إنّما يحمل المرض وينتقل إلى بعض ذرّيته.
وقبل بيان حكمه، فإنّه لا بدّ من بيان ما للفحص الطبّي من مصالح ومفاسد، نوجزها فيما يلي:
المــصــالــح
:
- أنّ المُقدمين على الزّواج يكونون على علم بالأمراض الوراثيّة المحتملة إن وُجدت، فتتّسع الخيارات في عدم الإنجاب أو عدم إتمام الزّواج.
- المحافظة على سلامة أحد الزّوجين من الأمراض.
- أنّ هناك أمراضا وراثيّة تنتشر بشكل واضح في حوض البحر المتوسّط ولها وسائل وقائيّة قبل الزّواج ومن أشهر هذه الأمراض التّلاسيميا ( مرض فقر الدّم ).
- إنّ عقد الزّواج عقد عظيم يُبنَى على أساس الدّوام والاستمرار، فإذا تبيّن بعد الزّواج أنّ أحد الزّوجين مصاب بمرض معيّن فإنّ هذا يكون سببا في إنهاء الحياة الزّوجيّة.
- تقليل نسبة المولودين المشوّهين.
المــفــاســد:
- إيهام النّاس أنّ الفحص الطبّي يقيهم من الأمراض الوراثيّة، وهذا غير صحيح، فإنّ الفحص الطبّي لا يبحث غالبا إلاّ عن مرضين أو ثلاثة منتشرة في مجتمع معيّن.
- قد يحدث تسريب نتائج الفحص الطبّي فيتضرّر المريض، لا سيّما المرأة الّتي يعزف عنها الخُطّاب إذا علموا بسبب فسخ العقد، وإنّما هي في الحقيقة لا تصلح للأوّل فحسب.
- يحوّل الفحص الطبّي حياة بعض النّاس مليئة بالقلق والاكتئاب، والضّيق والاضطراب.
- الكلفة المادّية الّتي يتعذّر على بعضهم الالتزام بها.
فإذا علمنا ذلك، فما حكم إلزام الدّولة كلّ من يتقدّم للزّواج بإجراء الفحص الطبّي ؟ أي: هل يجعل شرطا أو أمرا اختياريّا ؟
قولان للعلماء المعاصرين في هذه النّازلة:
- الأوّل: أنّ لوليّ الأمر إلزام الرّعايا بهذا الفحص، فلا يتمّ العقد إلاّ به.
وممّن قال به: محمّد الزّحيليّ ( من علماء سوريا )، وحمداتي ماء العينين ( من علماء المغرب وعضو مجمع الفقه الإسلاميّ )، ومحمّد عثمان شبير ( أستاذ الفقه بكلّية الشّريعة بالجامعة الأردنيّة ).
- الثّاني: لا يجوز إجبار النّاس على مثل هذا الفحص، ولكن يُكتفى بتشجيع النّاس على القيام به ونشر الوعي بالوسائل المختلفة وبيان أهمّية هذا الفحص، وقال به الشّيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، والدّكتور عبد الكريم زيدان ( أستاذ الشّريعة الإسلاميّة بالجامعتين العراقيّة واليمنيّة )، ومحمّد رأفت عثمان ( عميد كلّية الشّريعة بالأزهر ).
والصّواب هو القول الثّاني، وإنّ إلزام النّاس بذلك تكتنفه وسائل عدّة، ثمّ يكون مصير هذه الشّهادة كغيرها من الشّهادات تخضع للجشع المادّي فتصيبها أسهم المحسوبيّة والرّشا وغير ذلك.
الحاصل: أنّ الصّفات المطلوبة في كلّ من الزّوجين:
1
-الدّين 2– الخلق الحسن 3– التودّد 4– التفرّغ 5– أن يكون أهل كلّ منهما صالحين
6– اجتناب القرابة الشّديدة 7– القدرة على الإنجاب 8– السّلامة من الأمراض المعدِية.

والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2010 - 21:24

*****************
سؤال : لا يحلّ للرّجل أن يَلبس أو يُلْبِس خطيبته ما يُسمّى بـ ( دبلة الخطبة ) وذلك لأسباب أربعة فما هي ؟
الجـــواب


الأوّل: لأنّها من عادات النّصارى، فلبسها يدخل في التشبّه بهم، بل ذكر أحد الباحثين، أنّ النّصارى أخذوها عن الفراعنة !
والثّاني: ما يُصاحبها من اعتقاد فاسد، فهم يعتقدون أنّها تجلب المحبّة، ولذلك يسمّونها ( l,alliance) أي: الرّابط والموطِّد.
وتراهم يلبسونها باليد اليسرى، لأنّها أقرب إلى القلب.
فمن ظنّ أنّ هذا الخاتم يؤلّف بين الزّوجين فإنّ عمله هذا يلحق - ولا شكّ - بعمل السّحرة والمشعوذين كـ( الصّرف والعَطف )، و( الـتِّوَلة )، الّتي اعتبرها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شركاً.
الثّالث: أصل العمل مبنيّ على عادةٍ كفريّة نصرانيّة:
فإنّ النّصرانيّ إذا وضعها في يد خطيبته، فعل ما يلي:
يلمس بها أوّلا الإبهام، ويقول: ( باسم الأب )!!
ثمّ يلمس بها السبّابة ويقول: ( وباسم الابن ) !!
ثمّ يلمس بها الوُسطَى ويقول: ( وباسم روج القدس ) !
وفي المرّة الرّابعة يضعها في البِنْصِر، ويقول: ( آمين ).
ولذلك يسمّون البِنصر ( l,annulaire ) والخاتم: ( l,anneau ).
فنرى أنّ أصل هذا العمل مبنيّ على الكفر بالله، والاعتقاد الخاطئ فيما يقضيه ويقدّره الله !
الرّابع: فإذا كانت هذه ( الدّبلة ) من ذهب، تضمّنت في حقّ الرّجل محظورا رابعا، وهو لبس الذّهب المحرّم على الرّجال.
والله تعالى أعلى وأعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2010 - 21:26


أولا: فإن ما يسمى بـ(دبلة الخطبة) له شكله المميّز والمعروف، فإن شاءت المخطوبة أن تتخذ خاتما، فلتتخذه من غير ذلك النوع.
ثانيا: لا حاجة لوضع مثل هذه الدبلة. فهو أمر ثانوي كمالي، إن لم نقل أدنى من ذلك.
وقولهنّ: ( أضع الدبلة كي يعرف الناس أني مخطوبة ) !
فقد تطرح المرأة الغربية هذا التّعليل، لأنّها تخالط الرجال، ولا يدينون بمعرفة الحرام من الحلال، أمّا المرأة المسلمة المتديّنة المطيعة فلماذا ؟
ما فائدة معرفة النّاس بأنّها مخطوبة ؟
ثم أين الضّرر إن ظنّوها غير مخطوبة ؟
ثمّ ألا يمكنها أن تخبر من يسألها من النساء بالكلام أنّها كذلك ؟
ثالثا: الشّيء المباح قد يُكره أو يحرّم إن كان فيه مضاهاة لعمل محرّم، وقد رأينا أنّ أصل هذه (الدّبلة) مبنيّ على خرافات الوثنيّين والنّصارى، فهل من الجائز أن يشابههم المسلم في فعلهم لمجرّد أمر كماليّ ؟
ومن تأمّل أحكام الشّريعة علم أنّها جاءت بالنّهي عن مضاهاة أعمال الكافرين والمشركين.
ولا يخفى على أحد النّهي عن الذّبح لله في مكان ذُبح فيه لغير الله.
والنهي عن تعليق التّمائم ولو من القرآن حتّى لا يتّخذها النّاس من غير القرآن فلا يتميّز الحقّ من الباطل.
وها هي ( حنّاء العروس ) أمر جائز ليلة الزّفاف، ولكنْ لمّا شاعت خرافة أنّها تجلب الحظّ الحسن ( كما يقال عندنا: تزيّن السّعد ) نهى عن ذلك العلماء، وقالوا: إن أرادت فعلها فلتفعلها قبل تلك اللّيلة أو بعدها.
وغير ذلك من الأمثلة، الّتي تدلّ على هذا الأصل، وقد أطال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيانه في كتابه العظيم:" اقتضاء الصّراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ".
والله الموفق لا ربّ سواه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2010 - 21:28

نلاحظ هناك شروخا بين الزوجين في بداية مشوارهما الأسريّ، وسببه: النّظرة المثالية الّتي بناها كلّ واحد تجاه الآخر، فالزّوجة تصوّرت أنّ زوجها خالص من الشّوائب، ثمّ بنت على أساسه نعيما يستقر معه إيمانها.
والزّوج تصوّر معها أسرة في قمّة التقوى والخلق والتورّع، غير آبه كلّ واحد منهما بالعادات والأعراف والضعف البشري. ولمّا تصطدم التصورات بالواقع، يحدث مالا يحمد عقباه، فيمقت كلّ منهما الآخر، أو أحدهما يزجر والثاني يصبر

سؤال : ما نصيحتكم لكلا الطرفين ؟
الجـــواب

نصيحة لكلّ من الزّوجين:
فأمّا ما جاء ذكره من أنّ كلاّ من الزّوجين إذا أقبل على الزّواج طلب المثاليّة، ثمّ يتصادم مع الواقعيّة، فهذا سنّة من سنن الله الكونيّة، ومع ذلك
فالواجب على المسلم أن يطلب الكمال – والمراد به الكمال النّسبيّ-، وأن يسعى إلى المثل العُليا، ولا يرضى بالمثُل الدّنيا، وقد علّمنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على طلب معالي الأمور دون سفسافها، وقال يعلّمنا علوّ الهمّة، والسّعي إلى القمّة: (( إِذَا سَأَلْتُمْ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهَا وَسَطُ الجَنَّةِ وَأَعْلَى الجَنَّةِ
)).
فإذا بذل كلّ من الزّوجين مجهودهما للوصول إلى المثاليّة، ولم يظفرا بها:
• أوّلا:
فليعْلَما أنّهما قد أدّيا الواجب عليهما، وفي الحديث الآخر: (( سَدِّدُوا وَقَارِبُوا
))، ورحم الله القائل:
أسير وراء الرّكـب ذا عـرج ** ** ** مؤمِّلا جبر ما لاقيت مـن عـرجِ
فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا ** ** ** فكم لربّ الورى في النّاس من فرج

وإن ضللت بقفر الأرض منقطعا ** ** ** فما على أعرج في ذاك مـن حرج
ذلك، لأنّ الشّيطان يريد من الإنسان أن يشعر دوما بالتّفريط والتّقصير، وبذلك يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير.
ثانيا
: الاستعانة بالله ودعائه:
فقد وصف عباد الرّحمن أنّهم يسألونه متضرّعين:{
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
} [الفرقان: من الآية74]، لذلك سنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للزّوجين الدّعاء من أوّل يوم يلتقيان فيه.
فقلوب العباد بين أصبُعين من أصابع الرّحمن يقلّبها كيف يشاء، فما على الزّوجين إلاّ أن يُكثِرا من سؤال ربّ الأرض والسّماء.
وقد روى الطّبراني وأبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((
إنّ أعجز النّاس من عجز عن الدّعاء
))..
وروى التّرمذي وابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَصلّى الله عليه وسلّم عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ )).
فالدّعاء يورث القلب لله انكسارا، ولربّه افتقارا، وهذا أحبّ القلوب إلى الله تعالى.
قيل لبعض العارفين: " أيسجد القلب ؟" قال: " نعم، سجدة لا يرفع رأسه منها أبدا "..
بالدّعاء يُنال التّوفيق والسّداد، فتسير بسير النّاس فتسبقهم:
عجبا من سيرك المدلّل
* * * تمشي رويدا وتجي في الأوّل
ثالثا
: عليكما بكنز من كنوز الدّنيا: الرّضا والقناعة بما قسَم الله:
فلا بدّ من أن نرضَى بما لدينا، ونشكر الله على ما في يدينا، أمّا نحدِّث النّفس بالكمال الّذي لن نصِل إليه، فإنّ ذلك يورِث السّخط في القلوب، وكفران نعمة علاّم الغيوب.
وقد وعد الله القنوع بالحياة الطيّبة والسّعادة في الدّنيا والآخرة، روى التّرمذي والحاكم وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: ((
طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ لِلإِسْلاَمِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا، وَقَنَعَ
)).
طوبَى لهم، جزاءً عن رضاهم عن الله سبحانه في الدّنيا، فالخير فيما اختاره الله تعالى.
قال عمرو بن أسلم العابد رحمه الله تعالى: سمعت أبا معاوية الأسود يقول في قوله تعالى:{
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
}، قال: الرّضا والقناعة ".
وصدق ميمون بن مهران حين قال: "
من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دواء
".
ولله درّ القائل:
العبد ذو ضجر والرّب ذو قدر *** والدّهر ذو دُوَل والرّزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا *** وفي اختيار سواه اللّوم والشّـوم

وقال أبو ذؤيب الهذليّ:
والنفس راغبة إذا رغّبتها
*** وإذا تـردّ إلى قليل تقنع
وعن أبي عمرو الشيباني قال: سأل موسى عليه السّلام ربّه عزّ وجلّ فقال: (
أي ربّ
! أيّ عبادك أحبّ إليك ؟)) قال: (( أكثرهم لي ذكرا )). قال: ( يا ربّ ! فأيّ عبادك أغنى ؟) قال: (( أقنعهم بما أعطيته )).
ومن دعاء نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم: ((
وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ
)).
وقد ذكر ابن الجوزي عن أبي عبيدة قال: زوَّج رجل من العرب أربع بنات لـه، فزارهنّ، فقال لإحداهنّ: أي بعل بعلك ؟ فقالت: جبّار عنيد، من الخيرات بعيد، لا توقد لـه نار، ولا يؤمن لـه جار. فقال: أي بنيّة، صبَّتْ عليك بليَّة، فليكن الصبر منك سجيّة حتى تأتيك المنيّة.

ثمّ زار أخرى فقال: كيف زوجك ؟ فقالت: ذو خلق نزق-أي: خفيف طائش-، وشرّ غلق-مشكل-، يجود لي في الغنى، ويحرمني إذا افتقر. فقال: أي بنيّة، تذمّين وتحمدين، وكذا الدّهر بين حين وحين، يحمل الغثّ والثّمين.
رابعا
: أن يتذكّر كلّ منهما حسنات الآخر:
ففي صحيح مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم : ((
لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ، أَوْ قَالَ غَيْرَهُ
))، و( يَفْرَكُ ): يُبْغِضُ.
فالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديث يوجّه كلاّ من الزّوجين إلى
التّساهل ما دام ممكنا، فإذا أبغض أحدهما صفة في الآخر جاءت الأخرى تشفع لصاحبها
.
ولنا أن نتخيّل سعادة كلّ من الزّوجين إذا استحضرا هذا التّوجيه النبويّ الفريد، ذلك بأن يتحلّى كلّ منهما بالصّبر والتحمّل، فإنّ ذلك يذلّل الطّريق ويسهّل العيش.
ولقد أشار الله إلى هذا المعنى بقوله تعالى:{
فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً
}، قال ابن عبّاس رضي الله عنه: ربّما رزق الله منهما ولدا، فجعل الله في ولدها خيرا كثيرا.
وإنّ الإنسان لا يكاد يجد محبوبا ليس فيه ما يكره، فليصبر على ما يكره لما يحبّ، وأنشدوا في هذا المعنى:
ومن لم يغمض عينه عن صديقه
** ** ** وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
ومن يتتبع جاهـدا كل عثـرة ** ** ** يجدها ولا يسلم له الدّهرَ صاحب
وقالوا:
ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلّها ** ** ** كفى بالمرء نُبلا أن تُعدّ معايـبـه
خامسا
: أن يتذكّر كلّ منهما عيوب نفسِه.
فقد قال تعالى:{
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
} [الشورى:30].
وهذا سفيان الثّوري يقول:
والله إنّي لأجد شؤم معصيتي في كلام جاريتي
.
وما أروع وأحسن ما ذكره ابن الجوزيّ رحمه الله في " صيد الخاطر " (ص 132):
"
شكا لي رجل من بغضه لزوجته، ثمّ قال: ما أقدر على فراقها لأمور، منها كثرة دَيْنِها عليَّ وصبري قليل، ولا أكاد أسلم من فلتات لساني في الشّكوى، وفي كلمات تعلم بغضي لها.
فقلت له
: هذا لا ينفع
، وإنّما تؤتى البيوتُ من أبوابها ! فينبغي أن تخلو بنفسك فتعلم أنها إنما سلطت عليك بذنوبك فتبالغ في الاعتذار والتوبة.
فأمّا التضجّر والأذى لها فما ينفع، كما قال الحسن عن الحجّاج: عقوبة من الله لكم، فلا تقابلوا عقوبته بالسّيف وقابلوها بالاستغفار.
واعلم أنّك في مقام مبتلى ولك أجر بالصّبر {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}، فعامل الله سبحانه بالصّبر على ما قضى واسأله الفرج.
فإذا جمعت بين الاستغفار وبين التّوبة من الذّنوب والصّبر على القضاء وسؤال الفرج، حصلت ثلاثة فنون من العبادة تثاب على كلّ منها.
ولا تضيّع الزّمان بشيء لا ينفع، ولا تحتل ظاناً منك أنك تدفع ما قدر:{
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ
}.
وأمّا أذاك للمرأة فلا وجه له لأنّها مسلّطة فليكن شغلك بغير هذا.
وقد روي عن بعض السلف أن رجلاً شتمه فوضع خده على الأرض وقال: اللهمّ اغفر لي الذّنب الّذي سلّطت هذا به عليّ.
قال الرجل: وهذه المرأة تحبّني زائداً في الحدّ، وتبالغ في خدمتي، غير أنّ البغض لها مركوز في طبعي.
قلت له:
فعامل الله سبحانه بالصّبر عليها فإنّك تثاب.
فهذا عمل الرجال، وأي شيء ينفع ضجيج المبتلى بالتضجر وإظهار البغض ؟
وإنما طريقه ما ذكرته لك من التوبة والصبر وسؤال الفرج، وتذكّر ذنوباً كانت هذه عقوبتها " اهـ.
سادسا: العفو والصّفح
:
فالعفو والصّفح من شيم المتّقين الّذين وعدهم الله بجنّة عرضها السّموات والأرض، فذكر تعالى من صفاتهم:{
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
} [آل عمران: من الآية134].
فالحلم وكظم الغيظ وصبر كلّ منهما على الآخر، ترويض للنّفس وكسر للغضب وتحسينٌ للخلق، فإنّ المنفرد بنفسه لا يستطيع أن يختبر استعداده على الصّبر، ولا يستطيع أن يكشف عيوب نفسه.
فجاءت العشرة والاحتكاك بينهما ممّا يُفضي إلى وقوع بعض الأخطاء، فعلى كلّ منهما أن يغضّ الطّرف حينا، ويظهِر علمه حينا آخر ويعفو ويصفح
، حتّى إذا كان هذا دأبَه أصلح الله له أمره كلّه لأنّ الله يحبّ المحسنين.
وممّا يُحكى عن سقراط الفيلسوف المعروف أنّه كان تعِسا في زواجه، وكانت متاعبه مع زوجته في ازدياد، فاستنصحه شابٌ متردّد في الزّواج، فقال له:
فلْتتزوّج على كلّ حال، فإن حصلت على زوجة صالحة غدوت سعيدا، وإن كان من نصيبك امرأة سيّئة الخلق غدوت حكيما، وكلا النّتيجتين نافع للإنسان
.
وليس قدوتنا سقراط، ولكنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد كان أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
يُراجعنه الكلام، وتهجره إحداهنّ إلى اللّيل-كما في الصّحيحين-، ومرّة جرى بينه صلّى الله عليه وسلّم وبين عائشة كلام، حتّى دخل أبو بكر حَكَمًا بينه وبينها، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( تَكَلَّمِي أَوْ أَتَكَلَّمَ )) فقالت: تكلّم أنت، ولا تقل إلاّ حقّا ! فلطمها أبو بكر رضي الله عنه حتّى أدمى فاها، وقال: أوَيقول غير الحقّ يا عدوّة نفسها ؟! فاستجارت برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقعدت خلف ظهره، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّا لَمْ نَدْعُكَ لِهَذَا، ولَمْ نُرِدْ مِنْكَ هَذَا
)).
• سابعا: تذكّر موتها.
والمقصود من هذا الأمر الّذي أذكره هو ترقيق قلوب بعض الأزاوج والزّوجات، وإيقاظ عواطفهم تُجاه من اختاره الله له أن يكون رفيق دربه في هذه الحياة ..
ما على الرّجل إلاّ أن يتذكّر ذلك اليوم الّذي لا يدري متى يأذن الله بمجيئه فيطير العندليب من القفص بعدما كان يملأ الدّار تغريدا، ويعزف للحبّ والمودّة لحنا ونشيدا ..
قديما كان بعض العرب قد ورثوا شيئا من الجاهليّة-ولا يزال كثير منهم عليها- فكانوا يعيبون على الشّاعر رثاء زوجته بل حتّى زيارة قبرها ..
ولكنّ أصحاب العواطف النّبيلة والمشاعر السّامية منهم استطاعوا أن يُفلتوا من هذا الطّوق الخانق الّذي وضعه العرب عليهم، وخاصّة عندما رأوا
أعظم الخلق وأحبّهم إلى الله صلّى الله عليه وسلّم يبكي نساءه
..
ففي الصّحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:
"
مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا رَأَيْتُهَا، وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ فَيَقُولُ: (( إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ
))".
وفي رواية لمسلم قالت: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ فَيَقُولُ: (( أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ )) قَالَتْ: فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا فَقُلْتُ: خَدِيجَةَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (( إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا
)).
وفي رواية لأحمد عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ، فَغِرْتُ يَوْمًا، فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا ! قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، قَالَ: ((
مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ
)).
فهنا تحرّر بعض الشّعراء من تلك العُقدة فكانوا يبكون نساءهم في أشعارهم، ومن أشهر هؤلاء جرير بن عطيّة، حيث إنّه لمّا توُفِّيت زوجته قال فيها قصيدة رقيقة ويدلّك كلامه على انتشار تلك العقدة لدى العرب، قال:
لولا الحياء لهاجنِي استعبـار *** *** ولزرت قبرك والحبيب يـزار
ولّهت قلبي إذ علتني حسرة *** *** وذوو التّمائم من بنيك صغار
صلّى الملائكة الّذين تُخُيِّروا *** *** والطّيّبـون عليك والأبـرار
لا يلبث القرناء أن يتفرّقوا *** *** ليل يكـرّ عليهـم ونهـار
جاء في " الأغاني " أنّ سكينة بنت الحسين رضي الله عنه سألت الفرزدق: من أشعر النّاس ؟
فقال: أنا.
فقالت: كذبت، ولكنّ أشعر النّاس من قال: ( لولا الحياء لهاجني استعبار ).
وأنشد الطغرّائي قائلا عن زوجته:
صحبتِني والشّباب الغضّ ثمّ مضى *** *** كما مضيْتِ فما في العيش من وطر
سبقتُماني، ولو خُيِّرت بعـدكما *** *** لكنت أوّل لحّـاق علـى الأثـر

