حكم من حرم زوجته بالثلاث في لفظة واحدة (سؤال)

05/07/2009

السلام عليكم ورحمة الله وبعد
ارجوا منكم ان تفتوني فيما يلي:
رجل في تلاسن مع زوجته يقول لها انت محرمة بالثلاث
ثم بعد ذلك يقول لأخ زوجته لقد تلفظة هذه الكلمة تحت طائلة الغظب ولم اكن انوي دون ان يوضح ذلك لزوجته
وما يزال في خصام مع زوجته لحد الآن بعد حوالي 3 أشهر
لا يكلمها ولا ينام في غرفتها وهم في نفس البيت
فما حكم ذلك؟؟؟

25/05/2009

الجواب:
قال شيخ الإسلام رحمه الله:

(وإذا قال لزوجته: أنت علي حرام فهو ظهار، وإن نوى الطلاق، وهو ظاهر مذهب أحمد، والعود هو الوطء وهو المذهب، ولو عَزم على الوطء فأصح القولين لا تستقر الكفارة إلا بالوطء) الأخبار العلمية في الاختيارت الفقهيةجمعها تلميذه علاء الدين البعلي (ص 396)

قلت:وجه ذلك أن الظهار كان طلاقا في الجاهلية، ومع ذلك لم يعتبره الشرع طلاقا لأنه ورد بصريح لفظ التحريم، قال شيخ الإسلام وهو يقرر مسألة ما لو نوى الشخص بلفظه شيئا لا يحتمله اللفظ، قال رحمه الله:

( وَإِذَا قَالَ : أَنْتِ طَالِقٌ بِأَلْفِ( قلت والقائل حسان: ظاهر اللفظ هنا أي مقابل ألف وهذا لأن الباء هنا للمعاوضة) . فَقَالَتْ : قَبِلْت . فَهُوَ مُقَيَّدٌ بِالْعِوَضِ وَهُوَ صَرِيحٌ فِي الْخُلْعِ ؛ لَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الثَّلَاثِ أَلْبَتَّةَ، فَإِذَا نَوَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الثَّلَاثِ، فَقَدْ نَوَى بِاللَّفْظِ مَا لَا يَحْتَمِلُهُ، كَمَا لَوْ نَوَى بِالْخُلْعِ أَنْ تُحَرَّمَ عَلَيْهِ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ . فَنِّيَّتُهُ هَذَا الْحُكْمَ بَاطِلٌ، كَذَلِكَ نِيَّتُهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الثَّلَاثِ بَاطِلٌ، وَكَذَلِكَ لَوْ نَوَى بِالظِّهَارِ الطَّلَاقَ، أَوْ نَوَى بِالْإِيلَاءِ الطَّلَاقَ مُؤَجَّلًا مَعَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَعُدُّونَ الظِّهَارَ طَلَاقًا وَالْإِيلَاءَ طَلَاقًا : فَأَبْطَلَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ذَلِكَ وَحَكَمَ فِي " الْإِيلَاءِ " بِأَنْ يُمْسِكَ بِمَعْرُوفِ أَوْ يُسَرِّحَ بِإِحْسَانِ مَعَ تَرَبُّصِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ . وَحَكَمَ فِي " الظِّهَارِ " بِأَنَّهُ إذَا عَادَ كَمَا قَالَ : كَفَرَ قَبْلَ الْمُمَاسَّةِ وَلَا يَقَعُ بِهِ طَلَاقٌ )مجموع الفتاوى(32/309).

وعليه: فما وقع فيه هذا الزوج فهو صريح في الظهار، فحكمه حكم الظهار وعليه كفارة الظهار وهي تحرير رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا كل ذلك من قبل أن يمس زوجته، والله أعلم

وأما قضية الغضب في مثل هذه المسائل، فيقال عل سبيل الإجمال أن الغضب الذي يرفع تعلّق الحكم بالقول هو الذي يكون معه إغلاق بحيث لا يدري المتكلّم ما خرج من فيه لقوله صلى الله عليه وسلم( لا طلاق ولا عتاق في إغلاق) أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (برقم7525)

قال شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله في عون المعبود: ( قال أبو داود الغلاق أظنه في الغضب ) فعند المصنف رحمه الله معنى الإغلاق الغضب وفسره علماء الغريب بالإكراه وهو قول بن قتيبة والخطابي وبن السيد وغيرهم وقيل الجنون واستبعده المطرزي وقيل الغضب وكذا فسره أحمد ورده بن السيد فقال لو كان كذلك لم يقع على أحد طلاق لأن أحدا لا يطلق حتى يغضب . اهـ (6/187)

قلت: صدق ابن السيد لا أحد يطلق في الغالب حتى يغضب، ولكن إذا حملنا الغضب على درجة تجعل من صاحبها لا يدري بما خرج من فيه يكون حاله كحال المكره المسلوب الإرادة، لما حصل هنا اعتراض، فإنه قد يصل الغضب بالشخص لو قيل له طلقت لم يذكر، بل قد ينكر، وهذا من بديع بلاغة اللفظ النبوي الذي عبّر بلفظ الإغلاق ليشمل كل أنواع الإغلاق من غضب وإكراه، وغيرهما.
والله أعلم
حسّان شعبان

04/06/2009

بارك الله فيك شيخنا الفاضل.
وأودّ أن أستفسر عن أثر ابن عباس قال رضي الله عنه:
إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا، وَقَالَ: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ). يشير إلى قصّة تحريمه مارية.
هل هو صحيح؟
ولو صح كيف نوجهه؟ بارك الله فيك وفي علمك

25/05/2009

الأثر في الصحيحين أخي أبا تمام، وأنا ما أحببت أن أورد الخلاف في المسألة

فهذه المسالة، وهي هل يقع بلفظ التحريم طلاق أو ظهارأوهي يمين كما هو ظاهر كلام ابن عباس رضي الله عنهما، أم على حسب ما نواه المتلفظ خلاف طويل وعريض، وهو ظاهر كلام ابن القيم في الزاد(5/310).

ولكن الذي يميل إليه القلب هو كلام شيخ الإسلام للوجه الذي ذكرته في بداية الجواب، أما أثر ابن عباس رضي الله عنهما على أنه ليس بحديث مرفوع، فهو أقرب لفتوى واجتهاد من صحابي وفهم صحابي، فيحمل على حسب ما قررّه شيخ الإسلام في موضع آخر على أنه لم يوقع التحريم إنما أرد به الحث أو المنع، فالحث كقوله إن لم تفعلي كذا فأنت عليّ حرام، أو المنع إن فعلت كذا فأنت علي حرام، فهذه يقول شيخ الإسلام يمين وكفارتها كفارة يمين، وبهذا يندفع التعارض والإشكال، وانظر الإجابة على سؤال ((ما حكم قول بالحرام ؟)) من هذا المنتدى ( الفتاوى والاستشارات).

قلت: وجه ذلك أنّ من قال أنت علي حرام، وقصد الإيقاع، أصرح من قول من قال أنت على كظهر أمي في التحريم، والله تعالى أعلم

04/06/2009

أحسن الله إليك، وبارك الله في علمك

25/05/2009

وإياك أخي الكريم وفقنا الله جميعا للعلم النافع والعمل الصالح

» هل من النفقة الواجبة على الزوج تحجيج زوجته؟
» هل من يترك زوجته أو إبنته تعمل ديوث ؟؟؟
» 99 صفة يحبها الرجل في زوجته
» نظرة واحدة تكفى من قلب تقى
» كلنا يد واحدة مع أهل دماج ....

حكم من حرم زوجته بالثلاث في لفظة واحدة (سؤال)

حكم من حرم زوجته بالثلاث في لفظة واحدة (سؤال)

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة