الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة Empty
مُساهمةموضوع: وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة   وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة I_icon_minitimeالأحد 30 أغسطس 2009 - 12:09

حكي أن هرقل ملك الروم كتب إلى معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه يسأله :
عن الشيء ولا شيء .. وعن دين لا يقبل الله غيره... وعن مفتاح الصلاة... وعن غرس الجنة... وعن صلاة كل شيء
وعن أربعة فيهم الروح ولم يركضوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء .. وعن
رجل ولا أب له .. وعن رجل لا أم له.. وعن قبر جرى بصاحبه ... وعن قوس قزح
ما هو ... وعن بقعة طلعت عليها الشمس مرة واحدة ولم تطلع عليها قبلها ولا
بعدها .. وعن ظاعن ظعن مرة واحدة ولم يظعن قبلها ولا بعدها ... وعن شجرة
نبتت من غير ماء... وعن شيء تنفس ولا روح له ... وعن اليوم وأمس وغد وبعد
غد ... وعن البرق والرعد وصوته ... وعن المحو الذي في القمر
فقيل لمعاوية لست هناك ومتى أخطأت في شيء من ذلك سقطت من عينه فاكتب إلى ابن عباس يخبرك عن هذه المسائل فكتب إليه فأجابه
أما الشيء فالماء قال الله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )
وأما لا شيء فانها الدنيا تبيد وتفنى
وأما دين لا يقبل الله غيره فلا إله إلا الله
وأما مفتاح الصلاة فالله أكبر
وأما غرس الجنة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
واما صلاة كل شيء فسبحان الله وبحمده
واما الأربعة الذين فيهم الروح ولم يركضوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء فآدم وحواء وناقة صالح وكبش إسماعيل
وأما الرجل الذي لا أب له فالمسيح
وأما الرجل الذي لا ام له فآدم عليه السلام
وأما القبر الذي جرى بصاحبه فحوت يونس عليه السلام سار به في البحر
وأما قوس قزح فأمان من الله لعباده من الغرق
وأما البقعة التي طلعت عليها الشمس مرة واحدة فبطن البحر حين انفلق لبني إسرائيل
وأما الظاعن الذي ظعن مرة ولم يظعن قبلها ولا بعدها فجبل طور سيناء كان
بينه وبين الأرض المقدسة أربع ليال فلما عصت بنو إسرائيل أطاره الله تعالى
بجناحين فنادى مناد إن قبلتم التوراة كشفته عنكم ولا ألقيته عليكم فأخذوا
التوراة معذرين فرده الله تعالى إلى موضعه فذلك قوله تعالى ( وإذا نتقنا
الجبل فوقهم كأنه ظلة ظنوا أنه واقع بهم ) الآية
وأما الشجرة التي تنبت من غير ماء فشجرة اليقطين التي أنبتها الله تعالى
على يونس عليه السلام وأما الشيء الذي يتنفس بلا روح فالصبح قال الله
تعالى ( والصبح إذا تنفس )
وأما اليوم فعمل وأمس فمثل وغد فأجل وبعد غد فأمل
وأما البرق فمخاريق بأيدي الملائكة تضرب بها السحاب
وأما الرعد فاسم الملك الذي يسوق السحاب وصوته زجره
وأما المحو الذي في القمر فقول الله تعالى ( وجعلنا الليل والنهار آيتين
فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) ولولا ذلك المحو لم يعرف
الليل من النهار ولا النهار من الليل ودعا بعض البلغاء لصديق له فقال تمم
الله عليك ما أنت فيه وحقق ظنك فيما ترجوه وتفضل عليك بما لم تحتسبه
********

عرضت على المتوكل جارية شاعرة فقال أبو العيناء يستجيزها أحمد الله كثيرا


فقالت :
حيت أنشأك ضريرا
فقال يا امير المؤمنين:
قد أحسنت في إساءتها فاشترها

***

ما رأيت أبلغ من عائشة رضي الله تعالى عنها ما أغلقت بابا فأرادت فتحه إلا فتحته ولا فتحت بابا فأرادت إغلاقه إلا أغلقته
****

ومن غريب الكنايات الواردة على سبيل الرمز وهو من الذكاء والفصاحة ما حكي
أن رجلا كان أسيرا في بني بكر بن وائل وعزموه على غزو قومه فسألهم في رسول
يرسله إلى قومه فقالوا لا ترسله إلا بحضرتنا لئلا تنذرهم وتحذرهم
فجاؤا بعبد أسود ، فقال له: أتعقل ما أقوله لك
قال: نعم إني لعاقل فأشار بيده إلى الليل
فقال: ما هذا
قال: الليل
قال: ما أراك إلا عاقلا ثم ملأ كفيه من الرمل
وقال: كم هذا
قال: لا أدري وإنه لكثير
فقال: أيما أكثر النجوم أم النيران
قال: كل كثير
فقال: أبلغ قومي التحية وقل لهم يكرموا فلانا يعني أسيرا كان في أيديهم من
بكر بن وائل فإن قومه لي مكرمون وقل لهم إن العرفج قد دنا وشكت النساء
وأمرهم أن يعروا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها وان يركبوا جملي الأصهب
بأمارة ما اكلت معكم حيسا واسألوا عن خبري أخي الحرث فلما أدى العبد
الرسالة إليهم
قالوا: لقد جن الأعور والله ما نعرف له ناقة حمراء ولا جملا أصهب ثم دعوا بأخيه الحرث فقصوا عليه القصة
فقال: قد أنذركم أما قوله قد دنا العرفج يريد أن الرجال قد استلأموا
ولبسوا السلاح وأما قوله شكت النساء أي أخذت الشكاء للسفر واما قوله أعروا
ناقتي الحمراء أي ارتحلوا عن الدهناء واركبوا الجمل الأصهب أي الجبل وأما
قوله أكلت معكم حيسا أي أن أخلاطا من الناس قد عزموا على غزوكم لأن الحيس
يجمع التمر والسمن والأقط فامتثلوا أمره وعرفوا لحن الكلام وعملوا به فنجوا
*****

وأسرت
طيء غلاما من العرب فقدم أبوه ليفديه فاشتطوا عليه فقال أبوه والذي جعل
الفرقدين يمسيان ويصبحان على جبل طيء ما عندي غير ما بذلته ثم انصرف وقال
لقد أعطيته كلاما إن كان فيه خير فهمه فكأنه قال له الزم الفرقدين يعني في
هروبك على جبل طيء ففهم الإبن ما أراده أبوه وفعل ذلك فنجى
****

ومن ذلك قولهم تركت فلانا يأمر وينهي وهو على شرف الموت أي يأمر بالوصية
وينهي عن النوح ويقال ما رأيت فلانا أي ما ضربته في رئته ولا كلمته أي ما
جرحته فإن الكلوم الجراح

****

وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب : إن عليا قد قطعك وأنا وصلتك ولا يرضيني منك إلا أن تلعنه على المنبر
قال أفعل: فصعد المنبر ثم
قال: بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه أيها الناس إن معاوية بن
ابي سفيان قد امرني أن ألعن علي بن أبي طالب فالعنوه فعليه لعنة الله ثم
نزل
فقال له معاوية: إنك لم تبين من لعنت منهما بينه
فقال: والله لا زدت حرفا ولا نقصت حرفا والكلام إلى نية المتكلم
*****

ودخلت امرأة على هرون الرشيد وعنده جماعة من وجوه أصحابه
فقالت: يا أمير المؤمنين أقر الله عينك وفرحك بما آتاك واتم سعدك لقد حكمت فقسطت
فقال لها: من تكونين أيتها المرأة
فقالت: من آل برمك ممن قتلت رجالهم وأخذت أموالهم وسلبت نوالهم
فقال: أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله ونفذ فيهم قدره وأما المال فمردود
إليك ثم التفت إلى الحاضرين من أصحابه فقال أتدرون ما قالت هذه المرأة
فقالوا: ما نراها قالت إلا خيرا
قال: ما أظنكم فهمتم ذلك
أما قولها أقر الله عينك أي أسكنها عن الحركة وإذا سكنت العين عن الحركة عميت
وأما قولها وفرحك بما آتاك فأخذته من قوله تعالى
( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة )
وأما قولها وأتم الله سعدك فأخذته من قول الشاعر
( إذا تم أمر بدا نقصه ... ترقب زوالا إذا قيل تم )
وأما قولها لقد حكمت فقسطت فأخذته من قوله تعالى
( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) فتعجبوا من ذلك

*****

وحكي أن بعضهم دخل على عدوه من النصارى
فقال له: أطال الله بقاءك وأقر عينك وجعل يومي قبل يومك والله إنه ليسرني ما يسرك فأحسن إليه وأجازه على دعائه وامر له بصلة
وكان ذلك دعاء عليه لأن معنى قوله أطال الله بقاءك حصول منفعة المسلمين به في اداء الجزية
واما قوله وأقر عينك فمعناه سكن الله حركتها أي أعماها
وأما قوله وجعل يومي قبل يومك أي جعل الله يومي الذي أدخل فيه الجنة قبل
يومك الذي تدخل فيه النار وأما قوله إنه ليسرني ما يسرك فإن العافية تسره
كما تسر الآخر
فانظر إلى الاشتراك وفائدته ولولا الاشتراك ما تهيأ لمتستر مراد ولا سلم له في التخلص قياد
****

وحكي أن المأمون ولي عاملا على بلاد وكان يعرف منه الجور في حكمه فأرسل
إليه رجلا من أرباب دولته ليمتحنه فلما قدم عليه أظهر له أنه قدم في تجارة
لنفسه ولم يعلمه أن أمير المؤمنين عنده علم منه فأكرم نزله وأحسن إليه
وسأله أن يكتب كتابا إلى أمير المؤمنين المأمون
يشكر سيرته عنده ليزداد فيه أمير المؤمنين رغبة
فكتب كتابا فيه بعد الثناء على أمير المؤمنين
أما بعد فقد قدمنا على فلان فوجدناه : آخذا بالعزم عاملا بالحزم : قد عدل
بين رعيته وساوى في أقضيته: أغنى القاصد وأرضى الوارد وأنزلهم منه منازل
الأولاد: وأذهب ما بينهم من الضغائن والأحقاد : وعمر منهم المساجد
الداثرة: وأفرغهم من عمل الدنيا وشغلهم بعمل الآخرة: وهم مع ذلك داعون
لأمير المؤمنين يريدون النظر إلى وجهه والسلام .
فكان معنى قوله: آخذا بالعزم أي إذا عزم على ظلم أو جور فعله في الحال :
وقوله قد عدل بين رعيته وساوى في أقضيته أي أخذ كل ما معهم حتى ساوى بين
الغني والفقير: وقوله عمر منهم المساجد الداثرة وأفرغهم من عمل الدنيا
وشغلهم بعمل الآخرة يعني أن الكل صاروا فقراء لا يملكون شيئا من الدنيا :
ومعنى قوله يريدون النظر إلى وجه أمير المؤمنين أي ليشكوا حالهم وما نزل
بهم فلما جاء الكتاب إلى المأمون عزله عنهم لوقته وولى عليهم غيره


****

وكما حكي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه لما سأله بعض المعتزلة بحضرة الرشيد ما تقول في القرآن
فقال الشافعي أياي تعني
قال نعم
قال مخلوق فرضى خصمه منه بذلك ولم يرد الشافعي إلا نفسه
*******

وكما حكي عن ابن الجوزي رحمه الله تعالى أنه سئل وهو على المنبر وتحته جماعة من مماليك الخليفة وخاصته وهم فريقان قوم سنية وقوم شيعة
فقيل له من أفضل الخلق بعد رسول الله أبو بكر أم علي رضي الله عنهما
فقال أفضلها بعده من كانت ابنته تحته فأرضى الفريقين ولم يرد إلا أبا بكر
رضي الله عنه لأن الضمير في ابنته يعود إلى أبي بكر رضي الله عنه وهي
عائشة رضي الله عنها وكانت تحت رسول الله والشيعة ظنوا أن الضمير في ابنته
يعود إلى رسول الله وهي فاطمة رضي الله عنها وكانت تحت علي رضي الله عنه
فهذه منه جيدة حسنة وكلمة باتت جفون الفريقين منها وسنة

*****

ولما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز أتته الوفود فإذا فيهم وفد الحجاز فنظر إلى صبي صغير السن وقد أراد أن يتكلم
فقال ليتكلم من هو أسن منك فإنه أحق بالكلام منك
فقال الصبي يا امير المؤمنين لو كان القول كما تقول لكان في مجلسك هذا من هو أحق به منك
قال صدقت فتكلم
فقال يا أمير المؤمنين إنا قدمنا عليك من بلد تحمد الله الذي من علينا بك
ما قدمنا عليك رغبة منا ولا رهبة منك أما عدم الرغبة فقد امنا بك في
منازلنا وأما عدم الرهبة فقد أمنا جورك بعدلك فنحن وفد الشكر والسلام
فقال له عمر رضي الله عنه عظني يا غلام
فقال يا أمير المؤمنين إن أناسا غرهم حلم الله وثناء الناس عليهم فلا تكن
ممن يغره حلم الله وثناء الناس عليه فتزل قدمك وتكون من الذين قال الله
فيهم ( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )
فنظر عمر في سن الغلام فإذا له اثنتا عشرة سنة فأنشدهم عمر رضي الله تعالى عنه
( تعلم فليس المرء يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل )
( فإن كبير القوم لا علم عنده ... صغير إذا التفت عليه المحافل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة   وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة I_icon_minitimeالخميس 10 سبتمبر 2009 - 14:34

ما شاء الله , تبارك الله, ما أجملها من لغة,


يحضرني هنا كلام فصيح للإمام الشافعي رحمه الله.




فقد سأل بعض الناس الإمام الشافعي فقالوا :ما رأيك في واجب و أوجب و غريب وأغرب و صعب و أصعب وقريب و أقرب؟فأجابهم بقوله المأثور:" من واجب الناس أن يتوبوا لكن ترك الذنوب أوجب و الدهر في صروفه عجيب لكن غفلة الناس أعجب و الصبر في النائبات صعب لكن فوات الثواب أصعب و كل ما ترتجي قريب و الموت من دون ذلك أقرب".


و أيضا نلاحظ هنا عبقرية هذه اللغة:

فقدروي أن سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سأل رجلاً عن أمر من الأمور فقال له:



ـ أكان كذا وكذا؟..



فقال:



ـ لا عافاك الله يا أمير المؤمنين.



فقال عمر:



ـ قد عُلِّمتم فلم تتعلموا؛ هلا قلت: لا (و) عافاك الله؟!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة   وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة I_icon_minitimeالخميس 10 سبتمبر 2009 - 18:00

الأصمعي : هو عبد الملك بن قريب بن الأصمعي الباهلي.


وهو أحد علماء اللغة المصنفين فيها، وكان كثير التجوال في البوادي يقتبس علومها ويتلقى أخبارها
ويتحف بها الخلفاء فيكافأ علها بالعطايا الوافرة .

وكان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لا يعطي مالا للشاعر على قصيدة نقلها من غيره.

وكان الخليفة يحفظ ما يسمع من أول مرة ، وله وزير يحفظ القصيدة من مرتين،
و جارية تحفظ القصيدة من ثلاث .
فكان الشاعر يكتب قصيدة ليلقيها أمام الخليفة طمعا في ماله،
فيقول له الخليفة :إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليها ذهبا،
وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا، فيوافق الشاعر ..
ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها الخليفة من أول مرة فيقول له هذه قصيدة منقولة
إنني أحفظها منذ زمن بعيد ويعيد قراءتها عليه ثم يأمر وزيره فيعيدها لأنه سمعها مرتين
ثم يدعو جارته فتعيدها لأنها سمعتها ثلاث مرات وهكذا مع كل الشعراء ويصرفهم دون مقابل.

وأخيرا شكا الشعراء حالهم للأصمعي حين ضاق الأمر بهم فقال لهم : دعوا الأمر لي
فكتب قصيدته المشهورة وتنكر بزي أعرابي وأتى الأمير ليسمعه شعره،
فقال الخليفة : أتعرف الشروط قال : نعم قال : هات القصيدة.

فأنشد الأصمعي يقول :

صـــوت صـفـيـر الـبـلـبـل هــيــج قـلـبـي الـثـمـل

المـاء والـزهـر مــعــــا مــع زهــر لـخـط المـقـل

وأنت يـا ســـيــد لـــي وســيــدي و مـــــولـلــي

فــكــم فــكــم تـيـمـني غــزيـــــــــل عــقــيــقــــــل

قــطــفــتـه مــن وجـنــة مـــن لــثــم ورد الخـجـل

فـــــقــــــــال لا لا لا لا و قــد غـــدا مــهــرول

والــخـــود مــالـت طــربا مــن فـــعـــل هذا الرجل

فــولــولــت وولـــولــت ولــي ولــي يـــا ويـــــــلـلـي

فـــقــالـت لا تــولــولـي وبــيــنــي الـلـــــــــؤلـــــ ـــؤلــي

قــــالــت لـه حـيـن كــذا أنــهــض وجــــــد بـالمـقـل

وفــتــيــة ســقــــــــونــنـي قــهـــــــــــــوة كــالـعــسـلـلي

شــمــمـتــهــا بـأنــفـــــــي أزكـــــــى مــــــن الــقــرنــفــل

فـي وسـط بـسـتــان حـلـي بـالــزهــر والــســـرور لـي

والــعــود دنــدنــدن لي والــطــبــل طـبـطـب طـبـلي

طـــبــطــب طــبــطـــــــــب طــبــطــب طــبــــــــــطـب لـــي

والـسـقـف ســقــسـق سـق لـي والــرقــص قــد طــاب لـي

شـــوا شــــوا وشــاهــش عـلـى ورق ســــفـــرجــــل

وغــرد الــقــمــري يـصيح مـــلـــل فـــي مــلــلـــــــــــي

ولــو تــرانــي راكــبــــا عـلـى حــمــــــــــار أهـــــزل

يــمــشــي عـلـى ثـلاثـــــــة كــمــشــيـــــــة الــعــرنــجــل

والـنـاس تـرجـم جـمــلي فــي الــســوق بالــقـلـقـلـلـي

والـكـل كــعـكــــــع كـعـكـع خـلـفـي ومـن حــــويـلـلـي

لـكـن مــشــيــت هــاربـــا مـن خــشــيــــة الــعــقـنـقـل

إلـــــى لــقـــــــــــاء مـلـك مــعــظـــم مـــبــجـــــــــل

يـأمــــــــــــر لـي بِـخِـلـعَــةٍ حـــمــراء كــالـدم دم لــــي

أجـــــــــر فــيــهـا مـاشـيا مــبــغــــــددا لـلــــذيـــــــــل

أنـــا الأديــب الألـمــعـي مــــن حــي أرض الـمــوصـل

ـظــمــت قـطعا زخـرفـت يــعــجــز عــنــهــا الأدبـل

أقــول فـي مـــطــلــعــهـا صــــوت صــفــيــر الــبـلبل

فلم يستطيع الخليفة حفظها لصعوبة كلماتها وتنوع معانيها.

وهكذا كان مع الغلام والجارية فقال له الخليفة: أحضر ما كتبته عليها لنعطيك وزنه ذهبا
فقال الأصمعي : كتبتها على عمود رخام وهو على ظهر الناقة لا يحمله إلا أربعة من الجنود.

عندها أطال الوزير النظر في وجه الأصمعي بتمعن ثم التفت إلى الخليفة
وقال له : والله لا يفعل هذا إلا الأصمعي،
فقال له الخليفة : ما دفعك لهذا فقص له الأصمعي ما سمعه من الشعراء فابتسم الخليفة حين عرف حيلته
ووعده أن يعطي الشعراء حقهم من أجل تشجيعهم




































.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

وعندما تنطق الفصاحة وبراعة الحكمة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الحكمة من لعق الاصابع بعد الاكل
» الاسلوب الدعوي (الحكمة)
» الحكمة من نزول القرآن مفرقاً...
» وتنطق الحكمة أمام من يفهمها
» الحكمة في تفاوت الناس في الرزق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: اللّغـــات و علومها :: اللغة العربيــة وعلومهـا-