ثامنا: تصحيح الخطأ
.
فإنّ المسلم لا يملّ ولا يكلّ، وما علينا إلاّ نحوّل الآمال إلى الأعمال ..
فيمكن للزّوجين أن يتّفقا على تجديد الصّفحة بينهما، وكأنّه أوّل يوم لقائهما ..
يعتذر كلّ منهما للآخر والاعتذار من شِيم الكرام، ويعزمان على التّغير والتقدّم إلى الأمام، وأهمّ خطوات هذا التّغيير، هو ما أدندن حوله في العديد من إجاباتي: مدارسة كتاب الله بينهما، أو أيّ كتاب ينفعهما، يتّفقان على موعِدٍ لا يخلفه هو ولا هي، فإنّ الله تبارك وتعالى يبارك في الاجتماع على كلمته، والعمل في مرضاته، وهو القائل:
{
إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
}.
هذه نقاطٌ ثمانية، تفاؤلا بأبواب الجنّة، نسأل الله أن يوفّقنا أن يدخلنا جنّته في الدّنيا والآخرة
.
والله الموفّق.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2010 - 21:31

سؤال : كيف يواجه الزّوج المؤمن بعضَ العادات العالقة في الأسرة، والّتي تضرّ بالزّوجة وتعكّر صفو الحياة الزّوجية ؟
الجـــواب


فلا نريد أن نتحدّث – فيطول الحديث – عن ضرورة استقلال الزّوجين ببيتهما، وأنّ الواقع المرير وسوء التّدبير قد حال دون ذلك، فإنّ ذلك يحتاج على سفر كبير. وإنّما نجيب عن السّؤال الواقع، وما له من دافع.
فإذا عاش الرّجل مع زوجه بين أهله، فعليه أن يكون متّصفا بصفات مهمّات:
الأولى: النّصح في رفق:
فإنّه لا شكّ أنّ كثيرا من البيوت لا تخلو من مفرّط في جنب الله تعالى، مستهر بأحكام الشّريعة، فلذلك يجب على الزّوج أن يصلح ما فسد، ويرأب ما انصدع بألطف إشارة، وأرقّ عبارة.
لأنّ الأصل في دعوة النّاس عموما والأهل خصوصا هو الرّفق، وفي المسند عن عائشة رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْراً، أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ الرِّفْقَ )) [" السّلسلة الصّحيحة " (1219)]، وذلك لأنّه كما قال صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ ))، و(( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ )).
وكثير من الأزواج وقفوا تجاه هذا الأمر المهمّ موقفين متناقضين خاطئين:
فمنهم من لا يتكلّم، حياءً، أو خوفا من أن يخسِر أهله !! ولا شكّ أنّ هذا من تلبس إبليس، الحريص على أن يفرّق بينهما في التّفاهات، فلم الحياء حسابا على الطّاعات والواجبات ؟
ومنهم من يتكلّم فيقوم ولا يقعد، ويرعِد ويزبد !! ولا شكّ أنّ هذا أيضا خروج عن جادّة الصّواب، وغفلة عن أمر العزيز الوهّاب.
الواجب على الزّوج: أن ينصح في سِتر، متحلّيا بالرّفق واللّين، فإنّ الكلمة الطيّبة لها أثر بليغ في القلوب، وتمحو كثيرا من العيوب.
الثّانية: الحزم:
ولا نقول الشدّة، فالحزم هو التمسّك بأحكام الشّريعة من غير تنفير، وذلك بأن يكون مستقيما على دينه، غير مفرّط فيما يخدش استقامته واستقامة أهله وأولاده.
فالرّفق لا يعنِي التّهاون في أحكام الشّريعة، فيحرصُ على أن لا يخلُو إخوانه بأهله، أو تبدُو أمامهم غير متستّرة، أو يلهو ولده بالنّظر أو سماع الحرام، وغير ذلك ممّا لا يخْفَى على من عايش الواقع.
الثّالثة: التّغافل: لا بدّ أيضا أن يكون من العقلاء، وقد سُئل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن العاقل ؟ قال: الفطِنُ المتغافل.
أي: الّّذي إذا رأى الخطأ، تريّث، ونظر، فلا يُحاسب المخطِئ على كلّ شيء، وإنّما ينبّه على أهمّها، فيزيل أعظمها، وهكذا.
فقد يحدُث تهاوش بين زوجته وأمّه، أو أخواته، فلا بدّ أن لا يدخل ( سـوق النّسـاء ) -كما يقال عندنا-، فمن طبيعة النّساء التّهاوش والتّخاصم، فإذا كان الأمر لمجرّد أمر تافه، تركهنّ واكتفى بنُصحهنّ وتوجيهنّ.
ولا يخفى على أحدٍ ما كان يقع بين زوجات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بحضرته من تطاول في الكلام، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يزيد على أن يبتسم. لماذا ؟ لأنّ هذا من الطّبيعة، والطّبيعة نقوّمها بالشّريعة، ونعالجها بحسن التّقدير والتريّث في التّدبير.
الرّابعة: مواساة الزّوجة:
فالمرأة أسيرة بين يدي الزّوج، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ، ))، والعوان جمع: ( عانية )، أي: أسيرة، ومنها حديث: فُكُّوا العاني.
فشبّههنّ بالأسيرات عند الرّجال لتحكمّهم فيهنّ، وطبيعة من ملك الأسير أن يُحسٍن إليه ويرفق به، ويتفقّد حاله، ويعلّمه، بل ويمنّ عليه بالإكرام، وقد قال تعالى:{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } [الانسان:8].
فلا بدّ أن يعترف الزّوج بفضلها، ويشكر لها صبرها، وحسن معاملتها لأهل زوجها، وأنّ هذا تفعله عن تفّل منها، وغير ذلك من الكلام الّذي يلقِي بشآبيب الصّبر على قلبها، وأنوار التقرّب من الله في صدرها.
فإذا نهى عن المنكر برفق، وتمسّك بالحزم، واتّصف بالتّغافل في عزم، والمواساة لزوجته ورفيقة دربه، استطاع بدلك كلّه أن يخفّف من المشكلات، ويدفع كثيرا من المعضِلات. والله الموفّق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2010 - 21:33

السؤال الثالث والرابع والخامس:
3) ما النصيحة الموجهة للزوجة المطالبة بحقها في بيت مستقل عن أهل الزّوج ؟
4) ما النصيحة الموجهة للزّوج وهو منشطر بين أمّه التي تريد بقاءه بجوارها والزّوجة الّتي تريد أن تستقلّ ببيتها ؟
5)
ما حكم الإسلام في هذه القضية التي طرحتها
؟
الجـــواب


فاعلمي – حفظك الله - أنّ المشكلات الواقعة بين المرأة وأهل زوجها وبخاصّة والدة زوجها مشكل عالميّ، حتّى كان من أمثال الشّاميّين أن قالوا: لا تتّفق الحماة والكنّة، حتّى يدخل إبليس الجنّة !!
وهذا نذكره لا على سبيل إقرارهم على هذا المعنى، ولكن لنبيّن أنّ هذه المشكلة باتت أطروحة كثير من البيوت في العالم العربيّ.
أمّا النّصيحة للمرأة فإنّه من النّاحية الشّرعيّة فإنّ من حقّ الزّوجة المطالبة بمسكن مستقلّ، فإنّ ذلك أقسط عند الله، وأقوم للحياة، وأدنى ألاّ يُدمّر بيتها.
فإن اشترطت عليه ذلك، فلا بدّ من الوفاء، لأنّ (
الثّـابـت لا يـسـقـط
).
ولكن إن رضِيت من أوّل يوم خطبها بأن تساكن أهله فإنّها تكون قد أسقطت حقّها (
والسّـاقـط لا يـعـود
).
وعلى المرأة أن تتّصف هي أيضا
:
• أوّلا: بالرّفق، فقد قال تعالى:{
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً
}.
فلا يليق وهي تراه غير ميسور الحال، غير مستطيع، لا يليق أن تكلّفه ما لا يُطِيق، وقد قيل: إذا أردتَ أن تُطاع فاطلب ما يُستطاع
.
ولتعلم أنّ الزّوج غير راضٍ بما هما عليه من الحال، ويرجو حسن العاقبة والمآل،
ولكنّه بين المطرقة والسّندان
.
• ثانيا: الوعـي ( من كلا الزّوجين ):
فلا بدّ من مراعاة غيرة الأمّ على ولدها، فهي دوما تريد أن تكون رقم واحد في قلب ولدها، وليس من السّهل أبدا أن تتقبّل الأمّ غير ذلك
.
لذلك ننصح بما يلي:
-
ننصح الرّجل بأن يحسن إلى والدته بعد الزّواج أكثر ممّا كان عليه قبل الزّواج
، وذلك ليسدّ باب سوء الظنّ.
-
وأن يقوم هو وزوجته أحيانا بما يشبه التّمثيل
، فيمدح الأمّ أمام الزّوجة على حسن طبخها ورعايتها له، وأنّه لن يجد أفضل من طعامها واهتمامها.
-
وأن يخبر والدته أحيانا بأنّ زوجته تحبّها
، ولا تزال سيرتها على لسانها، والكذب في ذلك ليس محرّما لأنّه من باب إصلاح ذات البين.
-
وننصح المرأة بمشاورة والدة زوجها في بعض الأمور
، وكأنّ رأيها له وزن في ذلك.
- وعليها بالهديّة أحيانا، ففي الحديث: ((
تَهَادَوا تَحَابُّوا
)).
-
تواصل دوما أمر الابن بصلة أمّه وطاعتها، فذاك من التّقوى، ومن يتّق الله يجعل له مخرجا
.
- أن تتذكّر أنّ المرأة الكبيرة يجب إجلالها وتعظيمها، وأنّها بمثابة الأمّ لها.
- وأنّ المرأة الكبيرة في الوقت نفسه مثل الصبيّ يحبّ الدّلال والاهتمام.
-
ثمّ لا بدّ أن تعلم الزّوجة أنّ ما يحدث أحيانا من غمّ أو همّ فهو أمر طبيعيّ، وأنّ الزّواج ساعة هناء وأخرى حزن وشقاء
.
والله الموفّق لا ربّ سواه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2010 - 21:35

السؤال : نصّ السّؤال:
فقد رأيت ومن فترة ليست بالبعيدة برامجَ تلفزيونية عن البيوت السعيدة، ومقدمها طرح عشر أسئلة، قال: إنّها هي الّتي منها يتأكّد عن كفاءة الخطيبين.
فهل - في رأيك شيخنا - في هذه الرؤية أسئلة محدّدة يجب معرفتها لكلا الجانبين ؟
وأريد نصيحة و كلمة في هذا، لأنّي أعرف أخوات يتقدّم لهنّ أصحاب خلق ودين، لكنّهنّ يرفضن بدعوى أنّها طرحت عليه سؤال كذا ( كهدفه في الحياة مثلا )، ولم يجب عنه كما تريد، لذلك يقلن إنّه ليس كفءاً.
فأريد منك توجيها في هذا شيخنا، و بارك
الله فيك
؟

الجـــواب

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فإنّ كثيرا ممّن كتب أو حاضر أو ألقى درساً في بيان الوسائل المفيدة للحياة الزّوجيّة السّعيدة، نراه قد يطرح أمورا نافعةً جدّا، والّذي يُمعِنُ النّظر فيها يجد أنّ لها أصلاً في الشّريعة الإسلاميّة، لذلك يكون كلامه قد أصاب كبد الصّواب.
وفي الوقت نفسه – وللأسف – نجد كثيرا منهم أيضا
ينطلق لمعالجة المشكلات الأسريّة من غير منطلق الوحي، أو ما سطّره علماء الشّريعة الإسلاميّة، وإنّما يكون مصدره تجارب شخصيّة .. أو دراسات غربيّة .. أو دراسات تحت ضغوط بيئيّة
.. وغير ذلك ..
فعندئذ يظنّ المستمع لخطابه، أو القارئ لكتابه، أنّه هو الكلام الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!
والحقّ، أنّ بينه وبين الحقّ كما بين المشرق والمغرب، وكلامه لا يصحّ حتّى يصحّ خبر عنقاء مغرب
.
ومن خير الأمثلة على ذلك، ما جاء ذكره في السّؤال:
من أنّه لا بدّ من طرح عشر أسئلة على الخاطب ! فإن أجاب بما لذّ وطاب، فهو سيّد الخُطّاب ! وإن أخطأ المغبون، فلا خطبة لدينا ولا تقربون
!
وهذا منهج فاسد من وجوه:
1-
أنّه امتحان للنّاس بما لم يوجبْه الله تعالى ولا رسوله
صلّى الله عليه وسلّم، فإنّ الكفاءة المطلوبة: الدّين والخلق، كما في حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فيسأل عنه الوليّ وعن حاله، وينظر في كلامه وقاله.
ثمّ يُنظر في قدرته على الباءة، فإن كان قادرا وإلاّ يسّر الله له أمره.
2- أنّ مبنى المرأة على الحياء،
وقد جعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم علامة حيائها يوم خطبتها فقال: ( إذنـــهـــا صُـمـاتـها ) في يوم يتقرّر فيه مصير نصف دينها ! فما بال أخواتنا – سامحُنّ الله – يكثرن اللّغط، ويقعْن في الغلط .. ويمتحنّ الرّجال، ويدّعين الكمال ؟
لماذا لا يأتين البيوت من أبوابها، ويتركن الأمور في نصابها، ويَدَع الأمر إلى ولاة أمورهنّ ؟
3- أنّ مثل هذه الأمور: الهدف في الحياة .. نظرته للمرأة .. وغير ذلك من مظاهر التشدّق،
إنّما هي أمورٌ باطنة، بخلاف الصّلاح والاستقامة فهي من الأمور الظّاهرة، ونحنُ تُعبِّدنا بالعمل بالحكم على الظّاهر لا الباطن
.
-4 أنّه ليس بمنهج متين،
فما هي الضّوابط الّتي يُعرف بها صدقه من كذبه ؟ وخاصّة: الخطّـابـة رَطّـابـة
!! فيوم الخطبة حمامة دَعّـابـة، وبعد ذلك أسد هصور في غـابة.
من ذا الّذي يُظهر عيبه أو ضعفه يوم الخطبة ؟ وخاصّة أنّ المرأة تجري بها العاطفة مجرى الدّم في العروق.
5-
أنّ بعض الخُطّاب قد ينكُل فلا يجيب لعزّةٍ في نفسه
، فهو لا يرْضَى أن يكون تحت المحكّ من أوّل يوم، وهذا ما يجعله أحد رجلين:
أ‌)
حكيما
، فيعود راشدا، ويحمد الله الذي نجّاه من براثن هذه ( الممتحِنة )، ويدعو الله لها بأن تجد هذا الملَكَ الكريم، وفارس الأحلام العظيم !
ب‌) أو يكون لئيما،
فيُعيد للنّاس ما دار من حديث، ويسعى إلى تشويه سمعتِها السّعي الحثيث، وعندئذ يَنْفِر منها الخُطّاب بعد إقبال، ويعزف عنها كثير من الرّجال
.
لذلك على المرأة الّتي تريد الهناء والنّجاح، أن
تطرق باب الدّين والصّلاح، وتلجأ إلى ربّها فتستخير، وإلى أهل الفضل وتستشير، وتُحسِن الظنّ بربّها فهو القائل – كما في الحديث القدسيّ-: (( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي
)).
والله الموفّق لا ربّ سواه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2010 - 21:37

السؤال :هل يحق للمرأة أن تشترط ألا يتزوج عليها زوجها ؟ وفي حال موافقته هل يحل لها أن تطلب الطلاق إن أخلف ؟

الجـــواب
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: فللإجابة عن سؤال الأخت الفاضلة نقاط ثلاث:
· النّقطة الأولى:أنواع الشّروط.
الشّروط الّتي تلزم العبد نوعان:
شروط شرعيّة: وهي الشّروط الّتي مصدرها الشّرع، وهذه لا شكّ في وجوب القيام بها.

- وشروط جَعليّة: وهي الّتي يشترطها العباد فيما بينهم أثناء عقودهم، فهي وعود وعقود معلّقة بشرط.وهذا النّوع من الشّروط:
أ‌) إن كان موافقا للشّرع فلا ريب في لزومه.
ب‌) وإن كان مخالفا للشّرع أو مخالفا لمُقتضَى العقد، فلا ريب في سقوطه.
ت‌) أن يكون الشّرط مباحا، وهذا الّذي كثُر فيه الكلام.

· النّقطة الثّانية: حكم اشتراط الأمور المباحة في النّكاح.
فإنّه يُكرَه اشتراط ما لم يشترطْهُ الله تعالى في عقود النّكاح، وذلك لأنّ مبنَى عقد النّكاح على الثّقة التّامّة، والرّضى الكامل، والإنسان يجهل ما ستُسفِر عنه الأيّام، والأمور تتغيّر مع الأعوام.
قال الإمام مالك رحمه الله:" ولقد أشرت منذ زمان أن أنهى النّاس أن يتزوّجوا بالشّروط، وأن لا يتزوّجوا إلاّ على دين الرّجل وأمانته، وأنّه كُتِب بذلك كتاب، وصِيحَ به في الأسواق ".
وقال ابن حبيب رحمه الله:" يُكرِّه أهل العلم الشّروط في النّكاح وإيقاع شهادتهم عليها، وروى أشهب عن مالك في كتاب محمّد والعتبي:" إنّي لأكره أن ينكح على مثل هذا أحدٌ: لا يخرجها من بلدها، ولا يمنعها من داخل يدخل عليها، ولا يمنعها من حجّ ولا عمرة، قال: فإذا كان هكذا فهو لا يملكها إذا ملكا تاما، ولا يستباح البضع إلاّ بملك تامّ.. اهـ.[" المتقى بشرح الموطّأ " لباجي
رحمه الله].
· النّقطة الثّالثة: هل تلزم الشّروط المباحة ؟
وقع الخلاف في هذه الشّروط من عهد الصّحابة على قولين:
أ‌) أنّها تلزم، ويجب الوفاء بها.
وهو مذهب عمر بن الخطّاب، وسعد بن أبي وقّاص، ومعاوية، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم،
وبه قال شريح، وعمر بن عبد العزيز، وجابر بن زيد، وطاوس، والأوزاعيّ،
وإسحاق بن راهويه. ويذكر ابن رشد في " بداية المجتهد "(2/59) والباجي في "
شرح الموطّأ " أنّه قول الإمام مالك أيضا.
ب‌) أنّها لا تلزم ولا يجب الوفاء بها.
وهو قول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه،
وسعيد بن المسيّب، وهشام بن هبيرة، والشّعبي، وإبراهيم النّخعيّ، وعزاه
ابن قدامة إلى الزّهريّ، وقتادة، وهشام بن عروة، ومالك، واللّيث،
والثّوري، والشّافعيّ، وابن المنذر، وأصحاب الرّأي.
والرّاجح – والله أعلم -:
أنّ هذه الشّروط يلزم الوفاء بها، وذلك لما يلي:
أ‌) لعموم النّصوص الآمرة بالوفاء بالوعد، وهي كثيرة، قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ }.
ب‌)
ما رواه البخاري ومسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رَضِي
الله عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّىَ الهُ عليهِ وَسَلّم: (( إِنَّ أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ يُوفَّى بِهَا: مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ )).
ت‌) ما رواه التّرمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ رَضِي الله عنهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّىَ الهُ عليهِ وَسَلّم قَالَ: (( الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا )).
]ولا شكّ أنّ إسناد هذا الحديث عند التّرمذي ضعيف لأجل كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فهو ضعيف جدّا، قال عنه الشّافعيّ: " أحد أركان الكذب "، وقال أبو داود: " أحد الكذّابين"، وقال أحمد: " منكر الحديث، ليس بشيء "، وقال ابن معين: " ضعيف الحديث، ليس بشيء"، وقال أبو زرعة:" واهي الحديث "، وقال النسائي: " ليس بثقة "، وقال ابن حباّن: " له عن أبيه عن جدّه نسخة موضوعة ". فقول النّرمذي: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " ! فيه نظر ظاهر، واعتذر له الحافظ ابن حجر فقال:" وكأنّه اعتبر بكثرة طرقه "، وكذا قال ابن تيمية في " القواعد النّورانيّة " (1/198):" لكن كثيرا ابن عمرو ضعفه الجماعة و ضرب أحمد على حديثه في المسند فلم يحدث به فلعل تصحيح الترمذي له لروايته من وجوه " وقال الشّوكاني في " النيل ": بعد أن ذكر طرقه: " لا يخفى
أنّ الأحاديث المذكورة والطرق يشهد بعضها لبعض، فأقلّ أحوالها أن يكون المتن الّذي اجتمعت عليه حسنا"].
فمتى خالف وعدَه أثِم، وللمرأة حقّ الفسخ. وهذا القول لا يعني أبدا أنّ فيه تحريما لما أحلّه الله، كما قد يتبادر إلى أذهان النّاس.
وتوضيح ذلك:
أنّه
لو اشترطت الزّوجة ألاّ يتزوّج عليها، فليس معنى ذلك أنّه يحرُم عليه
الزّواج من أخرى، وإنّما يعطِيها ذلك حقّ الفسخ، لا غير. فإن لم تُرِد
الفسخَ تكون قد تنازلت عن شرطها.
كذلك المرأة الّتي تشترط على زوجها
ألاّ ينقلها من بلدها- مثلا -، فإنّ شرطها واجب تحقيقه، لأنّه التزمه،
ولكنّه لا يحرم عليه الانتقال، غاية ما في الأمر أنّ لها حقَّ الفسخ، فإن
رضيت بالانتقال، تكون قد تنازلت عن شرطها.
فليس ثمّة تحريمٌ للحلال ؟
أمّا استدلال بعضهم بحديث عائشة رضي الله عنها في الصّحيحين: (( مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا
لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ، وَإِنْ اشْتَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ )):
فإنّ المقصود بالكتاب ( حكم الله
تعالى )، وقد سبق بيان أنّ كلّ ما خالف الشّريعة من الشّروط فهو باطل لا
يقبل منه شرط، ولكنّ الكلام هنا عمّا سكت الله عنه، ومعلوم أنّه معفوّ عنه
مباح فعله، جائز التزامه.
قال ابن القيّم في " أعلام الموقّعين " (1/348):
" ومعلوم أنّه ليس المراد به القرآن قطعا، فإنّ أكثر الشّروط الصّحيحة ليست في القرآن، بل عُلِمت من السنّة، فعُلِم أنّ المراد بكتاب الله ( حكمه )، كقوله:{كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْوقول النبيّ صلّىَ الهُ عليهِ وَسَلّم: (( كِتَابُ اللهِ القِصَاصِ )) في كسر السنّ، فكتابه سبحانه يطلق على كلامه وحكمه الّذي حكم به على لسان رسوله، ومعلوم أنّ كلّ شرط ليس في حكم الله فهو مخالف له فيكون باطلا .." اهـ.
والله أعلم، وأعزّ وأكرم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2010 - 22:32

السؤال :هل يحق للمرأة أن ترفض الخاطب إن لم يكن بنفس مستواها ( أقصد المستوى العلمي ) ؟


الجـــواب

فما ثبت في حقّ الرّجل يثبت في حقّ المرأة، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( النِّساءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ )).

فكما أنّ الرّجل قد يستنكف عن المرأة لانعدام النّسب أو المال أو الجمال، فكذلك المرأة، قد ترفض الرّجل لأحد هذه الأسباب، ولا يقال عن أحدٍ منهما إنّه آثم عاصٍ.

ولكنْ، يُنصَح كلّ منهما بما نصح به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الرّجال فقال: (( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ))، وقال مخاطبا وليّ المرأة: (( إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ )).

أمّا أن نُلزمَ أحدهما أو كليهما بأن يغضّ الطّرف عن الجمال أو المستوى العلميّ، وغير ذلك، فلا إلزام في مثل هذه الأمور.

السّؤال الثالث: في رأيكم شيخنا ما هو الفارق في السن الذي تراه مناسبا بين الزوجين ؟

نصّ الجواب:

فهذا ليس له ضابط ولا تحديد في الشّرع، وإنّما ذلك يختلف باختلاف البيئة، والشّخص، والدّوافع، وغير ذلك.

أمّا عموما- بغضّ النّظر عمّا يشذّ -، فالفارق الطّبيعيّ الّذي يمكن أن يكون بين الزّوجين هو ما بين خمس سنوات إلى عشر سنوات.

وذلك لأسباب كثيرة.

وقد تفوق المرأة زوجها سنّا، وقد يكبرها هو بفارق شاسع، ومع ذلك يكونان مثالا حيّا لأسعد زوجين على الأرض.

والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 28 فبراير 2010 - 10:58

نصّ السّؤال

قال تعالى: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى
بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ
حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ
نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا
} [ الآية 34 من سورة النساء].
تضمّنت هذه الآية ستّة مسؤوليات:
ثلاث منها تخصّ المرأة، ألا وهي: 1- الطاعة 2- حافظة للغيب 3- حافظات لبيوتهن وأولادهنّ.
وثلاث تخصّ الرّجل، وهي: 1- القوامة 2- النفقة 3- التربية.
شيخنا الفاضل نرجو أن توضح لنا هذه العناصر.

نصّ الجواب (1):


الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فليس
من السّهل الإجابة عن هذا السّؤال في أسطر قليلة، وإنّما يحتاج ذلك إلى
صفحات وصفحات طويلة، فلذلك سأختصر وأعتصر الكلام ما استطعت إليه سبيلا.
ونبدأ بما بدأ الله به المقال، فنتحدّث عن أوّلا عن واجب الرّجال، وما يحقّ عليهم تجاه ربّات الحجال، فأقول:
·

أوّلا
: القوامة.

ومعناها القيام على الشّيء، ومنه سمّي الرّجال ( قوما )، فقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ }، فقابل القوم بالنّساء ممّا يدلّ على أنّ القوم هم الرّجال.
وقوامة الزّوج على زوجته تشريف، وفي الوقت نفسِه تكليف.
فأعطاه الله تعالى هذا الحقّ يوم خلق الله أمّنا حوّاء
من أبينا آدم عليه السّلام، فقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا }.
وكان الله قادرا أن يخلقهما معاً في وقت واحد، ولكنّه أراد أن يعلّمنا تعالى أنّ الرّجل أصلٌ والمرأة فرعٌ، ولا يمكن أن يناطح الفرعُ الأصلَ.
فجعله الله وليّا عليها، وأوجب عليها الطّاعة في المعروف، وجعل في يد الرّجل عصمة الزّواج، وغير ذلك من مظاهر التّشريف.
ولكن في الوقت نفسه كلّفه برعايتها، والقيام على شؤونها، فلا ينبغي أن ينسى أنّها خُلِقت منه، وإنّما هي بضعة منه، ولا يليق أبدا أن يؤذِي الرّجل بعضه، ويهمل جزءا من نفسه.
إذا
أخذ الزّوجان بطرفي هذا الجزء من الآية، فلا ريب أنّه سيتحوّل البيت إلى
مملكة إيمانيّة يتربّع كلّ منهما على عرشها، فينالا تلك السّعادة
المنشودة، والسّكينة الموعودة، الّتي أخبر الله عنها بحقّ، فقال:{وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
} [الرّوم:21].
والميثاق الّذي تقوم عليه هذه الحياة، والدّستور الّذي تتحقّق به النّجاة، هو قوله تعالى:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: من الآية19] ..
آية وجيزة، ولكنّها حوت الخير من مجامعه .. حيث أمر الله سبحانه الرّجل بحسن صحبة النّساء، فذلك أهدأ للنّفس، وأهنأ للعيش.
وما أجمل ما قاله أحد الحكماء:" إذا
اتّخذت امرأةً، فكن لها أبا وأمّا وأخا ! لأنّ الّتي تترك أباها وأمّها
وأخاها وتتبعُك، فمن الحقّ أن ترى فيك رأفة الأب، وحنان الأمّ، ورفق الأخ
". هذا هو الزّوج الموفّق.




ثانيا: الإنفاق على الأهل والعِيال:


فقد قال الله تعالى:{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }.

والإنفاق
عنوان الجود والكرم، وأشرف ملابس الدّنيا، وأزين حُللها، وأجلبها للحمد،
وأدفعها للذّم، وأسترها للعيب، وهو أعظم ما يملك به الرّجل قلبَ

امرأته فيصل إلى سويدائه
، لأنّ الكرم لدى المرأة هو نصفُ الرّجولة، ونصفها الآخر: الشّجاعة والشّهامة.

ومن
طريف ما يُحكى ما ذكره ابن الجوزي في كتابه " الأذكياء " عن امرأةٍ خطبها
المغيرة بن شعبة رضِي اللهُ عنه وكان متقدّما في السنّ، وفتى من
العرب، وكان جميلاً حسن الهيئة والثّياب.

فسئل الشّاب: كيف حسابك ؟ فقال: ما يسقط عليّ منه شيء، وإنّي لأستدرك منه أدقّ من الخردلة.

أمّا المغيرة رضِي اللهُ عنه فقال: لكنّني أضع البدرة - والبدرة: عشرة آلاف درهم - في زاوية البيت فينفقها أهلي على ما يريدون فما أعلم نفادها

حتّى يسألوني غيرها
.

فقالت المرأة: والله لهذا الشّيخ الّذي لا يحاسبني، أحبُّ إليّ من هذا الّذي يحصي عليّ مثل صغير الخردل. فتزوّجت المغيرة رضِي اللهُ عنه.

وأطرف من ذلك أنّ امرأة خاصمت زوجها في تضييقه عليها فقالت: والله ما يقيم الفأر في بيتك إلاّ لحبّ الوطن، وإلاّ فإنّه يسترزق من بيوت الجيران !

والإنفاق له وجهان:

1) الأوّل: الإنفاق الواجب بالمعروف.

لقوله تعالى:{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} [الطلاق: من الآية7]، وفي الحديث رواه أبو داود عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حيْدَةَ

رضِي اللهُ عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ ؟ قَالَ: (( أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ )).

ولا يعلم الأجرَ الّذي للزّوج على نفقته على زوجته وعياله إلاّ الله تعالى، فينبغي للزّوج أن يحتَسِب الأجر على الله.

فقد روى الشّيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الهُ عليْه وسلَّم قَالَ: (( خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ )).

وروى البخاري ومسلم أيضا عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رضِي اللهُ عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الهُ عليْه وسلَّم قَالَ: (( نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ )).

وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الهُ عليْه وسلَّم: ((
دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ،
وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ
)).
ومن أعظم الأحاديث في ذلك حديث كعب بن عجرة رضِي اللهُ عنه قَالَ:

مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الهُ عليْه وسلَّم رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ
رَسُولِ اللهِ صلّى الهُ عليْه وسلَّم مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ،
فَقَالوُا: يَا رَسُولَ اللهِ ! لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ

اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الهُ عليْه وسلَّم
:
(( إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ
اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ
كَبِيرَيْنِ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى
عَلَى نَفْسِهِ يَعُفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ
يَسْعَى رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ
)).
وجاء
التّرهيب الشّديد من البخل على الأهل والعِيال، وجعله من أقبح الخصال، ففي
صحيح مسلم وسنن أبي داود- واللّفظ له - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

رضِي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الهُ عليْه وسلَّم: (( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ )).

والشّاهد:
أنّه لا ينبغي للمسلم أن يتذمّر من النّفقة الّتي تجب عليه لأهله وولده،
وعليه أن يتذكّر أنّه بأنّ له أجرا أكثر من أجر المتصدّق، كما عليه ألاّ

يتذمّر ويسخط للتّعب الّذي يجده في سبيل الكسب، فإنّه من أفضل وجوه الكسب.

وحكم الزّوج البخيل بما وجب عليه أمران:

- أن تأخذ المرأة من ماله بالمعروف،
لما رواه البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ-وفي

رواية: مِسِّيك- وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ ؟ فَقَالَ: (( خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ )).

- أن ترفع الأمر إلى القاضي إذا لم يمكنها ذلك، فيحكم عليه بوجوب الإنفاق أو التّسريح بإحسان.

2) الوجه الثّاني من وجوه الإنفاق: الإنفاق المستحبّ.

فيستحبّ للزّوج أن يمكّن زوجته من بعض المال، وذلك لأمور:

أ‌) لتشعر بسيادتها الّتي وصفها بها النبيّ صلّى الهُ عليْه وسلَّم فقد روى ابن السنّي رحمه الله في " عمل اليوم واللّيلة "(رقم 390 ص117) عن

أبي هريرة رضِي اللهُ عنه أنّ النبيّ صلّى الهُ عليْه وسلَّم قَالَ: (( كُلُّ نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، فَالرَّجُلُ سَيِّدٌ، وَالمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا )).[صحيح الجامع].

ب‌) ولكي تتمكّن من الإنفاق في سبيل الله تعالى وفي وجوه الخير، فهذه عائشة رضي الله عنها تعتق بريرة، وميمونة تعتق وليدتها، والنّساء يتصدّقن

من أموالهنّ حين وعظهنّ النبيّ صلّى الهُ عليْه وسلَّم صبيحة العيد، فلا
بدّ للزّوج أن يفتح لها الباب إلى الإنفاق وهو يسمع قول النبيّ صلّى الهُ
عليْه
وسلَّم: (( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ! تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ )).
ت‌) ولكي تتمكّن من الإهداء،
وأحقّ النّاس بالهديّة زوجها وأهله وأهلها وأخواتها، وذلك ممّا يجلب
المودّة ويوطّدها، فقد روى البخاري في "الأدب المفرد " عن أبي هرَيْرَةَ
رضِي اللهُ عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الهُ عليْه وسلَّم قَالَ: (( تَهَادَوْا تَحَابُّوا )).

فمن كان حريصا على دوام الألفة والمحبّة بينه وبين زوجه فليحرِص على الجود والكرم.



ثالثا: تأديب المرأة وتعليمها.

فليست الحياة الزّوجيّة متعةً فحسب، بل هي رعاية لدين، وصيانة لتعاليم ربّ العالمين.
والرّعاية المقصودة تعمّ كلّ شيء، ولكنّ أعظم الأمور وأهمّها:

تعليمه زوجته:

فقد قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ
شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ
} [التحريم:6].. أي: مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، ولا تدعوهم هملا فتأكلهم النّار يوم القيامة.
قال عليّ رضِي اللهُ عنه في هذه الآية:" علّموا أهليكم الخير ". [أخرجه الحاكم وصحّحه الألبانيّ في " صحيح التّرغيب والتّرهيب "].
وقال مجاهد رحمه الله: أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدّبوهم. [أخرجه البخاري تعليقا].
حضّها على التعلّم:
قال تعالى آمرا نساء النبيّ صلّى الهُ عليْه وسلَّم:{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} [الأحزاب:34].
وخير ما يدعوها إلى تعلّمه هو توحيد الله عزّ وجلّ التّوحيد الصّحيح.

ثمّ تتعلّم ما يهمّها من أمور دينها، كطهارتها وصلاتها وصيامها.
ثمّ يدعوها ويحضّها على دراسة تراجم النّساء، فإنّ القدوة من أعظم الأمور المعينة على العمل.

ومن
بين الأمور الّتي يحثّها على دراستها فقه الحياة الزّوجية: كيف تعامل
زوجها ؟ كيف تعامل أهل زوجها ؟ كيف تعتني بأولادها ؟ وغير ذلك. فعندئذ
تستقيم الأمور على ما يرضي الله عزّ وجلّ.

مراقبته لها في طاعة الله عزّ وجلّ:
قال تعالى:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طـه: من الآية132]، وقال:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً (55)} [مريم].
حضّها على النّوافل:
ففي سنن أبي داود وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الهُ عليْه وسلَّم:
((
رَحِمَ
اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ
فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً
قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ
زَوْجَهَا فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ
)).
فهذه الرّعاية زيادة على أنّها امتثال لأمر الله تعالى، فهي من أعظم الأمور الّتي تُفضِي على الزّوجين ثوبا من الاحترام والتّوقير.



أمّا ما يجب على المرأة تُجاه الرّجل، ممّا ذكر في الآية: 1- الطاعة 2- حافظة للغيب 3- حافظات لبيوتهن وأولادهنّ. ·
أوّلا: الطّاعة في المعروف:
فهذا
هو الرّكن الرّكين، والأساس المتين الّذي تُبْنَى عليه الحياة الزّوجيّة،
وذلك لأنّ طاعة الزّوج في المعروف هي من طاعة الله تعالى، فذاك هو عنوان
المرأة الصّالحة، قال تعالى:{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} [النساء: من الآية34]،
وقال:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ}
[التحريم: من الآية5]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في
"المجموع"(32/260): "وليس على المرأة بعد حقّ الله ورسوله أوجب من حقّ
الزّوج".
ولكي تستعين على هذا الواجب العظيم، فلا بدّ أن تتذّكر المرأة ما يلي:
1- أنّ طاعتها لزوجها ليس مفتاحا لقلبه فحسب، ولكنّه مفتاح من مفاتيح الجنّة، للحديث الّذي رواه ابن حبّان عن أبِي هريرة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَصَنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ ))
بل
بالغ النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم في أمر الزّوج حتّى جعله هو الجنّة
نفسها أو النّار ذاتها، فقال لإحدى النّساء – كما في " المسند "-: ((
فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ )).

2- أنّها تباشر عبادة من العبادات،

فتؤدّيها على أكمل وجه حتّى يتقبّلها ربّها بقبول حسن، ولذلك رأينا النبيّ
صلّى اللهُ عليه وسلّم في الحديث السّابق قرن طاعة الزّوج بالصّلوات
الخمس، وصوم رمضان.

3- أنّها أسيرة بين يدي زوجها:

قال ابن الجوزيّ رحمه الله في " أحكام النّساء ": " وينبغي للمرأة أن تعرف أنها كالمملوك للزوج فلا تتصرف في نفسها ولا في ماله إلا بإذنه، وتقدم حقّه على حقّ نفسها، وحقوق أقاربها ".

4- أنّها بطاعتها تحافظ على نظام الحياة الزّوجيّة:

ولو كانت ناشزا، أو حاولت منازعة الزّوج مكانته فحينها يختلّ النّظام، وقل على بيت الزّوجيّة السّلام.
فطاعة الزّوجة لزوجها فيما لا معصية فيه، كطاعة الرعيّة لولاة الأمور، فكما أنّه
لو لم يلتزم المأمور بالطّاعة لفسد نظام العامّة، كذلك الأمر بالنّسبة إلى الزّوجة مع زوجها.

وقد ترى المرأة تقصيرا في بعض حقوقها، فما عليها إلاّ أن تصبر وتحتسب حفاظا على بيتها، كما أنّ النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم حفاظا لنظام الأمّة قال: (( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا )) قَالوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: (( أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ )) [رواه التّرمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه].
فكذلك
ينبغي للمرأة إذا رأت من زوجها قصورا أن تسأل الله الذي لها، وتُحسن
الوصول إلى مطالبها، أمّا أن تقابل تقصيره بمعصية فلا يليق بها ذلك.
وشهد شاهد من الغرب، ألا وهو الدّكتور أوجست فوريل في كتابه " الزّواج عاطفة وغريزة " (2/32) قال بعد أن تحدّث عن ضرورة احترام المرأة لزوجها:
"

ولا يمكن أن تؤدّي سيادة المرأة إلى السّعادة المنزليّة، لأنّ في ذلك
مخالفة للحالة الطّبيعيّة التي تقضي بأن يسود الرّجل المرأة بعقله وذكائه
وإرادته، لتسود هي بقلبها
".
لذلك ذكر ابن الجوزيّ رحمه الله عن ابنة سعيد بن المسيّب قالت: ما كنّا نكلِّم أزواجنا إلاّ كما تكلّمون أمراءكم.
وعن امرأة سعيد بن المسيِّب قالت: ما كناّ نكلّم أزواجنا إلاّ كما تُكلّمون أمراءكم: أصلحك الله .. عافاك الله ".



ثانيا: حفظ الزّوج في غيبته:

لقوله تعالى:{ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ }: أي تحفظ زوجها في عرضه وماله ما دام غائبا عنها، وكأنّه حاضر.
وقوله: {بِمَا حَفِظَ اللهُ}
أكثر المفسّرين على أنّ الباء سببيّة و"ما" مصدرية أي: بسبب حفظ الله
لهنّ، وتوفيقه لهنّ. أي: فعليكنّ أن تحسنّ إلى أزواجكنّ في غيبتهم كما
أحسن الله إليكنّ.
ومن مظاهر حفظ الزّوج غي غيبته:
1- ألاّ تنفق ولا تُعطي عَطِيّةً من ماله إلاّ بإذنه.
وذلك لما رواه أبو داود وغيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لاَ يَجُوزُ لاِمْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا )).
2- وألا تأذن بالدّخول لمن يكره دخوله.
وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم في خطبة حجّة الوداع:
((
فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ: فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ )).
وما أحسن ما ذكره الإمام الذّهبي رحمه الله في " السِّير "(2/121) عن الشّعبي قال:
( لمّا مرضت فاطمة رضي الله عنها، أتى أبو بكر فاستأذن، فقال عليّ: يا فاطمة ! هذا أبو بكر يستأذن عليك ؟ فقالت:" أتحبّ أن آذن له ؟" فقال: "نعم"، فأذنت له، فدخل عليها فترضّاها، حتّى رضيت ).
قال الإمام الذهبيّ معلّقا:" قلت: علمت السنّة رضي الله عنها، فلم تأذن في بيت زوجها إلاّ بأمره ".
وذكر ابن الجوزي في "أحكام النّساء" (134-135) وابن العربي في "أحكام القرآن" (1/417) أنّ شريحا القاضي قال:
" من أوّل ليلة دخلت عليّ امرأتي، رأيت فيها حسنا فاتنا، وجمالا نادرا، فقلت في نفسي: فلأطّهر وأصلّي ركعتين لله شكرا. فلمّا سلّمت وجدتها تصلّي بصلاتي، وتسلّم بسلامي، فلمّا خلا البيت من الأصحاب، قمت إليها، فممددت يدي نحوها، فقالت: على رِسلك يا أبا أميّة ! كما أنت .. الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلّي على محمّد وآله، إنّي امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبيّن لي ما تحبّ فآتيه، وما تكرهه فأتركه،
إنّه
كان في قومك من تتزّوجها من نسائكم، وفي قومي من الرّجال من هو كفء لي،
ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به،
إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك.

قال شريح: فأحوجتني- والله - إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت:
الحمد لله، أحمد وأستعينه، وأصلّي على محمّد وآله وأسلّم، وبعد:

فإنّكِ قلتِ كلاما إن ثبتِّ عليه يكن ذلك حظّك، وإن تدعيه يكن حجّة عليك،
أحبّ كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، فما رأيتِ من حسنة فانشريها، وما رأيت من
سيّئة فاستريها.

فقالت: كيف محبّتك لزيارة أهلي ؟
قلت: ما أحبّ أن يملّني أصهاري.
فقالت: فمن تحبّ من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له ومن تكره فأكره ؟
قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء .
فعاشا على خير وسلام ..
هذه
والنّماذج كثيرة، وكثيرة، فما على أهل زماننا إلاّ أن يسدّدوا ويقاربوا،
فإن بلّغنا الله منازلهم، فما أكثر ما آتانا الله من فرج، وإن تخلّفنا
عنهم فما على الأعرج من حرج.
*** *** *** ·

ثالثا: خدمة الزّوج ( حفظ بيته وأولاده ):


فخدمة المرأة زوجها عبادةٌ، وقربة تتقرّب بها المرأة إلى الله تعالى، لا يعلم
أجر ذلك إلاّ الله، كما رأينا أنّ إنفاق الرّجل على أهله وقيامه عليهم
عبادة من العبادات لا يعلم أجرها الله.
ولا بدّ أن نتأمّل كيف بالغ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في تعظيم هذا الواجب، فقال في حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه:

((
حَقُّ الزَوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ لَوْ كَانَتْ بِهِ قُرْحَةً فَلَحَسَتْهَا أَوْ اِنْتَثَرَ مَنْخِرَاهُ صَدِيدًا أو دَمًا ثُمَّ ابْتَلَعَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ )).

والقُرحة ويقال القَرحة: هو الجرح في الجسد، ومعلوم أنّ المرأة غير مطالبة شرعا ولا عرفا بأن تلحس صديده ودمه، ولكنّه صلّى الله عليه وسلّم يريد أن يبيّن للمرأة عِظم حقّ الزّوج عليها، وأنّه لو اقتضى الأمر أن تفعل المحال من أجله لفعلت.
أمّا عن وجوب خدمة المرأة زوجَها، فلأهل العلم قولان في المسألة:

فمذهب مالك والشّافعي وأبي حنيفة وأهل الظّاهر عدم وجوب الخدمة على المرأة،
وقالوا: إنّ النّفقة مقابل استمتاعه بها، والصّواب الوجوب لأمرين:
الأوّل: أنّ المهر هو الّذي جعله الله في مقابلة الاستمتاع، قال تعالى:{فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} [النساء: من الآية24]، فتكون نفقتها وكسوتها ومسكنها في مقابلة خدمتها، ويؤيّد ذلك أنّه من المقرّر أنّ النّفقة على الزّوجة تسقط بالنّشوز، فدلّ على أنّ خدمتها وطاعتها مقابل الإنفاق.
الثّاني: قوله تعالى:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِووجوب الخدمة هو المعروف عند من خاطبهم الله سبحانه بكلامه، وقد حقّق ابن القيّم رحمه الله ذلك في " زاد المعاد " (5/188) تحقيقا جيّدا وقال: " إنّ العقود المطلقة إنّما تنزل على العرف، والعرف خدمة المرأة وقيامها بمصالح البيت الدّاخلة ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " مجموع الفتاوى " (34/90-91):
" وقيل-وهو الصّواب-: وجوب الخدمة، فإنّ الزّوج سيّدها في كتاب الله، وهي عانية عنده بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

وعلى العاني والعبد الخدمةُ، ولأنّ ذلك هو المعروف ... والمعروف فيما له
ولها هو موجب العقد المطلق فإنّ العقد المطلق يرجع في موجبه إلى العرف
.." اهـ.
ولقد ذكر ابن الجوزيّ رحمه الله في " أحكام النّساء " عن عائشة رضي الله عنها قالت: (
يَامَعْشَرَ النِّسَاءِ ! لَوْ تَعْلَمْنَ بِحَقِّ أَزْوَاجِكُنَّعَلَيْكُنَّ، لَجَعَلَتْ المَرْأَةُ مِنْكُنَّ تَمْسَحُ الغُبَارَ عَنْقَدَمَيْ زَوْجِهَا بِحَرِّ وَجْهِهَا ).

