حول شراء سيارة لم تتحرّر ذمّة بائعها من المطالبات البنكية

24/07/2009

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم : شخص يسأل عن حكم شراء سيارة لم تتحرّر ذمّة مالكها الأصلي من البنك وإليك صورة المعاملة :
شخص (أ) إشترى سيارة بالتقسيط عن طريق تمويل بنكي من المؤسسة (س) مع التعهد (عقد) بتسديد أقساط شهرية قدرها (....) على مدى 24 شهرا
قبل نهاية هذه المدة (24 شهر) أراد الشخص (أ) بيع سيارته لشخص آخر (ب) بسعر محدّد على أن يسلمها له حالا إلاّ أنّ طبيعة الملكية المتعلّقة بذمة السيارة جعلتهما يتّفقان على أن لا يتكاتبا إلاّ بعد مضي الأربعة والعشرين شهرا أي حتى تتحرّر الذمة المالية ل (أ) .. فما حكم هذه المعاملة بالنسبة للشخص (ب) وشكرا؟

23/03/2009

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فالمشكل الأساس في هذه المعاملة ليس في بيع ما يملك أو ما لا يملك، وإنّما المشكل في وجود البنك في هذه المعاملة.
فلا تخلو وجود البنك من حالتين:
الأولى: أن يكون البنك هو البائع، فيكون البيع حينها حلالا، لأنّه بيع مستجمِعٌ لكلّ الشّروط. وهذا ما ليس بواقع.
الثّانية: أن يكون البنك وسيطا بين المشتري والمؤسّسة، فالبنك يقرِض المستفيد – ولا يسمّي ذلك قرضا تمويها - ويأخذ مقابل ذلك التّأجيل فوائد، وهناك فرق بين الحالتين، ففي الأولى هو بيع، وفي الثّانية هو عين الرّبا، {وَأَحَلَّ اللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}.
بغضّ النّظر أنّ ثمّة أمورا أخرى تمنع من هذه المعاملة، منها:
- أنّ المشتري في الحقيقة مستأجر، فهو لن يملك السّيّارة ملكا تامّا حتّى يسدّد آخر قسط من المبلغ ! وهذان عقدان في عقد واحد.
- ناهيك عن الظّلم الّذي يلحقه إذا ما عجز عن أداء الأقساط الأخيرة ! والله تعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}.
أمّا إذا كان السّائل مسرفا على نفسه وأبى إلاّ المضيّ في هذه المعاملة، فالجواب عن سؤال الأخ:
فالبائع إمّا أنّه مالكٌ للسيّارة ملكا تامّا أو لا:
أ) فإن كان في نظر القانون قد ملكها، فيجوز له بيعُها.
ب) وإن كان لم يملك السيّارة ملكا تامّا، ولم تتحرّر ذمّته من المعاملة، فلا يجوز أن يبيعها لغيره، إلاّ أن يتخلّص من تسديد ما عليه. وقد (( نَهَىالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم عَنْ بَيْعِ مَا لاَ يَمْلِكُ ))
ذلك؛ لأنّه ربّما لم يدفع بقيّة الأقساط الّتي عليه إمّا: لعجز، أو تحيل، فتُسْحَبُ السيّارة من المشتري لها.
والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم، والهادي للّتي هي أقوم.

» هل تصحّ هذه المعاملة البنكية ؟
» ولم يرقبوا في الأمّة ولا في الدّين إلاّ ولا ذمّة...
» حكم شراء دفتر الحج
» برنامج الذي تستطيع من خلاله الحصول على اي صوت...طيور او ماء او سيارة أو...
» قبل شراء جهاز جديد.. أريد أفضل كمبيوتر في العالم!

حول شراء سيارة لم تتحرّر ذمّة بائعها من المطالبات البنكية

حول شراء سيارة لم تتحرّر ذمّة بائعها من المطالبات البنكية

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة