وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
الجواب عن السّؤال الاوّل:
الّذي أدين الله به أنّه لا يحلّ البقاء بعد أداء العمرة إلى غاية موسم الحجّ من غير ترخيص من قِبًل السّلطات السّعوديّة.
ذلك، لأنّك دخلت تلكم البلاد بمقتضى العقد ( وهي التأشيرة )، فيجب الالتزام بما خوّلته لك تلك التأشيرة، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، وقال سبحانه:{ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ نَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}.
وعلى ما ذكرت لك فتاوى أهل العلم هناك.
نعم، هناك من أجاز نقض هذا العهد إذا لم يكن حجّ حجّة الإسلام، ولكن في ذلك نظر؛ لأنّ حجة الإسلام قد فرضها الله مشروطةً بالاستطاعة، والوقوع في المعصية أحد الموانع من الحجّ، شأن المرأة الّتي لم تجِد محرما، فما عند الله تعالى لا يُنال بالحرام. {مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ}.
لنجعل شعارنا ودثارنا قول مولانا وبارئنا:{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)}
الجواب عن السّؤال الثّاني:
إنّما أوجّه إليك نصيحة أخٍ لأخيه، في أسطرٍ معدودات، فكن منها على ذُكر:
أ‌) هل هناك تزاحم بين مواصلة دراسة الطبّ، والاطّلاع ودراسة بعض العلوم الشّرعيّة ؟
أظنّك لو أحسنت إدارة الوقت، فتدرس مادّة من الموادّ الشّرعيّة خلال أشهر أو سنة، فإنّك تكون على خير كبير.
أمّا حلقات المسجد فيُطالب بها الجميع لتحصيل الإيمان، والعيش في ظلال الإحسان.
ب‌) هل أنت متقِنٌ لما تدرسُه في علم الطبّ ؟ فإن كان ذاك فأنت على ثغرة مهمّة، فالطّبيب المتديّن الثّقة الّذي يدرس الشّريعة يؤدّي رسالته على أكمل وجه. فكن على الثّغر ولا تفرّ من الزّحف.
ت‌) أمّا إن كانت دراستك للطبّ يشوبها الملل، والكسل والكلل، فتصير نسخة طبق الأصل لكثير ممّن نراهم اليوم يلعبون بأرواح المؤمنين، فإنّ عليك تغيير الوِجهة إلى كلّية الشّريعة، ووفّقك الله.
ث‌) أخيرا، لا بدّ من مراعاة شعور الوالدين في هذه القضيّة، وأن تُحاوِرهما مرارا وتكرارا، حتّى ترى أنّهما وافقا على تحوّلك.
والله أعلم.