فالمرأة الصّالحة الذّكيّة هي الّتي ترى عزّتها في تذلّلها لزوجها، وكبرياءها في طاعتها
لزوجها، كما ترى عزّتها في سجودها لربّها، ولذلك اعتبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مكانة الزّوج في مرتبة من يُسجد له لولا أنّه لا ينبغي السّجود إلاّ لله. ومن خدمة الزّوج رعاية أولاده، والقيام عليهم، وتأديبهم.
( تمّ بحمد الله)





عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الثلاثاء 2 مارس 2010 - 11:19 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 28 فبراير 2010 - 11:04

نصّ السّؤال:

كيف يوفّق ويعدل الرّجل بين الزّوجة وأهله في المعاملة، والصّلة الطيّبة، حتّى لا تكون كفّة معاملاته مائلة ؟

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فلا تعارض – إن شاء الله – بين ذلك كلّه، لأنّ كلاًّ من الجانبين: الزّوجة، وأهل الزّوج له حقوقه الخاصّة الّتي فرضها الله تعالى له.

وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( ... فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ )) [متّفق عليه].
فللزّوجة معاملتها الخاصّة بها، وللأقارب معاملتهم الخاصّة بهم.
وإن كانت هناك كلمة تقال في هذا المقام، فإنّي أوصِي نفسي وإخواني الكرام، وأخواتي الكريمات بكلمة جامعة للخير كلّه:
ألا وهي:" الإحسان ".
فلا ينبغي لمن أراد السّعادة والطّمأنينة، والتربّع على عرش السّكينة، أن يقتصِر في معاملاته على مجرّد ( العـدْل )..
بل إنْ أراد أن يتخطّى العقبات، ويُزيلَ الكربات، فعليه أن يأخذ بزمام ( الفـضل ) ..
نعم، العدل: يرفع عن العبد الإثم فلا عَتَب عليه، ولكنّه لا يحقّق كلّ ما يصبُو إليه ..
العدل: يُعمل به في جانب الفتوى، أمّا الفضل فيعمل به في زيادة التّقوى ..
العدل: هو بمثابة الإسلام والإيمان، والفضل هو قمّة الإحسان ..
لذلك قال الله تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [الآية 90 من سورة النّحل]. فبدأ بذكر أوّل المراتب، وهو العدل، ثمّ عطف عليه أعلاها وهو الإحسان والفضل.
فإذا كان محسِنا في معاملته للجميع: يصل هذا، وينبسط لذاك، ويكرم الآخر، وينصت لهمومهم، ويسعى لتنفيس غمومهم، يكون بذلك قد ملك قلوبهم جميعا، وقد جُبِلت النّفوس على تعظيم من أحسن إليها:
( أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبَهُمُ *** لَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إِحْسَانُ )
حينها يجد من الله أعظم المَدَد، ولا يعترض عليه منهم أحد. لماذا ؟
لأنّه محسِنٌ إليهم.
قال تعالى:{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }.
أمّا إن كان بعيدا عن هدي القرآن، متنكّبا عن صراط النبيّ العدنان صلّى الله عليه وسلّم .. يعيش بينهم كالغريب .. ولا ينصِت لهمّ قريب .. إذا دخل بيته هرع إلى زوجته .. ولم يلتفت إلى والدته وإخوته .. لا يهتمّ لأحد ولا يُبالي .. شعاره زوجتي الغالية وعيالي !..
أو كان على عكس ذلك، واقعا في المآزق والمهالك .. فينبسط للأهل والأحباب، ويضحك بملء فيه مع الأصحاب .. حتّى إذا دخل بيته ذهبت عنه الابتسامة .. ( أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة ).. إن أكل لفّ .. وإن شرب اشتفّ .. وإن اضطجع التفّ .. ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ ..
فهذا بينه وبين السّعادة طريق طويل، وما لنا عليه من سبيل، فقد آثر أن يكون ممّن لا يهتدون ولا يَعُـون، و{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ }.
وفّق الله المسلمين إلى إصلاح أنفسهم، وإقامة بيوتهم، تحت ظلال كتاب الله، وفيء سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
والله أعلم وأعزّ وأكرم، وهو الهادي إلى الّتي هي أقوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 28 فبراير 2010 - 11:08


- نصّ السّؤال الأوّل:

كيف يتعامل الزوجان مع الأسرار العائلية ؟

- نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ المقصود بالأسرار الأسريّة أمران:
الأقوال الّتي يُؤخَذ العهد بعدم البوح بها، وإذاعتها ونشرها.
العيوب والأخطاء الّتي تصدر من أفراد الأُسَر.
ونُسلّط الضّوء على بعض ذلك إن شاء الله في النّقاط التّالية:

النّقطة الأولى: الأصل عدم جواز البوح بالأسرار.

فلا بدّ أن نعلم أنّ الأحكام الشّرعيّة لا تتغيّر بالزّواج، وكما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّمَا المَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ )) [حديث حسن كما في " صحيح الجامع " (4095)].
وقد أُمِرنا بحفظ الأمانات، ومن أعظمها وأغلظها أسرار البيوت.
ويُعرف السرّ إمّا بالمقال، أو بقرينة الحال:

أ‌) فمن الأوّل: أن يأخذ الجليس عهدا على جليسه بألاّ يبوح بسرّه.

ب‌) ومن الثّاني:

وهو ما يُعرف بالقرينة، كأن يتعمّد المتحدّث ألاّ يتحدّث أمام النّاس، أو
يكون الأمر الحادث عيبا أو ذنبا، فهذا لا يرضَى أحدٌ بأن يُباحَ به.
ولقد روى أبو داود والتّرمذي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ، فَهِيَ أَمَانَةٌ )).

وإذا كان إفشاء السرّ في المرأة معِيبا، فهو في الرّجل أشدّ.
ومن طالع دواوين السنّة رأى أنّ شعار المؤمنين كان: ( ما كنت لأُفْشِيَ سرَّ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم ) ..
قالتها فاطمة رضي الله عنها لعائشة .. وما أدراك ما عائشة ؟ قالتها في أمرٍ لو باحت به ما عاد بالضّرر على أحد.
وقالها أبو بكر لعمر رضي الله عنهما .. وما أدراك ما عمر ؟ قالها في موقفٍ حرجٍ يُعتَبَر عندنا عذرا من أعظم الأعذار ..
وقالها أنسٌ رضي الله عنه لأمّه ..وما أدراك ما أمّه ؟ قالها في شيء يسير بعثه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليقضِيه ..
درس من امرأة .. ودرسٌ من شيخ .. ودرس من صبيّ .. لا يبوحون بالأسرار، ولو مع سادات الأخيار .. ليشمل الحكم كلّ شخص في كلّ الأحوال.

النّقطة الثّانية:

إنّ بَوْحَ الرّجل بأسرار أهله، والمرأة بأسرار أهلها ( سواء كانت الأسرار أخبارا أو عيوبا ) من الأسباب الّتي تضرّ بمسير الحياة المطمئنّة المنشودة، وإن لم يتفطّن إلى ذلك كثير من المسلمين، والله هو القائل:{ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ }، ومن مفاسد البَوحِ بها:

1) أنّه إضاعة للأمانة، كما سبق بيانه.

2) أنّه خلاف السّتر الّذي أمر به الله تعالى، وقد قيل: ( لا تُبْدِ من العيوب ما ستره علاّم الغيوب ).

3) أنّ في ذلك ذريعةً إلى انتشاره خارج الزّوجين، وصدق من قال: إذا ساررْتَ أحدا بأمر فاعلم أنّه يعًدْ سرّاً، لأنّ السرّ ما سُمّي بذلك إلاّ لأنّه يسرّه المرء في نفسه.

4) ذهاب الاحترام والتّقدير الّذي يُكنّه كلّ من الزّوجين تجاه أسرة الآخر، ( والهيبة تزول بالعيبة ).
فأقارب الزّوج يرغبون أن يكونوا دوماً موضع إجلال وتقدير في أعين المرأة، وكذلك الأمر بالنّسبة لأقارب الزّوجة.
فإذا تحدّث الرّجل إلى زوجته، أو المرأة إلى زوجها عن عيوب الأسرة، ذهب ذلك الإجلال والاحترام.

5) زرع البغضاء في قلوب الزّوجين تجاه أسرتيهما، ونحن مأمورون بزرع المودّة والإخاء، وبذور الوِصال والصّفاء.
وكثير من الرّجال حين اطّلعوا على أسرار وعيوب أسرة الزّوجة منعوها حقّها في صلتهم، والدنوّ منهم.

تنبيه:

مجرّد الاحتكاك الّذي يحدُث بين الرّجل وأسرة زوجته، وبين المرأة وأسرة
زوجها، كافٍ في أن يطّلع أحدهما على أسرار أسرة الآخر، فلا داعِي إذن
للسّعي في بثّ الأسرار، وكشف الأستار.
النّقطة الثّالثة: المواطن الّتي يشرع البوح بالأسرار فيها.
سبق أن ذكرنا أنّ الأصل هو عدم جواز البوحِ بالأسرار. وما من أصل إلاّ وله فصل، وما من قاعدة إلاّ ولها شاردة.
فيباح لكلّ من الزّوجين التحدّث إلى الآخر بأسرار أسرته إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ومن الأمثلة على ذلك:
1) الاستعانة برأي الآخر لكشف همّ، أو إزالة غمّ. وذلك إذا غلب على ظنّهما أنّه يستطيع فعل شيء، ولو بالنّصيحة والمشورة.

2) إذا كان السّر قد يضرّ بدعائم الحياة الزّوجيّة،
فقد يتطلّب الأمر تدخّل الزّوج بإعانة أهله، أو المكوث عندهم على خلاف
العادة، فدفْعاً للشّكوك وسوء الظنّ، فله أن يخبرها بالسّبب إجمالا قدر
الإمكان. لأنّ دفع الشّبهات مقصد شرعيّ لا سيّما بين الزّوجين.

3) أن تكون أسرة أحدهما – عياذا بالله – مجاهرة بالعصيان، بعيدة عن هدي الرّحمن، فلا بدّ أن يكون الزّوجان على علم بذلك، حتّى يُحسن كلّ منهما التصرّف مع الواقع.
والضّابط الأعمّ هو وجود المصلحة ودرء المفسدة. والله أعلم
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 28 فبراير 2010 - 11:11

نصّ السّؤال الثّاني: كيف يكسب الزوجان الجيران ؟


- نصّ الجواب:

جميل أن يُطرَح هذا السّؤال: كيف نكسب الجيران ؟ في وقت لا نكاد نسمع فيع إلاّ: كيف نكسب المال ؟

فالطّريق إلى ذلك يتلخّص في كلمة واحدة، ما أقلّ مبناها ! وما أعظم مغزاها ! هي: إيصال الحقوق ..

فإنّ ثمّة حقوقا ثبتت لكلّ مسلم، ولكنّها ثبتت للجار ثبوتا أولويّا، وهذه الحقوق على درجات ثلاث:

· الدّرجة الأولى: كفّ الأذى.

فمن عجز عن نفع النّاس فليجتنب الإضرار بهم .. وأكثر النّاس صاروا يؤمرون بهذه
الدّرجة، لعزوفهم عن مراتب الإحسان، والقيام بما أوجبه الله تعالى من
حقوقٍ للجيران .. وقديما قيل: لا تُؤْذِ جارك ولو

بتلاوة القرآن .. فلا تسأل عن شيء آخر.

· الدّرجة الثّانية: إيصال الحقوق الواجبة:

كما في الحديث الّذي رواه الشّيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيَادَةُ
الْمَرِيضِ، وَاتّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإجَابَة الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ
الْعَاطِسِ )).

وفي رواية لمسلمٍ: (( حَقُّ
الْمُسْلِمِ ستٌّ: إذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّم عَلَيْهِ، وَإذَا دَعَاكَ
فَأَجِبْهُ، وَإذَا اسْتَنْصَحَكَ،فَانصَحْ لَهُ، وَإذَا عَطَس فَحَمِدَ
الله، فَشَمِّتْهُ، وَإذَا مَرِضَ، فَعُدهُ، وَإذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ )).

فهذه الحقوق واجبة لكلّ مسلم، وتتأكّد مع الأقارب والجيران، كما قال تعالى:{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ }

فجعل الله الجيران نوعين:


الجار ذو القربى: هو الجار القريب، كما قال ابن عبّاس، فله ثلاثة أسباب للصّلة: بالإسلام، وبالقرابة، وبالجوار.

والجار الجنُب: أي: الغريب، قاله ابن عبّاس أيضا، ومنه سمّي الغريب أجنبيّا.

وقيل: إنّه جارك عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، رواه الضّحاك عن ابن عباس.

وإذا ضاق البرّ بالمسلم فليَحْرِص على أقربهم إليه بابا، ففي صحيح البخاري عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي ؟ قَالَ:
(( إِلَى
أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا )).

وكحال كثير من
جيران هذا الزّمان، فقد يبدو منهم الأذى، ويحصُل من قِبلِهم الضّرر، فعلى
المسلم النّصح بالّتي هي أحسن، فإن أجاب فذاك، وإلاّ فقد أدّى الّذي عليه.
وليعلم أنّه لا بدّ لكسب القلوب من الانتقال

إلى:

· الدّرجة الثّالثة وهي: الإحـسـان .. فـ{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.

الإحسان: بالتّيسير على المُعسِرين .. وبتنفيس كربات المكروبين ..

الإحسان: بالكلمة الطّيّبة والابتسامة الحانية ..

الإحسان بالهديّة: فهي أعظم ما يُلين قلوبهم، وينير صدورهم .. روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:

(( يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ ! لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ )).


وأعرف والله من تعجّبت من حبّ جيرانه له، لا لشيء، إلاّ لأنّه يسمـع لهمـومـه، ويتباكى لغمـومـه ..

بهذه الأعمال، وبتلك الخصال، يفتح الله للعبد الطريق، ويحوّل العدوّ إلى صديق ..

ويوم دخل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على خَدِيجَةَ، وقال: (( أَيْ خَدِيجَةُ مَا لِي لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي !!)) فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ، فبماذا ردّت ؟

قَالَتْ رضي الله عنه-
وما أفقهها - : ( كَلَّا .. أَبْشِرْ ! فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ
أَبَدًا ! فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ
الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي
الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ).

والله الموفّق لا ربّ سواه


عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الثلاثاء 2 مارس 2010 - 11:22 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 28 فبراير 2010 - 11:13

- نصّ السّؤال الثّالث: ما حدود علاقة الزّوجين بأصدقائهما ؟

- نصّ الجواب:

فالمقصود بالصّداقة: الصُّحبة، ولها قدر زائد على أخوّة الإسلام، فـ{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }، وبهذه الأخوّة الإيمانيّة يجب لهم ما سبق ذكره من الحقوق.

أمّا الصّحبة فهي لخاصّة الخاصّة، وقد سمّى الله المؤمنين إخوة، ولم يُطلق لقب الصّحبة إلاّ على الصِّدِّيق أبي بكر رضي الله عنه فقال: { إِذْيَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ }.. وأطلقه على الزّوجة لكمال العشرة

والمخالطة { وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ }.

· أمّا حدود علاقة الرّجل بأصدقائه


فلا يمكن ضبطُها إلاّ بما ضبطه الشّارع الحكيم، وهو: ألاّ تكون تلك
العلاقة على حساب الواجبات الشّرعيّة الأخرى: كطلب العلم، وتعليم الأهل
والأولاد، وصلة الرّحم.


فإذا كان قوّاما على حدود الله، فصداقته لا تضرّه.

· أمّا حدود علاقة المرأة مع صديقاتها:

فإنّه
لمّا كان مبنى المرأة على القرار في البيت، وأنّها تحت عصمة زوج له حقوقه
الّتي تصان، وحماه الّذي لا يُهان، فإنّه لا بدّ من أن تحرِص على أمور
ثلاثة:


1) حسن الانتقاء:

فلا
تصاحِب إلاّ مؤمنة نقيّة، ولا تأكل طعامها إلاّ صالحة تقيّة. تزورهنّ
ويزُرْنها .. تشاركهنّ همومهنّ ويُشاركْنَها .. هدفهنّ العيش في رحاب
الله، والاعتصام بسنّة رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم.. وهنّ قلّة،

وما أعظمهنّ من ثُلّة. !

أمّا أن تفتح الباب على مصراعيه، فإنّ كثرة المخالطة في حقّها تعود عليها بالخراب والفساد، والضّياع والكساد.

2) التقيّد بآداب الزّيارة:

- فلا يأتين من غير ميعاد، فإنّ ذلك يؤذي الأزواج، ويُفسِد المزاج.

- ويجتنِبنَ أوقات راحة الزّوج أو ساعة أكله، فإنّ ذهاب النّوم ملهبة، ودوام الجوع مغضبة.

- ألاّ يُكثِرن الزّيارة ولو زخرفنها بالمواعيد، وفي الحكمة - وهي ليست حديثا -:" زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا " أي: زر أحيانا.

3) الاجتماع على الطّاعة:

كلّ
مباح هو طاعةٌ لله تعالى، ولكنّ ينبغي أن يُخصّصن ولو ساعة في لقائهنّ
الأسبوعيّ، يتداريْن فيه كتاب الله أو ما يقرّب إلى رضوان الله .. ذلك ل
أنّ الزّجاجة الفارغة إن لم تُمْلأْ بالماء مُلِئَت بالهواء ..

ولا يُسعِدُ الزّوج بشيء كما يُسْعِدُه أن تكون زوجته تعلّم الآخرين أو تدارسهم، فتلك هي مفخرته في المجالس.

وأختم كلمتي هذه بنصيحة للأزواج، فأقول:

إذا تقيّدت المرأة بهذه القيود، فما عليها من سبيل، والمرأة
المسلمة تحتاج إلى مُتنفّس، ولن تجد إلى ذلك السّبيل الأقوم إلاّ مع
أخواتها في الله .. يُزِلن عنها غربتها، ويشاركْنَها هدفها
..

والمؤمن ضعيف بنفسه، قويّ بإخوانه ..

فلا ينبغي أن يُمانع من رؤيتها صديقاتِها .. وأن يحول بينها وبين أخواتها.

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 10:47


نص السؤال :



ما هي النصيحة التي توجه الى الزوجين في مسكن الزوجية
المشترك مع الابوين وكيف يمكن التوفيق بين هذا والا حاديث الواردة في خطر
الاختلاط **الحمو موت**
وازمة سكن خانقة في واقع مرير




الجواب
من الشيخ الفاضل


فقد أطلت في ذكر ما يجب على كلّ من الزّوجين إذا اضطُرّ الزّوج للعيش تحت سقف
الوالدين، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرّج عن جميع
المسلمين، وأن يُثبّتهم على دينه وطاعته.


أمّا كيف يمكن التّوفيق بين هذا، والأحاديث الواردة في خطر الاختلاط: كقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( الحَمْوُ المَوْتُ ))].

- فلا يمكننا أن نقول للشّباب: لا تتزوّجوا إلاّ بشرط المسكن المستقلّ عن الأهل ؟ فتضيّع لهم فرصة إكمال نصف دينهم.

- وفي الوقت نفسه، لا يمكن أن نقول: تزوّجوا ولا بأس بعد ذلك أن تتعوّجوا !! فنهدم لهم النّصف الأهمّ لدينهم.

لذلك، فإنّ من اضطُرّ إلى أن يعيش مع أهله، ولم يتيسّر له الحصول على مسكن لا
بالشّراء ولا بالكراء، فإنّه لا بدّ أن يضع نُصْب عينيه ما يلي:


· أوّلا: لا بدّ من إعداد الأقارب:

فمن الخطأ البيِّن أن يتزوّج الشابّ المستقيم بين أهل مجاهرين بالمعاصي والموبقات، مصرّين على الكبائر والسيّئات.

فلا بدّ قبل ذلك أن يُعِدّهم – لا نقول لأن يصيروا مثله على الاستقامة -، ولكنّه يعدّهم للتّعايش معه في ظلّ الحياة الإيمانيّة، والإذعان لأحكام ربّ البريّة.

فأوّل خطواته معهم: أن يغرِس حبّ الدّين في قلوبهم، ويرشدهم بالحُسنَى لإصلاح عيوبهم.

فإن أبوْا ذلك:
قام بمحاورتهم، والاقتراب منهم، ويجعلهم يتفهّمون أنّه سيكون بين المطرقة
والسّندان، فهو لا يريد أن يدخل في صراع مع أحبّ النّاس إليه: أهله وزوجه.


ويجلس إلى أخيه ويعلّمه إن كان جاهلا، ويذكّره إن كان غافلا، ويأخذه بالحُسنى إن ألفاه مجادلا ..

والأخ حبيب أخيه إن أحسن مخاطبته، وأتقن مناقشته ..

فقد نسِي كثير من إخواننا أنّ أهمّ طرق التّربية هو ( التّـعـلـيـم ).

وكثير من إخوانهم الشّباب يجهل الأحكام الشّرعيّة الّتي لا بدّ أن تتقيّد بها الزّوجة وهي بينهم: فيجهلون أنّها:

لا تبدي شيئا من جسدها، ولا تخاطبهم إلاّ لضرورة، ولا تختلط بهم على الموائد، وما جرت به العوايد ..

عليه أن يحاورهم، فإذا رأى استجابة فـ:{ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } ..

وإن رأى إصرارا على المخالفة، فلا تحلّ له المجازفة، وقل للزّواج:{ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ }، وتيقّن بوعد الله القائل:{ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }.

· ثانيا: لا تُكلِّف زوجتك ما لا تُطِيق.

كثير من إخواننا إذا تعارض له الواقع المرير، مع شرع الله العزيز القدير،
فرّ إلى الأمام .. هروبا من العتاب والملام .. وانضمّ إلى الطّائفة غير
المبالية، وزجّ بزوجته في أحد الصّراعات التّالية:


- إمّا أن تتحدّث إلى أهله صـادعـة بالحقّ المبين .. وتبيّن لهم تعاليم الدّيــن .. ويقنعها بأنّ ذلك سبيل أمّهات المؤمنين ..

- أو تبقى قابعة في غرفتها، لا تقوم بشيء من أعمالها، وأنياب أهله – وهم لا ينظرون إلى الأحكام نظرته – تنهش في جسدها ..

- أو يُدْخِلها في صراع مع نفسها: فإمّا الصّمود على تعاليم ربّ الأنام .. وإمّا الاستسلام، ومن ذا الّذي لا يبغي السّلام ؟!..

فعلى الزّوج إذا أدخلها في أحد هذه الصّراعات أن لا يرجُوَ دوما الغنيمة ..
ويتقبّل أحيانا الهزيمة .. فلربّما ضعُفت الزّوجة أحيانا، فوقعت منها
هِنات، وصدرت منها زلاّت ..


فليتذكّر حينها أنّه { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } فيذكّرها بالثّبات في لطف، ويجتنب الغلظة والعنف { لَهَا مَا كَسَبَتْ } من الصّالحات، وأنواع الطّاعات فشجّعها على ذلك

{ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } من السيّئات، فلا تزد من همّها، وسارع إلى كشف غمّها، وتضرَّعَا إلى الله مع المتضرّعين، واسألوه سؤال المساكين:
{ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا
وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا
}.


عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الثلاثاء 2 مارس 2010 - 11:17 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 10:51

نصّ السّؤال:

: ما هي مناهج التواصل بين الزّوجين، وما أثرالكلمة الطيّبة على نفسيّة الزّوجة ؟


الجواب من الشيخ

كذلك قد أجبنا عن هذا السّؤال بما فيه كفاية.

والكلمة الجامعة لمنهج الخير من مجامعه: الأخـلاق الحـسـنـة.

قال تعالى:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ}.

وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعليّ رضي الله عنه يوم خطب فاطمة رضي الله عنها: (( هِيَ لَكَ عَلَى أَنْ تُحْسِنَ صُحْبَتَهَا )) [رواه الطّبرانيّ].

فإنّ حسن الصّحبة والمعاملة يملأ على المرأة حياتها، وكم من امرأة عظّمت زوجها لا لجاه ولا لمال ولكن لحسن عشرته.

وفي المقابل كم من امرأة تعيش مع زوج يملك الدّور والقصور، وزوجته معه في ويل
وثبور. وتزداد المرأة حزنا وكمدا إذا رأتك تعاملها معاملة الشّياطين
وتعامل أهلك وأصحابك معاملة السّلاطين.


فمن حسن العشرة والصّحبة:

· معاونتها أحيانا في شؤونها، ففي الصّحيحين عَنْ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قال: سألتُ عَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ:

" كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ ". وفي رواية الإمام أحمد قَالَتْ: " كَانَ يُرَقِّعُ الثَّوْبَ وَيَخْصِفُ النَّعْلَ أَوْ نَحْوَ هَذَا ".

· واحذر السبّ والشّتم، فقد روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمْ
يَكُنْ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم سَبَّابًا وَلَا فَحَّاشًا وَلَا
لَعَّانًا، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ
: (( مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ ))


أي: وقع حتّى أصاب التّراب جبينه.

· عليك بالسّهولة ولين الجانب في غير معصية الله تعالى:

روى الإمام أحمد عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، وَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: أَلَا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا ؟

وفي حديث أمّ زرع: " قَالَتْ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ، لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ "، وهذا مدح بليغ، فهي تمدحه أنّه مثل ليل تهامة، ليس فيه أذى، بل هو كريم الأخلاق لا تخشى منه ضرار ولا ظلما.

· وعليك تخصيص وقت للمداعبة: فالمرأة أسيرة بيد الرّجل كما سيأتي معنا، فإن لم يداعبْها زوجها فإنّ الملل ينخر في قلبها كما ينخر المرض في العظام.

والمداعبة فنّ لا يُتقِنه إلاّ من توفّرت فيه صفتان: رشيد العقل، ومرهَف الحسّ، وكلّ منهما لن تجده في الأسواق ولا المقاهيّ، ولكن تجده في مجالس العلم، أو في كتب العلم.

والّذي يبحث في سيرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم المثل الأعلى في ذلك، فحثّ على ذلك بقوله وبفعله:

أمّا قوله: فإنّه رفع المداعبة من مكانها وجعلها من ذكر الله وطاعة الله، وللمرء في مداعبة أهله أجر.

فقد روى أصحاب السّنن والطّبرانيّ بإسناد جيّد-واللّفظ له-:

(( كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ لَهْوٌ أَوْ
سَهْوٌ، إِلاَّ أَرْبَعُ خِصَالٍ: مَشْيُ الرَّجُلِ بَيْنَ الغَرَضَيْنِ،
وَتَأْدِيبُهُ فَرَسَهُ، وَمُلاَعَبَتُهُ أَهْلَهُ، وَتَعْلِيمُ السِّبَاحَةِ
)).


أمّا من فعله صلّى الله عليه وسلّم فثبت الكثير والكثير:

فقد روى الإمام أحمد عَنْهَا رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجْتُ
مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا
جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلْ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ
: (( تَقَدَّمُوا !)) فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي:


(( تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ )) قَالَتْ:
فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى [رِجْلِي]، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى
إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ، وَبَدُنْتُ، وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي
بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ
: (( تَقَدَّمُوا !)) فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: (( تَعَالَيْ


حَتَّى أُسَابِقَكِ )) فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ: (( هَذِهِ بِتِلْكَ ))..


أمّا الكلمة الطيّبة وأثرها على نفس المرأة:



· فتأمّل قد قال بعض السّلف في تفسير قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم:13] أنّ العتلّ هو الفظّ اللّسان الغليظ القلب على أهله.

· وتأمّل أثر إفشاء السّلام:

روى أبو ادود عَنْ أَبِي أُمَامَة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:

(( ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: رَجُلٌ خَرَجَ
غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى
يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ
أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ.


وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ

حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ.

وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )).

· ومن الكلام الطيّب الشّكر على المعروف،
فكما يحبّ الرّجل إذا أنفق، أو اشترى متاعا للبيت، أحبّ أن يسمع كلمة "
جزاك الله خيرا " .. " بارك الله فيك ".. فالمرأة كذلك تحبّ كلمات الثّناء
على لباسها،


وتسريحة شعرها، وعلى نظافة بيتها، وعلى حسن طبخها .. وفي الحكمة: ( لك العين ولها الأذن ).

· وعليك بالسّؤال عن حالها، فذاك يجعلها كطائر يحلّق في السّماء.

وفي حديث أمّ زرع:" قالت السّادسة عن زوجها: ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ ".

وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يهتمّ لما يصيب عائشة رضي الله عنها إذا اشتكت، ولم يترك ذلك إلاّ يوم حادثة الإفك، فقد قالت: وَكَانَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَرَى مِنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم اللُّطْفَ الَّذِي

كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ-وفي رواية ابن إسحاق: أنكرت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعضَ لطفِه بي، كنت إذا اشتكيت رحمني ولطَف بي، فلم يفعل ذلك في شكواي تلك- إِنَّمَا يَدْخُلُ[وأمّي تمرّضني]..

فَيُسَلِّمُ.. ثُمَّ يَقُولُ: (( كَيْفَ تِيكُمْ )) [لا يزيد على ذلك] ".. والمرأة دقيقة الملاحظة.

· عليك بكلمات الدّلال:

فكلمة الدّلال منك تكون لها بمثابة الوقود، ولا تُحصَى الأحاديث الّتي كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يناد فيها أمّ المؤمنين:

(( يَا عَائِشُ ! )).


ومن الدّلال مراضاتها حال ظلمها أو التّقصير في حقّها، ففي الصّحيحين عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ
صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى ))


قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ: (( أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ )) قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ.

فمن أراد مجاوزة المعضلات .. فما عليه إلاّ بالكلمات ..

كلّ ما ذكرناه إنّما هو غيض من فيض ممّا تحلّى به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
مع نسائه، فكان حقّا كما قال صلّى الله عليه وسلّم:

(( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي )).



عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الثلاثاء 2 مارس 2010 - 11:25 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 10:54

أمّا الجواب عن هذا السّؤال:

ما العمل إذا كان أحد الزّوجين لا يصلّي ؟ وبداية هل يجوز تزويج من لا يصلّي ؟ وهل يفرّق بينهما ؟

00000000000

فلا يحلّ أن تتزوّج المرأة من تارك للصّلاة، لأنّه فاسقٌ، وقد قال تعالى:{ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ }.

وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ))، ومفهوم الحديث أنّه لا يحلّ
تزويج المرأة من تاركٍ للصّلاة.

أمّا هل يفرّق بينهما ؟

فالمرأة تنصحه بالرّجوع إلى الله، أو تأتي بمن يذكّره بالرّجوع إلى مولاه، فإن رجع فلله الحمد والمنّة.

وإلاّ، فيجب عليها شرعا أن تطالب بالطّلاق، لأنّها لا يجوز أن تبقى تحت رجل فاسق.

وقد يقول قائل: وما العمل في هذا الزّمان، الّذي بؤنا فيه بالخزي والحرمان ؟!
ولو طالبت المرأة زوجها بالطّلاق من أجل ترمه للصّلاة، لكانت كلمتها كصرخة
في فلاة !!


فالجواب: أنّ ما علينا ذكره هو بيان
الحكم الشّرعيّ، أمّا كيفية تطبيقه على أرض الواقع، فلا يغيّر شيئا في
الحكم الشّرعيّ. فنسأل الله أن يُلهِمها رشدها، ويثبّتها على دينها.


وإنّ المرأة يُضرب بها المثل في قدرتها على التّأثير على الزّوج، فلماذا لا نتحدّث عن هذا التأثير إلاّ في جانب المفاسد ؟

لماذا لا تستعمل تأثيرها في جانب الخير كذلك.

ثمّ إنّ كثيرا من النّساء لو قصّر زوجها في النّفقات، أو عزم على تعدّد
الزّوجات، لسارعت إلى الفراق، وطلب الطّلاق ! وتنسى تلك اللّحظة مصيرها
والأولاد .. وقالت: فلتخرب البلاد !


فلماذا تستحضر وتتذكّر مصيرها وأولادها بشدّة فقط إذا ترك زوجها الصّلاة.

نسأل الله أن يهدِي المسلمين والمسلمات إلى ما فيه صلاح الدّنيا والآخرة.

والله الموفّق لا ربّ سواه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 11:02

السلام عليكم و رحمة الله

بارك الله فيكم شيخ و نفع بكم

عندي سؤال ياشيخ سالتني اياه اخت فرنسية مسلمة

قالت اريد دليلا على ان المهر يكون من حق الفتاة

وهل تحديد المهر يكون من طرف الفتاة ام ولي امرها

وهي تريد الدليل بارك الله فيكم و نفع بكم





نص الجواب من الشيخ




الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فالمهر من حقّ المرأة، ولا يأخذ والدها أو زوجها بعد ذلك منه شيئا.

والأدلّة من القرآن على أنّ المهر من حقّ المرأة كثيرة، حيث أضاف المهور لهنّ، والإضافة تفيد التّمليك.

· قال تعالى:{ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا }، والصّدُقات: المهور.

فقال: ( صدُقاتهنّ )، وقال: ( طِبْنَ )، أي: تنازلت عنه.

ولو لم يكن من حقّهنّ، فلماذا قال: ( طِبْنَ )، لم يقُل: فإذا طاب أهلها.

· وقال تعالى أيضا:{ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً }، والأجور هي المهور باتّفاق.

· وقال تعالى:{ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً }.

· وقال في التّنازل عن المهر من أجل الطّلاق قبل الدّخول: { إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ }، فقال تعالى: ( يعفون ) والضذمير هنا هو نون النّسوة، أمّا الواو فهي أصليّة.

· وقال:{ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا }.

وغير ذلك ممّا لا يُحصَى كثرة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 11:05

نص السؤال


السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا

وهل الفتاة هي التي تشترط ما تريد ام الوالد؟



نص الجواب من الشيخ


الأصـل
أنّ الّذي يتكفّل بتحديد المهر هو وليّ المرأة لا شكّ في ذلك.

وتأمّلي قول الله تعالى حكاية عن الرّجل الصّالح بمدين:{ قَالَ
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ
تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ }، وشرع من قبلنا شرع لنا إلاّ إذا نسخه.

كذلك نرى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لعليّ رضي الله عنه حين طلب فاطمة: (( أَعْطِهَا شَيْئًا )) قَالَ رضي الله عنه: مَا عِنْدِي. قَالَ: (( فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ ؟)).

لكنْ، هذا ليس واجبا، فيمكن أن يعرِض الوليّ الأمر:

على الفتاة، أو والدة الفتاة، حتّى يُدرِك حاجة الفتاة ونحو ذلك.

بل إنّه له أن يترك الأمر في يد الخاطب نفسِه، فإنّ ( الأحكام الثّابتة بالتّقاضي قد تسقط بالتّراضي ).

وإنّما جُعِل الأمر ابتداءً في يد الوليّ:

- لأنّه أدرَى بالعرف الّذي يجري بين الحُكماء، لا السّفهاء.

- ولأنّه لو تُرك الأمر بين أيدي النّساء لجارين إمّا عواطفهنّ فتساهلْن فيه، أو جاريْنَ المباهاة والمغالاة فشدّدن. وهذا يرجع بالذمّ والقدح على الوليّ.

والله أعلم.




عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الثلاثاء 2 مارس 2010 - 11:11 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 11:08


نص السؤال :



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



سؤالي يتمثل في

في هذه الحياة اختيارات كثيرة ومن بين هذه الاختيارات التي يحتاركل شاب فيها الا

وهي كيف يختار زوجته؟

او اين يبحث الشاب عن الزوجة واين يجدها؟
فيما تتمثل الصفات

التي على اساسها يختار الشاب المرأة البطلة

التي سوف تكون شريكة حياته هناك عشر صفات

اذكر منها شيخنا

1_ الاسلام
2_ الصلاح

3_الوعي

4_الحياء

5_ الطاعة

نطلب من شيخنا ان يشرح لنا هذه الصفات وكيف يعرف الشاب هذه الصفات

وسوف نكمل الصفات الاخرى بعد اجابة الشيخ



نص الجواب من الشيخ :

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فما
جاء السّؤال عنه من صفات الزّوجة المنشودة، وخلالها المقصودة، قد أوضحنا
أكثره، وشرحنا مُعظمه، لذلك أحيل السّائل إلى ما سبق ذكره، حيث قال
السّائل:


" يتزوّج الناس لدوافع وأسباب، ومن بينها دوافع ستّ، ألا وهي:الديني، والاجتماعي، والجنسي، والوالدية، والنفسي، والخاصية ..."

فشرحنا معنى اشتراط الدّين، والصّلاح، والطّاعة.

بقي علينا أن نتحدّث عن الوعي، والحياء، ونجيب عن سؤاله: كيف يعرف الشابّ هذه الصّفات ؟

· أمّا الوعي:

فالوعي ينشأ من أمور ثلاثة:

1) من قرارها في بيتها:

نعم، قد يبدو غريبا لكثير من النّاس ذكر هذا المعلم المهمّ. بل إنّ بعضهم قد يعكِس الأمر، ويظنّ أنّ الوعي يكتسب من خارج البيت !!

ولا شكّ أنّه غلط، وجور وشطط ..

فإنّ من يريد كسب الوعي من الطّرقات، ومخالطات الخرّاجات الولاّجات، إنّما هم أولئك الّذين يُعِدّون ويهيّئون نساءهم وبناتِهم لخوض المعركة في الشّارع ومزالق الضّلال، وفي ساحات العمل إلى جنب

الرّجال
..


أمّا الّذي يعِدُّها لتكون ماكثةً في بيتها، حارسةً لقلعتِها، عابدةً في صومعتها، فإنّه لا بدّ أن يهيِّئها ويُعِدّها في البيت ما أمكن قبل زواجها، ويحصُل لها الإعداد من وجوه:

- أنّها تكتسب العادة على المكوث في البيت، فتراها بدلا من أن تشمئزّ الزّوجة من وحدتِها، فإنّها سوف تلتذّ بعزلتها، وترى بيتها هو جنّتها، ولذّتها وبهجتها.

- الفتاة الّتي تمكث في البيت زمنا قبل زواجها، تعتاد على خدمة أهلها .. إخوانها وأخواتها .. وربّما لقِيت منهم نفرةً وكفرانا للعشير، ونكرانا للجميل، وليس لمفارقتهم من سبيل .. فهم أهلها وأحبّ

النّاس إليها .. فتعتاد المرأة لتعيش مع زوج لا يعرف، وصاحبٍ لم يؤلف ..


أمّا
أن تظلّ الفتاة في المدارس 20 سنةً .. تعيش سيّدةً مخدومة، في ظلال
الرّفاه والنّعومة .. تستظلّ تحت أفياء الدّلال .. وقدوتها ملكات الجمال
.. وترجو مع زوجها العيش في كمال .. فتلك لن تتكيّف

مع الواقع .. وليس لتسكين ثورتها من دافع.


- فتاة البيت تعيش الحياة الزّوجية قبل أن تمارسَها
.. ترى والدتها كيف تكسب والدها .. كيف تسايره حين يغضب .. وكيف تعامله
حين يتعب .. كيف تتصرّف لتحمل بيتا يعجز عن حمله أعتى الرّجال،

وتنوء بحمله أثقل الجبال .. كلّ ذلك يُصقل في قلبها، ويُنقش في صدرها، فتتخرّج من ذلك البيت زوجة طائعة، وربّة بيت نافعة.


- كثيرا ما تغيب الوالدة عن البيت، فتكون الفتاة خليفتها، فتُعطَى مفاتيح المهامّ والإدارة، فتدير البيت بجدارة، وإن أخطأت فما عليها من عِتاب، فالخطأ جنديّ من جنود الصّواب.

2) من دراستها وتفقّهها:

لا بدّ أن تعلم الفتاة أنّه ( إن أرادت أن ترقى فلا بدّ أن تقرا ).. فتدرس المسائل المهمّات في الدّين، ثمّ ترقى إلى أن تطالع سِيَر أمّهات المؤمنين، ومن تبعهم على الهدي المبين ..

ثمّ لا تزال ترقى في المطالعة حتّى تطالع مواضيع مهمّة من كتب التّربية الاجتماعيّة والنّفسيّة، فإنّ ذلك يفتح لها غدا آفاقا عظيمة للتّحاور مع الزّوج، حيث يجد في مجالستها بغْيته، فتملك وتنال رفقته.

3) من مخالطتها ومجالستها لصّالحات:

( فالصّـاحـب سـاحـب ) .. و(( المَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ
)) .. فإذا جالست قبل زواجها الصّالحات اللاّء سبقْنها إلى الحياة
الزّوجيّة، فبصلاحهنّ يوجّهْنَها بإحسان، ويصحّحْن الكثير ممّا علِق
بالأذهان، فـ(

لَيْسَ الخَبَرُ كَالعِيَان ).


· أمّا الحياء:

فهو زينة المرء وجمالها .. وعقلها وكمالها .. وهو في ديننا من الإيمان ..

وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقاً، وًخُلُقُ الإِسْلاَمِ الحَيَاءُ ))..

ومهما تكلّم في فضله الخطباء .. ومهما خطّته أيدي الأدباء .. فلن يقولوا أحسن ممّا قال مَن أمرنا وحثّنا بالحياء: (( الحَياَءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ )).

وعلامة الحياء في المرأة:

- لباسها: فهو لباس التّقوى.

- مِشْيتُها: فلا تمشي متبخترة، مختالة مستهترة، ولكنّها تمشي كـ:{ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا }..

خطاها معتدلة، لا بطيئة ولا متعجّلة .. تطأطئ برأسها في الأرض ومكانتها في السّماء ..


- انخفاض صوتها: فإذا كانت مع زميلاتها مجتمعة، وتكلّمت ظننتها مستمعة ..

- صماتها: فالصّمت من خصائص ربّات الحِجال، فلا تتكلّم أبدا بحضرة الرّجال، حتّى جعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من صمتِها، علامة على رضاها يوم خطبتِها ..

- خلطتها: فالمرأة الحييّة، العفيفة التقيّة، لا تصاحب إلاّ تقيّة نقيّة، ومن لبّس عليها إبليس، فتطالع حديث وصف الجليس.

أمّا غير المتديّنة إذا أمرتها أو نهتها، ونصحتها أو دعتها، فتلك ليست مصاحبة.

· أمّا سؤاله: كيف يعرف الشابّ هذه الصّفات ؟

فذلك يُعرف من عدّة وسائل، وهي أمور أغلبيّة، ليست مطّردة حتميّة:

1- ثناء الصّالحين والصّالحات .. فكما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ )).

2- منبتها: فالمرأة كالرّجل، يكون أحدهما غالبا ابنَ بيئته، ومحيطه ومنبتِه، وفي الحكمة – وهي ليست حديثا، ورفعه موضوع -: ( إيّاكم وخضراء الدِّمَن: المرأة الحسناء في المنبت السّوء ).

فاسأل عن والدتها، وعن إخوانها وأخواتها، ثمّ تريّث:

فإن
كانوا صالحين، وعلى الخير قائمين، فذلك إن شاء الله علامة خير .. وعلى
أقلّ حال يكونون عوناً لك عليها، وإذا أخطأت فلن يميلوا إليها.


وإن كانوا غير ذلك، فابحث عن صفاتها وأخلاقها من خلال زميلاتها، ومن خالطها وخَبَر أخلاقها.

3- احذر تزكية النّساء إلاّ بشروط ..

فالمرأة إن أحبّت أختها في الله رفعتها إلى درجة عائشة أو حفصة بنت سيرين .. وإن كانت مبغِضَةً لها جعلتها من جنود الشّياطين.

وإنّما عليك أن تأخذ برأي المرأة الحكيمة، الّتي اتّصفت بالرّزانة، والتريّث والفطانة.

أو تأخذ بشهادتها مع شهادات غيرها من النّساء، فذلك أقوم للشّهادة، وأدنى لرفع الرّيبة.

ثمّ عليك قبل كلّ شيء بأن تستخير الله تعالى، وتتوكّل عليه، وتتضرّع إليه، فما كان الله ليُضلّ عباده الصّالحين، ولا أن يخيّب ظنّ عباده المؤمنين، فهو أرحم الرّاحمين، وأكرم الأكرمين.

والله تعالى أعلم، وأعزّ وأكرم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 11:09

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 19:38

سؤال :نعلم أنّ مسألة التعدد حسّاسة جدا في مجتمعنا
كيف للرجل أن يحضّر زوجته (نفسيا) لقبول هذا الأ
مر
؟
الجـــواب


الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فما من مسلمة تقيّة، وصالحة نقيّة، إلاّ وهي لا تمانع من تعدّد الزّوجات:

من النّاحية النّظرية.

وفي بعض الجوانب العمليّة [وأقصِد ببعض الجوانب العمليّة: إذا تعلّق الأمر بغيرها، كأن تتزوّج أختها في الله أو في النّسب من متزوّج، فإنّها لا تستعظم الأمر، وتستسيغُه].

ولكن ..

إذا تعلّق الأمر بها، وأراد زوجها أن يتزوّج عليها، فحينها لا بدّ من الإعداد .. وإعداد القوّة المادّية والمعنويّة شرط في الزّواج مثل الجهاد ..

لذلك يطالب الرّجل الّذي يبغي التعدّد بالوعي، قبل أن تطالَبَ به المرأة نفسُها.


· وعـي الرّجل قبل وعـــي المرأة:



لا ينبغي أن يعالج الرّجل هذه القضيّة من النّاحية الفقهيّة فحسب .. فالخطاب الفقهيّ العلميّ المحض يقضِي بأنّه لا يُشترط أن يهيّئ زوجته لقبول ذلك .. وأنّه لا

يُشترط رضاها .. وأنّه .. وأنّه ..


ولكن لا بدّ أيضا أن يأخذ أمورا أخرى مهمّة بعين الاعتبار.

1- مراعاة شعور الزّوجة:

فمن هذه الزّوجة الّتي يريد الزّواج عليها ؟

إنّها من قاسمته همومه، وعايشته غمومه .. إنّها من نذرت نفسها لأن تكون له خادمة، وعلى رعايته قائمة ..

إنّها الّتي إذا لبِست ثوبا أو طبخت طبخا أو زيّنت جدارا، فعلت كلّ ذلك لتدخِل السّرور على زوجها ..

إنّها خير صاحب ورفيق .. وأفضل زميل وصديق ..

فإذا كُنّا نقيم للأصحاب، والأصدقاء الأحباب، ألف حساب وحساب، فكيف بأمّ الأولاد وراعية فلذات الأكباد ؟

فلا بدّ إذن من اتّباع الخطوات التّالية:

أ‌) كسرُ الحواجز
: فبما أنّ الموضوع حسّاس - كما ذكرت -، فينبغي التّمهيد له بكسر حساسيّته، وذلك بالحديث عنه على سبيل الممازحة تارة، والجدّ تارة أخرى،

وأن تُجالِس غيرها من النّساء الصّالحات اللاّء عُدِّد عليهنّ. و( المصـيبـة - في نظرهنّ - إذا عمّت خفّت )، وقالت الخنساء:



( ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي )



ب‌) التأنّي والتريّث: فتحدّثها عن الموضوع مدّة من الزّمن، ( ومن طلب المعالي سهر اللّيالي ).

ت‌) تبادل التّنازل: فالزّوجة قبل كلّ شيء هي امرأة ..

تحمل في جنباتها مجموعة من التّناقضات ..

ترى فيها نضج المرأة الصّالحة .. ونشاط وهمّة الفتاة الشّابة .. وخلال الطّفلة البريئة ..

لذلك تتقلّب بها العواطف، وتتحوّل إلى زوابع وعواصف، إلاّ من حجزها حبل الله المتين، والذّكر الحكيم.

لذلك: ينبغي للرّجل أن يتنازل هو الآخر عن بعض رغباته كما تنازلت هي عن رغبتها، في الترّبع وحدها على عرش قلب زوجها ..

ما هو هذا التّنازل ؟

عليه – لا وجوبا ولكن جبرا للخاطر – أن يجتنب الفرق الكبير بين سنّ الزّوجتين، فإنّه إذا أتى بها صغيرة في السنّ يكون قد أثخن في الجرح، وزاد من ألم

القرح
. (( رِفْــقًـــا بِالقَــوَارِيـــرِ )).


اللهمّ إلاّ إذا ضمّد هذا الجرح بأن تكون أرملة أو مطلّقة أو غير ذلك ممّا يهوّن الأمر قليلا على الزّوجة.

ث‌) أن يُعلّمها مقاصد التّعدّد: فالعلم نور { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }، فلا بدّ أن تعلم المرأة:

- تعدّد الزّوجات أفضل من الاقتصار على واحدة لمن كان قادرا على العدل.

بدليل أنّ الله بدأ بالأمر به، فقال:{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ }، ثمّ قال: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَة

}..


نعم، ليس كلّ من هبّ ودبّ له أن يتزوّج بأكثر من واحدة .. هناك شروط وقيود لا بدّ من توافرها، وأهمّها العدل في العِشرة والنّفقة. لذلك لا يلج هذا الباب إلاّ ذو

نفس زكية، وأخلاق مرضيّة ..


- جميع من على الأرض يقول بالتعدّد:

تعدّد النّساء أمر يباشره جميع شعوب العالم، إلاّ أنّ غير المسلمين، وغير الملتزمين بشريعة ربّ العالمين، تراهم يعدّدون دون قيد أو شرط مع الصّاحبات

والعشيقات، في حين أنّ الإسلام اشترط العدل والنّفقة ..


ومن العجائب أنّهم قنّنوا الزّنا والسّحاق واللّواط، ثمّ يمنعون من الزّواج بأكثر من واحدة ! كأنّي بهم ينادون: نريدها خليلة لا حليلة .. نريدها زانية لا امرأة ثانية

!!..


وكم روّج الغربيّون والمستغربون لهذه الفكرة، فهي تخدم شهواتهم، وتنمّي نزواتهم، فما أسعد الرّجل الّذي يعاشر خليلة لا يجب عليه أن ينفق عليها شيئا، ولا أن

يتحمّل مسؤوليّتها .. وتزداد سعادته إذا رأى أنّ هذه المعاشرة المحرّمة باسم تحرير المرأة.. بل وتكمل سعادته إذا وجد من النّساء من ينادي بذلك ..!!


{ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }

- تعدّد الزّوجات بين المصالح والمفاسد:

- إذا مانعت المرأة من التعدّد، فسيلجأ الرّجال إلى التعدّد العرفيّ الّذي لا تخفى عواقبه !!

- وإذا التجأ الصّالحون إلى التعدّد العرفيّ، فسيتّخذه الزّناة سبيلا لتلبية غرائزهم، وقضاء وطرهم..

- سيرتفع معدّل الطّلاق.

-
سيرتفع معدّل العوانس .. فإنّه لا يخفَى على أحد ازدياد نسبة العوانس في العالم، وذلك لكثرة النّساء وقلّة الرّجال، وفي هذه البلدة أضحى عدد الإناث يفوق عدد

الذّكور ستّ مرّات
!!


فإذا مانعت المرأة المسلمة من التعدّد – للقادر على ذلك- فمن للعوانس !؟

- إذا لم تَرْضَ الزّوجة بالتعدّد، فسيبقى الزّوجان في نكد من العيش، ومظاهر من الطّيش، ويصير شعارهم: لولا الأولاد لكان الفراق والابتعاد.

وتعود على ما يجب مراعاته:

2- مراعاة أهل الزّوجة:

فالسّعيد من وفّقه الله تعالى إلى أن كانت العلاقة بينه وبين أهل زوجته على خير حال، واقفا إلى جنبهم وقفات الرّجال.

فهذا إذا أراد أن يتزوّج من امرأة ثانية استُحِبّ له أن يُفاتِح أهلَ زوجته في الموضوع، حتّى يظفر بأمرين عظيمين:

الأوّل: احترامهم: فإنّ الأصهار – وإن خالفوك – فإنّهم يحرصون على ألاّ يخسروك .. لأنّك جعلت لهم رتبة ومكانة، وما شعروا بالذلّ والمهانة.

الثّاني: مساعدتهم وعونَهم: فيعينونك على إقناع زوجتك، ويذكّرونها كلّما غفلت، ويقوّونها كلّما ضعُفَت.

أمّا الّذي لا يبالي بكلّ ذلك، فسيصادف صِعاب المسالك.

3- مراعاة حال الزّوجة الثّانية:

فلا بدّ أن يعلم أنّه من حقّ الزّوجة الثّانية أن يهيّئ الزّوج الأجواء لها مع زوجته الأولى، وأولاده من الأولى، فلا ينبغي أن يتزوّج قهرا، تحت رُكامٍ من المشكلات

والمُعْضِلات، وحينها تبقى الزّوجة الثّانية تعيش عقدةً كبيرة من الشّعور بالذّنب، وأنّها لا مرحبا بها مع الرّكب ..


فليعلم أنّه إذا ساس الأمر بحكمة وأناة، وشاور العقلاء، وأخذ بنصائح العُقلاء، فإنّما ذلك ليَبْنِي الحياة مع الثّانية على أساس متين.

والأمر يطول بيانه، ويستحقّ صفحات كثيرة لتوضيحه، ولكنّنا نكتفي بهذه الإشارات، وما سطّرناه من العبارات.

وفّق الله الجميع لما يحبّه ويرضاه



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 19:40

سؤال :عامل في شركة و له مدخول متواضع و هو مقبل على الزواج و هو يعرف أناسا أغنياء ، هل يجوز له أخذ مال زكاتهم ليتزوج و هل يجزئ ذلك عنهم ؟
الجـــواب

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فمن المقرّر أنّ الزّواج يجب على من خشي على نفسه العنت، والوقوع في الحرام، فكان من أجل ذلك من الضّروريات.

فمن كان لا يجد ما يكفيه للزّواج، فهو فقير أو مسكين، يجوز دفع الزّكاة إليه
، لأنّه من أصناف الزّكاة الثّمانية الّتي ذكرها الله تعالى في قوله:{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ

لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة:60].


والمسكين قد يكون عاملا لكنّه لم يتوصّل إلى تحقيق الضّرورات والحاجات، كما قال تعالى:{ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ }، فهم يعملون ومع

ذلك هم مساكين.


قال الشّيخ ابن عثيمين رحمه الله في " فتاوى أركان الإسلام " (ص440-441 ):

" لو وجدنا شخصاً يستطيع أن يكتسب للأكل والشرب والسّكنى، لكنّه يحتاج إلى الزّواج وليس عنده ما يتزوّج به، فهل يجوز أن نزوّجه من الزّكاة ؟

الجواب: نعم، يجوز أن نزوّجه من الزّكاة، ويُعطَى المهر كاملاً.

فإن قيل: ما وجه كون تزويج الفقير من الزّكاة جائزاً ولو كان الّذي يعطى إياه كثيراً ؟

قلنا: لأنّ حاجة الإنسان إلى الزّواج ملحّة، قد تكون في بعض الأحيان كحاجته إلى الأكل والشّرب.

ولذلك قال أهل العلم: إنّه يجب على من تلزمه نفقة شخص أن يزوّجه إن كان ماله يتّسع لذلك، فيجب على الأب أن يزوّج ابنه إذا احتاج الابن للزّواج ولم يكن عنده

ما يتزوّج به، لكن سمعت أنّ بعض الآباء الذي نَسُوا حالَهم حالَ الشّباب، إذا طلب ابنه منه الزّواج قال له: تزوّج من عرق جبينك.
وهذا غير جائز وحرام عليه إذا

كان قادراً على تزويجه، وسوف يخاصمه ابنه يوم القيامة إذا لم يزوِّجْه مع قدرته على تزويجه
" اهـ.


وسئل الشّيخ ابن باز رحمه الله عن دفع الزّكاة للشّاب العاجز عن الزّواج فقال:

" يجوز دفع الزّكاة لهذا الشّاب، مساعدةً له في الزّواج إذا كان عاجزاً عن مؤونته ".

[فتاوى الشيخ ابن باز (14/275)].

ومثل ذلك جاء في " فتاوى اللّجنة الدّائمة " (10/17).

والله تعالى أعلم .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 19:43

سؤال :وجدت هذا الحديث ونطلب منكم ان تقوم بشرح هذا الحديث
روى أبو أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة؛ إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله). (رواه ابن ماجه)
؟
الجـــواب

فاعلمي أنّ هذا الحديث ضعيف كما قال السّخاوي رحمه الله في " المقاصد الحسنة " رقم (942)، والشّيخ الألباني رحمه الله في " ضعيف سنن ابن ماجه " رقم (1857)، و" ضعيف الجامع " رقم (4999).

ولكن – كما قال السّخاوي رحمه الله -: " له شواهد تدل على أن له أصلا "

· فعبارة: ( مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ، خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ ): يدلّ عليها ما رواه التّرمذي والإمام أحمد من حديث ثوبان رضي الله عنه
حين سُئل

النبيّ
l عن أفضل المال ؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم: (( أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ، وَزَوْجَةٌمُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ )).

· وعبارة: ( إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ )، وعبارة: ( وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ ): يدلّ عليها ما رواه النّسائيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رضي

الله عنه
قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ ؟ قَالَ: (( الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ )).

- وقد أطلنا في بيان الثّمرات الطّيبة الّتي يجنيها البيت المسلم من طاعة المرأة لزوجها، وأنّها تباشر عبادة من العبادات، وقربة من القربات.

-
أمّا معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ ))، فقد قال العلاّمة السندي رحمه الله:" أي لحسنها ظاهرا، أولحسن أخلاقها باطنا، ودوام اشتغالها

بطاعة الله والتّقوى
".

فمن أجمل صور المرأة في بيتها حين تكون عاكفة على قراءة كتاب الله، أو دراسة علم من العلوم المقرّبة إلى الله، و((
أَفْضَلُ الأَعْمَالِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى قَلْبِ

المُسْلِمِ
))، فكيف بقلب الزّوج ؟

- أمّا معنى ((وَلَا تُخَالِفُهُ )) أي: تطيعه في غيابه كما تطيعه في حضرته، كما قال تعالى:{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ }

(( فِي نَفْسِهَا )): أي في عرضها.

وقد سبق بيان أنّ من تمام الطّاعة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
اعتبر المرأة أسيرة، فلا تخرج إلاّ بإذنه، ولا تأذن لأحد في بيته إلاّ بإذنه، وكلّ ذلك لئلاّ تُدخِل

الرّيبة على قلبه.


(( وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ )): أمّا المال: فإن كان ماله، فلا يحلّ لها أن تنفق شيئا من ماله إلاّ بإذنه، وهذا باتّفاق.

أمّا مالها: هل يشترط إذنه كي تنفق منه ؟ خلاف، والصّحيح أنّه ليس بشرط، ولكنّه يُستحبّ تأليفا لقلبه، وإشعارا له بسيادته وسلطته عليها. وليس هذا موضع

بسط هذه المسألة.


· وعبارة: ( وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ
): إبرار القسم هو تنفيذ ما أقسم عليه، وترك ما أقسم عليها أن تتركه، وإبرار القسم واجب على الصّحيح إن كان المُقسَم

عليه مباحا، ومقدورا عليه.


روى البخاري ومسلم عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: ( أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم
بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ،

وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ ... )) الحديث.


وذلك تحقيقا للمطاوعة، كما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ بن جبل وأبي موسى يوم بعثهما إلى اليمن: (( تَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا ))، وقد ذكر العلماء: أنّه

يستحيل أن يعيش اثنان مدّة لا يفترقان، إلاّ إذا كان أحدهما يطاوع
الآخر.


أمّا أن يكون مذهب كلّ منهما: خالِف تُعرف، ومعزة ولو طارت ... فلا الهناء يعرف، وسرعان ما يتيقّنان أنّ السّعادة من عشّهما الزّوجي قد طارت.

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 19:45

سؤال :في سورة النساء آية .تتحدث عن نشوز الزوج

قال تعالى
((وإن إمراة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما والصلح خير واحضرت الأنفس الشح وان تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبير128))

ما حكم نشوز المراة والرجل

وما هي اضراره على الطرفين وكيف يتفادى كلاهما ذالك
؟
الجـــواب

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

· أوّلا: التّعريف بالنّشوز:

- في لغة العرب
: أصل النّشوز والنّشز هو الارتفاع. قالت العرب: تلّ ناشز أي:مرتفع. ومنه قوله تعالى:{ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا } أي: نرفعها، ونشز

القوم: إذا قاموا بعد قعود، قال تعالى:{ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا }.


- وفي الشّرع: هو كراهية أحد الزّوجين للآخر.

وسمّي نشوزا، لأنّ أحدهما إذا أبغض الآخر ظهر عليه أثر ذلك في ترفّعه وتكبّره واحتقاره وغير ذلك.

· ثانيا: أنواع النّشوز وحكم كلّ نوع:

فالنّشوز نوعان: كراهية المرأة زوجها، وكراهية الزّوج زوجته.

1)- الأوّل: نشوز المرأة: بأن لا تبديَ الطّاعة والإحسان، وتُظهِر التمرّد والعصيان.

فالحكم في هذه الحالة
ذُكِر في الآية (34) حيث قال تعالى:{ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا

عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً
}.


ومن مظاهر هجرها: أنّها تَسْقط نفقتها، ويسقط قسْمُها إن كان زوجها تحته أكثر من زوجة.

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – كما في" المجموع " (32/278) –: عن رجل له زوجة، وهي ناشز تمنعه نفسها، فهل تسقط نفقتها وكسوتها، وما

يجب عليها ؟


فأجاب قائلا:

" الحمد لله، تسقط نفقتُها وكسوتُها إذا لم تمكّنه من نفسها، وله أن يضربها إذا أصرّت على النّشوز، ولا يحلّ لها أن تمنع من ذلك إذا طالبها به، بل هي عاصية لله

ورسوله، وفي الصّحيح: (( إِذَا طَلَبَ الرَّجُلُ المَرْأَةَ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ عَلَيْهِ، كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطاً عَلَيْهَا حَتَّى تُصْبِحَ )).[مسلم] "اهـ.


قال ابن قدامة رحمه الله في " المغني "(8/189):

" والنّاشز لا نفقة لها، فإن كان لها منه ولد أعطاها نفقة ولدها، فمتى امتنعت من فراشه، أو خرجت من منزله بغير إذنه، أو امتنعت من الانتقال معه إلى مسكن

مثلها، أو من السّفر معه، فلا نفقة لها ولا سكنى في قول عامّة أهل العلم ..".


2)- الثّاني: نشوز الرّجل: وهو إعراضه عنها لرغبته عنها: لمرضها، أو كِبَرها، أو غير ذلك.

والحكم في هذه الحالة
: ذكِر في الآية المشار إليها في السّؤال، وهي قوله تعالى:{ وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا

صُلْحًا وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً
}.


فذكر الله تعالى أمرين اثنين:

1) الصّلح: والمراد: أن تضع عنه بعضَ حقّها تسترضيه بذلك.

قالت عائشة رضي الله عنها:" هِيَ المَرْأَةُ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ لاَ يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا [أي: يبغضها أو يكره منها شيئا]، فَيُرِيدُ طَلاَقَهَا وَيَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا، تَقُولُ لَهُ: أَمْسِكْنِي وَلاَ

تُطَلِّقْنِي
، وَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنْ النَّفَقَةِ عَلَيَّ وَالقِسْمَةِ لِي". [رواه البخاري].


وروى أبو داود بسند صحيح عن عائشة أيضا قالت:

إِنَّ سَوْدَةَ لَمَّا أَسَنَّتْ وَفَرِقَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ! يَوْمِي لِعَائِشَةَ. فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنْهَا، فَفِي تِلْكَ وَأَشْبَاهِهَا أُرَاهُ أَنْزَلَ اللهُ:

{ وَإِنْ اِمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا }.


ولا بدّ أن نتأمّل قوله: ( صلحا ): فهو نكرة لإفادة الإطلاق، وأنّ كلّ ما يُحدِث صلحا فهو المطلوب، بشرط أن لا يكون فيه معصية لله تعالى.

ونتأمّل قوله تعالى: ( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ): أي: والصّلح بترك بعض الحقّ استِدامةً للعشرة، وتمسُّكا بعقد النّكاح خير من طلب الفرقة والطّلاق.

2
) الإحسان والتّقوى: حيث قال تعالى: { وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }، أي: إذا تنازلت المرأة عن بعض حقّها، فعلى الزّوج أن يقابل

هذا التّنازل بالإحسان إليها، فإن عجز اتّقى الله فيها، فلا يظلمها ولا يهينها ويحتقرها.


فالخير كلّ الخير في حسن الصّحبة، لتكون أُدمة بينهما، فذلك أهدأ للنّفس، وأهنأ للعيش، وهذا واجب على الزّوج.


أمّا آثار وأضرار النّشوز على الزّوجين ؟



فإن لم تتُب الزّوجة من نشوزها، ولم تقبل بالصّلح حال نشوز الزّوج.

أو صالحته الزّوجة على شيء، وبقي مع ذلك يهينها ولا يخاف الله فيها:

فإنّ باطن الأرض حينها أهون من ظاهرها، فترحل السّكينة من البيت، ويعيش كلّ منهما في أوحال القلق والاضطراب، والحزن والاكتئاب، يخوضان في مستنقعات

سوء الظنّ والرّيبة، والنّميمة والغِيبة، والله المستعان.


ولا يبْقى حينها علاجٌ أمامهما إلاّ الفرقة كما قال تعالى بعد الأمر بالصّلح:{ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ }.

وقد بيّن الله تعالى كيف يتمّ الأمر حينئذ، فقال:{ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ

عَلِيماً خَبِيراً
}.


فينظر الحكمان في أمرهما، فإمّا أن يُصلِح الزّوجان من حالهما، أو تكون الفُرقة بينهما، فآخر الدّواء الكيّ.


أمّا كيف يتفادى الزّوجان ذلك كلّه ؟



فليعلم الزّوجان أنّ صلاح الحياة مبنيّ على كلمة وجيزة، هي قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( أَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ )).

· أمّا الزّوجة، فقد بيّنّا في الأجوبة السّابقة بما فيه كفاية أهمّية طاعتها لزوجها، وأنّ ذلك أهمّ ثوابت العشرة الزّوجيّة.

· أمّا الزّوج، فعليه أن يعلم أنّ القناعة والرّضا بالمرأة على نقصها من أهمّ ثوابت العشرة ؟

قال تعالى مخاطبا الرّجل:{ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }.

( فإن كرهتموهنّ ) أي: لدمامة، أو سوء خلق، من غير ارتكاب فاحشة، أو نشوز، فهذا يُندب فيه الاحتمال، فعسى أن يؤول الأمر إلى أن يحسُن خلقها، ويُرزَق

منها أولاد صالحون.


الحاصل
:

أنّ الآية ندبت إلى إمساك المرأة مع الكراهة لها، ونبّهت على معنيين:


أحدهما: أنّ الإنسان لا يعلم وجوه الصّلاح، فربّ مكروهٍ عاد محمودا، ومحمودٍ عاد مذموما.

والثّاني: أنّ الإنسان لا يكاد يجد محبوبا ليس فيه ما يكره، فليصبر على ما يكره لما يحبّ، وأنشدوا في هذا المعنى:


ومن لم يغمض عينه عن صديقه *** وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب

ومن يتتبع جاهـدا كل عثـرة *** يجدها ولا يسلم له الدّهرَ صاحب



وقد جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ )).


قال ابن عطيّة:" وإلى معنى الآية يُنظر قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
: (( فَاسْتَمْتَعَ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ ))، أي: لا يكن منك سوء عشرة مع اعوجاجها، فعنها

تنشأ المخالفة، وبها يقع الشّقاق ".


والله الموفّق لا ربّ سواه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ورده

ورده

عدد الرسائل :
503

تاريخ التسجيل :
08/07/2008


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالثلاثاء 2 مارس 2010 - 19:48

سؤال :قال تعالى:{ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }.

كلمة واضربوهن هناك من الازواج الذين يستعملون ابشع طرق الضرب

كيف يكون ذالك هذا في حال تمرد الزوجة
ماهي الطريقة التي يضرب الزوج بها زوجته وهل هناك احاديث تدل على هذه الطرق
؟
الجـــواب


فالمرأة نوعان، كما ذكر الله تعالى في القرآن، فقال:{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ

وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً
} [النساء من الآية 34].

* الأولى: امرأة صالحة، قانتة، حافظة لزوجها في الغيب في نفسها وماله ..

قال في حقّها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ )) ..

الّتي ترى عزّتها في تذلّلها لزوجها وخدمته .. وكبرياءَها في طاعته ومحبّته ..

فهذه المرأة تحتاج إلى تشريف وتقدير، ولا تحتاج إلى تأديب أو تعزير، وفي مثلها يقال:


رأيـت رجـالا يضـربـون نسـاءهـم *** فشُـلـّت يـمـينـي حيـن أضـرب زينـبـا



* الثّانية: المرأة النّاشز، فهي الّتي تحتاج إلى تأديب، وأولى الله أمرَ تأديبها إلى زوجها. وليس المقصود بالتّأديب الانتقال إلى الضّرب مباشرة، وإنّما يسبق ذلك

أمورٌ هي من حقوق الصّحبة والمعاشرة.

1- فأوّل درجات التّأديب: هو التّعليم والنّصح والموعظة، بلا هجر ولا ضرب.

بأن يُذكّرها بحقّه عليها، ويسرد عليها شيئا من أحاديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في التّرهيب من النّشوز، قال تعالى: {فَعِظُوهُنَّ}
.

والموعظة
: هي النّصح والتَّذكير بالعواقب، فيذكّرها بأن تكون من الصّالحات القانتات الحافظات للغيب، ويذكّرَها بالموت والقبر ويوم الحساب، وبالضّرر الذي

تُلحقه به وبنفسها إن نشزت .... وغير ذلك ممّا يعيدُها إلى رشدها.

وعليه أن يترك لها باب الرّجوع واسعا، ولا يضيّقه عليها، وذلك بأن يبيّن لها أنّ مثل هذه الأخطاء هي من مقتضيات البشريّة، لا يسلم منها أحدٌ، وأنّه إنّما العيب

والذمّ في الإصرار على الخطأ.

2-وثاني درجات التأديب: الهجر في المضجع، وذلك بأن يولّيها ظهره في المضجع.

واختلفوا هل يجوز الهجر خارج البيت ؟

القول الأوّل: أنّه لا يجوز. واستدلّوا بما رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ حيدة رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ !
مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا

عَلَيْهِ
؟ قَالَ: (( أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوْ اكْتَسَبْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ )).

قَالَ أَبُو دَاوُد: وَلَا تُقَبِّحْ: أَنْ تَقُولَ: قَبَّحَكِ اللَّهُ.

القول الثّاني: أنّه جائز، بدليل فعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقد روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم
آلَى مِنْ

نِسَائِهِ شَهْرًا
، فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ دَرَجَتُهَا مِنْ جُذُوعٍ، وَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّكَ آلَيْتَ شَهْرًا ؟ فَقَالَ: (( إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ )).

التّرجيح:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

" والحقّ أنّ ذلك يختلف باختلاف الأحوال، فربّما كان الهجران في البيوت أشدّ من الهجران في غيرها، وبالعكس، بل الغالب أنّ
الهجران في غير البيوت آلم

للنّفوس
، وخصوصا النّساء لضعف نفوسهنّ ".

والهجر بحسَب المرأة، فقد يؤذيها أن يكلّمها ولا يضاجعها ..

وقد يؤذي بعضهن الآخر ألاّ يكلّمها ..

وقد يؤذي بعضهنّ ألاّ يُقِيم عندها، فكلٌّ بحسبها.

3- الدّرجة الثّالثة: الضّرب غير المخوف.

وشروط الضّرب أربعة:

أ‌) أن تُصرّ على النّشوز والعصيان بعد التدرّج معها في الوعظ والهجر.

لأنّ الصّحيح من أقوال أهل العلم أنّ هذه الطّرق على التّرتيب، لا لأجل الواو فإنّها لا تفيده، ولكن التّرتيب في الذّكر له معنى هنا، كما لو قلت: اغسل شعرك

وسرّحه، فلا يُفهم منه غير التّرتيب.

قال ابن العربي المالكي رحمه الله في" أحكام القرآن "(1/420):

" من أحسن ما سمعت في تفسير هذه الآية قول سعيد ابن جبير، فقد قال:


يَعظُها
، فإن هي قبلت وإلاّ هجرها، فإن هي قبلت وإلاّ ضربها، فإن هي قبلت وإلاّ بعث حكما من أهله وحكما من أهلها ".

لذلك يقدّر المفسّرون قول الله تعالى:{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} فإن نشزن {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} فإن أصررن {وَاضْرِبُوهُن}.

ب‌) أن يتناسب العقاب مع الذّنب، فلا يبادر إلى الهجر في المضجع لأمر لا يستحقّ ذلك، ولكن يكتفي بالوعظ، ولا يبادر إلى الضّرب في أمر لا يستحقّ ذلك،

ولكن يهجرها، وهكذا.

ت‌) أن يكون الضّرب غير مبرّح. والمبرِّح في اللّغة: الشّديد. والبرحاء: الشدّة والمشقّة، لذلك تطلق على الحُمّى.

وفي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه الطّويل في صفة حجّه صلّى الله عليه وسلّم:

(( فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ
فَاضْرِبُوهُنَّ

ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ
، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )).

لأنّ المقصود من الضّرب إنّما هو التّنبيه والتأديب، لا التّشويه والتّعذيب، فيُراعى التّخفيف فيه ما أمكن ذلك.

قال عطاء: قلت لابن عبّاس: ما الضّرب غير المبرّح ؟ قال: السّواك ونحوه.

وأشدّ الضّرب هو ألاّ يكون كاسرا لعظم، أو مسيلا لدم.

وعليه أن يجتنب الرّأس والبطن، والوجه، ولا يكرّر الضّربة في الموضع الواحد، وقد ورد في الوجه أحاديث عامّة، وورد النّهي في حقّ النّساء خاصّة، كما سبق

من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه.

ث‌) ألاّ يكون ذلك أمام الملأ لما فيه من الإهانة.

فإذا كانت النّصيحة أمام الملأ تقريعا وفضيحة، فكيف بالضّرب ؟!

يقول تعالى في ختام هذه المراحل:{ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً }.

قال الطبري رحمه الله:

" إن راجعن طاعتكم عند ذلك، وفِئْن إلى الواجب عليهنّ، فلا تطلبوا طريقا إلى أذاهنّ ومكروههنّ، ولا تلتمسوا سبيلا إلى ما لا يحلّ لكم من أبدانهنّ وأموالهنّ

بالعلل ... فلا تجنوا عليهنّ ولا تكلفوهنّ محبّتكم، فإنّ ذلك ليس بأيديهنّ فتضربوهنّ، أو تؤذوهنّ عليه.."

وقال سفيان الثّوري رحمه الله:" لا تكلّفها الحبّ، فإنّ قلبها ليس بيدها " ذكره ابن الجوزي رحمه الله.

والله الموفّق لا ربّ سواه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالخميس 4 مارس 2010 - 10:16

للتفاعل ووضع الأسئلة و الردود من هنا من فضلكم

https://tebessa.alafdal.net/montada-f5/topic-t4630-150.htm
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 16 مايو 2010 - 15:02

الأسئلة الموجهة للشيخ



السلام عليكم

لقد تحدثنا كثيرا عن الزواج وما يتعلق به

جاءني موضوع في خاطري لربما الكثير يجهله ولا نعرف التصرف فيه

الا وهو ((ميزانية الاسرة))

هناك نقاط يجب على شاب وفتاة ان يتعلموها


شيخنا لديا هذه النقاظ

-
النقطة الاولى

الزوج في الشرع والقانون مسؤولٌ عن الإنفاق
والزوجان مسؤولان عن حسن التدبير


كيف ذالك


النقطة الثانية

الزوج مأجورٌ على الإنفاق



النقطة الثالثة


الإسراف ممقوت والبخل مذموم و الشرع هو ما بينهما

النقطة الرابعة


المحافظة على قليل النعمة كما نحافظ على كثيرها


النقطة الخامسة والاخيرة

التنفير من الاستدانة ( الدين)


شيخنا في هذه النقاط اردت ان توضح لكل من الطرفين مسؤوليته وكيفية التصرف


وبارك الله فيك

واسفة ان كنت اكثر الاسئلة


نص الإجابة من الشيخ
[center]*الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فهذه إجابة عن النّقاط المذكورة في سؤال الأخت الفاضلة أمّ الحسين حفظها الله، فنقول وبالله التّوفيق:

نصّ السّؤال الأوّل: الزوج في الشّرع والقانون مسؤولٌ عن الإنفاق، والزّوجان مسؤولان عن حسن التّدبير، كيف ذلك ؟

نصّ الجواب: فإنّ الزّوج لا بدّ أن ينظر إلى حكم الإنفاق على الزّوجة على أنّه باب من أبوابالكرم والجود.

فهما أشرف ملابس الدّنيا، وأزين حُللها، وأجلبها للحمد، وأدفعها للذّم، وأسترها للعيب، ولو لم يكن فيه إلاّ أنّهما صفتان من صفات الله تعالى الّتي تسمّى بها

لكفى، فقد روى التّرمذي عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إِنَّ اللهَ كَرِيمُ يُحِبُّ الكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الجُودَ )).

والكرم والإنفاق أعظم ما يملك به الرّجل قلب امرأته فيصل إلى سويدائه؛ لأنّ الكرم لدى المرأة نصف الرّجولة، ونصفها الآخر: الشّجاعة والشّهامة.

ومن طريف ما يُحكى ما ذكره ابن الجوزي في كتابه " الأذكياء " قال:

" خطب المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وفتى من العرب امرأةً، وكان الفتى طريراً جميلاً – والطّرير هو حسن الهيئة وقيل الشّابّ –، فأرسلت إليهما المرأة فقالت:

إنّكما قد خطبتماني، ولست أجيب أحدا منكما دون أن أراه وأسمع كلامه، فاحضُرا إن شئتما. فحضرا، فأجلستهما حيث تراهما وتسمع كلامهما، فلمّا رآه

المغيرة رضي الله عنه نظر إلى جماله وشبابه وهيئته يئس منها، وعلم أنّها لن تؤثره عليه، فأقبل على الفتى فقال له: لقد أوتيت جمالاً حسناً وبياناً، فهل عندك سوى

ذلك ؟ قال: نعم، فعدّد محاسنه ثمّ سكت، فقال له المغيرة: كيف حسابك ؟ قال: ما يسقط عليّ منه شيء، وإنّي لأستدرك منه أدقّ من الخردلة. فقال له المغيرة رضي

الله عنه: لكنّني أضع البدرة – والبدرة: عشرة آلاف درهم – في زاوية البيت فينفقها أهلي على ما يريدون فما أعلم نفادها حتّى يسألوني غيرها. فقالت المرأة: والله

لهذا الشّيخ الّذي لا يحاسبني أحبُّ إليّ من هذا الّذي يحصي عليّ مثل صغير الخردل. فتزوّجت المغيرة رضي الله عنه.

وأطرف من ذلك أنّ امرأة خاصمت زوجها في تضييقه عليها فقالت: والله ما يقيم الفأر في بيتك إلاّ لحبّ الوطن، وإلاّ فإنّه يسترزق من بيوت الجيران !

وحقّ المرأة في مال الزّوج أمران وما دون ذلك ففضل يستحبّ من الرّجل.

أمّا الحقّ الأوّل: فهو إعطاؤها مهرها الّذي ثبت لها، قال تعالى:{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً} [النساء:4]، وأكّد

النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذلك فيما رواه الشّيخان عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ

بِهِ الْفُرُوجَ
)).

وروى الطّبرانيّ في " الكبير " و" الأوسط " عَنْ مَيْمُونٍ الكُرْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى

مَا قَلَّ مِنَ
المَهْرِ أَوْ كَثُرَ، لَيْسَ فِي نَفْسِهِ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَيْهَا حَقَّهَا، خَدَعَهَا فَمَاتَ وَلَمْ يُؤَدِّ إِلَيْهَا حَقَّهَا، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَهُوَ زَانٍ )).

الحقّ الثّاني: وهو الإنفاق عليها بالمعروف، قال تعالى وهو يوجِب على الزّوج الإنفاق على أهله:{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}

[الطلاق: من الآية7]، وفي الحديث الثّامن الّذي ذكره المصنّف رحمه الله وهو ما رواه أبو داود عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا حَقُّ زَوْجَةِ

أَحَدِنَا عَلَيْهِ ؟ قَالَ: (( أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ )).

وجاء التّرهيب الشّديد من التّضييق على الأهل والعيال، ومن الأحاديث في ذلك ما رواه أبو داود عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

صلّى الله عليه وسلّم: (( لَا يَسْأَلُ رَجُلٌ مَوْلَاهُ مِنْ فَضْلٍ هُوَ عِنْدَهُ فَيَمْنَعُهُ إِيَّاهُ، إِلَّا دُعِيَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَضْلُهُ الَّذِي مَنَعَهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ )).

قَالَ أَبُو دَاوُد: الْأَقْرَعُ الَّذِي ذَهَبَ شَعْرُ رَأْسِهِ مِنْ السُّمِّ.

ولا بدّ أن نتأمّل هذا الوعيد، فهو الوعيد نفسه الّذي ثبت في مانع الزّكاة !

وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود – واللّفظ له – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ )).

تنبيه مهمّ يغفل عنه كثير من الأزواج:

إذا كان ينفق الزّوج على زوجته بالمعروف فقد أتى بالواجب، ولكن لا بدّ أن يعلم أنّه يستحبّ له أن يمكّن زوجته من بعض المال، فيجعله مملوكا لها، وذلك لأمور:

1) لتشعر بسيادتها الّتي وصفها بها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقد روى ابن السنّي رحمه الله في " عمل اليوم واللّيلة "(رقم 390 ص117) عن أبي هريرة رضي الله

عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( كُلُّ نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، فَالرَّجُلُ سَيِّدٌ، وَالمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا )).[صحيح الجامع].

2) ولكي تتمكّن من الإنفاق في سبيل الله تعالى وفي وجوه الخير، فهذه عائشة رضي الله عنها تعتق بريرة وميمونة تعتق وليدتها والنّساء يتصدّقن من أموالهنّ حين

وعظهنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلا بدّ للزّوج أن يفتح لها الباب إلى الإنفاق وهو يسمع قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ! تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ

أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ
)).

3) ولكي تتمكّن من الإهداء، وأحقّ النّاس بالهديّة زوجها وأهله وأهلها وأخواتها، وذلك ممّا يجلب المودّة ويوطّدها، فقد روى البخاري في "الأدب المفرد " عن أبي

هرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( تَهَادَوْا تَحَابُّوا )).

فمن كان حريصا على دوام الألفة والمحبّة بينه وبين زوجه فليحرِص على الجود والكرم.

نصّ النّقطة الثّانية: الزّوج مأجورٌ على الإنفاق.

نصّ الجواب: لا يعلم الأجر الّذي للزّوج على نفقته على زوجته وعياله إلاّ الله تعالى، وفي ذلك أحاديث كثيرة منها:

- ما رواه الشّيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ )).

- وروى البخاري ومسلم أيضا عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ )).

- وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ

عَلَى مِسْكِينٍ
، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ )).

- وفي سنن النّسائي والتّرمذي عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:

(( إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ )).

- وفي مسند الإمام أحمد عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ

لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ )).

- ومن أعظم الأحاديث في ذلك حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه قَالَ: " مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مِنْ

جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ
، فَقَالوُا: يَا رَسُولَ اللهِ ! لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ،

وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ
كَبِيرَيْنِ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعُفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى رِيَاءً

وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي
سَبِيلِ الشَّيْطَانِ )).

الشّاهد: أنّه لا ينبغي للمسلم أن يتذمّر من النّفقة الّتي تجب عليه لأهله وولده، وعليه أن يتذكّر بأنّ له أجرا أكثر من أجر المتصدّق، كما عليه ألاّ يتذمّر ويسخط للتّعب

الّذي يجده في سبيل الكسب، فإنّه من أفضل وجوه الكسب.

نصّ النّقطة الثّالثة: الإسراف ممقوت والبخل مذموم و الشّرع هو ما بينهما

نصّ الجواب: من محاسن الشّريعة أنّها تأمر في كلّ شيء بالوسطيّة، فالشّجاعة وسط بين الجبن والتهوّر، والتّواضع وسط بين المهانة والكبر، كذلك الكرم وسط بين

البخل والإسراف، والتّقتير والتّبذير.

وقد أثنى الله تعالى على عباد الرّحمن فقال:{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } [الفرقان:67].

كما نهى الله نهيا صريحا عن التّبذير، فقال تعالى:{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } [الإسراء:27]..

إخوان الشّياطين أي: إنّما هو يتّبعون أمر الشّيطان، قال العلماء: لأنّ الشّيطان لا يدعو إلاّ إلى كلّ خصلة ذميمة، فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك، فإذا عصاه دعاه

إلى
الإسراف والتّبذير، والله تعالى إنّما يأمر بأعدل الأمور وأقسطها.

ومن ألقى نظرة خاطفة على الفقه الإسلاميّ ليعجب أشدّ العجب من تعظيم الشّريعة وعلماء الشّرع لأمر التّبذير والإسراف، انطلاقا من النّصوص السّابقة، ومن نصوص

أخرى:

- كقوله تعالى:{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأعراف: من الآية31].

- وأكّد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بُغض الله لذلك، ففي الصّحيحين عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنهقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ

ثَلَاثًا
: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ )). قال العلماء: إضاعة المال هي إنفاقه في غير طاعة الله، أو بالتّوسع في الحلال المباح !!

- روى البخاري عَنْ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

)).

- وروى البخاري تعليقا والنّسائي وأحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا

مَخِيلَةٍ )).

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ ".

وكان عمر وأنسٌ رضي الله عنهمايقولان: " إنّ من السّرف أن تأكل كلّ ما اشتهيت ".

فلا بدّ على الزّوجين أن يكونا حكيمين في التصرّف في المال، وأن لا يقعا فيما يقع فيه عوامّ المسلمين فعليهما أن يجتنبا:

الإسراف في شراء الأثاث الفاخر، ويكفيهما الأثاث الوسط.

وألاّ يكثِرا من الأكل الباهظ الثّمن، ويكفيهما الأكل الوسط.

وعليهما أن يجعلا صندوقا خاصّا بمصاريف الحجّ والعمرة، فلعلّ الله يوفّقهما بحسن التّدبير إلى حجّ بيته المحرّم.

وبذلك ينشأ الأولاد بدورهم على هذا الخلق العظيم، وهو الكرم دون إسراف ولا مخيلة.

أمّا البخل ..

فهو ما أسقط الرّجال من أعين ربّات الحجال، ولا بدّ أن نعلم أنّ حكم الزّوج البخيل أمران:

- الأوّل: أن تأخذ المرأة من ماله بالمعروف، لما رواه البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ-وفي رواية:

مِسِّيك
- وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ ؟ فَقَالَ: (( خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ )).

قال الحافظ ابن حجر: " وفي الحديث دليل على وجوب نفقة الزّوج على زوجته وأنّ ذلك مقدّر بالكفاية، وهو قول أكثر العلماء ".

وقولها ذلك عن أبي سفيان رضي الله عنه لا يقتضي أنّه كان بخيلا في جميع أحواله، وإنّما قد يغفل الزّوج عن واجبه تُجاه أهله لشدّة القرب بينهما، كما هو شأن

كثير من الرّجال ينبسط إلى الأجانب ويكرمهم ويُغفِل أهله وأولاده.

- الثّاني: أن ترفع الأمر إلى القاضي إذا لم يمكنها ذلك، فيحكم عليه بوجوب الإنفاق أو التّسريح بإحسان.

نصّ النّقطة الثّالثة: المحافظة على قليل النعمة كما نحافظ على كثيرها.

نصّ الجواب: فكما سبق في بيان شؤم التّبذير، فإنّه زيادة على ذلك كفرٌ بنعمة الله تعالى، وهو القائل:{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي

لَشَدِيدٌ
(7) } [إبراهيم].

ولا بدّ من حفظ مقالة العلماء: إنّ أركان شكر النّعمة ثلاثة: الاعتراف بها، ونسبتها إلى المنعم وحده، وصرفها فيما يجب.

الاعتراف بها: فمن غير اللاّئق أن يغدِق الله عليك النّعم، ثمّ يسمعك تشكو ضيق الحال وسوء المآل.

نسبتها إلى الله سبحانه: فمن الكفر بالنّعمة أن تنسبها إلى حولك وقوّتك، ومثل هذا كمثل قارون الّذي قال يوم ذكّره قومه بشكر الله وطاعته:{ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى

عِلْمٍ عِنْدِي
} [القصص: من الآية78]، وكلّنا يحفظ قصّة الأعمى والأقرع والأبرص – وهي في الصّحيحين - يوم أتاهم الملك في صورة رجل مسكين انقطعت به السّبيل،

يسأل الأوّل بِالَّذِي أَعْطَاه اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ، والثّاني بالّذي وهبه الشّعر الحسن والمال، والثّالث بالّذي ردّ إليه بصره والمال.

فقال الأبرص والأقرع: لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ. قَالَ الملك: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وعادا إلى ما كان عليه، ولعذاب الآخرة أشقّ.

أمّا الأعمى (( فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي فَخُذْ مَا شِئْتَ فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ

رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ ))..

والرّكن الثّالث للشّكر: صرفها فيما يجب، فما من نعمة تصرفها فيما لا يليق فهو كفر بها، فالعين ما خلقها الله إلاّ للنّظر في مخلوقاته، وتدبّر آياته، فلا تمدّن عينيك

إلى حرام .. واللّسان ما خلق إلاّ لذكر الله والنّطق بالطيّب من القول، فلا تصرفه في الكذب والغيبة والكلام البذيء، كذلك المال ما خلقه الله إلاّ لإقام الصّلاة وإيتاء

الزّكاة، وصرفه في وجوه البرّ والحلال، فلا تصرفه في الزّائد عن قدر حاجتك، ومن باب أولى لا تصرفْهُ في محرّم.

وفي سنن التّرمذي وغيره عن عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهعَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ:

عَنْ
عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ ؟ ))..

فما عساك أن تجيب ؟

نسأل الله أن يعرّفنا نعمه بدوامها، وألاّ يعرّفناها بزوالها، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.

أمّا النّقطة الخامسة، وهي التّنفير من الاستدانة، فسنتحدّث عنه لاحقا إن شاء الله.


[/center]


عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الجمعة 21 مايو 2010 - 10:18 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 16 مايو 2010 - 15:06

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فقد رأينا عند الحديث عن ميزانيّة الأسرة المسلمة نقطة مهمّة، إن لم يحرص عليها الزّوجان أتيا على البيت المسلم بمشكلات كثيرة، وهموم ثرّة

غزيرة، ألا وهي اجتناب التّقتير والتّبذير، ورعاية البيت المسلم بحسن التّدبير.

وزيادة على ذلك فإنّه لا بدّ على الزّوج – وهو المسؤول الأوّل عن ميزانيّة البيت – أن يحذر من التعوّد على الدّين والاقتراض، فإنّه من اعتاد عليه

أتى على أبواب السّعادة بالانقراض.

ذلك لأنّ الدّين أمره عظيم وخطره جسيم، يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : (( يَغْفِرُ اللهُ لِلشَّهِيدِ كُلَّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدًيْنَ )) [رواه مسلم].

وفي حديث أبي قتادة رضي الله عنه أنّ رجلا قال: يا رسول الله ! أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفّر عنّي خطاياي ؟ فقال رسول الله صلّى

الله عليه وسلّم
: (( نَعَمْ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرَ مُدْبِرٌ، إِلاَّ الدَّيْنَ )) [رواه مسلم].

فإذا كان الدين لا يغفره الله لمن قتل في سبيله فكيف بمن هو دون ذلك ؟

وروى الإمام أحمد عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ رضي الله عنه قَالَ:

كُنَّا جُلُوسًا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ حَيْثُ تُوضَعُ الْجَنَائِزُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَيْنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم بَصَرَهُ

قِبَلَ السَّمَاءِ، فَنَظَرَ، ثُمَّ طَأْطَأَ بَصَرَهُ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ:

(( سُبْحَانَ اللَّهِ ! سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَاذَا نَزَلَ مِنْ التَّشْدِيدِ ؟!)).

قَالَ: فَسَكَتْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتَنَا فَلَمْ نَرَهَا خَيْرًا حَتَّى أَصْبَحْنَا، قَالَ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نَزَلَ ؟ قَالَ:

(( فِي الدَّيْنِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ عَاشَ، ثُمَّ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ عَاشَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَقْضِيَ

دَيْنَهُ
)) [قال الألباني رحمه الله في " صحيح التّرغيب والتّرهيب" :" حسن "].

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يفتح الله عليه يمتنع من الصّلاة على من مات وعليه دين، ففي صحيح البخاري عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ، فَقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا. فَقَالَ:

(( هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ؟)).

قِيلَ: نَعَمْ. قَالَ:

(( فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا ؟)).

قَالُوا: لَا. قَالَ:

(( صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ )).

قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: صَلِّ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعَلَيَّ دَيْنُهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ.

زاد الحاكم من حديث جابر: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا لقي أبا قتادة يقول: (( مَا صَنَعَتْ الدِّينَارَانِ ؟)).

حتى كان آخر ذلك أن قال: قد قضيتهما يا رسول الله، قال صلّى الله عليه وسلّم: (( الآنَ حِينَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ )).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وفي هذا الحديث إشعار بصعوبة أمر الدّين وأنه لا ينبغي تحمله إلا من ضرورة ".

وفي المسند أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسٌ عَنِ الجَنَّةِ بِدَيْنِهِ )).

وإنّ الزّوج المسلم الصّالح إذا كثرت عليه الدّيون ولا يستطيع أداءها عاد ذلك عليه كلّه بأمور عظيمة، منها:

1- أنّه يُصاب بهمّ لازم، وهمّ قائم.

2- أنّه يشعر بذلّ الحاجة، وذلك ممّا يؤثّر على شخصيّته.

3- كثير من الأزواج، إذا أصيبوا بهمّ الدّين، ظهر عليه في بيته الانفعال، وسوء الحال، ممّا يُحدث ذلك شجارا لا ينفكّ بين الزّوجين.

4- من المعلوم أنّ الدّين يؤدّي بالمرء إلى إخلاف الوعد والإكثار من الكذب، حياء من صاحب الدّين أن يواجهه.

ففي الصّحيحين عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو

فِي الصَّلَاةِ: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ

مِنْ الْمَأْثَمِ
وَالْمَغْرَمِ
)) [والمغرم هو الدّين].

فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنْ الْمَغْرَمِ ! فَقَالَ:

(( إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ )).

5- أنّ الزّوج المدين إذا اعتاد على الدّين فإنّه يخلد إلى الأرض بدل أن يضرب فيها ابتغاء فضل الله، وذلك يعود عليه بالسّوء، إذا يسقط من عين

زوجه وأصهاره، ومن عين أولاده، ومن أعين العقلاء من أصحابه.

فالحذر الحذر من التوسّع في هذا الباب، فإنّه لا يُلجأُ إلى الدّين إلاّ عند الضّرورة والحاجة الماسّة، وإنّما أباح الله الدّين كيلا يقع المسلم في

المسألة، فتهون نفسه، وتنقمع
شخصيّته، فإذا به يفعل بها ذلك عن طريق الدّين.

والله الموفّق لا ربّ سواه
.


عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الأحد 16 مايو 2010 - 19:28 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 16 مايو 2010 - 15:08

بارك الله فيك شيخنا

لكن لدي سؤال وهو من الواقع هناك بعض الزوجات من تؤدي بزوجها الى التدين

لجلب شىء ويجب ان يحظره وبعض الزوجات هناك امهاتهن من تدخل في الامور وتلح على ابنتها لماذا لا يفعل هذا وما ينقصك

فما هي نصيحتك اتجاه هذا وما هو الحل؟

وكيف للزوج التصرف؟


نص الجواب من الشيخ




الحمد لله، وبعد:

فإنّنا حديثو عهد بالحديث عن الوسطيّة في الأمور كلّها، فالحلّ في هذه القضيّة، كذلك هو الوسطيّة، فكيف ذلك ؟

إنّنا إذا عِبْنا على الزّوج التشدّد والخشونة، وندبناه إلى الرّفق واللّيونة، فلا يعني ذلك أن يكون الزّوج عبدا مملوكا لزوجته، متنازلا متغافلا عن

قوامته، فهناك شيء هو
من أهمّ صفات الرّجل الصّالح، والزّوج النّاجح:

إنّه " الحـــزم " ..

ومعنى الحزم هو التمسّك بالحقّ في صرامة مع أدب، فلا يتنازل عن الأحكام الشّرعيّة، والآداب المرعيّة، من أجل إرضاء فلانة أو علاّنة ..

فما الّذي جرّأ هذه الزّوجة أن تُكرِه زوجها على الاستدانة من النّاس ؟

فلا بدّ أن يضع يده على الدّاء، ليتمكّن من معرفة الدّواء .. فعليه:

1) بألاّ يغفل عن الدّعاء، فيسأل ربّه تعالى سؤال عباد الرّحمن:{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا

لِلْمُتَّقِينَ
إِمَاماً } [الفرقان:74].

وكما قال النبيّ
صلّى الله عليه وسلّم: (( مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلَاثَةٌ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلَاثَةٌ: مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ،

وَالْمَرْكَبُ
الصَّالِحُ.

وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ : الْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ )).

[رواه أحمد بإسناد صحيح – كما في " صحيح التّرغيب والتّرهيب " – رقم (1914)]

فالله تعالى بيده وحده مفاتيح السّعادة، فلا يعجزنّ عن سؤاله.

قال
المناوي رحمه الله في " فيض القدير " شارحا حديث: (( مَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ امْرَأَةً صَالِحَةً فَقَدْ أَعَانَهُ عَلَى شَطْرِ دِينِهِ، فَلْيَتَقِّ اللَّهَ فِي الشَطْرِ البَاقِي

)).


" وذلك لأنّ أعظم البلاء القادح في الدين شهوة البطن وشهوة الفرج، وبالمرأة الصّالحة تحصل العفّة عن الزّنا - وهو الشّطر الأوّل –، فيبقى الشّطر

الثّاني وهو شهوة
البطن، فأوصاه بالتّقوى فيه لتكمل ديانته وتحصل استقامته .. وقيّد بالصّالحة لأنّ غيرها - وإن كانت تعفّه عن الزّنا - لكن

ربّما تحمله على التورّط في المهالك وكسب
الحطام من الحرام ".

2) أن يتحلّى – كما ذكرنابصفة الحزم.

ألم تجرؤ الزّوجة على زوجها إلاّ لأنّها رأته خليّا من صفة الحزم، شاغرا من الصّرامة والعزم ؟! فإذا علم الزّوج مفاسد الاستدانة من أجل

الكماليّات والتّحسينيّات، فهو حقّ
عليه التمسّك به.

فإذا اشتهر عن الزّوج أنّه حازم، لا يقبل بالمساومات فيما يرجع بالضّرر على دينه أو شخصيّته، فلن يجرؤ أحدٌ على أن يكلّفه ما لا يطيق، ولا

أن يتدخّل في شأن من شؤونه.


3) أن يعلّمها ويزكّيها:

وذلك بأن يتدارسا سويّا أحكام الشّريعة، أو سير الصّالحين والصّالحات، فإنّ الزّجاجة الفارغة إذا لم تملأها بالماء مُلِئت بالهواء.

والنّفس البشريّة – وخاصّة أيّامنا هذه حيث أقبلت الدّنيا بزينتها وبهجتها – مثلها كمثل العطشان يشرب من البحر، فمتى يذهب ظمأه ؟!

وغالب النّساء – إلاّ من رحم ربّك – يمِلْن إلى المحاكاة والتّقليد، وتعشق كلّ جديد، فتحتاج إلى ما يذكّرها بالصّواب، ويرغّبها في أحكام السنّة

والكتاب.


والله الموفّق لا ربّ سواه
.


عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الجمعة 21 مايو 2010 - 10:23 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 16 مايو 2010 - 15:12




نص السؤال الموجه للشيخ


جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

أحد الإخوة يسأل :
1/ هل هناك ما يسمى تحديد النسل في الإسلام؟؟ و ما حكمه؟؟

هناك من يقول الاصح تنظيم النسل؟؟ كيف يكون ذلك؟؟؟

2/ نرجوا تعليقا على من يرى أن الأولى عدم الزواج بالقريبات؟؟؟

أحسن الله إليك شيخنا المفضال

نص الجواب من الشيخ
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإنّ من مقاصد النّكاح – زيادة على تحقيق الحصانة – أنّه:

- السّبيل إلى امتداد البشريّة امتدادا صحيحا، حيث يقول تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ

مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً
} [النساء: من الآية1]، ويقول:{ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً } [النحل: من

الآية72].

- تكثير الأمّة وحفظها: ولذلك قدّم كثير من العلماء كتاب " النّكاح " في مؤلّفاتهم على أحكام الجهاد، لأنّ الجهاد – وإن كان من أسباب

الحفاظ على حوزة الإسلام والمسلمين – إلاّ أنّ النّكاح هو الّذي تتكاثر به الأمّة الإسلاميّة، وهو الّذي يوجِد الرّجال المجاهدين الّذين يحفظون

الدّيار، ويقومون بواجب العبوديّة لله ربّ العالمين، وقد قرّر كثير من أهل العلم – كما في " حاشية ابن عابدين " و" تحفة الفقهاء "(2/118) –

أنّ:" الاشتغال بالنّكاح مع الحفاظ على الفرائض أفضل من التخلّي لنوافل العبادات، لما يشتمل عليه من القيام بمصالحه، وإعفاف النّفس عن

الحرام، وتربية الولد، ونحو ذلك ".

من أجل ذلك، ثبتت في الشّريعة كثير من الأحكام الّتي تدلّ على تحريم تحديد النّسل، من ذلك:

1- أوّلا: تحريم الخِصاء والتبتّل:

أمّا ( الخصاء ) فهو الشقّ على الأنثيين وانتزاعهما.

وقد روى الطّبري رحمه الله عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّه سئل عن الخصاء، فكرهه – والكراهة عند السّلف هي التّحريم غالبا – ، وقال: فيه

أنزِل قوله تعالى:{ولَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ}.

وممّا يدلّ على نحريم الخصاء، ما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، وَأَنَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي

الْعَنَتَ
، وَلَا أَجِدُ مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ النِّسَاءَ ؟ فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ

صلّى الله عليه وسلّم: (( يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ! جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ فَاخْتَصِ عَلَى ذَلِكَ أَوْ ذَرْ )).

قال العلماء: وليس الأمر فيه للتّخيير، بل هو أسلوب من أساليب التهديد، وهو كقوله تعالى:{وَقُلْ الحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ

فَلْيَكُفُرْ
}.

وإنّما حُرِّم الخصاء لأسباب عدّة – كما قال الحافظ رحمه الله – منها:

1-لأنّه خلاف سنن المرسلين:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} [الرعد: من الآية38].

2-وفيه تحديد للنّسل، والنّسل قد رغّب فيه الله ورسوله.

3-وفيه أيضا من المفاسد تعذيب النّفس.

4-والتّشويه.

5-إدخال الضّرر الذي قد يفضي إلى الهلاك.

6-وفيه إبطال معنى الرجولة.

7-وتغيير خلق الله.

8-وكفر النّعمة، قال الحافظ: لأن خلق الشّخص رجلا من النّعم العظيمة، فإذا أزال ذلك فقد تشبه بالمرأة واختار النقص على الكمال.

ومن الخِصاء لدى الفقهاء تعاطِي الأدوية المُذهبة للشّهوة.

أمّا التبتّل:

فهو الانقطاع عن النّكاح - بالخصاء أو بغيره - وما يتبعه من الملاذّ إلى العبادة وهو منهيّ عنه، ومن الأمور الّتي أحدثها عُبّاد النّصارى كما في قوله تعالى:

{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد: من الآية27]، وروى البخاري عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: "رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى

الله عليه وسلّم عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ ".

وفي التّرمذي والنّسائي وابن ماجه عَنْ سَمُرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم: (( نَهَى عَنْ التَّبَتُّلِ ).

والحديث له طرق وشواهد تقويه.

2- ثانيا: كراهة التزوّج من عقيم:

روى أبو داود عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالَ:

إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ، وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا ؟ قَالَ:

(( لَا )).

ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ:

(( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ )).

فاستنبط العلماء من هذا الحديث كراهة التزوّج من المرأة العقيم، كما ذكره ابن القيّم رحمه الله في " زاد المعاد " (4/252)، إلاّ إذا كان له ذرّية

من غيرها، فلا بأس.

وهذا الحديث وأمثاله تراه شجى في حلوق العلمانيّين، وهذا التّوجيه يدلّ دلالة واضحة أنّ كثرة النّسل فيه من الفوائد الاقتصاديّة والعسكريّة

والسّياسيّة ما الله وحده به عليم، عكس ما يريد أن يُصوّره الأعداء.

وعِوضا من أن يوجّهوا النّاس إلى استثمار أراضي البلاد الإسلاميّة الّتي غالبها عُرِّض للضّياع – كما فُعِل في فلسطين – تراهم يوجّهون النّاس

إلى تحديد النّسل
!!.

وخذ مثالا على ذلك مصر: الّتي يضرب بها المثل في المجاعة، فإنّ 98 % من مساحتها صالح للزّراعة لم يُستثمر منه إلاّ 4 % !! [انظر مجلّة

الإسلام العدد 84] ثم تجد عدد سكّانها يناهز 80 مليونا، وترى الكثافة السكّانيّة 63 نسمة/كم² !! ..

فلماذا لا تدعو الولايات المتّحدة سكّانها إلى تحديد النّسل وعددهم يفوق 230 مليونا ؟! والكثافة في كم الواحد 25 شخصا !!

وهذه انكلترا 55 مليونا وكثافتهم 225 شخصا في كم الواحد !! بل إنّهم يشجّعون على النّسل ويصفون لذلك المكافآت الضّخمة ..

لكنّه العداء للمسلمين .. فتراهم يشجّعون المسلمين على تحديد النّسل، كما نادى من قبل ( وليم شوكلي ) المدرّس بجامعة استانفورد بشيكاغو،

حيث طالب فيه بصراحةبل بوقاحةبتعقيم الزّنوج !! مقابل مكافآت مالية من جانب الحكومة !!

وهذا لا يعني إلاّ شيئا واحدا: الحكم بالإعدام على الجنس الزّنجيّ بأمريكا ..

والعجيب أنّ الولايات المتّحدة وفرنسا – خاصّة – قد بذلوا البلايين من الدّولارات لتحديد نسل الدّول النّامية، منها توزيع أجهزة وحبوب منع الحمل

مجّانا،
وإجراء عمليّات الإجهاض بسريّة تامّة. كلّ ذلك تفعله تحت عنوان المساعدة !!

ولو كانت تريد ذلك حقّا لصرفت تلك البلايين في إصلاح أراضي الدّول النّامية وإنشاء المعامل والمصانع ..

فتحديد النّسل محرّم بغضّ النّظر عن أيّ شيء آخر، أمّا لو اقترن به اعتقاد فاسد، كخوف الرّزق، فهو مظهر من مظاهر الجاهليّة، والجهل

بصفات ربّ البريّة، وهو القائل:{ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً } [الإسراء:31]

أمّا تنظيم النّسل:


فهو المباعدة بين الولادة، وذلك جائز – إذا خلا من الاعتقاد الفاسد وهو خوف ضيق الرّزق -.

وممّا يدلّ على جوازه أنّ له أصلا يدلّ عليه في الشّريعة، فإنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أوشك أن ينهى عن الغيلة، والغيلة أن تحمل منه المرأة

المرضع، روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الأَسَدِيَّةِ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ:

(( لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلاَ يَضُرُّ أَوْلاَدَهُمْ )).

فدلّ ذلك أنّه يُشرع أن لا تحمل المرأة – وذلك بالعزل – لمدّة معيّنة، وأحسنها سنتان، وهي مدّة الرّضاعة، ويجوز أكثر من ذلك ما دام أنّ ليس

فيه تحديدا للنّسل، وإنّ من محاسن ذلك:

1- الحفاظ على صحّة المرأة، فإنّ تواتر الحمل يضرّ بها.

2- الحفاظ على النموّ الأكمل للرّضيع، فإنّ المرأة إذا حملت في مدّة الرّضاع، فإنّ الغذاء يشترك فيه الرّضيع والجنين، اللهمّ إلاّ أن يضمن الزّوج

لزوجته الغذاء الأكمل أيضا.

3- تفرّغ المرأة لتربية أبنائها، فإذا كانت المرأة تلد كلّ سنتين أو ثلاث، فإنّها سترتاح قليلا من عناء الرّضاع والقيام على المولود وغير ذلك

ممّا هو معلوم.

والله تعالى أعلم، وأعزّ وأكرم.



عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الأحد 16 مايو 2010 - 19:50 عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*   *التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات* I_icon_minitimeالأحد 16 مايو 2010 - 15:15








نص السؤال

بارك الله فيك شيخنا
سؤالي شيخنا الفاضل ورعاك الله وحفضك

كيف يؤهل الشاب نفسه من الحاة العزوبيه الى الحياة الزوجية؟

وجزاك الله خيرا




نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإنّ
انتقال الشّاب من طور العزوبيّة إلى الحياة الزّوجية انتقال تفرضه الفطرة
والعادة، إلاّ أنّ الفطرة تحتاج إلى الشِّرعة لتقوّمها، وإلى نورها

كي تبصّرها.

لذلك على الشّباب المسلم أن يكون مؤهّلا لهذه النّقلة العظيمة، وذلك بأن يكون له استعداد نفسيّ، واقتصاديّ، واجتماعيّ.

· أمّا الاستعداد النّفسيّ:

فعليه أن يطرح تلك الأفكار الهدّامة، الّتي تنافي الشّرع والشّهامة، فتراها تتردّد على ألسنة النّاس وكأنّها وحيٌ منزّل، فيقولون:

( رْبَطْ أو خنق روحه )، ونحو ذلك من عبارات التثبيط، وصدق الله القائل:{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ

وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
} [البقرة:268]..

فإنّ الشّيطان يخوّفهم الفقر إن هم أقبلوا على الزّواج، ثمّ يأمرهم بالفحشاء كالزّنا والنّظر المحرّم.

فعلى الشّاب والشابّة أن يستحضرا أنّ الزّواج فيه خصلتان عظيمتان:

1) أنّه عبادة من العبادات: لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ))، وقوله صلّى الله عليه وسلّم:

(( دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ

عَلَى
أَهْلِكَ )).

2) وأنّ الزّواج مكمّل لخصائص الرّجولة والأنوثة: فكثير من الخصائص تكتمل وتتحقّق في ظلال الحياة الزّوجيّة، مثل:

العواطف النّبيلة الّتي يشعر بها كلّ واحد تُجاه الآخر.

ومنها مشاعر الأبوّة والأمومة، وهي من أعظم آيات الله.

ومشاعر العطف والحنان وهي من الرّحمة الّتي يستودعها الله قلوب.

ومن
الخصائص الّتي يتمّمها الزّواج: القيام على الشّيء، وهو المسؤوليّة الّتي
يستشعِرها كلّ من الزّوجين في حقّ الآخر، فهو مسؤول في الدّنيا

والآخرة، كما في الحديث المتّفق عليه: (( وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا

)).

لذلك كان سلف هذه الأمّة يرون الزّواج كمالا، ففي صحيح البخاري عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه:

هَلْ تَزَوَّجْتَ ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَتَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً.

ويقصد بذلك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، بدليل رواية الإمام أحمد: تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَنَا كَانَ أَكْثَرَنَا نِسَاءً صلّى الله عليه وسلّم.

ومن لطائف اللّغة أن سُمّي غير المتزوّج عَزَباً، قال ابن الأثير: " وهو البعيد عن النّكاح ".

روى الطّبراني أنّ ابن مسعود رضي الله عنه قال:" لو لم يبق من عُمُري إلاّ عشرة أيّام لأحببت أن أتزوّج لكيلا ألقى الله تعالى عزبا ".

وما أحسن ما ذكره ابن الجوزي رحمه الله في " تلبيس إبليس " (ص330) عن الإمام أحمد أنّه قال:" ليس العزوبة من أمر الإسلام في شيء،

النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تزوّج أربع عشرة امرأة، ومات عن تسع .. لو كان بشر بن الحارث تزوّج كان قد تمّ أمره كلّه، لو ترك النّاس النّكاح

لم يَغزُوا ولم يحجّوا، ولم يكن كذا وكذا، وقد كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُصبح وما عندهم شيءٌ، وكان يختار النّكاح ويحثّ عليه، وينهى

عن التبتّل، فمن رغب عن فعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فهو على غير حقّ، ويعقوب عليهم السلام في حزنه قد تزوّج ووُلِد له،

والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ ))" اهـ.

· أمّا الاستعداد الاقتصادي:

(( يَا
مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ
)).

ومعنى ( الباءة ): الزّواج والنّكاح، قال الخطّابي: " المراد بالباءة النّكاح ".

وأصل
هذه اللّفظة الموضع الّذي يتبوؤه المرء ويأوي إليه، فسمّي العقد الباءة
لأنّ من شأن من يتزوّج المرأة أن يبوّءَها منزلا. قاله المازريّ.


وقد فسّره كثير من العلماء بالجماع، وصحّحه النّوويّ، أي: من استطاع الجماع الّذي هو الوطء الحلال.

وفسّره بعضهم بأنّ الباءة هي مؤونة الزّواج وتكاليفه.

ولا تعارض بين هذه الأقوال، فتقديره: من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤنه – وهي مؤن النّكاح من المسكن والإنفاق – فليتزوّج،

والدّليل على هذا الجمع ما رواه ابن ماجه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلّى الله عليه وسلّم:

(( النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي
، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي، وَتَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ، وَمَنْ كَانَ ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَيْهِ بِالصِّيَامِ

فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ
)).

- فلا
بدّ للشّاب أن يجهّز المهر المعتبر – بلا تقتير ولا تبذير – [أمّا
التّزويج على مصحف وجلباب فخلاف السنّة، وإنّما ذلك خاصّ بالفقير].


- كما
عليه تجهيز مسكن غير مشترك مع أهله، وليبذُل وسعه في ذلك، اللهمّ إلاّ أن
يتعذّر عليه ذلك، وقد بسطنا الكلام في هذه المسألة بما فيه

كفاية في الإجابة عن أسئلة مضت.


- كما عليه أن يكون قادرا على الإنفاق على أهله بالمعروف، وقد بسطنا الكلام في هذا أيضا بالتّفصيل.

· أمّا الاستعداد الاجتماعي:

فأغلب الأسئلة الّتي طُرِحت في هذه الدّورة كانت متعلّقة ببيان هذا الجانب المهمّ جدّا، فلا بدّ أن يكون:

زوجا رفيقا حكيما، وأبا موجّها رحيما، يحسن معاشرة أهله بالمعروف، ولا يدع جانبا من جوانب علاقاته يطغى على الجانب الآخر.

إذن، فالمؤهّل للانتقال من حياة العزوبيّة إلى الحياة الزّوجية قائم على أمرين اثنين: امتثال الشّرع، والاتّصاف بالوعي،

وكما قال عمر رضي الله عنه في البيوع: ( لا يقربنّ سوقنا إلاّ فَقِيهٌ )، فيقال في هذا المقام: لا يقربنّ عشّ الحياة الزّوجية إلاّ صَالِحٌ نَبِيهٌ.

والله الموفّق لا ربّ سواه




عدل سابقا من قبل سليلة الغرباء في الجمعة 21 مايو 2010 - 10:35 عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

*التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات توميات*

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

 مواضيع مماثلة

-
» الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات-وفقه الله-
» سلسلة الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات-وفقه الله-
»  الدّورة العلمية لتأهيل المقبلين على الحياة الزوجية للشيخ عبد الحليم توميات -مرئي-
» ملف التوجيهات الزكية للمقلين على الحياة الزوجية
» رسائل توجيهية للمقبلين على الحياة الزوجية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: البيـــت المســــلم :: شؤون الأسـرة المسلمـة-